المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409079
يتصفح الموقع حاليا : 370

البحث

البحث

عرض المادة

هل يتناقض المسيح؟

وتظهر الأناجيل المسيح متناقضاً مع نفسه في أقواله، ومرد ذلك إلى تناقض الإنجيليين الأربعة، أو تناقض الواحد منهم مع نفسه.

[بطرس شيطان أم رسول؟]

يتناقض متى في صفحة واحدة وهو يتحدث عن رأي المسيح في بطرس، فقد قال له: " طوبى لك يا سمعان بن يونا. إن لحماً ودماً لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات .. أنت بطرس ... وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماوات، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السماوات ... ".

ولكنه ناقض ذلك بعده بسطور حين قال عنه: " قال لبطرس: اذهب عني يا شيطان. أنت معثرة لي، لأنك لا تهتم بما لله، لكن بما للناس " (متى 16/ 17 - 23).

ثم يتحدث متى عن إنكار بطرس للمسيح في ليلة المحاكمة بل وصدور اللعن والسب منه (انظر متى 26/ 74).

ثم يقول عنه في موضع آخر: " متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً، تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر " (متى 19/ 28)، فأي الأقوال تصدق في حق بطرس، وجميعها منسوبة للمسيح؟

[هل المحايد معنا أو ضدنا؟]

ومن التناقض الذي نسبه الإنجيليون إلى المسيح عليه السلام ما زعمه متى أن المسيح قال لتلاميذه: " من ليس معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو يفرق " (متى 12/ 30).

وهذا يناقض ما ذكره مرقس عنه: " من ليس علينا فهو معنا " (مرقس 9/ 40)، فبأي الهديين يهتدي التلاميذ.

[ما هو موقف المسيح من أعدائه؟]

ويعود لوقا للتناقض فينسب إلى المسيح موقفين متناقضين من الأعداء، فزعم مرة أنه أمر بمحبتهم فقال:" أحبوا أعداءكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وباركوا لاعنيكم " (لوقا 6/ 27 - 38).

لكنه نسب إلى المسيح مناقضة ذلك عندما ذكر - على لسانه - مثل الأمناء العشرة الذي ضربه المسيح لمملكته، وقد تمثل فيه قول الملك الذي رفضه شعبه، فقال: " أما أعدائي الذين لم يريدوا أن أملك عليهم، فأتوا بهم إلى هنا، واذبحوهم قدامي " (لوقا 19/ 27) (1)، فأي الهديين في المعاملة مع الأعداء صدر من المسيح؟

[هل المطلوب بغض الوالدين أم محبتهما؟]

ومن التناقض أيضاً ما وقع فيه لوقا حين زعم أن المسيح قال: " إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته، حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون تلميذاً " (لوقا 14/ 26).

ثم في موضع آخر يذكر لوقا أن رجلاً سأل المسيح عن طريق الحياة الأبدية فكان من إجابته "أكرم أباك وأمك " (لوقا 18/ 20).

وفي مرقس أن المسيح قال: " تحب قريبك كنفسك " (مرقس 12/ 31)، فهل المطلوب من التلاميذ بغض الوالدين أم محبتهما وإكرامهما؟

[هل يعقل أن يكون مصير المسيح عليه السلام جهنم؟]

وتتناقض الأناجيل حين تذكر أن المسيح توعد الذين يشتمون إخوانهم بالنار، ثم تزعم أنه صنعه، فقد قال: " ومن قال: يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم" (متى 5/ 22).

في حين أن لوقا زعم أن المسيح قال لتلميذيه اللذين لم يعرفاه بعد القيامة: " أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء" (لوقا 24/ 25)، وأنه قال لبطرس: "اذهب عني يا شيطان " (متى 16/ 23).

وخاطبه في موطن آخر: "يا قليل الإيمان لماذا شككت " (متى 14/ 31)، فهل يحكم النصارى على المسيح باستحقاقه النار، أم يحكمون على هذه النصوص بالقصور والتناقض.

 


(1) يرى القس الدكتور إبراهيم سعيد أن هذا النص يتحدث عن دينونة المسيح لليهود الرافضين لتمليكه عليهم، وأنه تحقق في "خراب أورشليم والمعاملة السيئة التي عومل بها اليهود في كل العالم .. على أن هذا القول لا يعني اليهود وحدهم، بل يشمل كل من كان على شاكلتهم". شرح بشارة لوقا، ص (473).

  • الخميس PM 03:22
    2022-05-12
  • 728
Powered by: GateGold