المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409172
يتصفح الموقع حاليا : 356

البحث

البحث

عرض المادة

العهد الجديد عند النصارى

يقر النصارى بأن الأناجيل كتبت على يد تلاميذ المسيح - عليه السلام - وتلاميذهم، فكيف أضحت كتابات بعض البشر مقدسة؟

تبنت الكنيسة في مجمع الفاتيكان المنعقد عام 1869 - 1870م قراراً يقول عن أسفار الكتاب المقدس بعهديه " كتبت بإلهام من الروح القدس، مؤلفها الله، وأعطيت هكذا للكنيسة".

وقبل أن يمضي قرن كامل عقد مجمع آخر في الفاتيكان 1962 - 1965م، وقرر هذا المجمع - الذي بحث المشكلة الصعبة التي تواجه الدراسات النقدية للكتاب المقدس - بأغلبية 2344 مجتمعاً، وبمعارضة ستة فقط - قرر الاعتراف بعجز التوراة، وأن " امتيازاً بارزاً مستحقاً للأناجيل .. وقد نقلوها إلينا بإلهام إلهي من الروح.

تؤكد الكنيسة بحزم ومثابرة عظمى أن الأناجيل الأربعة - التي أكدت دونما تردد صفتها التاريخية - تنقل بأمانة ما فعله وعلمه المسيح ابن الله ... فالكتاب المقدسون ألفوا الأناجيل الأربعة، بحيث يكشفون لنا دوماً عن المسيح أشياء حقيقية وصادقة ". (1)

لقد غيروا بعض الشيء، فالكتاب ليس مؤلفه الله، بل الإنجيليون، ولكن بإلهام من روح القدس، وهو ما يؤكده " موجز تاريخ الأمة القبطية " حين يقول: "الكتاب المقدس هو مجموع الأسفار التي كتبها رجال الله القديسون بإلهام من الروح القدس في أوقات مختلفة ".

ولا يعتقد المسيحيون بالوحي الحرفي الذي يعتقده المسلمون في القرآن، فهم لا يقولون بأن الأناجيل نزلت على كاتبيها من الله أو الملائكة حرفاً حرفاً، وكلمة كلمة، بل " نريد أن الله عز وجل إذا ما قصد بسمو لطفه وحكمته أن يبلغ البشر شيئاً من أسراره، حرك باطناً كاتباً يختاره، فيبعثه على كتابة السفر المقصود، ثم يمده بأيده الخاص ونعمته الممتازة، ويلهمه اختيار الحوادث والظروف والأعمال والأقوال التي شاء سبحانه وتعالى رقمها لفائدة عباده.

وكان له رقيباً ومرشداً، وعصمه من الخطأ في نقلها وتسطيرها إفراداً وإجمالاً، بحيث إنه لا ينقل إلا ما ألهمه الله إياه ... وهذا كافٍ لأن يعزى الكتاب إلى الله ".

ويشرح المنصر كارل جوتليب بافندر اعتقاد النصارى في الوحي فيقول: "واعتقادنا: أن الأنبياء والحواريين وإن كانوا قابلي السهو والنسيان في جميع الأمور، لكنهم معصومون في التبليغ والتحرير، إن ظهر لأحد في موضع من المواضع في تحريرهم اختلاف أو محال عقلي، فذلك دليل نقصان علمه وفهمه". (2)

ويتلخص الرأي النصراني باعتبار الأناجيل والرسائل كلمة الله التي ألهمها الروح القدس لبعض تلاميذ المسيح وتلاميذهم، فكانت هذه الكتابات مقدسة بهذا الاعتبار.

 


(1) اختلافات في تراجم الكتاب المقدس، أحمد عبد الوهاب، ص (91 - 92).

(2) إظهار الحق، رحمة الله الهندي (1/ 39 - 42).

  • الخميس AM 11:27
    2022-05-12
  • 647
Powered by: GateGold