المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409027
يتصفح الموقع حاليا : 291

البحث

البحث

عرض المادة

تنبوءات العهد الجديد بنجاة المسيح

إن خبر تنبؤ المسيح بقتله وصلبه - كما يذكر الإنجيليون - معارَض بنصوص كثيرة، أخبر المسيح تلاميذه فيها بنجاته، بل أعلنها على ملأ اليهود، وتحداهم، وأخبر بأنه غلبهم، وغلب العالم.

وقد تجاهل النصارى هذه الروايات، ولم يلتفتوا إلى الأناجيل وهي تنقل - على استحياء - عن المسيح شهادته بنجاته في نصوص عديدة:

- ومنها قوله حسب ما جاء في يوحنا: " فأرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداماً ليمسكوه، فقال لهم يسوع: أنا معكم زماناً يسيراً بعد، ثم أمضي إلى الذي أرسلني، ستطلبونني ولا تجدونني، وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا " فمتى حقق المسيح هذه النبوءة؟ متى بحث عنه اليهود فلم يجدوه؟ إنه ولا ريب يوم جاءوا للقبض عليه، فنجاه الله وأخذه إلى المكان الذي لا يقدرون عليه، إلى السماوات العلا.

وقد فهم منه اليهود أنه أراد نجاته منهم " فقال اليهود فيما بينهم: إلى أين هذا مزمع أن يذهب حتى لا نجده نحن؟ ألعله مزمع أن يذهب إلى شتات اليونانيين، ويعلم اليونانيين؟ ما هذا القول الذي قال: ستطلبونني ولا تجدونني، وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا؟ " (يوحنا 7/ 32 - 36).

- ومرة أخرى، جاهر المسيح بنجاته منهم قائلاً: " أعلم من أين أتيت، وإلى أين أذهب، وأما أنتم، فلا تعلمون من أين آتي، ولا إلى أين أذهب ... قال لهم يسوع أيضاً: أنا أمضي، وستطلبونني وتموتون في خطيتكم، حيث أمضى أنا، لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال اليهود: ألعله يقتل نفسه حتى يقول: حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال لهم: أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق، أنتم من هذا العالم ...

فقال لهم يسوع: متى رفعتم ابن الإنسان، فحينئذ تفهمون إني أنا هو، ولست أفعل شيئاً من نفسي، بل أتكلم بهذا كما علمني أبي، والذي أرسلني هو معي، ولم يتركني الأب وحدي، لأني في كل حين أفعل ما يرضيه " (يوحنا 8/ 21 - 29).

- ثم مرة أخرى، لما أعطى يهوذا اللقمة قال لتلاميذه: " يا أولادي أنا معكم زماناً قليلاً بعد، ستطلبونني، وكما قلت لليهود: حيث أذهب أنا، لا تقدرون أنتم أن تأتوا، أقول لكم أنتم الآن ... قال له سمعان بطرس: يا سيد، إلى أين تذهب، أجابه يسوع: حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني، ولكنك ستتبعني أخيراً " (يوحنا 13/ 32 - 36)، ولا يمكن أن يكون مقصوده الموت، فإنه مقدور لكل أحد.

- ومنها أيضاً قول المصلوب (يهوذا) وهو في المحاكمة: " من الآن يكون ابن الإنسان جالساً عن يمين قوة الله " (لوقا 22/ 69) فقد رأى يهوذا نجاة المسيح بما رآه أو سمعه من المسيح عن نجاته، وما شاهده من نجاة المسيح لحظة ألقي الشبه عليه، وهو يخبر أنه في تلك اللحظة، المسيح في السماء، وقد رفع بقوة الله.

- ومن النصوص التي تحدثت أيضاً عن نجاة المسيح قوله: "هو ذا تأتي ساعة وقد أتت الآن، تتفرقون فيها، كل واحد إلى خاصته، وتتركونني وحدي، وأنا لست وحدي، لأن الآب معي، قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام، في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يوحنا 16/ 32 - 33)، وهكذا كان، فقد هربوا جميعاً وتركوه، لكن الله معه، لذا يطلب منهم أن يثقوا أنه غلب العالم، وأن يثقوا أنه في سلام، فأين هذا من القول بصفع المسيح وصلبه وضربه؟

- ومن النصوص الدالة أيضاً على نجاة المسيح قول يوحنا: " من عند الله خرج، وإلى الله يمضي" (يوحنا 13/ 3) ولو كان المقصود الموت، فكل الناس إلى الله تمضي، والقول بأن مضيه إنما يكون بعد الدفن ثلاثاً، يحتاج لدليل يثبت ذلك.

- ومن النصوص الدالة أيضاً على نجاة المسيح ما جاء في متى " فقال لهم يسوع: هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا مادام العريس معهم؛ ولكن ستأتي أيام، حين يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون " (متى 9/ 15)، ومقصده رفعه للسماء.

- ومن ذلك أيضاً: أن في أقوال بولس ما يجعل حادثة الصلب قضية غير مسلم أنها حصلت للمسيح، ويُرى ذلك بالإمعان في هذه الأقوال، يقول بولس: "أما نحن فنكرز بالمسيح مصلوباً، شكاً لليهود، وجهالة للأمم " (كورنثوس (1) 1/ 23).

- ويشهد الكاتب المجهول لرسالة العبرانيين بنجاة المسيح من الصلب، حين قال في وصف ملكي صادق: " لأن ملكي صادق هذا ملك ساليم، كاهن الله العلي .. بلا أب، وبلا أم، بلا نسب، لا بداءة أيام له، ولا نهاية حياة، بل هو مشبه بابن الله، هذا يبقى إلى الأبد " (عبرانيين 7/ 1 - 3) فيفهم من قوله هذا، أن ليس للمسيح نهاية أرضية سابقة، كما هو الحال في ملكي صادق!

- لكن يبقى أظهر أدلة نجاة المسيح ما قاله كاتب رسالة العبرانيين عن المسيح:

" الذي في أيام جسده، إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت، وسمع له من أجل تقواه" (عبرانيين 5/ 7).

فهذا النص، شهادة ناطقة، بأن الله استجاب للمسيح تضرعه في تلك الليلة التي قضاها في بستان جثماني، وصرف عنه ما كان يحذره ويخافه من الصلب والبلاء، وهذا ما تيقنه المسيح من ربه " أيها الآب أشكرك، لأنك سمعت لي، وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي" (يوحنا 11/ 40 - 41).

وقد رأى المحققون في هذه النصوص نبوءات تتكامل لتؤكد حقيقة واضحة تفيد بنجاة المسيح عليه السلام من يد أعدائه، وأنه سيرفع للسماء، فهو المكان الذي لا يقدرون عليه، ولا يمكن أن يكون مقصده من هذه الأقوال الموت، فإن ذلك أمر يطيقه كل أحد، كما أن أحداً لا يتحدى أعداءه بأنه سيموت وهم لن يستطيعوه.

لقد كان المسيح يتحدى أعداءه وهو يقول: " هو ذا بيتكم، يترك لكم خراباً، لأني أقول لكم: إنكم لا ترونني من الآن، حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب " (متى 23/ 28 - 29).

 

  • الاربعاء AM 11:35
    2022-05-11
  • 731
Powered by: GateGold