المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417554
يتصفح الموقع حاليا : 215

البحث

البحث

عرض المادة

يقول تعالى ( أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ) لم جاءت صافات اسما ويقبضن فعلا ؟

ونبدأ معا باسم الفاعل .. اخذنا سابقا ان الاسم أثبت وآكد من الفعل لأن الفعل يرتبط بزمن محدد ننظر معا في قوله سبحانه وتعالى لنتأكد من ذلك .. يقول تعالى في سورة الأعراف ( سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ ) (دعوتموهم) جاءت فعل (صامتون) جاءت اسم لما ؟ فسرها النحاة وأهل التفسير أن الصمت هو الاصل في الانسان اما الكلام فشيء طارئ أو عارض فعبر عن الأصل بالاسم صامتون وعبر عن الفعل الطارئ أو الحدث الطارئ بالفعل ( ادعوتموهم ) كذلك في قوله سبحانه وتعالى ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ) (صافات) اسم ، (يقبضن) فعل .. لم يقل صافات وقابضات أو لم يقل يصففن ويقبضن .. قال صافات عبر عنها عن حركة فرد الطير لجناحيه ثم عبر عنها بالاسم ثم عبر عن قبض الجناح بالفعل .. أثبت العلم الحديث أن الأصل في حركة الطير هي صف الجناح هذا هو الأصل .. اما قبض الجناح فهي حركة طارئة عبر عن الأصل بالاسم صافات وعبر عن الفعل الطارئ بـ يقبضن .. اتفقنا سويا أن القرآن دقيق جدا جدا جدا في تعبيراته .. طيب 

اسم الفاعل كما رأينا يدل على الثبات والتوكيد وهذا هو الأصل فيه كما تناولنا سابقا أن اسم الفاعل يدل على الماضي والحال والاستقبال وعرضنا في فيديو سابق لبعض الامثلة لهذا الأمر وعلى السريع اعرض لكم مثالين آخرين : ( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ) (فالق) اسم فاعل فلق يفلق وسيفلق فالفعل مستمر في الازمنة الثلاثة كذلك كما قلنا سابقا ( وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ ) (معذبهم) اسم فاعل دل على نفي حدوث الفعل في الماضي والحال والاستقبال .. إذا الأصل في اسم الفاعل انه يدل على الماضي والحال والاستقبال وقد عرف النحاة اسم الفاعل بأنه يدل على الحدث وفاعله وعرّفه الكوفيون بأنه الحدث الدائم .. هذا بالنسبة لدلالة اسم الفاعل على الماضي والحال والاستقبال كذلك فقد يدل اسم الفاعل على نسبة الصفة لشخص أو لشيء نجد ذلك في نسبة صفة حائض وحامل ومرضع للنساء .. فهي صفات ٌ تختص بالنساء فحامل بمعنى ذات حمل .. مرضع بمعنى ذات ارضاع .. حائض بمعنى ذات حيض .. وقلت سابقا ان هذه الصفات لو أنثت دلت على الحدث نجد ذلك في قوله سبحانه وتعالى ( ٱلسَّمَاۤءُ مُنفَطِرُۢ بِهِ ) (منفطر) لم يقل منفطرة .. فالسماء منفطر أي ذات انفطار وهي صفة للسماء .. كذلك في قوله ( جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ) (عاصف) صفة الريح أي ذات عصف فهي صفة ثابتة للريح .. ثم نجد دقة القرآن العظيم وجمال بديعه وبيانه في قوله سبحانه وتعالى ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً ) (عاصفة) لم يقل عاصف .. فعاصف اتفقنا انها ذات عصف فتدل على الشدة .. صفة فيها تدل على الشدة .. أما حينما جاء على ذكر سليمان قال ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً ) اي تعصف .. تتحرك .. سخرها الله سبحانه وتعالى لسليمان فجاءت بالتأنيث لتدل على الحدث وليست صفة في ذاتها .. كذلك فإن اسم الفاعل قد يدل على حدوث الفعل في الماضي فقط أو الحال فقط أو الاستقبال فقط ولكن الفرق بينه وبين الفعل الماضي او الفعل المضارع او الفعل الدال على الاستقبال انه أثبت وآكد فحينما تقول أنا صائم امس .. أي أنك صمت أمس .. لم استخدمت اسم الفعل لأنه أثبت وآكد من الفعل الماضي .. كذلك أنا صائم إن أردت صائم الآن .. أثبت من أنا أصوم كذلك أنا صائم غدا ً فهي تدل على الاستقبال ولكن ما الفرق بينها وبين سأصوم أنك تؤكد حدوث الفعل فلا مجال فيه للشك ، وكما أن اسم الفاعل يدل على التأكيد على حدوث الفعل وثباته فإن نفيه أيضا ً يدل على التأكيد على عدم حدوثه بتاتا ً .

 

  • السبت PM 08:55
    2021-09-11
  • 1069
Powered by: GateGold