المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416106
يتصفح الموقع حاليا : 238

البحث

البحث

عرض المادة

أن ابن عمر كان يتحرى الأماكن التي كان يصلي فيها النبي

أن ابن عمر كان يتحرى الأماكن التي كان يصلي فيها النبي

الجواب: أن ابن عمر ما كان يطلب البركة بفعله هذا وإنما كان يطلب مجرد المتابعة بكل ما فعله النبي في جميع أحواله، حتى قيل إنه كان يدخل الماء في عيونه أثناء الوضوء وحتى أنه أراد الصلاة في كل مكان صلى فيه رسول الله e، وما كان يلمس الأماكن التي كان يعلم أن النبي e وقف أو جلس عندها.

ودليل ذلك: أن ابن عمر كان ينهى عن مس قـبر النبي e كما رواه الذهبي (قال الشيخ شعيب الأرناؤوط « رجاله ثقات» (سير أعلام النبلاء 12/ 373).

أن فهمهم لفعل ابن عمر على أنه من باب التبرك يلزم منه أن الصحابة كانوا يتبركون بالأماكن والآثار الأرضية التي كان يصلي فيها رسول الله e أو يقعد عليها، وهذا ما لا يمكن الإتيان عليه بدليل ثابت من أقوال أصحاب النبي e أو أفعالهم بل يرد ذلك ما ثبت سنده عن عمر أنه قد هلكت الأمم الماضية بتتبع آثار أنبيائها.

أن ما فعله ابن عمر لم يكن يفعله جماهير الصحابة بل والخلفاء الراشدون وهم مصيبون في مخالفتهم له. بل لم يوافق عليه أبوه عمر رضي الله عنه حين رأى قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال: ما هذا؟ قالوا مكان صلى فيه رسول الله قال: « أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصل وإلا فليمض». و« حين بلغه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع عندها النبي e أمر بها فقطعت» (قال الحافظ في الفتح 7/448 إسناده صحيح).

وما فعله عمر وأقره الصحابة عليه هو الصواب لا سيما وهو الخليفة الراشد الذي أمرنا رسول الله e باتباعه فقال « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي».

ولعلك تسأل هذا المخالف: متى كان فعل الصحابي حجة عندهم إذا فعل شيئاً انفرد به عن باقي الصحابة؟ فإن جماهير الصحابة موافقون لفعل عمر رضي الله عنه. فقول الصحابي إذا خالفه نظيره ليس بحجة: فكيف إذا انفرد به عن جماهير الصحابة وعن خليفتهم الذي هو أبوه!!! ولو كان هذا العمل مستحباً لسبقونا إليه.

فهؤلاء تظاهروا بتعظيم رسول الله e بالأقوال وخالفوا أمره بالأفعال وخالفوا طريقة أصحابه الكرام، ومهما دافعوا عن بدعهم وانحرافاتهم بالأدلة الضعيفة السند فإنهم مخالفون لما كان عليه النبي e وأصحابه.

فلم يثبت عن الصحابة احتفالهم بمولد نبيهم e ولا أقاموا الحفلات أو ضربوا الدفوف والطبول بمناسبة مولده ولا كانت لهم طرق صوفية وإنما كانت طريقتهم الوحيدة سنة نبيهم e ولا كانوا يدافعون عن البدعة السيئة، والله لن ينجو هؤلاء إلا أن يتمسكوا بما كان عليه النبي e وأصحابه .

  • الجمعة PM 08:46
    2021-04-30
  • 910
Powered by: GateGold