المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409086
يتصفح الموقع حاليا : 216

البحث

البحث

عرض المادة

التشكيك في نبوته - صلى الله عليه وسلم - بإنكار شفاعته

                        التشكيك في نبوته - صلى الله عليه وسلم - بإنكار شفاعته)*)

مضمون الشبهة:

ينكر بعض المغالطين شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - زاعمين أن القرآن الكريم أنكر الشفاعة عامة، ويمثلون لزعمهم: بقول الله سبحانه وتعالى: )إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون (3)( (يونس)، وقوله سبحانه وتعالى: )ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون (4)( (السجدة)، وقوله سبحانه وتعالى: )قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون (44)( (الزمر)، متوهمين أن في ذلك ما يدل على إنكارها. ويهدفون من وراء ذلك إلى الطعن في نبوته - صلى الله عليه وسلم - والتشكيك فيها.

وجوه إبطال الشبهة:

1)  إن هذه الآيات التي توهموا فيها دليلا على إنكار شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي في الحقيقة إنما تنفي الشفاعة عن الأصنام التي اعتقد المشركون أنها تشفع لهم عند ربهم.

2)  شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثابتة بالقرآن والسنة والإجماع، وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم قديما وحديثا.

3)  إن في شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - من المقاصد والحكم ما جهله هؤلاء فأنكروها، ومن تلك الحكم والمقاصد يتبين أنها أدل مظهر من مظاهر رحمة الله وتكريمه لهذه الأمة ولنبيها صلى الله عليه وسلم.

التفصيل:

أولا. الآيات الكريمة تنفي الشفاعة عن الأصنام لمن يعبدها:

يجدر بنا أن نقف على هذه الآيات لنرى هل جاءت هذه الآيات لتنفي الشفاعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حقا؟! أم أن أصحاب هذه الشبهة قد أخطئوا وضلوا بعيدا بعقولهم وأفئدتهم؟ فالحق - عز وجل - يقول: )إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون (3)( (يونس).

وجاء الحق بمسألة الشفاعة بعد مسألة تدبير الأمر؛ لأن هؤلاء الكافرين الذين تعجبوا من إرسال الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يعبدون ما لا يضرهم ولا ينفعهم، ويقولون: إن تلك الأصنام تشفع لهم عند الله، مصداقا لقول الحق عز وجل: )ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون (18)( (يونس). ولذلك يفصل الحق - سبحانه وتعالى - مسألة الشفاعة، وليس في هذا ما ينفي شفاعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل إنه يؤكدها، وجاءت هذه الآية لأن الكفار على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يقولون عن تلك الأصنام إنهم شفعاء لهم عند الله، فيقول الحق - سبحانه وتعالى - في الآية التي نحن بصدد الحديث عنها: )ما من شفيع إلا من بعد إذنه( (يونس: ٣)؛ لأن الشفاعة تقتضي شافعا ومشفوعا عنده، ومشفوعا له، ومشفوعا فيه، هذه هي عناصر الشفاعة الأربعة، والذي يستشفع هو المقصر، وهؤلاء الكفار قالوا عن الأصنام إنها شفعاء لهم عند الله، وهذا إقرار منهم بالتقصير، كما أقروا بأن المشفوع عنده هو الله، وأما المشفوع فيه فهو تخفيف العذاب أو إنهاء العذاب.

فالمشفوع فيه إذن أمر مشترك، والمشفوع عنده أمر مشترك، أما الأمر في الشافع، والأمر في المشفوع له، فهما مختلفان، ومن المعلوم بداهة أنك لو أردت شفاعة أحد عند أحد للزم الأمر من أن يكون للشفيع درجة عند المشفوع عنده، وأن يأذن له، وإذا كانت هذه هي الحال في الشفاعة من البشر لدى البشر، فما بالنا بالشفاعة للإنسان لدى الله؟ لذلك بين الحق هنا أن الشفيع لا بد أن يكون بإذن منه سبحانه وتعالى: )ما من شفيع إلا من بعد إذنه( (يونس: 3). وفي سورة البقرة يقول سبحانه وتعالى: )من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه( (البقرة: ٢٥٥)، وفي آية أخرى يقول سبحانه وتعالى: )يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا (109)( (طه).

إذن فالشفيع لا بد له من إذن ورضا من الله، أما المشفوع له فقد قال الحق: )ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون (28)( (الأنبياء).

هكذا بين لنا الحق عناصر الشفاعة: الشافع، المشفوع له، والمشفوع عنده، وهو الله سبحانه، والمشفوع فيه وهي الذنوب المعروفة، وهذه الشفاعة جعلها الله - سبحانه وتعالى - للعبد حتى إذا أخطأ علم أن هناك شفاعة فيقبل على الشفيع فيحبه ويتبع أوامره، وقد جعل الحق - سبحانه وتعالى - الشفاعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكريما له صلى الله عليه وسلم، وكذلك في المأذون له في الشفاعة، حتى يعلم المسلم أن الرسول قد يشفع له، وأن المؤمن قد يشفع لأخيه، وأن الأب قد يشفع لابنه، وحين يعلم المسلم ذلك، فهو يحسن إلى كل هؤلاء، لعله يحصل على الشفاعة منهم، ويحسن اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحسن معاملة المؤمنين، ويحسن الابن معاملة والديه، وهكذا يعيش المجتمع في كرامة الشفاعة بعمل الخير وإخلاص النية[1].

وخلاصة القول في هذه المسألة ما ذكره القرطبي في تفسيره إذ يقول: "فلا يشفع أحد؛ نبي ولا غيره إلا بإذنه عز وجل، وهذا رد على الكفار في قولهم فيما عبدوه من دون الله: )ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله(، فأعلمهم الله أن أحدا لا يشفع لأحد إلا بإذنه، فكيف بشفاعة أصنام لا تعقل" [2]؟!! فالقرآن كما بينا نفى أن تكون للآلهة الزائفة شفاعة، وأن يكون للمشركين شفيع يطاع، كما قال الله سبحانه وتعالى: )ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع(18)( (غافر).

فالقرآن يعبر كثيرا عن الشرك بالظلم، وعن المشركين بالظالمين، فإن الشرك ظلم عظيم، بيد أن القرآن أثبت الشفاعة بشرطيها:

الأول: أن تكون بعد إذن الله - عز وجل - للشافع أن يشفع، فلا أحد يملك أن يوجب على الله شيئا كائنا من كان، قال تعالى فى آي الكرسي )من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه( (لبقرة: 255)

الثاني: أن تكون الشفاعة لأهل التوحيد، كما قال - سبحانه وتعالى - في شأن ملائكته: )ولا يشفعون إلا لمن ارتضى( (الأنبياء: ٢٨). وقوله - سبحانه وتعالى - في شأن المكذبين بيوم الدين: )فما تنفعهم شفاعة الشافعين (48)( (المدثر)، يفيد بمفهومه أن ثمة شافعين، وأن غيرهم تنفعه شفاعة الشافعين، وهم من مات على الإيمان، فالقرآن إذن لم ينف مطلق الشفاعة، ولكنه نفى الشفاعة التي ادعاها المشركون والمحرفون، والتي كانت من أسباب فساد كثير من أتباع الديانات، الذين يقترفون الموبقات[3].

ثانيا. ثبوت شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن والسنة والإجماع:

إن شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثابتة بالقرآن والسنة والإجماع ولا خلاف بين أهل العلم في ذلك وهي نوعان:

  1. شفاعة للإنسانية كلها، تنال من آمن من أتباع جميع الأنبياء، وتسمى "الشفاعة العظمى".
  2. شفاعة لأمة الإسلام.

أما الشفاعة العظمى: فثابتة بقوله سبحانه وتعالى: )أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (78) ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا (79)( (الإسراء). فقوله سبحانه وتعالى: )أن يبعثك ربك مقاما محمودا (79)(، )عسى( هنا تفيد القطع والوجوب؛ لأنها من كلام الله تعالى، وهو - سبحانه وتعالى - الخلاق القادر المقتدر، والمعنى: إن الله سيبعثك مقاما محمودا، أي مقاما يحمده لك كل الناس، ولقد فسره - صلى الله عليه وسلم - بأنه: "الشفاعة العظمى".

o  فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في «قوله سبحانه وتعالى: )عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا(، وسئل عنها، فقال: "هي الشفاعة» [4].

o  وعن كعب بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يبعث الناس يوم القيامة، فأكون أنا وأمتي على تل، ويكسوني ربي - سبحانه وتعالى - حلة خضراء، ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول، فذلك المقام المحمود» [5].

o  ومما يثبت شفاعته - صلى الله عليه وسلم - ويؤكدها حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون: أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا عند ربنا، فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ويقول: ائتوا نوحا أول رسول بعثه الله، فيأتونه، فيقول: لست هناكم[6]، ويذكر خطيئته، ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا، فيأتونه، فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته,ائتوا موسى الذي كلمه الله فيأتونه، فيقول: لست هناكم، فيذكر خطيئته، ائتوا عيسى، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر,فأستأذن على ربي، فإذا رأيته وقعت له ساجدا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال لي: ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل يسمع لك، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حدا، ثم أخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجدا مثله في الثالثة أو الرابعة، حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن» [7].

فالحديث فيه بيان أنه - صلى الله عليه وسلم - يشفع للبشر لبدء الحساب، وأول من يحاسب أمته فيشفع لها أيضا صلى الله عليه وسلم، وفيه إثبات الشفاعة العظمى وشفاعته لأمته صلى الله عليه وسلم، وفي رواية أخرى لهذا الحديث: «ثم تلا الآية: )عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا( قال: وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم» [8].

o  ومما يثبت شفاعته - صلى الله عليه وسلم - أيضا قول الله سبحانه وتعالى: )ولسوف يعطيك ربك فترضى (5)( (الضحى)، ومعنى ذلك أن كل نبي حريص على نجاة أمته يوم القيامة، ولقد ذكر - صلى الله عليه وسلم - الأنبياء وحرصهم على أممهم، فدعا الله لأمته فطمأنه سبحانه وتعالى.

o  وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا قول الله - عز وجل - في إبراهيم عليه السلام: )رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم (36)( (إبراهيم)، وقال عيسى عليه السلام: )إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (118)( (المائدة). فرفع يديه وقال: "اللهم أمتي أمتي، وبكى", فقال الله عز وجل: "يا جبريل، اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيك"، فأتاه جبريل - عليه السلام - فسأله وأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قال - وهو أعلم - فقال الله: "يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك، ولا نسوؤك» [9].

ومن هنا فسر بعض الأئمة هذه الآية: )ولسوف يعطيك ربك فترضى (5)( بالشفاعة، يشفع لأمته وللبشرية كلها، ببدء الحساب، ويشفع - صلى الله عليه وسلم - لأمته برفع درجات بعضهم، وبخروج بعضهم من النار؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنه - في تفسير هذه الآية: )ولسوف يعطيك ربك فترضى (5)( قال: لا يرضى محمد - صلى الله عليه وسلم - وأحد من أمته في النار[10]. وفي الحديث تصريح بأن الشفاعة منة من الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الله - سبحانه وتعالى - يرضي بالشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

o  وعن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يخرج قوم من النار بشفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - فيدخلون الجنة يسمون الجهنميين» [11].

o  وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة»[12].

o  وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا» [13].

وفيه أن الشفاعة دعوة، فكل نبي له دعوة عامة في أمته يعطاها، محققة الاستجابة، دعوة لها قدرها، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - لم يدع هذه الدعوة، وإنما ادخرها يسأل الله خيرا لأمته يوم القيامة، وعليه فالشفاعة ليست مشاركة لله، وليست نفوذا للشافع في ملك الله، وإنما الشفاعة رجاء ودعاء، تضرع وبكاء، فيستجيب مالك الأرض والسماء. وفي الحديث أيضا أن الشفاعة لأهل التوحيد، أما من مات على الشرك فلا نصيب له فيها.

o  وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة» [14].

o  عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم، ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة» [15].

ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: «وأعطيت الشفاعة»: أي إن الله - عز وجل - من بها عليه، وأنعم بها عليه، إنها ليست من ذات محمد، إنما هي منة من الله على محمد صلى الله عليه وسلم: )تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض( (البقرة: ٢٥٣)، فهذا كان إثبات بعض من شفاعته - صلى الله عليه وسلم - من القرآن الكريم والسنة النبوية[16].

ولا تقتصر شفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الشفاعة العظمى فقط، بل كانت له شفاعات خاصة لأمة الإسلام منها:

  • شفاعته - صلى الله عليه وسلم - في أهل الكبائر من أمته ممن دخلوا النار أن يخرجوا منها:

فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» [17]، هذه الشفاعة حق يؤمن بها أهل السنة والجماعة كما آمن بها الصحابة رضي الله عنهم.

قال ابن خزيمة: قوله صلى الله عليه وسلم: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» فإنما أراد شفاعتي بعد هذه الشفاعة التي عمت جميع المسلمين، هي شفاعة لمن أدخل النار من المؤمنين بذنوب وخطايا قد ارتكبوها، فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «شفاعتي لأهل الكبائر» أي: من ارتكب من الذنوب الكبائر، فأدخل النار بالكبائر، إذ الله - عز وجل - وعد تكفير الذنوب الصغائر باجتناب الكبائر على ما هو ظاهر وواضح في قوله سبحانه وتعالى: )إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما (31)( (النساء).

ونجد أن الأحاديث تصرح بخروج المذنبين من النار، ومنها:

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم، فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر[18] ضبائر، فبثوا[19] على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة، أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل» [20] [21].

قال النووي: معنى هذا الحديث أن الكفار الذين هم أهل النار، والمستحقون للخلود لا يموتون فيها، ولا يحيون حياة ينتفعون بها، ويستريحون معها، كما قال الله سبحانه وتعالى: )لا يقضى عليهم فيموتوا( (فاطر: ٣٦)، وكما قال سبحانه وتعالى: )ثم لا يموت فيها ولا يحيى (13)( (الأعلى)، وهذا جاء على مذهب أهل الحق، أن نعيم أهل الجنة دائم، وأن عذاب أهل الخلود في النار دائم.

وأما قوله: «ولكن أصابتهم النار» إلى آخره، فمعناه: أن المذنبين من المؤمنين يميتهم الله تعالى إماتة بعد أن يعذبوا المدة التي أرادها الله عز وجل، وهذه إماتة حقيقية يذهب معها الإحساس، ويكون عذابهم على قدر ذنوبهم ثم يميتهم، ثم يكونون محبوسين في النار من غير إحساس المدة التي قدرها الله تعالى، ثم يخرجون من النار موتى قد صاروا فحما فيحملون ضبائر كما تحمل الأمتعة، ويلقون على أنهار الجنة، فيصب عليهم ماء الحياة فيحيون وينبتون نبات الحبة في حميل السيل في سرعة نباتها وضعفها، فتخرج لضعفها صفراء ملتوية ثم تشتد قوتهم بعد ذلك، ويصيرون إلى منازلهم، وتكمل أحوالهم، فهذا هو الظاهر من لفظ الحديث ومعناه.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم «ضبائر ضبائر»قال أهل اللغة: الضبائر جماعات في تفرقة، وأما قوله "فبثوا" معناه: فرقوا[22].

  • شفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأهل الجنة أن يدخلوها:

وذلك أن أهل الجنة إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة، فيقتص لبعضهم من بعض، وهذا القصاص غير القصاص الذي كان في عرصات[23] القيامة، بل هو قصاص أخص، يطهر الله فيه القلوب، ويزيل ما فيها من أحقاد وضغائن، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، ولكنهم إذا أتوا إلى الجنة لا يجدونها مفتوحة، كما يجد ذلك أهل النار، فلا تفتح الأبواب حتى يشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل الجنة أن يدخلوها، فيدخل كل إنسان من باب العمل الذي يكون أكثر اجتهادا فيه من غيره، وإلا فإن المسلم قد يدعى من كل الأبواب.

وهذه الشفاعة يشير إليها القرآن الكريم؛ فإن الله قال في أهل الجنة: )حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها( (الزمر: ٧٣). وهذا يدل على أن هناك شيئا بين وصولهم إليها وبين فتح الأبواب، وهو صريح في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجمع الله - سبحانه وتعالى - الناس، فيقوم المؤمنون حتى تزلف[24] الجنة، فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا، استفتح لنا الجنة» وذكر الحديث وفيه: «فيأتون محمدا فيقوم، فيؤذن له» [25]، وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أنا أول شفيع في الجنة» [26].

  • شفاعته - صلى الله عليه وسلم - في رفع درجات بعض من يدخل الجنة فوق ما كان يقتضيه عمله:

عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «لما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد وهزم الله أصحابه، قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، ورمي أبو عامر في ركبته، رماه جشمى بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه، فقلت: يا عم من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى، فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولى فاتبعته، وجعلت أقول له: ألا تستحي، ألا تثبت فكف فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء[27]، قال: يا ابن أخي، أقرئ النبي - صلى الله عليه وسلم - السلام، وقل له: استغفر لي، واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيرا ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته على سرير مرمل، وعليه فراش، قد أثر السرير بظهره وجنبه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقال: قل له استغفر لي,فدعا بماء فتوضأ، ثم رفع يديه، فقال: "اللهم اغفر لعبيدك أبي عامر"، ورأيت بياض إبطيه، ثم قال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس"، فقلت: ولي فاستغفر، فقال: "اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما". قال أبو بردة: إحداهما لأبي عامر والأخرى لأبي موسى[28]، ولما مات أبو سلمة دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له فيه» [29].

وتؤخذ هذه الشفاعة أيضا من دعاء المؤمنين بعضهم لبعض والدعاء شفاعة كما قال صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا، إلا شفعهم الله فيه»[30].

  • شفاعته - صلى الله عليه وسلم - لعمه أبي طالب في تخفيف العذاب عنه:

مات أبو طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - على الكفر، فعن ابن المسيب عن أبيه قال: «لما حضرت أبا طالب الوفاة.. فذكر الحديث.. حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: "هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله» [31].

وكان أبو طالب في حياته يحسن إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - إحسانا كبيرا مشهورا، وكان من حكمة الله - عز وجل - أن بقي على كفره، وكان أبو طالب ذا وجاهة في قومه، وكانوا يحترمونه، ويعظمونه؛ لذلك صار للنبي - صلى الله عليه وسلم - جانب من الحماية بذلك، ولأجل ما فعله مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد أذن الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يشفع فيه مع أنه كافر.

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر عنده عمه أبو طالب، فقال: «لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح[32] من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه» [33].

وعن العباس بن عبد المطلب، أنه قال: «يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: نعم، هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك[34] الأسفل من النار» [35].

وهذه الشفاعة من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، إذ لا يشفع أحد في كافر غير النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تتعارض شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمه أبي طالب مع قول الله سبحانه وتعالى: )فما تنفعهم شفاعة الشافعين (48)( (المدثر)؛ لأن شفاعته - صلى الله عليه وسلم - من أجل تخفيف العذاب عن عمه، وليست من أجل إخراجه من النار، وهذه الشفاعة تكون تطييبا لقلب الشافع وليست ثوابا للكافر [36]!

فهذه كانت أنواع من الشفاعات التي خص بها النبي - صلى الله عليه وسلم - بفضل الله عليه، ولا يستطيع أحد أن ينكرها أوأن ينفيها.

ثالثا. إن شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - رحمة وفضل من الله تعالى للأمة:

عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة» [37].

وعن عوف بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئا»،[38] وهذه من تمام شفقة النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته، فلقد اختار - صلى الله عليه وسلم - الشفاعة عند ربه لأمته حتى ينعم أكثر أمته بالجنة؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله، من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا» [39]، وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«لكل نبي دعوة دعاها لأمته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» [40].

قال النووي: هذه بشارة عظيمة من النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذه الأمة، زادها الله تعالى شرفا بما وعدها الله تعالى بقوله: «سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك» [41].

ومما سبق يتضح لنا أن شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثابتة في كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا شك فيها ولا مراء، وهذه الشفاعة يوم القيامة هي مما اختص الله بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - تشريفا وتكريما له ولأمته يوم القيامة.

الخلاصة:

  • إن الآيات القرآنية التي يستدل بها أصحاب هذه الشبهة تنفي الشفاعة عن الأصنام، وذلك عندما قال الكفار على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إنها - أي الأصنام - تشفع لنا عند الله، فأوضحت هذه الآيات أن الله - سبحانه وتعالى - لا يقبل الشفاعة إلا من بعد إذن الله عز وجل، وليس في هذا ما ينفي شفاعة الحبيب - صلى الله عليه وسلم - بل إنه يثبتها ويؤكدها.
  • إن شفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثابتة بالقرآن والسنة والإجماع وهي نوعان:
  1. شفاعة للإنسانية كلها، وتسمى "الشفاعة العظمى", وهي الشفاعة من أجل بدء الحساب.
  2. شفاعة لأمة الإسلام.
  • والشفاعة العظمى ثابتة بقوله سبحانه وتعالى: )أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (78) ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا (79)( (الإسراء)، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «في تفسير قوله سبحانه وتعالى: )عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا (79)( وسئل عنها، فقال: "هي الشفاعة» [42].
  • لا تقتصر شفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الشفاعة العظمى، بل له شفاعات أخرى خاصة بأمة الإسلام منها:

o            شفاعته - صلى الله عليه وسلم - في أهل الكبائر من أمته ممن دخلوا النار أن يخرجوا منها.

o            شفاعته لأهل الجنة أن يدخلوها.

o            شفاعته فيمن استحق النار ألا يدخلها.

o            شفاعته في أقوام قد تساوت حسناتهم مع سيئاتهم.

o            شفاعته في رفع درجات بعض من يدخل الجنة فوق ما كان يقتضيه عمله.

o            شفاعته لعمه أبي طالب في تخفيف العذاب عنه.

  • ثم إن شفاعة النبي رحمة، وفضل، وتكريم من الله - عز وجل - لأمة الإسلام، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة» [43].

وهذا من تمام شفقته على أمته، فلقد اختار - صلى الله عليه وسلم - الشفاعة عند ربه لأمته حتى ينعم أكثر أمته بالجنة.

 

 

(*) أسئلة بلا أجوبة، صموئيل عبد المسيح، موقع الكلمة.

[1]. تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، أخبار اليوم، القاهرة، ط1، 1991م، ج9، ص5706: 5710 بتصرف.

[2]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/ 1985م، ج8، ص273 بتصرف.

[3]. كيف نتعامل مع السنة النبوية، د. يوسف القرضاوي، دار الشروق، القاهرة، ط4، 1427هـ/ 2006م، ص122.

[4]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة رضي الله عنه (9733)، والترمذي في سننه، كتاب تفسير القرآن، باب سورة بني إسرائيل (3137)، وصححه الألباني في ظلال الجنة (784).

[5]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكيين، حديث كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه (15821)، وابن حبان في صحيحه، كتاب التاريخ، باب الحوض والشفاعة (6479)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2370).

[6]. لست هناكم: لست أهلا لذلك.

[7]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار (6197)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (495).

[8]. أخرجه البخاري في صحيحه، معلقا بصيغة الجزم، كتاب التوحيد، باب قول الله عز وجل: ) وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة (23) ( (القيامة) (7002).

[9]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمته وبكائه شفقة عليهم (520).

[10]. ذكره السيوطي في الدر المنثور (8/ 542)، وعزاه إلى الخطيب في تلخيص المتشابه.

[11]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار (6198).

[12]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب في قول النبي: "أنا أول الناس يشفع في الجنة" (505).

[13]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب لكل نبي دعوة مستجابة (5945)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب اختباء النبي دعوة الشفاعة لأمته (512)، واللفظ له.

[14]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، سورة بني إسرائيل الإسراء (4442).

[15]. أخرجه البخاري في صحيحه، أوائل كتاب التيمم (328)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، أوائل المساجد ومواضع الصلاة (1191)، واللفظ للبخاري.

[16]. الرد على د. مصطفى محمود في إنكار الشفاعة والرد على اللواء محمد شبل في إنكار يوم عرفة، د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، دار الاعتصام، القاهرة، 1999م، ص30: 36 بتصرف.

[17]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أنس بن مالك رضي الله عنه (13245)، وأبو داود في سننه، كتاب السنة، باب في الشفاعة (4739)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3649).

[18]. الضبائر: الجماعات المتفرقة.

[19]. بث: فرق.

[20]. حميل السيل: ما يحمله السيل من طين وغثاء، والمقصود بذلك سرعة الإنبات.

[21]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار (477).

[22]. صحيح مسلم بشرح النووي، مكتبة نزار مصطفى الباز، الرياض، ط2، 1422هـ/ 2001م، مج2، ج3، ص38.

[23]. العرصات: الساحات.

[24]. تزلف: تقرب.

[25]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (503).

[26]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أول الناس يشفع في الجنة" (506).

[27]. نزا منه الماء: أي: انصب في موضع السهم.

[28]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة أوطاس (4068)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشقريين (6562).

[29]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر (2169).

[30]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه (2242).

[31]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله (1294)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أول الإيمان قول: لا إله إلا الله (141).

[32]. الضحضاح: المكان الذي لا عمق له.

[33]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب قصة أبي طالب (3672)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب شفاعة النبي لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه (535).

[34]. الدرك الأسفل: المنزلة السفلى أو الدنيا.

[35]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب قصة أبي طالب (3670)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب شفاعة النبي لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه (531)، واللفظ له.

[36]. عظمة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والرد على الطاعنين في شخصه الكريم، محمد بيومي، دار مكة للنشر والتوزيع، مصر، ط1، 1426هـ/ 2005م، ص215: 227 بتصرف.

[37]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما (5452)، والطبراني كما في مجمع الزوائد (10/ 686)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3335).

[38]. أخرجه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار، حديث عوف بن مالك الأشجعي الأنصاري رضي الله عنه (24048)، والترمذي في سننه، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب منه (2441)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (56).

[39]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب لكل نبي دعوة مستجابة (5945)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب اختباء النبي دعوة الشفاعة لأمته (512)، واللفظ له.

[40]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب لكل نبي دعوة مستجابة (5946)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب اختباء النبي دعوة الشفاعة لأمته (515)، واللفظ له.

[41]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب دعاء النبي لأمته وبكائه شفقة عليهم (520).

[42]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة رضي الله عنه (9733)، والترمذي في سننه، كتاب تفسير القرآن، باب سورة بني إسرائيل (3137)، وصححه الألباني في ظلال الجنة (784).

[43]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما (5452)، والطبراني كما في مجمع الزوائد (10/ 686)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3335).

 

  • الجمعة AM 12:12
    2020-09-18
  • 1686
Powered by: GateGold