المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412295
يتصفح الموقع حاليا : 273

البحث

البحث

عرض المادة

الزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتدع مبدأ الثواب والعقاب الأخروي لإثبات نبوته

             الزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتدع مبدأ الثواب والعقاب الأخروي لإثبات نبوته(*)

مضمون الشبهة:

يزعم بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اختلق مبدأ الثواب والعقاب الأخروي باعتباره نوعا من التأثير الروحي يستخدمه في ترغيب الناس وترهيبهم وإحاطة نبوته بهالة من القدسية، فحين وعد النبي - صلى الله عليه وسلم - المؤمنين بالجنة التي اختلق صورتها بزعمهم - وما فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر - ما قصد بهذا إلا أن يمنيهم بما يتجاوز إدراكهم، مبالغة منه في ترغيبهم، وفي المقابل نجد وعيده القاسي لمن يخالفه بأن له نارا خالدا فيها. ويرمون من وراء ذلك إلى وصمه - صلى الله عليه وسلم - بما لم يكن منه من ابتداع وسائل واختلاق مبادئ تثبت نبوته؛ بغيةالتشكيك في كونه نبيا مرسلا.

وجها إبطال الشبهة:

1)  الاعتقاد بالجزاء الأخروي ضرورة إنسانية تعصم من القول بعبثية الحياة وخوائها الذي قال به بعض المفكرين الغربيين.

2)  الإسلام ليس بدعا في تقرير عقيدة البعث والجزاء في الآخرة, فقد سبقت الإشارة إليها في الديانات السابقة له كاليهودية والمسيحية، فضلا عن حكاية القرآن إنذار جميع الأنبياء لأتباعهم بالبعث والحساب.

التفصيل:

أولا. العدل الإلهي يقتضي جزاء الآخرة؛ حتى لا يستوي الخبيث والطيب:

إن البعث والجزاء حقيقة ثابتة وليس فكرة اختلقها محمد - صلى الله عليه وسلم - فهي حقيقة لا ينكرها عقل سليم, إذ إن مبدأ العدالة الإنسانية يرفض مبدأ نهاية الإنسان بمجرد موته؛ لما فيه من ظلم للضعفاء، ولأن الحياة الدنيا ليست محلا للعدل الحقيقي.

"إن العدالة الحقة لا تتحقق في هذه الحياة الدنيا، فهناك سفلة تبوءوا القمم، وعباقرة توسدوا التراب، وقتلى أزهق المجرمون أرواحهم، وعادوا يضحكون أو يسكرون"[1].

فنحن نشاهد في حياتنا الدنيا ظالمين ظلوا ظالمين حتى لحظة الموت, ومظلومين ظلوا مظلومين إلى آخر حياتهم, أفإن كانت الحياة الدنيا هي نهاية المطاف أيكون هذا عدلا وحكمة؟ وأين هو العدل والظالم لم يقتص منه والمظلوم لم يقتص له؟! وأين هي الحكمة في خلق حياة تجري أحداثها على غير مقتضى العدل ثم تنتهي على هذه الصورة[2]؟

إن الوجود الإنساني كله عبر تاريخه الطويل - بهذا التصور المادي - يمسي مسرحية من مسرحيات العبث، ولو أن حياة الإنسان تنتهي كلها في ظروف هذه الحياة الدنيا، ثم لا شيء وراءها، فأين تحقيق قانون العدل الإلهي في ظروف هذه الحياة الدنيا؟

إن المنطق الحق، والضمير النقي ليشعر بداهة - ولو لم تنزل آيات الوعد والوعيد، وأنباء اليوم الآخر، وما فيه من حساب وجزاء - أن حياة أخرى غير هذه الحياة لا بد منها لتحقيق العدالة، ولا بد أن يلاقي الناس فيها جزاء أعمالهم إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، ولئن كنا نشاهد أن بعض تطبيقات العدل الإلهي جارية في ظروف هذه الحياة الدنيا، ضمن سنن الله الثابتة؛ فإن الصورة الكاملة للعدل غير مستكملة في هذه الحياة، ولذلك كانت الضرورة الأخلاقية والإيمانية تقتضي أن هناك حياة أخرى لإقامة العدل الحقيقي.

إن البعث حق، والآخرة حق؛ لأنهما تصحيح لأوضاع ورد لاعتبار وتحقيق لعدل اختبر الله الناس بتأخيره إلى حين, هذا الحين جزء من نظام الدنيا، ومن امتحاناتها الصعبة، ولا بد من مراعاته، ولذلك جاء في الحديث القدسي، في إجابة دعوة المظلوم: «وعزتي وجلالي، لأنصرنك ولو بعد حين» [3].

وقد تأمل كثير من أهل الفكر والنظر في ظروف هذه الحياة الدنيا، دون ملاحظة الآخرة، وما فيها من جزاء، فرأوا أن تاريخ الإنسان فيها صورة للجرائم والمصائب، وتهريج لا جدوى منه، وسجل للجرائم والحماقة وخيبة الأمل، وقصة لا تعني شيئا، وجاء نتاج فكرهم ونظرهم، كما يأتي:

  • قال فولتير: "إن التاريخ الإنساني ليس إلا صورة للجرائم والمصائب".
  • قال هربرت: "إن التاريخ تهريج، وكلام فارغ لا جدوى منه".
  • قال إدوارد جين: "إن تاريخ الإنسان لا يعدو أن يكون سجلا للجرائم والحماقة وخيبة الأمل".
  • قال نابليون: "إن التاريخ بأكمله عنوان لقصة لا تعني شيئا".
  • قال هيكل: "إن الدرس الوحيد الذي تعلمته الحكومة والشعب من مطالعة التاريخ هو أنهم لم يتعلموا من التاريخ شيئا".

ويعلق المفكر الإسلامي وحيد الدين خان في كتابه "الإسلام يتحدى" على هذه الأقوال، بعد أن أوردها، فيقول: "هل قامت مسرحية العالم كله لتنتهي إلى كارثة أليمة؟ إن فطرتنا تقول: لا.. فدواعي العدالة والإنصاف في الضمير الإنساني تقتضي عدم حدوث هذا الإمكان، لا بد من يوم يميز بين الحق والباطل، ولا بد للظالم والمظلوم أن يجنيا ثمارهما، وهذا مطلب لا يمكن إقصاؤه من مقومات التاريخ، كما لا يمكن إبعاده عن فطرة الإنسان" [4].

ومن هنا تقتضي حكمة الله - سبحانه وتعالى - وعدله أن يبعث عباده ليجزيهم بما قدموا، فالله خلق الخلق لعبادته، وأرسل الرسل وأنزل الكتاب لبيان الطريق الذي يعبدونه به، فمن العباد من استقام على طاعة الله وبذل نفسه وماله في سبيل ذلك، ومنهم من رفض الاستقامة على طاعة الله، وطغى وبغى، أفيليق بعد ذلك أن يموت الصالح والطالح ولا يجزي الله المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته؟ )ما لكم كيف تحكمون (36) أم لكم كتاب فيه تدرسون (37) إن لكم فيه لما تخيرون (38)( (القلم)[5].

ألم تر أن الأجير يوفى بعد العمل أجره، وأن المجرم يجازى على جرمه، وهذا في مجال البشر، فكيف بمن هو أحكم الحاكمين؟! فكيف يزعم زاعم أن العدل والظلم يستويان، وأن القسوة والرحمة يتعادلان، وأن الجهل والحكمة يتوازيان؟، أيستوي الليل والنهار؟ أو الظلمات والنور؟ أو الظل والحرور؟ أو القبح والجمال؟

إن المشاعر - مشاعر الفطرة والنظر - لا تنكر البعث، ومن هذه النظرات نظرات الفلاسفة اليونانيين الذين سجلوا كلاما واضحا في ذكر اليوم الآخر وما فيه من حياة أبدية، فهذا سقراط يقول: "إن الذين عظمت ذنوبهم وجناياتهم، وتركوا واجبات الشريعة، فإنهم يحملون إلى نهر يلتهب بنار عظيمة، ويغلي بماء وطين، فيكونون فيه أبدا، لا يخرجون عنها، وأما الذين برزوا في حسن السيرة، فإنهم يصيرون إلى فوق، إلى المسكن النقي فيسكنونه".

وقال سقراط عند موته: "إلى الله أبتهل في أن يكون نقلي من هذه الدار إلى دار الآخرة نقلة سعادة".

وعلى الرغم من إنكار كفار قريش للبعث بعد الموت، وسخريتهم من إمكانية عودة الحياة لأجسام بليت، إلا أننا نجد بعضهم ينص على حياة أخرى، وحساب وجزاء، كما ورد عن زهير بن أبي سلمى أنه قال:

فلا تكتمن الله ما في نفوسكم

ليخفى, فمهما يكتم الله يعلم

يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر

ليوم الحساب, أو يعجل فينقم

فهل يمكن أن نلقي وراء ظهورنا كل هذه الحقائق، ثم نصدق أن عقيدة البعث بعد الموت، ومبدأ الثواب والعقاب في الآخرة من اختراع محمد صلى الله عليه وسلم؟

ثانيا. ثبوت عقيدة البعث والجزاء في الأديان السابقة للإسلام:

مبدأ الثواب والعقاب، أو الترغيب والترهيب مبدأ عام في جميع الرسالات، فما من رسالة من الرسالات السماوية المنزلة من عند الله - عز وجل - إلا وقد وعدت من يؤمنون بها ويطبقون مبادئها بالنعيم المقيم، ومن يعرضون عنها بالجحيم الخالد، وليس هذا الأمر بدعا في الدين الإسلامي, وبالتالي فإن الادعاء بأن الناس قد دخلوا في الإسلام خوفا أو طمعا في جزاء الآخرة ادعاء ينقصه الكثير من الحق بل الحق كله.

وعقيدة البعث والجزاء لا تظهر في اليهودية كعقيدة محددة المعالم، فقد سقطت من أسفار موسى الخمسة وما تلاها من أسفار، ولم تبدأ الإشارة إليها إلا بعد موسى بأكثر من خمسة قرون، كما نجده في مثل هذه الأقوال:

"يفنى كل جند السماوات، وتلتف السماوات كدرج، وكل جندها ينتثر كانتثار الورق من الكرمة". (إشعياء 34: 4).

"وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون: هؤلاء إلى الحياة الأبدية، وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي". (دانيال 12: 2).

ولما جاء المسيح فإنه أكد على عقيدة البعث والحساب التي كان يؤمن بها بنو إسرائيل كما كان يؤمن بها قدماء المصريين وسجلوا ذلك بأهراماتهم قبل مولد إسرائيل بأكثر من خمسة عشر قرنا من الزمان[6].

وهذه بعض وصايا المسيح لهم: "طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات. طوبى للحزانى، لأنهم يتعزون. طوبى للودعاء، لأنهم يرثون الأرض. طوبى للجياع والعطاش إلى البر، لأنهم يشبعون. طوبى للرحماء، لأنهم يرحمون. طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من أجل البر، لأن لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي، كاذبين. افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السماوات، فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم". (متى 5: 3 - 12).

إن المسيح قد وعد المؤمنين به بالسماء ذاتها, وبالحياة في الآخرة معه، وبالنجاة التامة من العقاب والدينونة الإلهية, وبإعطائهم المكافأة عن أعمالهم التي هي ثمرة الإيمان به.

أما من جهة النجاة التامة من الحساب والعقاب، والفوز بالجنة, فقد قال المسيح: "الحق الحق أقول لكم: إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة". (يوحنا 5: 24).

وأما من جهة نوال المكافأة على الأعمال التي يعملها المؤمن كثمرة لإيمانه بالمسيح، فقد وعد المسيح: "ها أنا آتي وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله". (رؤيا يوحنا اللاهوتي 22: 12)[7].

أما وعيده لمن خالف ما جاء به يقول: "ويل للعالم من العثرات! فلا بد أن تأتي العثرات، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة! فإن أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها وألقها عنك. خير لك أن تدخل الحياة أعرج أو أقطع من أن تلقى في النار الأبدية ولك يدان أو رجلان. وإن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك. خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تلقى في جهنم النار ولك عينان". (متى: 18: 7 - 9).

أما في الإسلام فإننا نجد القرآن يضرب مثل الجنة ومثل النار بما عرفه الناس في الدنيا فيقول: )مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم (15)( (محمد)، وقال تعالى: )يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون (68) الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين (69) ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون (70) يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون (71) وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون (72) لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون (73) إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون (74) لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون (75) وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين (76)( (الزخرف)، وقال تعالى: )إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا (107)( (الكهف)، وقال تعالى: )لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد (35)( (ق)[8].

وإذا كانت الكتب السماوية المقدسة تزخر نصوصها بذكر اليوم الآخر والتخويف والتبشير بما أعده الله للمؤمنين به في جنات النعيم؛ فإن القرآن الكريم يذكر أن الإيمان بالقيامة والجنة والنار من أصول الإيمان التي يشترك فيها الأنبياء جميعا وأتباعهم الصادقون في معرفتها والإيمان بها، فقد أخبر القرآن عن جميع الأشقياء الكفار من أهل النار أنهم يقرون بأن رسلهم أنذرتهم باليوم الآخر )تكاد تميز من الغيظ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير (8) قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير (9) وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير (10)( (الملك), وقال: )وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين (71)( (الزمر)، فالكفار عندما يسألون عن ورودهم النار يقرون بأن رسلهم حذرتهم لقاء ذلك اليوم، ولكنهم كفروا وكذبوا.

وهذا الذي قرره الله - عز وجل - قد بينه في غير موضع من كتابه، فذكر أن مقتضى عدله وحكمته ألا يعذب أحدا لم تبلغه الرسالة, ولم تقم عليه الحجة )وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا (15)( (الإسراء).

وعندما أهبط الله آدم إلى الأرض عرفه بالبعث والمعاد: )قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين (24) قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون (25)( (الأعراف).

وعندما غضب الله - عز وجل - على إبليس وطرده من رحمته طلب إبليس منه الإمهال إلى يوم البعث فيما حكاه عنه القرآن الكريم: )قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون (79) قال فإنك من المنظرين (80) إلى يوم الوقت المعلوم (81)( (ص).

وأول الرسل نوح - عليه السلام - حذر قومه يوم القيامة، وضرب لهم الأمثال الدالة على وقوعه وحدوثه فقد قال لقومه كما حكى القرآن )والله أنبتكم من الأرض نباتا (17) ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا (18)( (نوح).

وأبو الأنبياء إبراهيم خليل الرحمن ذكر اليوم الآخر في دعائه )ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب (41)( (إبراهيم).

وجاء في مناجاة الله لموسى )إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى (15)( (طه), وشعيب قال لقومه: )يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين (36)( (العنكبوت)[9].

وهكذا نجد أن عقيدة البعث والجزاء الأخروي قد أرسل الله بها رسله أجمعين، فما من رسول ولا نبي إلا أنذر قومه عذاب الآخرة, وعليه فالرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس بدعا من الرسل في ذلك، فلماذا هو الوحيد الذي يتهم بأنه اختلق مبدأ الثواب والعقاب الأخروي لترغيب الناس في الدخول في دينه؟، لا شك أن هذا الكلام لا يتفق مع عقل ولا مع منطق.

الخلاصة:

  • لقد قرر - سبحانه وتعالى - مبدأ الثواب والعقاب؛ تطبيقا لمبدأ العدل الإلهي, وتمييزا بين الحق والباطل, والخبيث والطيب, فهناك فرق شاسع بين من كانت حياته كلها خالصة لوجه الله, ومن كانت حياته كلها لهوا ولعبا وزينة ومعاصي, قال - سبحانه وتعالى - في حق المؤمنين: )إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا (107) خالدين فيها لا يبغون عنها حولا (108)( (الكهف), وقال في حق العصاة الكافرين: )إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا (29)( (الكهف).
  • لقد سبقت الإشارة إلى عقيدة البعث والجزاء في الكتب السماوية السابقة على الإسلام, كاليهودية والمسيحية, فهي عقيدة قديمة لم يبتدعها الإسلام, ولم يختلقها النبي - صلى الله عليه وسلم - من عند نفسه؛ ففي المسيحية - مثلا - ذكر المسيح شيئا من نعيم الآخرة, فبين أن فيها خمرا وطعاما وشرابا ومنازل, وأهلا أضعاف ما كان في الدنيا, وما من رسول أو نبي إلا أنذر قومه عذاب الآخرة.

 

 

(*) الغرب والإسلام: أين الخطأ وأين الصواب، د. محمد عمارة، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2004م. الإسلام في تصورات الغرب، د. محمود حمدي زقزوق، مكتبة وهبة، مصر، 1407هـ/ 1987م.

[1]. مائة سؤال عن الإسلام، محمد الغزالي، نهضة مصر، القاهرة، ط2، 2004م، ص40.

[2]. ركائز الإيمان, محمد قطب, دار الشروق, القاهرة, ط1, 1422هـ/ 2001م, ص387.

[3]. حسن: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، باب الخاء، حديث خباب أبو إبراهيم الخزاعي (3718)، والقضاعي في مسند الشهاب (733)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2230).

[4]. صراع مع الملاحدة حتى العظم، عبد الرحمن حسن حنبكة الميداني، دار القلم، دمشق، ط4، 1405هـ/ 1985م، ص173، 174. وانظر: الإسلام يتحدى، وحيد الدين خان، ترجمة: ظفر الإسلام خان، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط22، 1422هـ/ 2001م، ص96.

[5]. القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار النفائس، الأردن، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص75، 76.

[6]. الإسلام والأديان الأخرى: نقاط الاتفاق والاختلاف، أحمد عبد الوهاب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 1419هـ/ 1998م، ص44، 45 بتصرف.

[7]. مفاهيم نصرانية خاطئة عن محمد والمسيح والرد عليها، د. سامي نجيب محمد، دار الروضة، القاهرة، ط1، 1427هـ/ 2006م، ص126، 127 بتصرف يسير.

[8]. الإسلام والأديان الأخرى: نقاط الاتفاق والاختلاف، أحمد عبد الوهاب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 1419هـ/ 1998م، ص45، 46.

[9]. القيامة الكبرى، د. عمر الأشقر، دار النفائس، الأردن، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص77: 79 بتصرف.

 

  • الخميس PM 11:44
    2020-09-17
  • 1377
Powered by: GateGold