المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412294
يتصفح الموقع حاليا : 299

البحث

البحث

عرض المادة

هل من شرح وجيز لأسماء الله الحسنى؟

الله اسم الذات، المختص به جل شأنه، لا يتسمى به غيره، فهو علم على المعبود بحق، الذي تعنو له السموات والأرض وما بينها، ونحن نرفض إطلاق اسم "وجود" أو "ديبه" على الذات الأقدس فلفظ "الله" وحده هو العلم الحقيقي.

 

"ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ" من أسماء الله الحسنى، ومعنى الرحمة معروف، الاسم الأول مختص كذلك بالله سبحانه فلا يوصف به غيره {قُلِ ٱدْعُوا ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُوا ٱلرَّحْمَٰنَ} [الإسراء: 110] وهذه الصيغة في اللغة تعني بلوغ الصفة تمامها أما الرحيم فالصيغة تعني فيضان الوصف ليشتمل الآخرين، فالذات العليا ممتلئة بالرحمة، وهذه الرحمة تعم الغير، وتشمل كل شيء.

 

"الملك" {إِن كُلُّ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ إِلَّآ ءَاتِى ٱلرَّحْمَٰنِ عَبْدًا} [مريم: 93] {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} [الرعد: 15].

 

"القدوس": المطهر من كل عيب، المنزه عن كل نقص، ومحور التسبيح يدور على هذا المعنى، سبحانه وتعالى:

"السلام": الذي لا يجيء من قبله عدوان، بل يرتقب الخير والرضا.

"المؤمن": الذي يذهب القلق والخوف ويمنح الطمأنينة والأمان {ٱلَّذِىٓ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍۢ وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [قريش: 4].

 

"المهيمن": الذي لا يغيب عن سلطته شيء، فهو يرقب ملكوته كله رقابة استيعاب وشهود.

"العزيز": الغالب فلا يغلب، والذي يجير ولا يجار عليه {مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10].

 

"الجبار": العالي فوق الخلائق كلها، وفارض قضائه وقدره على كل شيء {أَلَا لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلْأَمْرُ} [الأعراف: 54].

 

"المتكبر": المتعالي على صفات الخلق لا يتنزل إليها، والتاء في هذه الصيغة للانفراد والتخصص، لا للتكليف، ومن الكبرياء بمعنى العظمة التي هي حق الله، ومن نازعه هذا الحق من جبابرة الأرض قصمه.

 

"الباريء": الخالق ويغلب أن تستعمل الكلمة في إيجاد الأياء، فيقال: باريء النسم أي الأرواح..

 

"المصور": منشئ الخلق على صور شتى {هُوَ ٱلَّذِى يُصَوِّرُكُمْ فِى ٱلْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ} [آل عمران: 6] وقلما تتفق ملامح الوجوه، مع كثرة الناس، ويكاد يستحيل اتفاق بصمات الأصابع، وهو سبحانه مصور خطوطهما..

 

"الخالق": موجد الكون من عدم، ولا يقدر أحد على الإيجاد من عدم {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ} [النحل: 17].

 

"الغفار": الذي يتجدد غفرانه لعباده مع تجدد عصيانهم له، وأصل الغفر الستر والتغطية ثم العفو!..

 

"القهار": الذي تنفذ إرادته دون اعتراض! فيستحيل أن يردها بشر أو ملك، وهو معطي الكواكب أحجامها ومعطي الرسل أقدارها ومكانتها، وإذا منح أو منع لم يجرؤ على رد مشيئته أحد {وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّۢ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَ ۖ  وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍۢ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِۦ} [الأنعام: 17-18].

 

"الوهاب": صاحب العطايا الجزيلة، تفضلاً منه على من شاء {إِنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 73].

 

"الرزاق": الذي يطعم ولا يطعم، ويسوق لكل حي ما يفتقر إليه، ويفعل ذلك عن سعة واقتدار {إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ} [الذاريات: 58].

 

"الفتاح": الذي يفتح أبواب الخير المادي والأدبي من رزق أو علم {مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍۢ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعْدِهِۦ} [فاطر: 2].

 

"القابض الباسط" هذه الصفات المتقابلة تشير إلى أفعال الله بين الناس حسب حكمته وإرادته {ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ وَيَقْدِرُ لَهُۥٓ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ} [العنكبوت: 62]، وليس هناك من يقترح أو يتدخل أو يعترض أو يعقب بل الله هو القابض الباسط وفق ما يعلم من خلقه ويشاء لهم.

 

ومثب ذلك "الخافض الرافع" و "المعز المذل" وآثار هذه الأسماء بين الناس تحتاج إلى إيضاح، إن المرء بفطرته يكره الذل والخفض، ويجب العز والرفع، فإذا اشتهى ما يحب فعلى باب الله يجب أن يقف داعياً، إذا استعاذ مما يكره فعلى باب الله يجب أن يقف لاجئاً مستعبداً!..

 

وهو سبحانه يعز من يشاء ويذل من يشاء، بيده الخير، ما يستعير شيئاً من أحد!، وهل معه أحد؟؟..

 

لكن الكثيرين من الناس لا يعرفون ما العز؟ وما الذل؟ إن ملوك الأخرة عاشوا سوقة في الدنيا ما يأبه بهم أحد، وإن حطب جهنم ربما عاشوا في الدنيا فراعنة يستعرضون الجيوش، ويسيرون المواكب! حتى تجيء الآخرة فتصحح الأوضاع المقلوبة {إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} [الواقعة: 1-3]. وفي الحديث "رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَة"! وفي الحديث كذلك "رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ"

 

فإذا ذكرت هذه الأسماء الحسنى وما شابهها ففي ضوء هذه المعاني ينبغي أن تفهم..

 

وثم ضميمة أخرى، إن الله إذا أعز فلا ذل أبداً، وإذا أذل فلا عز أبداً {إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ  وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِى يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعْدِهِۦ ۗ  وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160].

 

وكل صوت تهمس به في أذن صاحبك فالله سامعه! وكل حركة فوق الثرى فالله رائيها! وعندما شعر موسى بالخوف لما بعث هو وأخوه إلى فرعون، وقالا: {قَالَا     رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَىٰ قَالَ لَا تَخَافَآ ۖ  إِنَّنِى مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ}   [طه: 45-46].

 

فالله هو السميع البصير ومن أسمائه الحسنى "الحكم" .. "العدل" إنه المشرع الأعظم، فلا حاكم غيره ولا معقب لحكمه ولا يلتمس العدل عند غيره إلا أحمق {أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًا} [الأنعام: 114].

 

وهو يحكم بين عباده بما يشاء في الدنيا والآخرة، وقد يؤخر حكمه في أمور تقع بين الناس الآن ليبت فيها يوم الفصل، والدنيا دار اختبار، وقد يكون من لوازم الاختبار أن يترك الناس على نظامهم إلى حين {ثُمَّ رُدُّوٓا إِلَى ٱللَّهِ مَوْلَٰهُمُ ٱلْحَقِّ ۚ أَلَا لَهُ ٱلْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ ٱلْحَٰسِبِينَ} [الأنعام: 62].

 

ومن أسمائه الحسنى "اللطيف" إنه يبلغ أمره بخطة رائعة وحكمة بالغة، وقد شعر بذلك يوسف في نهاية قصته فقال: {إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ} [يوسف: 100] كما أنه في سننه الكونية يقدر بلطافته على استخراج الحبوب والرياحين من بين الماء والطين {أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَتُصْبِحُ ٱلْأَرْضُ مُخْضَرَّةً ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [الحج: 63].

 

"الخبير": العارف بالبواطن والأسرار.

"الحليم": بعيد الأناة في معاملة المخطئين فلا يعالجهم بالعقوبة {وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍۢ} [النحل: 61].

 

"العظيم": إن علماء الكون يشعرون بضآلة أمام أبعاده وأغواره! فكيف يكون الشعور أمام من أبرزه من عدم، وبنى فأوسع؟..

 

"الغفور": للمسيء "الشكور" للمحسن "العلي" فوق الخلائق كافة سبحانه ربنا الأعلى.

"الكبير": المنصف بجلال الشأن، وعظمة الذات والكلمة مأخوذة من الكبر، ومنها الهتاف المتكرر في الآذان بالغدو والأصال: الله أكبر، فما عدا الله موصوف بالصغر وملوك الأرض وجبابرتها موصوفون أمامه بالصغار..

 

"الحفيظ": الذي لا تضيع عنده الودائع "المقيت" القيم على الأحياء يوفر لهم أقواتهم فيغذيهم صغاراً وكباراً.

 

"الحسيب": الذي يكفي من أوى إليه وتوكل عليه {أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُۥ} [الزمر:36] ومن ذلك التعبير المحفوظ: حسبنا الله.

 

"الجليل": من الجلال أو الجلالة وهو العلو المقرون بالمهابة "الكريم" يده تسخو بالعطاء ليلاً ونهاراً من بدء الخلق وما دام الخلق "الرقيب" من الرقابة وهي النظر إلى الأشياء بدقة وإحاطة.

 

"المجيب": قابل الدعاء والرجاء ممن قصده {وَيَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِۦ} [الشورى: 26].

 

"الواسع": الذي وسعت رحمته كل شيء، ووسع غناه كل فقير "الحكيم" الذي لا يقع في فعله عبث ولا في وحيه عوج، ولا في خلقة تفاوت "الودود" الذي يتقرب إلى عباده بالنعمة والتجاوز مع غناه عنهم، وحاجتهم إليه "المجيد" المجد تمام الشرف، والله أهل الثناء والمجد وأمجاد الألوهية تعنو لها الخلائق كافة "الباعث" محيي الموتى ليوم النشور.

 

"الشهيد": الذي لا يغيب عنه شيء {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍۢ ۖ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ} [الأعراف: 7] {ٱلَّذِى لَهُۥ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ شَهِيدٌ}    [البروج: 9].

 

"الحق": الوجود الإلهي واقع لا يزول ولا يحول، وكل كائن يأخذ وجوده من الله عارية تسترد يوماً (ألا كل شيء ما خلا الله باطل)!!..

"الوكيل": الذي نفوض إليه أمورنا فيقوم بها عنا، وله القدرة على كفالة أرزاقنا، وإنجاح سعينا، ومن ثم يجب التوكل عليه.

 

"القوي": {وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُۥ مِن شَىْءٍۢ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِى ٱلْأَرْضِ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر: 44].

 

"المتين": الذي لا يلحق قدرته إعياء.

"الولي": الذي يتولى أمورالكون، ويقوم بها كما يقوم ولي اليتيم القاصر بشئونه كلها، ولله المثل الأعلى.

"الحميد": كل أفعاله جديرة بالحمد، والحمد معنى يمتزج فيه المدح والشكر والتمجيد.

"المحصي": في سجلاته إحصاء لكل شيء {وَكُلُّ صَغِيرٍۢ وَكَبِيرٍۢ مُّسْتَطَرٌ} [القمر:53].

"المبديء: خالق الأشياء لأول مرة  و "المعيد" الذي يرد إليها وجودها بعد إفنائها {يَوْمَ نَطْوِى ٱلسَّمَآءَ كَطَىِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍۢ نُّعِيدُهُۥ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَآ ۚ إِنَّا كُنَّا فَٰعِلِينَ} [الأنبياء: 104].

 

"المحيي المميت": الذي خلق الموت والحياة، وأخضع لهما الكائنات، أما هو فإنه "الحي" بذاته وهو "القيوم" لا تقوم الأشياء إلا به، ولو سلبها وجودها لتلاشت، فتيار الوجود يجيئها مدداً بعد مدد من الحي القيوم، منه الإيجاد والإمداد جميعاً..

 

"الواجد": من الجدة وهي الثروة، وأملاك الله لا تعد، لأن كل شيء ملكه "الماجد" كالمجيد "الواحد" المنقطع القرين لا شريك له ولا ندَّ ولا ضد، "الأحد" مثله، وأساسه الانفراد والوحدة عن الأصحاب "الصمد" هو السيد المقصود عنه كل سؤال "القادر" و "المقندر" المعنى واضح والتكرار زيادة في نفي العجز، فإن جهلة البشر تتعاظم عندهم أمور هي عند الله بين الكاف والنون..

 

"المقتدر" و "المؤخر": الله – تبارك اسمه – يرتب الأشخاص والأشياء وفق مشيئته وحكمته، وهو يتفضل دون مساءلة! ولكنه منزه عن الظلم وفي الحديث: "الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ"..

 

"الأول": السابق فليس قبله شيء "الآخر" الباقي فليس بعده شيء "الظاهر" المستعلي فليس فوقه شيء "الباطن" المحتجب عن الأبصار، فليس دونه شيء!

 

"الولي": المتصرف في ملكوته لا ينازعه أحد "المتعالي" المنزه عن أوصاف الخلق وعما لا يليق بكماله، {وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةً وَلَا وَلَدًا} [الجن: 3]. {سُبْحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} [الإسراء: 43]

 

"البر" مصدر البر والحنان وكل ما يتعاطف له الناس. "التواب" ملهم عباده ترك الإثم، والندم عليه والاعتذار إلى ربهم عنه "المنتقم" المقصود أنه بالمرصاد للمجرمين يقمع غرورهم ويؤدبهم على طغواهم! "العفو" يصفح عمن أساء، والعفو أحب إليه من القصاص {وَهُوَ ٱلَّذِى يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِۦ وَيَعْفُوا عَنِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25].

 

"الرءوف": الرأفة رقة تجعل المرء يخفف في التكليف، ويؤثر التجاوز عند الخطأ، ولله المثل الأعلى، وهو يكلف في حدود الطاقة ويقدم الصفح على المؤاخذة {يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ ٱلْإِنسَٰنُ ضَعِيفًا} [النساء: 28]. {وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِۦٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحج: 65].

 

"ذو الجلال والإكرام": صفات الجلال تورث الخشية والرهبة، وصفات الجمال – وأساسها الإكرام – تورث الحب والرغبة، وجاء في الحديث: "انطلقوا بياذا الجلال والإكرام" أي ألحوا على الله بهذا الإسم.

 


"مالك الملك": كل شيء خلقه وعبده، لا شريك له! "المقسط" العادل، "الجامع" الذي يحشر الخلائق للحساب { رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍۢ لَّا رَيْبَ فِيهِ} [آل عمران: 9].

 

"المانع": يحمي أولياءه ويدفع عنهم وينصرهم "الغني" المعنى واضح. "المغني" واهب الغني النفسي والمادي".

 

"الضار النافع": ما تراه من سرور وحزن، ونعمة ونقمة، ونصر وهزيمة فمن الله وحده. {وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ وَأَنَّهُۥ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} [النجم: 43-44] يختبر الله عباده بالأضداد.

 

"النور": الذي يبصر بنوره ذوو العماية، ويرشد بهداه ذوو الغواية، وهو فالق الإصباح ومضيء الآفاق!.

 

"الهادي": المنقذ من الحيرة، ومثبت المؤمنين على الحق.

"البديع" الإبداع اختراع ماليس له مثال، والكون صنع الله الذي لم يصنع من قبل مثله.

 

"الباقي": {كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُۥ} [القصص: 88].

"الوارث": الذي يؤول الوجود إليه..

"الرشيد": مرشد الناس إلى مصالحهم في معاشهم ومعادهم.

"الصبور": الذي يرى من عباده القبيح فلا يسارع بالفضيحة، ويسمع منهم السوء فلا يعاجل بالعقوبة، فهذا الاسم كاسمه.

"الحليم": غير أن قد يطول لطفه، ويرجى صفحه. أما الصبور فينبغي القلق من إمهاله!!..

 

ويمكن أن يطالع القارئ في شرح الأسماء الحسنى بتوسع وبصيرة كتاب أبي حامد الغزالي "المقصد الأسنى" فقيه إن شاء الله ما ينفع.

 

  • الخميس AM 10:30
    2022-03-24
  • 1278
Powered by: GateGold