المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412162
يتصفح الموقع حاليا : 304

البحث

البحث

عرض المادة

طوائف القرآنيين في الوقت الحاضر

بينا فيما سبق أشهر زعماء القرآنيين - منكري السنة النبوية المطهرة -، وقد ذهب هؤلاء وبقيت دعواتهم على هيئة فرق وطوائف تكونت على أساس من هذه الدعوات. وقد فعل الزمان والظروف فعلها في هذه الحركات، حيث تلاقحت الأفكار والمناهج، فتأثر هذا بذاك، واختلط بعض ببعض، وكان من ذلك بضعة طوائف ما تزال تتحرك على الساحة الإسلامية بباكستان والهند، وبعض البلاد الأوربية - وبخاصة انجلترا - التي يصل إليها صدى هذه الحركات عبر الذين يذهبون إلى هناك للدراسة أو العمل، وكثير من هؤلاء تجنس بالجنسية البريطانية واستقر هناك. وسوف نشير إلى أشهر الطوائف التي ما تزال على الساحة، ولها تأثيرها :

أولاً :        أمت مسلم أهل الذكر والقرآن ، الأمة المسلمة أهل الذكر والقرآن ،

        هذه الطائفة تضم أتباع " عبد الله جكر الوى " الذي أسس حركته تحت اسم : " أمة مسلمة ". وهذه الطائفة التي تمثل فكر " جكرالوي " و " الأمر تسرى " أخذها الضعف والوهن - بفضل الله سبحانه -، وأضحى نشاطها محدوداً ومقصوراً على أعضائها القليلين نسبيا .. ولهذه الطائفة " معابد " يتعبدون فيها على طريقتهم الكافرة التي لا يعرفها دين الله، ويسمون معابدهم هذه : " مساجد" إصراراً منهم على أنهم من المسلمين، بل على أنهم هم المسلمون .. ومعابدهم هذه توجد في بعض المدن الباكستانية، والمعبد منها لا يزيد على حجم الحجرة الواسعة، وهم يؤدون فيها صلاة الجمعة، وثلاث صلوات في كل يوم حسب عقيدتهم، وكل صلاة ركعتان، وفي كل ركعة سجدة واحدة، وهم لا يرفعون من الركوع، بل ينزلون منه إلى السجود مباشرة. وخطر هذه الطائفة قليل نسبياً، كما أن الكثيرين من أتباعها قد انضموا إلى حركات أخرى مثل حركة : "طلوع إسلام".

ثانياً : طلوع إسلام ، ظهور الإسلام

        هذه الحركة أسسها " غلام أحمد برويز " منذ كان بالهند، ثم صحبها معه إلى باكستان عند انتقاله إليها. وهذه الحركة هي أنشط حركات منكري سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - " القرآنيين " على الإطلاق، وأقواها وأخطرها، وهي الأكثر أتباعاً. وقد زاد من أتباعها أنها قد ورثت الكثير من أتباع الطوائف الأخرى التي ضعفت، أو انتهت مثل طائفة " أهل الذكر والقرآن " التي أسسها " عبد الله جكر الوى ".

        وللطائفة مجلتها الشهيرة " طلوع إسلام " التي سميت الطائفة باسمها، ولها منتدياتها كذلك. ولها وجود مؤثر - نوعا - على الساحة الإسلامية بباكستان.

        والجدير بالذكر أننا سمعنا بهم ونحن بباكستان - إذ كنت أستاذاً  "بالجامعة الإسلامية العالمية " بإسلام أباد، وقد سعيت - وبعض الزملاء - إلى لقاء هؤلاء والاستماع إلى أفكارهم. وقد حدث ذلك ابتداء بمدينة "روالبندي" القريبة من إسلام أباد، ثم كانت لنا لقاءات - لم تدم طويلا - بمدينة "كراتشي"، حيث كانت أفكارهم ضحلة، ومعرفتهم بالإسلام متدنية، ورغبتهم في الوصول إلى الحق معدومة، وقد لمسنا أنهم يستمسكون بما هم عليه من ضلال رغبة في التخلص من حدود الله، وأحكام الشرع، وإشباعاً لشهواتهم دون شعور بالحرج. وذلك ما تضمنه لهم أفكار "برويز ". وهذا ما يفسر لنا كثرة أتباعهم من الشباب ذكوراً وإناثاً، وكذلك من المثقفين المتأثرين بالثقافة الغربية النصرانية.

ثالثاً : تحريك تعمير إنسانيَّت ،حركة تثقيف الإنسانية.

        وهذه حركة حديثة جداً لا تنتمي إلى أحد من زعماء منكري السنة الذين تحدثنا عنهم، ولكنها تنتمي إلى أحد الأثرياء الذين تأثروا بأفكار السابقين من منكري السنة، وبخاصة : "برويز" ولا ندري لماذا لم يكتف بالانضمام إلى حركة برويز النشطة ؟ ألأن له عليها تحفظات أو مؤاخذات ؟ أم هي الرغبة في الشهرة وحب الظهور ؟ وما دام سينفق من ماله، فلينفق لإظهار اسمه بدلاً من إنفاق ماله لإظهار الآخرين. والإشارة هنا إلى : " عبد الخالق ما لوادة " الذي أنشأ هذه الطائفة ورأسها وينفق عليها من ماله.

        وهذه الطائفة مضى عليها قرابة العشرين عاماً فقط فهي حديثة، وتحاول أن تجد لها مكاناً على ساحة الكافرين بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرتدين عن الإسلام. ولكن تأثيرها لا يكاد يذكر([1]).

 

        هذه نبذه موجزة عن رؤساء طائفة منكري سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهر دعاتها، ثم عن أشهر طوائفها التي آل إليها أمر الدعوة إلى تلك الضلالة الكافرة الرادة أصحابها عن الإسلام، والتي تتسمى حركتهم : " القرآنيون ".

        وإذ انتهينا - من التعريف بهم، ننتقل إلى ذكر شبهاتهم ثم نرد عليها. كل ذلك بحول الله سبحانه وتوفيقه.  

 

 

([1]) اتفق لي أن ذهبت إلى باكستان أستاذا بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد، وذلك لأربع سنوات بين عامي 1981،1985م. وكانت إعارتي إلى هناك على ملاك جامعة أم القرى بمكة المكرمة .. ووجدت عملي هناك فرصة مواتية للتعرف على الطوائف الموجودة على الساحة هناك. وحدث أن قامت معركة دامية بين البريلويين والديوبنديين بأحد المساجد التابعة لإحدى الطائفتين، مما شد من عزمي - وبعض إخواني - إلى تحقيق ما عزمنا عليه. فبدأنا عن طريق بعض الأساتذة الباكستانيين الذين يعملون معنا بالجامعة بإعداد برنامج تمكنا به - بفضل الله تعالى - من الاتصال بأهم هذه الطوائف. ومنهم " البريلويون " الذين ناظرنا كبيرهم بمدينة " هاري بور " المدعو : بير عبد الدايم" أو المرشد عبدالدايم، وكذلك التقينا بزعمائهم بإسلام أبادوروالبندي. والتقينا كذلك " بالديوبنديين " الذين يصمون البريلويين بالردة عن الإسلام والكفر، وفي كلامهم حق .. ثم جاء دور منكري السنة الذين يكفي عنوانا لهم هناك : "البرويزيون". وكان الفضل في لقائنا بالعديد منهم، وعقد الجلسات معهم يعود إلى الأخ الفاضل د. عبدالجواد خلف الذي أنشأ جامعة الدراسات الإسلامية " بكراتشي" حيث استضافنا ببيته بمنطقة " جلشن إقبال" ونظم هو - بذكاء وحرص - تلك اللقاءات التي ما كنا ندري أن الله - سبحانه - قد قدر لنا أن نفرغ بعض حصيلتها في ذلك البحث عن منكري السنة.

  • الاحد PM 06:55
    2021-08-22
  • 1498
Powered by: GateGold