المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413865
يتصفح الموقع حاليا : 288

البحث

البحث

عرض المادة

(الكاثاريون) الأجداد الأوائل للكاربوناريين الإيطاليين والإسكوتلانديين

تعني كلمة (الكاثاريون) (( النقاة )) أي الذين فهموا الدين فهما حقيقيا وأن تلك المفاهيم الحقة أنقى من أفهام الكنيسة الكاثوليكية وغيرها. 

إنها إحدى الطوائف والجماعات الهدامة التي خلفتها الماسونية اليهودية، وغالبا تعطي الماسونية أسماء غاية في السمو والرقي لتلك المنظمات أو الهيئات أو الجماعات مثل المستنيريين أو النورانيين والفرسان و (الناجون) من النار والنقاة أو الرجال (الصالحون) . 

والكاثاريون )) يعرفون باسم (الرجال الصالحون) لأنهم عاشوا حياة بسيطة صوفية زاهدة أساسها الدين، ولكن عقيدة (( الكاثاري، قائمة على أن المادة هي الشر ذاته، ويؤمنون بمسيح ملائكي لم يأت بولادة من أي نوع أو مات مثل البشر، ولذلك فقد حاربهم البابا الكاثوليكي ورجال الدين المسيحي في العصور الوسطى حيث ازدهرت الجماعة الكاثاريوية. 

هذا هو المعلن عن تلك الطائفة أما باقي أمورها فتبقى سرية غاية في السرية، وتعتبر الكنيسة أنهم يعدون هراطقة منذ عهد الكنيسة الرومانية القديمة وأن تقاليدهم وعباداتهم تشبه إلى حد كبير طقوس السحرة أو الفنوطسيين. 

ويعرف الكهنة الكاثاريون باسم الكمل (( PER FECTI ء ولباسهم عبارة عن ارواب ذات ألوان قاتمة، 

وهم أشبه بالبوذيين كما قرر ذلك الدكتور أرثر غويرد هام الطبيب النفسي حين أجرى دراسة على تلك الجماعة، ووجد تشابها كبيرا بينهم وبين البوذيين في امتناعهم عن منع الحياة الدنيا وإيمانهم بالتناسخ وعدم تناول اللحوم، إلا 

 

أن تناول السمك مسموح به عند الكاثارية وأيضا استخدامهم العنف أو المقاومة وتحريم قتل أي مخلوق وإن كان حيوانأ أو طائرة 

وكانت أفكار تلك الجماعة تحدية كبيرة للكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني عشر الميلادي التي أعلنت أن تلك الجماعة خارجة عن الملة، وقد ظهرت تلك الجماعة وتعيش بالساحل المتوسطى غرب مارسيليا في بلدة عرفت في السابق باسم أوسيتانيا أو أوكستيانيا (Occitania) غرب مارسيليا وتعرف حالية باسم لانغويدوك والتي تعتبر دولة مستقلة حيث الجبال السوداء التي تفصل البحر عن إسبانيا، وكانت لانغويدوك الطريق المتقاطعة التي كان يعرج المسافرون عليها ويغادرونها قادمين إلى الشرق الأوسط عبر ايبيريا المسلمة والبحر، 

وكانت لانغويدوك موطنا للعديد من أهل الدنيا القديمة بعود العديد منها في أصله إلى اليونانيين والرومان القدماء وكانت لها تقاليدها الخاصة وأيضا الغتها الخاصة وهي لغة أوكسيتانيا 

وكان اليهود فيها أكثر أمنا من دول أوربا حيث تعرض اليهود قديمة أيام الحروب الصليبية للاضطهاد حيث سيطرت الكنيسة هناك على مجريات الأمور السياسية والاقتصادية وكانت لها قوة وتأثير. 

ورزي (( کوستن، أنه يكون من الخطا اعتبار (( الكاثاريين )) هراطقة خطرين بل يجب أن نرى الكاثارية على أنها اختيار إيجابي قام به أناس أعطوا فرصة غير عادية ليسمعوا فكرة لاهوتية جديدة، وهو - اي کوستن - يشير إلى بعض الروايات عن المسيح ومريم المجدلية التي كانت متداولة في جنوب فرنسا في ذلك الوقت وأثرت في فكر الكاثاريين الذين نشأوا هناك. 

وقد علق الدكتور (( آرثر غوير دهامه عن العقيدة الكاثارية بأنها شكل من الثنائية وهو اعتقاد موجود منذ زمن سحيق وتتصل بطوائف ال (( ميتراس )) (Milhras) وهو إله النور وحامي الحقيقة وعدو الظلام عند الفرس، وأيضا تتصل بالمانويين )) 

وقال أيضا: لقد رأيت أنه قد كان ثمة خيط طوال الزمن كله، المانويون 

 

وطائفة الميثراس والكاثاريون تم ذبحهم جميعا بسبب عقيدة التناسخ التي يؤمنون بها بالإضافة إلى أشياء أخرى (1) . 

ويرى الكاثاريون أن المسيح عيسى ابن مريم ابن روحي لله وأنه لم يتواجد في جسد بشري بل بجسد روحي، 

وقد فسرت محاكم التفتيش التي حاكمت الكاثاريين بالهرطقة بانهم يعتبرون المسيح نوعا من الأشباح والخيال. 

وقد تطابقت رؤية الكاثاريين للمسيح مع الروحيين المحدثين والتي يعبر عنها أتباع رودولف شاينر. 

ويرى الكاثاريون ويعتقدون باللاهوتية الثنائية وأن الخير والشر هما يفيضان للقوة الكونية ذاتها وأن إله الخير خلق ويحكم السموات في حين أن إله الشر خلق الإنسان والعالم المادي، وأن الإنسان حين يموت يغادر الأرض إلى موطنه الحقيقي في الجنة، وأن الإنسان يحدث له ذلك أي يصل إلى موطنه في الجنة بعد سبع وقيل تسع تناسخات، أي أن روحه تنتقل من جسده إلى جسد أخر سبع مرات أو تسع ثم تنتقل إلى الجنة 

ورفض الكاثاريون الاعتراف بسلطة بابا الكنيسة الكاثوليكية ولذلك ظهر العداء البابوي بداية لهم منذ نشأتهم وظهورهم في العصور الوسطى 

ويرى غادرئر أن الكاثارييين ليسوا هراطقة ولكنهم خارجون عن تعاليم الكنيسة ولم يكونوا ملتزمين بأعرافها، فقد كانوا يؤدون عظاتهم بدون إذن الكنيسة وليس لهم كنائس ذات زخرفة ولكنهم مثل فرسان الهيكل وهو الأمر الذي شكل خطرا على الكنيسة ولهم طقوس ورموز مثل الكابالا اليهودية، وبالتالي تتضح صلتهم بالماسونية اليهودية 

ويرى البعض أن جماعة أو طائفة الكاثاريين ظهرت في لانغويدوك جنوب فرنسا وغرب إسبانيا ترجع إلى الأيام الأولى للمسيحية، وأن هناك رأي آخر يرى أنها ظهرت بسبب معتقدات فرسان الهيكل بعد أن قاموا بحفريات في القدس. 

(1) المصدر السابق

 
زواج المسيح من مريم المجدلية عند الكاثاريين

 

هناك منطقة جنوب فرنسا يوجد بها آثار عقيدة تؤكد أن مريم المجدلية هي زوجة أو رقيقة للمسيح وأنها هاجرت إلى تلك المنطقة بعد صلب المسيح، وقالوا إن الكاثاريين لديهم معرفة عن كون المسيح زوجة وابأ وقد ظهرت رواية في فرنسا تؤكد هذا المعنى وأن أحفاد المسيح من مريم المجدلية لا يزالون في فرنسا يعيشون حتى الآن 

ذكر جيم مارس في كتابه (( الحكم بشكل سري )) : 

الكتابات الفلوسطية المكتشفة في نجع حمادي بمصر عام 1945 م وتحديدا في إنجيل فيليب المسمى الحواري فيليب قد أكدت مفهوم أن مريم المجدلية كانت زوجة للمسيح حسب اعتقادهم وقد جاء في هذا الإنجيل: وصاحبة المخلص هي مريم المجدلية ولكن المسيح أحبها أكثر من جميع حوارييه وكان يقبلها غالبا على فمها، بقية الحواريين كان يزعجهم ذلك، وكانوا يبدون اعتراضهم، قالوا له: لماذا تحبها أكثر منا جميعا 

أجابهم المسيح بخطاب مطول ذكر فيه عظم سر الزواج وكيف كان قوة عظيمة ضرورية للعالم (1) 

ويضيف: ثمة صلة هامة بين الأناجيل التي اكتشفت في 1945 م والتي قيل إن ناشرها هو الصوفي الألماني مستر ايکهارت تحت اسم شويستر كاتري أو 

(1) المصدر السابق - بتصرف يسير.

 

الأخت كاترين 

ويرى الكاتبان بيكفيت وبرينس إن هذه کراسة كاترين غير الكراسة العادية والصريحة التي توجد في أناجيل نجع حمادي .. تحتوى على أفكار تتعلق بمريم المجدلية، حيث تصور بأنها تفوق بطرس بسبب فهمها الأعظم للمسيح وثمة ذكر للتوتر ذاته بين مريم وبطرس موجود في أناجيل نجع حمادي وكراسة الأخت كاثرين. 

ويرى الكاتبان أن الكاثاريين كانوا على علم بتلك الوثائق من خ لال مكتشفات فرسان الهيكل القديمة وأن لديهم تقليدا شفويا عن صلة حميمة بين المسيح ومريم المجدلية، لكن كان ينقصهم الدليل على ذلك حتى عاد فرسان الهيكل من القدس إلى مدينة لانغويديوك ومعهم سجلاتهم المكتشفة في القدس فقويت عقيدتهم في أمر زواج المسيح من مريم المجدلية 

ويذهب الكاتب بيفنت، والكاتب (( ليغ، ومثلهما (( ولينكولن، إلى ذلك في (( دم مقدس - كأس مقدسة (1) 

بين سلالة نسب المسبح والملوك المعروفين باسم الميروفينحينيين، (Merovingian) في جنوب فرنسا، وهم الملوك الذين لهم علاقة بالأسرة الفرنجية الأولى التي تولت حكم بلاد الغال وألمانيا حوالي عام 500. 701 م. 

ويضيف هؤلاء الكتاب: إذا ما كانت فرضيتنا صحيحة فإن زوجة المسيح وأولاده - وقد كان بإمكان المسيح أن يكون أبا لعدد من الأبناء بين عمر 16 أو 17 سنة وموته المفترض بعد هروبه من الأرض المقدسة فلجأ إلى جنوب فرنسا وفي مجتمع يهودي حفظت مريم المجدلية سلالتها هناك. 

وخلال القرن الخامس تبدو هذه السلالة بانها قد تزاوجت مع الخط الملكي للفرنكيين وهكذا، فقد ولدت وأحدثت السلالة الحاكمة للميروفينجينيين، في عام 416 م، وقعت الكنيسة معاهدة مع هذه السلالة تلزم نفسها بإدامة سلالة شجرة النسب، الميروفينجينيين وعلى ما يفترض مع معرفتها الكاملة 

(1) Blood, Holy Grail Holy,

 

الهوية تلك السلالة 

وعندما تواطأت الكنيسة في الخيانة اللاحقة لسلالة المبروفينجينيين، فقد جعلت نفسها مذنبة بجرم لا يمكن أن يعقل ولا أن يشطب ولكن يمكن فقط أن يكبت. 

وقد أكد الكاتب لورنس غاردنر وهو خبير معترف به دوليا في علم الأنساب الملكي بعد دراسة السجلات الخاصة لثلاثة وثلاثين عائلة ملكية أوربية أن للميروفينجينيين صلة قربى بالمسيح ولكن من خلال أخيه الذي زعم أنه كان من الرامة نفسها. 

وقدم غاردنر أيضا جدلا مقنعا عن مريم المجدلية بأنها كانت زوجة المسيح في كتابه لعام 1996 م باسم سلالة الكأس المقدسة (Booldine of the Holy 

(Grdil 

فقال فيه: لم يكن سرا أبدأ بالنسبة إلى معظم هؤلاء الناس (الملكية الأوروبية أن المسيح قد تزوج، وأنه قد كان له ورثة، لأنه قد تب كذلك في الكثير من السجلات الأرشيفية العائلية .. الأوراق المنشورة عن الكثير من الملكات الاسكوتلانديات تتحدث عن ذلك مطوة، لقد كنت في الواقع في موضع حيث قدم لى بعض الوثائق القديمة جدا جدا لم تكن قد فتحت لآخر مرة منذ القرن السابع عشر أو شيئا من هذا القبيل، ولكنها كانت في الواقع قد تم توثيقها وكتبت منذ مئات السنين قبل ذلك. 

وقال: (( لقد استطعت أيضا أن أجد سبيلا لوثائق فرنسية للوثائق الأصلية التي أظهرها فرسان الهيكل في أوربا عام 1128 م، وواجهوا مؤسسة الكنيسة بها، وروعوا حياة رجالاتها بها، لأنها كانت الوثائق التي تحدثت حول سلالة ونسب قادة الكنيسة المسيحية المبكرة الذي تبنوا كتابات مقدسة وتعاليم تدحض عقيدة الكنيسة بالحقيقة الأصلية المتعلقة بسلالة النسب الملكية للمسيح. 

ويرى الباحثون في هذا الأمر أن سبب إنكار الكنيسة الموضوع زواج المسيح من 

 

مريم المجدلية هو كراهية الكنيسة للنساء عمومأ حتى إنهم حرموا على الكهنة أن يتزوجوا وأن يظلوا عازبين رغم أن تعاليم بولس الرسول لم تنص على ذلك. 

ويرى غاردنر وأخرون أن الكنيسة في عهدها المبكر كانت تحط من سمية النساء کي تحتفظ بالقوة والسلطة وأنه بغية إحباط أي اهتمام بتعلق بمريم المجدلية لأن الآباء الأوائل للكنيسة قد صنعوا الكثير من نصوص العهد الجديد التي تصف مريم المجدلية بأنها آثمة وهي الكلمة الأصلية الترجمة خاطئة لكلمة والماء (Alma) التي معناها في الحقيقة تعني: عذراء تمر بطقوس ما قبل الزواج. 

وأضاف: قرر الأساقفة على أي حال أن المرأة الخاطئة لابد أن تكون عاهرة. 

واستنتج أخرون مثل جين شابيرغ من جامعة ديترويت. ميرسي، أن شحصية مريم المجدلية يمكن أن تكون تركيبة من نساء أخريات من الكتاب المقدس وأن مثل هذا الخلط كان متعمدة. 

في (( الأسطورة الذهبية (1) . قال ويليام كاكستون عام 1983 م. إن مريم المجدلية وأخوها لازاروس والأخت مارثا مع خادمتها مارسيلا وأبناء يسوع المسيح قد سافروا بالسفينة إلى مرسيليا، فرنسا، بعد الصلب، ثم اتجهت المجموعة أبعد باتجاه الغرب، حيث حولوا السكان هناك إلى عقيدتهم. 

وقالوا إن مريم المجدلية جاءت إلى مكان يسمى (( بوم، على صخرة شديدة الانحدار أقامت عليها طويلا في صومعة قرب مدينة إيكس (Aix) ، وأنه بعد موت مريم المجدلية بقى أرثها وأولادها من المسيح مصدر تهديد لرجال الكنيسة التي كانت تمر بهبوط مسيحى لصالح النجاح الرسولى البابوبي وظل أتباع المجدلية في إقليم الانغويدوك، مقر (( الكاثاريون )) . 

(1) الأسطورة الذهبية (Legenda Aurea) واحدة من منشورات تصدر من ويستمنستر

الانجليزية 

 

إعلان الحرب الصليبية على الكاثاريين 

والكاثارية لم تستطع القضاء عليهم 

بعد إعلان الملك فيليب الثاني ملك فرنسا واعتبار الكاثارية هرطقة دينية فمنذ عام 1209 وأصبح الكاثاريون مطاردين من قبل الدولة حيث تجمعهم في الجنوب الفرنسي بمنطقة لانغويدوك، وعرفت الحرب ضدهم باسم الحرب الصليبية الالبيجينسية، فقد كان الكاثاريون يدعون في بعض الأحيان باسم الالبيجينسيين (Albigensian) بسبب تواجدهم المكثف في مدينة لانغويدوك بمنطقة اكبي، 

ظلت الحرب ضدهم مشتعلة تقودها الكنيسة منذ أن حرض البابا إنوسنت الثاني ملك فرنسا فيليب الثاني وحتى انتهاء الحرب عام 1129 م، وتم القبض على الكاثاريين وإعدامهم وسقطت قلعتهم مونتسيغور في عام 1244 م، وحاول البابا إنوسنت الثالث أن يجلب ضغطأ كتسيا ليوقعه على الكاثاريين ولكنه فشل في ذلك. 

وكانت الكنيسة في سعيها لإخضاع قوة الفرسان الصليبيين قد أسست سياسة عرفت باسم (( سلاح الله، أساسة التحالف بينها وبين القوى العسكرية والمقصود بالسلاح هو تمكين الكنيسة من السيطرة على نشاطات عسكرية وتصبح القوة العسكرية تحت سلطة الكنيسة للقضاء على نظام فرسان الهيكل المتحالف مع الكاثاريين في لانغويدوك واستخدام الوعظ ضد الكاثاريين. 

وكتب البابا إنوست الثالث عام 1204 م إلى الملك فيليب أوغست ملك 

204 204 

 

فرنسا بحثه على التحرك ضد الهراطقة الجنوبيين، وقرر إعادة رايموند السادس كونت تولوز إلى مركزه السابق بعد أن تم حرمانه کنسيا بمعرفة البابا السابق على أن يدعم ريموند الهجمات الصليبية ضد الهراطقة في الجنوب الفرنسي فوافق ريموند على مضض، وبالتالي لم يقدم ما طلب منه في محاربته للكاثاريين في الجنوب الفرنسي. 

ولأجل فشل ريموند في حربه ضد الكاثاريين تم حرمانه مرة أخرى كنسيا ثم اغتيل بمعرفة البابا في عام 1207 م. 

وأطلق البابا حملة صليبية عنيفة ضد هراطقة الجنوب كما يسميهم ووعد كل من يشترك في الحرب معه بالغفران من الخطايا أثناء القتال وما يجري من القتل والسلب والنهب، وهو ما حدث في تلك الحرب البشعة التي قادها البابا باسم الصليب. 

وتحرك البابا في حربه على الهراطقة بجيش قوامه ثلاثون الف متحمس صليبي وكان أول هجومه على مدينة بيزيرس )) ونهبت البلدة وذبح السكان وقتل الكهنة والنساء والأطفال داخل الكنائس، وبعد أخذ الغنائم تم حرق المدينة. 

وقتل في هذه الموقعة أو المجزرة بمعنى أدق نحو عشرين ألفا من السكان. 

وحين سئل قائد الحملة البابوية أرنالد آمالريك عن تلك المجزرة: كيف تستطيع قواته أن تميز بين الكاثوليكيين والهراطقة أجاب بقوله: اذبحوهم جميعا، والله يعرف خاصته 

وتم إنهاء الحملة الإبادية على الكاثاريين بمعاهدة باريس التي أنهت استقلال ملكية جنوب فرنسا، إلا أنها لم توقف نشاط الهرطقة حيث تراجع الكاثاريون نحو الجبال وتحصنوا في مونتسيغور عند التل السفحى للبيرينية 

وحاصر الجيش البابوى الكاثاريين ما يزيد عن عشرة أشهر .. وانتهى الحصار في مارس عام 1244 م باستسلام الكاثاريين وحرقهم في محرقة 

أعدت لهم 

 

واستطاع الكاثاريون رغم تلك المذابح تهريب ما لديهم من أموال خارج مونتسيغور قبل المذبحة بثلاثة أشهر ولا يعرف أحد مكان ذلك الكنز 

وانتقلت أفكار الكاثارية وممتلكاتها إلى جماعة فرسان الهيكل، ومما لا شك فيه أن بيرناردو بلانشفروت وهو السيد الأعظم لنظام الفرسان كان ينحدر من عائلة كاثارية حتى إن الكثير من فرسان الهيكل كانوا هم أنفسهم كاثاريين. 

وهكذا كانت الحركات المنبثقة من الماسونية حين يتم محاربتها والقضاء عليها تتحول إلى نظام آخر بنفس أفكارها ومبادئها. 

وانتقل الكاثاريون الهاربون من الجنوب الفرنسي إلى إيطاليا الوطن البابوي واختفوا فيها بمساعدة السكان المتعاطفين معهم. 

وحسب الإحصائيات فقد تم إيادة نحو مائة ألف من الكاثاريين في تلك الحرب الصليبية ضدهم بناء على أمر البابا واستعادت الكنيسة احتكارها النشاطاتها الدينية، ولكن الكاثارية لا تزال متواجدة بافكارها ومبادئها السرية 

حتى الآن (1) 

(1) افرا ما جاء عن فرسان الهيكل في كتابنا العالم رقعة شطرنج، الناشر دار الكتاب العربي.

 

  • الاحد PM 01:26
    2021-06-27
  • 1627
Powered by: GateGold