المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412651
يتصفح الموقع حاليا : 332

البحث

البحث

عرض المادة

الداروينية

النشوء والارتقاء، من النظريات التي أثارت ضجة عند ظهورها عام 1809 م في كتاب الباحث الإنجليزي (( تشارلز داروين )) المسمى (( أصل الأنواع )) ، وأصبحت تلك النظرية الداروينية لها المؤيدون والأتباع وانبهر بها العالم حينا من الزمان. 

فماذا قال صاحب المذهب أو المدرسة الداروينية؟ 

لقد توصل إلى أن أصل الحياة على الأرض كانت (( خلية، في مستنقع آسن قبل ملايين السنين، ثم تطورت هذه الخلية الحية ومرت بمراحل متعددة وأشكال مختلفة وصلت إلى القرد وانتهت بالإنسان وبالتالي فالإنسان كما يقول أصله قرداد 

وخدمت هذه النظرية العلمانيين الذين ينكرون الدين ووجود الله الخالق الأعظم للكون حتى إن (( أثركبت، وهو أحد العلماء المؤيدين لتلك النظرية يقول مؤخرا عنها (( إن نظرية النشوء والارتقاء لا زالت بدون براهين وستظل كذلك والسبب الوحيد في أننا نؤمن بها هو أن البديل الوحيد الممكن لها هو الإيمان بالخلق المباشر وهذا غير وارد على الإطلاق. 

ويقول جوليان هكسلي دفاعا عن تلك النظرية:

هكذا يضع علم الحياة الإنسان في مركز يماثل لما أنعم عليه كسيد للمخلوقات كما تقول الأديان. 

ويضيف: (( من المسلم به أن الإنسان في الوقت الحاضر سيد المخلوقات ولكن قد تحل محله القطة أو الفأر 
... 
وبعد نظرية داروين لم بعد الإنسان
 

يستطيع تجنب اعتبار نفسه حيوانا (1) . 

ومن المؤيدين لتلك النظرية الفيلسوف الماسوني الملحد براتراند راسل الذي يقول عنها: (( إن الذي فعله جاليلو ونيوتن من أجل الفلك فعله داروين من أجل علم الحياة )) . 

ونعود إلى داروين لنتعرف على نظريته أكثر 

فهو يفترض أن أصل الكائنات العضوية ذات الملايين من الخلايا هي خلية حقيرة واحدة ثم تطورت إلى حيوان حقير وظلت ترتقى من الأحط إلى الأرقي. 

وأن الطبيعة وهبت الأنواع القوية عوامل البقاء والنمو، والتكيف مع البيئة التصارع الكوارث حتى أنتجت أنواعة راقية جديدة مثل الفرد ثم أنواعا أرقي وهو الإنسان. 

ثم سلبت الطبيعة الأنواع الأخرى الضعيفة القدرة على الاستمرار والبقاء فانتهت وزالت، وأن الفروق الفردية داخل النوع الواحد تنتج أنواع جديدة مع مرور الزمن على المدى البعيد. 

وحسب تلك النظرية الملحدة فإن الطبيعة هي الخالق لهذا الكون وأنها تحرم وتعطى عشوائية وخط التطور فيها متعرج مضطرب لا يسير على قاعدة مطردة منطقية. 

وتقوم تلك النظرية على أصلين مستقلين هما: 

1 - أن المخلوقات الحية وجدت في مراحل زمنية تاريخية متدرجة ولم توجد مرة واحدة وهذا يمكن البرهنة عليه.

2 - أن هذه المخلوقات متسلسلة وراثيا فينتج بعضها عن بعض بطريق التعاقب خلال عملية التطوير البطيئة جدا.

وهذا لم يتمكن أحد البرهنة عليه حتى الآن وهو إحدى الحلقات المفقودة في النظرية واستطاعت هذه النظرية العجيبة الملحدة أن نمكن للإلحاد وما 

(1) انظر الموسوعة الميسرة - مصدر سابق

 

نادي به العلمانيون من فصل الدين عن الحياة السياسية والعلمية حتى وصل الأمر إلى إنكاره بالكلية فيما بعد. 

فقد كان العلمانيون يدعون الناس بعد الثورة الفرنسية إلى حرية الاعتقاد كمرحلة أولى، ثم إنهم بعد انتشار تلك النظرية أعلنوا إلحادهم، لأنه من وجهة نظرهم لم يعد هناك حاجة للاعتقاد بوجود إله لهذا الكون وما فيه من مخلوقات. 

إذ أنه حسب النظرية الدارونية إن الطبيعة هي خلقت كل شيء، ولم يعد هناك معنى المدلول كلمة: أبونا آدم وأمنا حواء 

بل إن النظرية أصابت اعتقاد النصارى بأن المسيح علا قد صلب أو أنه جاء ليخلص البشرية من أغلال الخطيئة الموروثة التي ورثها من خطيئة آدم حتى صلب المسيح 

فاعتبرت كل ما جاء به أي دين هو مجرد خرافات، وانتشر الإلحاد في ربوع الدنيا وسيطرت الأفكار المادية على عقول الطبقة المثقفة وجموع غفيرة من الناس الذين تخلوا عن إيمانهم بالله في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين. 

فقد أعلن داروين رأيه صراحة في الله الخالق لكل شيء بقوله: (( الطبيعة تخلق كل شيء ولا حد لقدرتها على الخلق. 

وأضاف: (( إن تفسير النشوء والارتقاء بتدخل الله هو بمثابة إدخال عنصر فارق للطبيعة في وضع ميکانيکي بحته 

ثم جاءت النظريات الإلحادية الأخرى لتستمد أفكارها من تلك النظرية فقد استمد فرويد منها نظرية في التحليل النفسي وظهرت بعدها نظرية برجسون في الروحية الحديثة ونظرية سارتر في الوجودية الملحدة، ونظرية ماركس في الاقتصاد الشيوعي. 

فقد استمد کارل مارکس نظريته المادية الملحدة من نظرية داروين المادية الملحدة أيضأ فجعل مطلب الإنسان في الحياة ينحصر في حصوله على الطعام والشراب والمسكن و "جسس مثل الحيوان تمام. 

 

ففكرة التطور أوصت بحيوانية الإنسان فهو مثله مثل باقي الحيوانات إلا أنه متطور ومتقدم عنهم بفضل نظرية التطور. 

لقد وجد الماسون اليهود ضالتهم في داروين كما وجدوها في غيره ممن استخدموهم في نشر أفكارهم الإلحادية وهدم الأديان من أجل الوصول إلى أهدافهم البعيدة المنال، فقد أعلنوا ذلك في بروتوكولاتهم: (( لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء ولاحظوا هنا نجاح داروين وماركس ونيتشة قد رتبناه من قبل، والأثر غير الأخلاقي لاتجاهات تلك العلوم في الفكر الأممي سيكون واضحة لنا على التأكيد 

وقد ظهرت البروتوكولات بعد نجاح تلك النظريات الإلحادية وشيوعها وتحقيق الهدف المرجو منها واعتبار أصحابها من أعظم العلماء والمفكرين، وذلك بعد سيطرة اليهود المأسون على الصحف في العالم وعدم قدرة رجال الدين المسيحي التصدي لهذه النظريات في تلك الفترة وما بعدها، وكان ترتيب 

ظهور تلك النظرية محددة من قبل الماسون بعد زوال سلطان الكنيسة وشيوع العلمانية في أوربا بعد نجاح الثورة الفرنسية التي ألغت الدين وعبدت العقل البشرى، فقد كانت النفوس مهيأة لتفسير الحياة تفسيرا ماديا بعيدا عن تفسير اللاهوتية المسيحية 

ولا شك أن نجاح الثورة الصناعية ساعدت في نشر تلك النظريات الإلحادية وأعطاها القوة اللازمة للبقاء والنفوذ والسيطرة على العقول التائهة التي خلفتها الثورة الفرنسية العلمانية التي حاربت الدين ورجالاته وأنهت سلطانهم الدنيوي والروحي، وأصبح العقل والعلم هما القصد والسبيل للناس العوام منهم والعلماء 

وبالرغم من مرور أكثر من قرن على تلك النظرية الدارونية وتقلص أنصارها واندحارها علميا ودينيا إلا أن بعض العلماء المسلمين المعاصرين قد ظهر علينا بكتاب يقول فيها إن آدم ليس أبا البشر وأن الله اصطفاه من مجموعة من البشر كان قد خلقهم مثل الحيوانات وانتقى منهم آدم وحواء لإنتاج الإنسان الحديث. 

 

ويريد أن يسند نظريته الدارونية الحديثة إلى الدين الإسلامي رغم أن آيات القرآن الكريم التي تحدثت عن خلق الله لآدم ها صريحة في مجملها على أن الله خلق آدم ابتداء ونفخ فيه من روحه، وخلق من آدم زوجنه حواء، وهذا ما ينكره هذا الرجل، رغم أن الآية صريحة في ذلك في قوله تعالى: (يا أيها الناس اقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) (النساء: 1) . 

فالإنسان خلق من نفس واحدة وهي آدم له وخلق من آدم حواء وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)، لكن هذا الرجل يقول لنا أن آدم وحواء خلقا من أبوين مثلهما كباقي المخلوقات، وهو بذلك يحاول إحياء نظرية داروين الإلحادية التي اندثرت وعفا عليها الزمان. 

فلقد نقد نظرية داروين الكثيرون من العلماء المتخصصين في بلاد الغرب وأمريكا بعد أن أفاق الناس من غيبوبة العلمانية واكتشفوا خداع الماسونية الدارونية لهم، فقال أغاسيز في انجلترا وأوين في أمريكا أن نظرية داروين وأفكاره مجرد خرافة علمية، وأنها سوف تنسى بسرعة. 

وقال کريسي موريسون: إن القائلين بنظرية التطور لم يكونوا يعلمون شيئا عن وحدات الوراثة والجينات، وقد وقفوا في مكانهم حيث يبدأ التطور حقا، أعني عند الخلية 

ويقول أنتوني ستاندن صاحب كتاب (( العلم بقرة مقدسة، عن نظرية داروين وما بها من ثغرات وحلقات مفقودة: إنه لأقرب من الحقيقة أن نقول: إن جزءا كبيرا من السلسلة مفقود وليس حلقة واحدة، بل إننا لتتشكك في وجود السلسلة ذاتهاء 

وقال سيتوارت تشيس: (( أيد علماء الإحياء جزئيا قصة آدم وحواء كما ترويها الأديان وأن الفكرة صحيحة في مجملهاء. 

وقال أوستن كلارك: لا توجد علامة واحدة تحمل على الاعتقاد بأن أيا من المراتب الحيوانية الكبرى ينحدر من غيره، إن كل مرحلة لها وجودها المتميز الناتج من عملية خلق خاصة متميزة، لقد ظهر الإنسان على الأرض فجاة وفي 

 

نفس الشكل الذي تراه عليه الآن (1) . 

ولم يستطع أنصار نظرية داروين الدفاع عن تلك النظرية التي انتهت أمام النقد العلمي الموجه إليها من العلماء المتخصصين، حتى إنهم قالوا إن قانون الارتقاء الطبيعى قاصر على تفسير عملية التطور واستبدلوه بقانون جديد أسموه قانون التحولات المفاجئة أو الطفرات، وخرجوا بفكرة المصادفة، وأنه توجد أصول تفرعت خرجت منها كل الأنواع وليس أصلا واحدا كما كان سائدا من قبل. 

وأقروا أن الإنسان بتفرد بيولوجيا رغم التشابه الظاهري بينه وبين القرد وبالتالي سقطت نظرية داروين القديمة والحديثة، فكلها أفكار لا أساس لها علميا ودينيا. 

ومثل كل باطل ينشأ في غياهب الجهل الروحي ونمو المارد العلماني، اندحرت نظرية داروين الباطلة رغم أنها خلفت وراءها جيلا من الملاحدة لا يزالون يحاولون تثبيت دعائم كفرهم رغم ما نزل عليهم من ضربات الحق التي هدمت معاقلهم، وهكذا الباطل دوما ينتهي بظهور الحق بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهقه (الأنبياء: 18) . 

وقال أيضا: ووقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل کان زهوقاه (الإسراء: 81) . 

ولقد نهانا الحق جل وعلا أن نلبس الحق بالباطل والنهي عام وشامل لكل الأمور، لأن ظهور الحق أمر حتمي في نهاية الأمر، وهذا ما حدث لداروين وأنصاره وأقرانه ومن جاء بعدة نظريات أخرى باطلة كثيرة ظهرت وسوف تظهر الأن أنصار الباطل مستمرون في سعيهم الدؤوب لمحاولة إطفاء نور الله بأفواههم وهم كاذبون ضالون مضلون، قال تعالى: (ويجادل الذين كفروا بالباطل اليدحضوا به الحق (الكهف: 26) . 

وقوله تعالى: (ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته (الشوري: 24) . 

وصدق الله العظيم وكذب داروين وإخوانه. 

(1) المصدر السابق

 

  • الاحد PM 12:40
    2021-06-27
  • 1410
Powered by: GateGold