يشترك الدين الوضعي والمذاهب الفلسفية في أنها من وضع البشر، وتوجيه حياة الناس والتحكم في سلوكهم فالمذاهب الفلسفية مثل غيرها من المذاهب الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تتحدث عن أفكار أنتجها العقل البشري لمواجهة مشاكل تواجه الناس، وقد تتحول هذه الأفكار لمن يؤمن بها إلى عقيدة وتصبح مثل الدين تماما.
والدين الوضعي ياتي مثل المذاهب في كونه يحرك البواعث الداخلية للنفس البشرية بفرض السيطرة على الإنسان ومن خلاله السيطرة على المجتمع أو الدولة أو العالم.
ويخطئ من يقول إن الأديان الوضعية نشأت في غياب الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده وهو الإسلام، وأن الأديان الوضعية المعروفة حاليا جاءت قبل بعثة النبي، فقد ظهرت أديان وضعية من صنع البشر والماسونية بعد ظهور الإسلام في الجزيرة العربية وانتشاره في أرجاء العالم مثل البهائية وغيرها الكثير.
ولأهمية الدين في حياة الإنسان على مر العصور والتاريخ الإنساني فقد اهتمت الماسونية بموضوع الأديان اهتماما بالغا فاخترقت الدين الإسلامي، وساعدت في انتشار أديان مثل البهائية والدرزية والقاديانية بفرض نسخ الإسلام وإحلال هذه الأديان الباطلة محله، وهذا ما سوف نتعرض له بمشيئة
الله تعالى.
ويرى العقاد في كتابه (( الله، أن الأمم مرت بأدوار ثلاثة بالنسبة للتدين