المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413648
يتصفح الموقع حاليا : 256

البحث

البحث

عرض المادة

الدين الوضعي والمذاهب الفلسفية

يشترك الدين الوضعي والمذاهب الفلسفية في أنها من وضع البشر، وتوجيه حياة الناس والتحكم في سلوكهم فالمذاهب الفلسفية مثل غيرها من المذاهب الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تتحدث عن أفكار أنتجها العقل البشري لمواجهة مشاكل تواجه الناس، وقد تتحول هذه الأفكار لمن يؤمن بها إلى عقيدة وتصبح مثل الدين تماما. 

والدين الوضعي ياتي مثل المذاهب في كونه يحرك البواعث الداخلية للنفس البشرية بفرض السيطرة على الإنسان ومن خلاله السيطرة على المجتمع أو الدولة أو العالم. 

ويخطئ من يقول إن الأديان الوضعية نشأت في غياب الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده وهو الإسلام، وأن الأديان الوضعية المعروفة حاليا جاءت قبل بعثة النبي، فقد ظهرت أديان وضعية من صنع البشر والماسونية بعد ظهور الإسلام في الجزيرة العربية وانتشاره في أرجاء العالم مثل البهائية وغيرها الكثير. 

ولأهمية الدين في حياة الإنسان على مر العصور والتاريخ الإنساني فقد اهتمت الماسونية بموضوع الأديان اهتماما بالغا فاخترقت الدين الإسلامي، وساعدت في انتشار أديان مثل البهائية والدرزية والقاديانية بفرض نسخ الإسلام وإحلال هذه الأديان الباطلة محله، وهذا ما سوف نتعرض له بمشيئة 

الله تعالى. 

ويرى العقاد في كتابه (( الله، أن الأمم مرت بأدوار ثلاثة بالنسبة للتدين 

 

وهي دور التعدد في الألهة ثم دور الترجيح ثم التوحيد، وأن كل الحضارات الإنسانية أمنت بعلو إله فوق جميع الآلهة الأخرى التي تؤمن بها، وذكر أن عبادة الإنسان للشمس كانت مقدمة للتوحيد الصحيح فقال: ديانة الشمس كانت للتوحيد الصحيح فقال: ديانة الشمس كانت الخطوة السابقة لخطوة التوحيد الصحيح لأنها أكبر ما وقع عليه العين وتعلل به الخليقة والحياة فإذا دخلت هي أيضا في عداد المعلولات فقد أصبح الكون كله في حاجة إلى خالق موحد للأرض والسماء والكواكب والأقمار (1) . 

لكن القارئ للتاريخ الإنساني وقصص القرآن والأنبياء يرى أن الله قد خلق آدم هم فكان أول الأنبياء وكانت ذريته على التوحيد الخالص إلى عصر قوم نوح لهم فكان أول رسول للبشرية بعد أن ضل قومه سبيل التوحيد وأشركوا بالله وعبدت الأصنام هو نوح عام، وبالتالي فإن الخطوة الأولى التي مر بها الإنسان منذ آدم حتي نوح هي التوحيد الخالص وليس تعدد الآلهة والشرك بالله، وبعد التوحيد الخالص جاء عصر الشرك بالله وعبادة الأصنام زمن نوح ثم عودة الإنسان إلى التوحيد الخالص بعد الطوفان وهلاك الكافرين وقال نوح: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) (نوح: 26) . 

ثم عاد الإنسان بعد فترة من الزمان إلى الشرك وعبادة غير الله، فيرسل الله إليهم رسولا منهم يدعوهم إلى التوحيد وهكذا إلى أن جاء النبي الخاتم و بالرسالة الخاتمة إلى البشرية جمعاء وكانوا وقتها يعبدون الأصنام إلا قليل من أهل الكتاب كانوا على دين إبراهيم. 

والصراع بين أهل التوحيد وأهل الباطل كان مستمرا إلى قيام الساعة، وما ذهب إليه البعض من أن الدين عموما بدأ على الأرض في صورة خرافة ووثية وصل إلى التوحيد الخالص راي باطل لا أساس له من الصحة والواقع كما سبق وأشرنا إليه. 

(1) انظر كتاب الله، عباس محمود العقاد.

فعقيدة التوحيد متأصلة في النفس البشرية، فقد ظل بنو آدم على التوحيد منذ أن هبط أدم على الأرض عشرة قرون كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام. 

وجعل الله النبوة والكتاب في ذرية نوح ثم في ذرية إبراهيم عليهما السلام (ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون) (الحديد: 26) . 

  • السبت PM 01:43
    2021-06-26
  • 1272
Powered by: GateGold