الدين كلمة ذات حروف ثلاثة يضاف إليها أداة التعريف من الألف واللام، لها معان كثيرة في اللغة والقرآن الكريم، ويصل الأمر إلى التضارب والتضاد في المعنى وهذا الثراء اللغوي للكلمة يعبر عن أهمية الكلمة في حياة الإنسان.
فكلمة (( دين (1) تعنى القرض والافتراض، وهو ما يأخذه المدين من الدائن على سبيل الدين لأجل مسمى أو غير مسمى، وهو كما يقولون (( الدين هم بالليل وذل بالنهار، وقديما كان الدائن يستعبد المدين الغير قادر على الوفاء بدينه
ويقال تداين الرجلان أى تعاملا بالدين فأعطى كل منهما الآخر دينة وأخذ بدين كمن سدد دينه بماله عند الناس من ديون والديوان هو الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيوش وأهل العطاء والكتبة ومكانهم، وأيضا مجموع ما كتبه شاعر.
أما كلمة الدين، فهي اسم لجميع ما تدين به والدين هي العبادة والطاعة ويقال دين، بعقيدة أي دان بها واصبح خاضعة لتعاليمها بملء إرادته، والديان من أسماء الله الحسنى، والمذيان هو الذي يقترض كثيرة.
وأما القرآن الكريم فقد ذكر الدين (2) الذي هو القرض الممنوح لشخص من آخر على أن يرده في ميعاد محدد ذكره خمس مرات.
1. { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) } (البقرة: 282) وهذه تسمى آية الذين في القرآن وهي أطول آية في كتاب الله عز وجل
(1) والتي ما تعطيه غيرك من مال عليه، أن يرده إليك.
(2) انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي
13