المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412218
يتصفح الموقع حاليا : 347

البحث

البحث

عرض المادة

الدين في اللغة والقرآن الكريم

الدين كلمة ذات حروف ثلاثة يضاف إليها أداة التعريف من الألف واللام، لها معان كثيرة في اللغة والقرآن الكريم، ويصل الأمر إلى التضارب والتضاد في المعنى وهذا الثراء اللغوي للكلمة يعبر عن أهمية الكلمة في حياة الإنسان. 

فكلمة (( دين (1) تعنى القرض والافتراض، وهو ما يأخذه المدين من الدائن على سبيل الدين لأجل مسمى أو غير مسمى، وهو كما يقولون (( الدين هم بالليل وذل بالنهار، وقديما كان الدائن يستعبد المدين الغير قادر على الوفاء بدينه 

ويقال تداين الرجلان أى تعاملا بالدين فأعطى كل منهما الآخر دينة وأخذ بدين كمن سدد دينه بماله عند الناس من ديون والديوان هو الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيوش وأهل العطاء والكتبة ومكانهم، وأيضا مجموع ما كتبه شاعر. 

أما كلمة الدين، فهي اسم لجميع ما تدين به والدين هي العبادة والطاعة ويقال دين، بعقيدة أي دان بها واصبح خاضعة لتعاليمها بملء إرادته، والديان من أسماء الله الحسنى، والمذيان هو الذي يقترض كثيرة. 

وأما القرآن الكريم فقد ذكر الدين (2) الذي هو القرض الممنوح لشخص من آخر على أن يرده في ميعاد محدد ذكره خمس مرات. 

1. { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) } (البقرة: 282) وهذه تسمى آية الذين في القرآن وهي أطول آية في كتاب الله عز وجل

(1) والتي ما تعطيه غيرك من مال عليه، أن يرده إليك.

(2) انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي

13 

 

2. { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) } ) (النساء: 11 - 12)

وهكذا تكررت كلمة (( الدين، في هاتين الآيتين أربع مرات. أما كلمة (الدين) ومشتقاتها وهي ما يقصد به ما بتدين به الإنسان وهو 

 

محور كلامنا فقد جاء ذكرها في كتاب الله عز وجل نحو ثمان وسبعين مرة، وذلك من أول سور المصحف الفاتحة إلى سورة الكافرون). 

قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين) (الفاتحة: 1 - 4) 

(يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمونه (البقرة: 132) 

(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله (البقرة: 193) 

(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) (البقرة: 201) 

(إن الدين عند الله الإسلام) (آل عمران: 19) 

(أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون) (آل عمران: 83) 

(من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين) (النساء: 1) 

(وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون) (الأعراف: 29) 

(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) (الأنفال: 39) 

(وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) (الأنفال: 72) 

(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) (التوبة: 29) 

(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (التوبة: 33) 

 

(إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) (التوبة: 36) 

(فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) (التوبة: 122) 

(وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين) (يونس: 22) 

(وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكون من المشركين) (يونس: 105) 

(أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (يوسف: 40) 

(ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله) (يوسف: 76) 

(وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين) (الحجر: 35) . 

(وله ما في السموات والأرض وله الدين واصبا) (النحل: 52) 

(وما جعل عليكم في الدين من حرجه) (الحج: 78) 

(ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) (النور:2) 

(والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) (الشعراء: 82) 

(فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين) (العنکبوت: 65) 

(فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (الروم: 20) 

(فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله) (الروم: 43) 

(وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين) (لقمان: 31) 

(فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم) (الأحزاب: 5) 

(وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين) (الصافات: 20) 

(وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين) (ص: 78) 

 

(إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين * ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفيه) (الزمر: 2 - 3) 

(قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصين له الدين) (الزمر: 11) 

(فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) (غافر: 14) 

(هو الحى لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين) (غافر: 65) 

(شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشتركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) (الشوري: 13) 

(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم) (الشوري: 21) 

(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا) (الفتح: 28) 

(وإن الدين لواقع) (الذاريات: 6) 

(يسألون أيان يوم الدين) (الذاريات: 12) 

(هذا نزلهم يوم الدين) (الواقعة: 56) 

(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) (الممتحنة: 8 - 9) 

(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (الصف: 9) 

(والذين يصدقون بيوم الدين) (المعارج: 26) 

(وكنا نكذب بيوم الدين) (المدثر: 46) 

(كلا بل تكذبون بالدين) (الانفطار: 9) 

(يصلونها يوم الدين) (الانقطار: 15) 

(وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين) (الانفطار: 17 - 18) 

(الذين يكذبون بيوم الدين) (المططفين: 11) 

(فيما يكذبك بعد بالدين) (التين: 7) 

(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) (البينة: 5) 

(أرأيت الذي يكذب بالدين) (الماعون: 1) 

(و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) (النصر: 2) 

(لكم دينكم ولي دين) (الكافرون:6) 

(ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) آل عمران: 85) 

(ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن وأتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا) (النساء: 125) 

(حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تسقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) (المائدة: 3) 

 

(قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) (الأنعام: 161) 

(يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونکم حتى يردوکم عن دينکم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو کافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) (البقرة: 217) 

(ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) (آل عمران: 73) 

(يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا) (النساء: 171) 

(حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلك فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) (المائدة: 3) 

(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينگم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين) (المائدة: 57) 

(قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل) (المائدة: 77) 

(وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون) (التوبة: 12) 

(وقال فرعون ذروني أقتل موسي وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) (غافر: 26) 

(قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في الأرض والله بكل شيء عليم) (الحجرات: 16) 

وهكذا جاءت كلمة الدين ومشتقاتها بمعان متعددة، فجاءت بمعنى الملك والحكم كما في سورة يوسف (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) وجاءت بمعنى يوم الجزاء والحساب وهو يوم القيامة في قوله تعالى في سورة الفاتحة (مالك يوم الدين) وبمعنى الطاعة لله واتباع أوامره (الا لله الدين الخالص) وغالبية الآيات التي تتحدث عن الدين تشير إلى الدين الحق الخالص دين الإسلام. 

فالإسلام هو دين الله الذي ارتضاه الله لعباده وبعث جميع رسله مبشرين به وداعين الناس إليه (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (آل عمران: 85) ، وقوله تعالى (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما )) (آل عمران: 67) وقال أيضا: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) (الشوري: 13) . 

وقال أيضا: (فاقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (الروم: 30) 

فالدين عند الله واحد والرسالات متعددة (إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب) (آل عمران: 19) 

 

وحذر من مخالفة أمره واتباع غير الإسلام دينا من الخسران في الدنيا والآخرة (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (آل عمران: 85) 

فالإسلام هو دين الله ودعوة أبي الأنبياء إبراهيم (و ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما) (البقرة: 67) 

وهو وصية يعقوب له لأبنائه الاثني عشر أسباط بني إسرائيل؛ 

(ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (البقرة: 132) 

وقال أيضا (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون) (البقرة: 133) 

وهذا عيسى ابن مريم والحواريون يسجل الحق جل وعلا إعلان إسلامهم له (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) (ال عمران: 52) . 

وهؤلاء سحرة فرعون حين واجهوا موسي عليه السلام وانتصر عليهم ورأوا الآيات أعلنوا إسلامهم له 

(ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين) (الأعراف: 126) . 

وهذا محمد لا يسجل الحق جل وعلا إسلامه لرب العالمين: 

(قال إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) (الأنعام: 162) . 

وهذه ملكة بلقيس حين أعلنت إسلامها مع سليمان هم لرب العالمين تقول: (رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين) (النمل: 44) . 

وجاء الأمر الإلهي للبشرية كلها باتباع منهاج الأنبياء والرسل واتباع دينهم الذي هو دين الله الإسلام في قوله تعالى: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) (البقرة: 136) . 

فالرسالات الإلهية التي أرسلها الله إلى البشر بواسطة رسله وأنبيائه الكرام كلها تصب في مصب واحد وهي حلقة متصلة في سلسلة الدين الواحد للرب الواحد سبحانه وتعالى (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه) (الشوري: 13) . 

والدين حسب الاعتقاد الإسلامي هو كل ما شرعه الله تعالى لعباده على لسان أنبيائه، فهو ما شرعه الله لنا فسمى شرعة وجاء به الوحي من عند الشارع الحقيقي الذي هو الله عز وجل إلى النبي الخاتم و 

وذلك بالنسبة لنا نحن المسلمون أتباعه، وهو أيضا ما أنزله الحق جل وعلا وشرعه ونزل به الوحي على النبي موسى هه وعيسى وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء والرسل وأمروا أن يبلغوا به أقوامهم. 

ويعرف بعض المفكرين والأدباء وغيرهم أو من هم على شاكلتهم بأن الدين هو التأمل الصامت والسيطرة على البدن لحصول السكينة ولذلك فقد اعتبروا البوذية دينا ال. 

ويرى البعض أن الدين هو الطريقة التي تظهر بها ردود أفعال الإنسان حيال الحياة التي يعيشها، ويرى أن الدين هو الإيمان ببقاء القيم والحفاظ عليها. 

ويري (( هيجل، أن الدين هو المعرفة التي تكتسبها النفس أو الروح المحدودة الجوهرها کروح مطلقة 

 

وجملة الفلاسفة يرون أن الدين هو الاعتقاد في الموجودات الروحية أو الرباط الذي يربط الإنسان بعالم الآلهة. 

الملة والنحلة: جاء معنى الملة بالدين الحق والباطل قال تعالى: (إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون * واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب )) (يوسف: 36، 37) . 

وهذا أمر طبيعي فالدين يطلق أيضا على الدين الحق والدين الباطل (لكم دينکم ولي دين) (الكافرون: 6) 

فهو كل ما يدين به الإنسان ويؤمن به ويعتقده ويطبقه في حياته معتقدأ أنه تعاليم وأحكام جاءت من عند الله سواء كانت حقيقة أو كذبا 

ولكن إذا عرف الدين، بالألف واللام فيقصد به دين الإسلام (إن الدين عند الله الإسلام) (آل عمران: 19) . 

ولذلك فالدين يقصد به الدين الحق وهو دين الإسلام وأديان أخرى باطلة وضعية اخترعها الإنسان بوحي من الشيطان أو شياطين الماسونية. 

وأما معنى كلمة (النخلة) بكسر النون وسكون الحاء، فهي تعني الواجب أو الواجبات التي تفرضها الشريعة أو الدين، وجاء ذكر النخلة في القرآن مرة واحدة في قوله تعالى: 3وآتوا النساء صدقاتهن نحلة) (النساء: 4) . 

والنخلة، في الآية تعني المهر وهو ما يعطى للمرأة كصداق عند النكاح. 

وذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية عن عائشة ها أن النحلة فريضة، وهو قول قتادة وابن جريج ومقاتل وسئل عن معنى تلك الآية 

(وآتوا النساء صدقاتهن نحلة) قالوا: يا رسول الله فما العلائق بينهم قال: ما تراضي عليه أهلوهم (1) . 

فالنخلة هي الفرائض والواجبات التي جاء بها الدين وفرضت على أتباعه. 

(1) تفسير ابن كثير

 

  • السبت PM 01:41
    2021-06-26
  • 1179
Powered by: GateGold