المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413459
يتصفح الموقع حاليا : 241

البحث

البحث

عرض المادة

اغتيال العالم جمال حمدان

جمال محمود صالح حمدان أحد أعلام الجغرافيا في القرن العشرين، ولد في قرية (( ناي )) بمحافظة القليوبية بمصر في 12 شعبان 1349 ه. 4 فبراير سنة 1928 م، ونشأ في أسرة كريمة طيبة تحدر من قبيلة بني حمدان العربية التي نزحت إلى مصر في أثناء الفتح الإسلامي 

كانت العبقرية جمال حمدان ونظرته العميقة الثاقبة فضل السبق لكثير من التحليلات والآراء التي استغربت وقت إفصاحه عنها، وأكدتها الأيام بعد ذلك؛ فقد أدرك بنظره الثاقب كيف أن تفكك الكتلة الشرقية واقع لا محالة وكان ذلك عام 1388 ه. 1998 م، فإذا الذي تفبا به يتحقق بعد إحدى وعشرين سنة، عام 1409 ه. 1984 م، حيث حدث الزلزال الذي هز أركان أوربا الشرقية، وانتهى الأمر بانهيار أحجار الكتلة الشرقية، وتباعد دولها الأوربية عن الاتحاد السوفيتي، ثم تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي نفسه عام 111 ه. 1991 م. 

وفي شهر فبراير 1387 ه. 1947 م أصدر جمال حمدان كتابه اليهود أنثروبولوجيا، والذي أثبت فيه أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية الخزر التترية، التي قامت بين (( بحر قزوين، و البحر الأسود، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي .. وهذا ما أكده بعد ذلك آرثر بوئيسلر، مؤلف كاب والقبيلة الثالثة عشرة الذي صدر عام 1299 ه. 1979 م. 

 

كان جمال حمدان صاحب السبق في فضح أكذوبة أن اليهود الحاليين هم أحفاد بني إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين خلال حقب ما قيل الميلاد، وأثبت في كتابه اليهود أنثروبولوجيا الصادر في عام 1967، بالأدلة العملية من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية الخزر التترية، التي قامت بين البحر قزوين، و البحر الأسود واعتقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وهو ما أكده بعد ذلك بعشر سنوات (( آرتر کويستلر، مؤلف كتاب القبيلة الثالثة عشرة الذي صدر عام 1996. 

د. جمال حمدان بعد جمال حمدان واحدا من ثلة محدودة للغاية من المثقفين المسلمين الذين نجحوا في حل المعادلة الصعية المتمثلة في توطيف أبحاثهم ودراسائهم من أجل خدمة قضايا الأمة، حيث خاض من خلال رؤية استراتيجية واضحة المعالم معركة شرسة لتفيد الأسس الواهية التي قام عليها المشروع الصهيوني في فلسطين

وإذا كان الباحث المصري الدكتور عبد الوهاب المسيري قد نجح من 

 

خلال جهد علمي ضخم في تفكيك الأسس الفكرية للصهيونية، فإن جمال حمدان كان سباقة في هدم المقولات الإنثروبولوجية التي تعد أهم أسس المشروع الصهيوني، حيث أثبت أن إسرائيل - كدولة. ظاهرة استعمارية صرفة، قامت على اغتصاب غزاة أجانب لأرض لا علاقة لهم بها دينيا أو تاريخيا أو جنسيا، مشيرا إلى أن هناك يهوديين في التاريخ، قدامي ومحدثين، ليس بينهما أي صلة أنثروبولوجية، ذلك أن يهود، فلسطين التوراة تعرضوا بعد الخروج لظاهرتين أساسيتين طوال 20 قرنا من الشتات في المهجر وخروج أعداد ضخمة منهم بالتحول إلى غير اليهودية، ودخول أفواج لا تقل ضخامة في اليهودية من كل أجناس المهجر، واقترن هذا بتزاوج واختلاط دموي بعيد المدي| 

في وقت كان الصهاينة يروجون لأنفسهم كأصحاب مشروع حضاري ديمقراطي وسط محيط عربي إسلامي متخلف، لم نخدع تلك القشرة الديمقراطية الصهيونية المضللة عقلية لامعة كجمال حمدان، كما أنه لم پستسلم للأصوات العربية الزاعنة التي لا تجيد سوى الصراخ والعويل واستطاع من خلال أدواته البحثية المحكمة أن يفضح حقيقة إسرائيل، مؤكدة أن اليهودية ليست ولا يمكن أن تكون قومية بأي مفهوم سياسي سليم كما بعرف كل عالم سياسي، ورغم أن اليهود ليسوا عنصرا جنسيا في فرضهم لأنفسهم کامة مزعومه مدعية في دولة مصطنعة مقتطعة يجعل منهم ومن الصهيونية حركة عنصرية أساسا 

أدرك حمدان مبكرة من خلال تحليل متعمق للظروف التي أحاطت بقيام المشروع الصهيوني أن (( الأمن )) يمثل المشكلة المحورية لهذا الكيان اللقيط، واعتبر أن وجود إسرائيل رهن بالقوة العسكرية ويكونها ترسانة وقاعدة وثكنة مسلحة، مشيرا إلى أنها قامت ولن تبقي - وهذا تدركه جيدا - إلا بالدم والحديد والنار. ولذا فهي دولة عسكرية في صميم تنظيمها وحياتها، ولذا أصبح جيشها هو سكانها وسكانها هم جيشها. 

 

حدد جمال حمدان الوظيفة التي من أجلها أوجد الاستعمار العالمي هذا الكيان اللقيط، بالاشتراك مع الصهيونية العالمية، وهي أن تصبح قاعدة متكاملة آمنة عسكرية، ورأس جسر ثابت استراتيجية، ووكيل عام اقتصادية او عميلا خاصا احتكارية، وهي في كل أولئلا تمثل فاسة أرضية يمزق اتصال المنطقة العربية ويخرب تجانسها ويمنع وحدتها وإسفنجة غير قابلة للتشبع تمتص كل طاقاتها ونزيفة مزمنة في مواردهاء 

إذا ما قلبنا في صفحات کتاب جمال حمدان .. صفحات من أوراقه الخاصة، نجد حالة نادرة من نفاد البصيرة والقدرة الاستراتيجية على المستقبل، ففي الوقت الذي رأى البعض في إقرار قمة بروكسيل (12، 14 ديسمبر 2003) تشكيل قوة عسكرية أوربية منفصلة عن حلف الأطلسي بداية الانهيار التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة وأوربا الغربية، نجد أن جمال 

حمدان فن تنبأ بهذا الانفصال منذ نحو 15 عاما، مشيرا إلى أنه بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وزواله، بدأ البحث عن عدو جديد، قيل: إنه الإسلام، تؤكد أن الإسلام خارج المعركة والحلبة، هو فقط كبش فداء مؤقت. أما العدو الحقيقي الفعال فسيظهر من بين صفوف المعسكر المنتصر بالغرب، وسيكون الصراع الرهيب بين أمريكا وأوربا الغربية أو اليابان 

ويضيف في موضع آخر من الكتاب لقد بدأت الحرب الباردة بالفعل بين شاطيء الأطلسي، بين أوربا وأمريكا، لقد انتقلت الحرب الباردة من الشرق. الغرب، أو الشيوعية - الرأسمالية، إلى داخل الغريبه نفسه، وداخل الرأسماليين القدامي خاصة بين فرنسا وألمانيا في جبهة، بريطانيا وأمريكا في الجبهة المضادة. 

وقد ترك جمال حمدان 29 كتابة و 79 بحثا ومقالة. يأتي في مقدمتها کتاب (( شخصية مصر .. دراسة في عبقرية المكان، وكان قد اصدر الصياغة الأولى له سنة 1387 ه 1997 م في نحو 300 صفحة من القطع الصغير، ثم تفرغ لإنجاز صياغته النهائية لمدة عشر سنوات، حتى صدر مكتملا في أربعة 

 

مجلدات خلال السنوات بين 1401 ه. 1981 م 1404 ه. 1984 م. 

وقد حطى جمال حمدان التكريم داخل مصر وخارجها؛ حيث منح جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة 1406 ه. 1981 م، ومتحنه الكويت جائزة التقدم العلمي سنة 1413 ه - 1992 م، فضلا عن حصوله عام 1379 ه. 1959 م على جائزة الدول التشجيعية في العلوم الاجتماعية وكذلك حصل على وسام العلوم من الطبقة الأولى عن كتابه (( شخصية مصر، عام 1411 ه. 1988 م (1) . 

عرضت عليه كثير من المناصعبة التي يلهث وراءها كثير من الزعامات، وكان يقابل هذه العروض بالاعتذار، مؤثرا تفرغه في صومعة البحث العلمي، فعلى سبيل المثال تم ترشيحه عام 403 د. 1982 م لتمثيل مصر في إحدى اللجان الهامة بالأمم المتحدة، ولكنه اعتذر عن ذلك، رغم المحاولات المتكررة الإثنائه عن الاعتذار، كما اعتذر بأدب ورقة عن عضوية مجمع اللغة العربية وكذلك عن رئاسة جامعة الكويت،، وغير ذلك الكثير، 

(1) ترند جمال حمدان 29 كتابا و 79 بعثا ومفالة، أشهرها كتاب شخصية مصر دراسة في

قرية المكان، ومات ولم يتزوج. ومؤلفاته العربية التي نشرت باللغة العربية دراسات في العالم العربي، القاهرة، 1924 ء أنماط من البيئات. القاهرة، 14، دراسة في جغرافيا المدن، القاهرة، 19، المدينة العربية، القاهرة، 1974، بترول العرب. القاهرة 1944، الاستعمار و التحرير في العالم العربي. القاهرة, 1961، اليهود أنثروبولوجيا، كتاب الهلا، 1947، شخصية معمر، کتاب الهلال، 1947، استراتيجية اللاستعمار والتحرير القاهرة، 1998، مقدمة كتاب (القاهرة) لديزموند سنوارت، ترجية يحيي حقي، 1999، العالم الإسلامي المعاصر، القاهرة، 1971، بين اوربا وآسيا. دراسة في الطائر الجغرافية القاهرة، 1972، الجمهورية العربية الليبية، دراسة في الجغرافيا السياسية، القاهرة، 1972 1 أكتوبر في الاستراتيجية العالية، القاهرة، 1971، قناة السويس، القاهرة. 1975, أفريقيا الجديدة القاهرة، 1975، موسوعة (شخصية مصر - دراسة في عبقرية المكان: اجزاء القاهرة. 1975 - 19, 

 

17 أبريل من عام 1413 ه. 1993 م، عثر على جثنه والنصف الأسفل منها محروقة، واعتقد الجميع أن د. حمدان مات متاثرا بالحروق، ولكن د. يوسف الجندي مفتش الصحة بالجيزة أثبت في تقريره أن الفقيد لم يست مختلفة بالغاز، كما أن الحروق ليست سبية في وفائه، لأنها لم تصل لدرجة إحداث الوفاة 

اكتشف المقربون من د. حمدان اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها، وعلى رأسها كتابه عن اليهودية والصهيونية، مع العلم أن النار التي اندلعت في الشقة لم تصل لكتب وأوراق د. حمدان، مما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل وحتى هذه اللحظة لم يعلم احد سبب الوفاة ولا أين اختفت مسودات الكتب التي كانت تتحدث عن اليهود. 

وقد فجر رئيس المخابرات السابق أمين هويدى مفاجأة حول الكينية التى مات بها جمال حمدان، وأكد هويدي أن لديه ما يثبت أن الموساد الإسرائيلي هو الذي قتل حمدان. 

 

 

  • الاربعاء PM 01:38
    2021-06-23
  • 1516
Powered by: GateGold