المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413953
يتصفح الموقع حاليا : 314

البحث

البحث

عرض المادة

اغتيال القيصر بطرس الثالث

إنه كارل بطرس اولريچ غولشتاين غوتوريسکي، وهو حفيد القيصر بطرس الأول وابن الأمير أنا بتروفا ودوق غولشتاين کارل فريدريك بصفنه ممثلا لفرع غولشتاين غوتوريسکي على العرش الروسي، كما أنه كان حفيدا الشقيق الملك السويدي کارل الثاني عشر 

وقد عرف حين تولى حكم روسيا القيصرية ببطرس الثالث. 

ولد بطرس الثالث في مدينة كيل الألمانية 1 بوم 21 فبراير/شباط عام 1728 م وكان اولا ولى عهد العرش السويدي، فوصل إلى بطرسبورغ عام 1791 م حيث تخلى عن التاج السويدي واعتنق المذهب الأرثوذكسي الروسي، ثم منح لقب الأمير المعظم وأصيح وليا للعهد في روسيا. 

تزوج عام 1745 من الأميرة الألمانية فريديريكا صوفيا أو غوستا المعروفة فيما بعد بكاترينا الثانية 

تربع بطرس الثالث على العرش الروسي في 31 ديسمبر عام 1791 م بعد وفاة الإمبراطورة بليزافينا بثروضة، فأعلن أنه من رعايا ملك بروسيا 

فريدريك الثاني الذي كان بحارب روسيا منذ عام 1757 م، ففصل روسيا من تحالفها مع النمسا ضد بروسيا 

وهذا الإعلان أدى إلى قيام الماسون اليهود بتدبير أكثر من محاولة لاغتياله. 

ومن أهم إنجازات حكمه منح النبلاء الحقوق والامتيازات وإلغاء دائرة الشرطة السرية في روسيا. 

 

وقد تخلى بطرس الثالث عن العرش في 29 يونيو عام 1793 م جراء الانقلاب على حكمه والمؤامرة التي حاكتها زوجته بكاترينا الثانية المدعومة من قبل ضباط الحرس القيصرى الذين قتلوه بوم 10 يوليو عام 1793 م في ضواحي بطرسبورغ 

وخلف بطرس الثالث بعد اغتياله زوجته التي جلست على العرش ثم خلفها ابنها بولس الأول عام 1799 حتى 1801 م. 

وترجع أحداث اغتياله التي دمرتها زوجته بكاترينا الثانية مع حرس القصر وكان من ورائها الماسون الذين رأوا أن القيصر خطر عليهم بما حققه من إنجازات خلال فترة حكمه 

وقد دبرت لبطرس الثالث اكثر من محاولة لاغتياله وكانت أسباب تدبير الإمبراطورة لاغتيال زوجها الإمبراطور سوء معاملته لها وكونه يشكو مجزا جنسية جعلتها على علاقات محرمة كي تنجب وليا للعرش وتروي كتب التاريخ الروسي تلك الأحداث التي شهدها النصر الإمبراطوري والتي انتهي بمأساة اغتيال بطرس الثالث 

فقد كانت المحاولة الثالثة التي دبرت قد فشلت في اغتياله وجاء الضابط المسؤول عن محاولة الاغتيال في العرية تندفع كالبرق على الطريق إلى بطرسبرج العاصمة وبداخلها الإمبراطورة كاترين وهي تستحث مرافقها أن يسرع اكثر قبل أن يعود الفيصر إلى القصر، ومن خلال أنفاسه المتقطعة راح الضابط يحكي كيف انكشفت المؤامرة الثالثة للتخلص من بطرس الثالث بعد أن فشلت المؤامرتان السايقتان. 

فبينما كان المتآمرون يکمنون على الطريق بين فصره الخلوي في أورينابوم وقصر بترهوف، سأل أحد الجنود ضباطه قائلا: متى تهاجم الإمبراطورة، وجزع الضابط الذي لم يكن له علم بتفاصيل المؤامرة فانطلق 

 

ليبلغ الإمبراطور، ولم يكن أمام قائد المؤامرة الجنرال الكس اوربوف إلا أن يسرع إلى الإمبراطورة ليبلغها بانكشاف المؤامرة قائلا: (( أسرعي فليس للإمبراطور مهلة فانهضي وانبعيني فقد دبرت سبيل الفرار للعودة إلى بطرسبرج 

انطلقت كاترين مع مرافقها إلى عربة كانت بانتظارهما، أسرعت بهما في الطريق إلى العاصمة، إلا أن الأمر لم يكن ليمر سهلا، فما كادت تشرف على نهاية الطريق حتى اهتزت القرية فجاة وكادت تودي بحياة الإمبراطورة ولكن الضابط لم ينتظر طويلا فما أسرع ما اتجه إلى فلاح كان بسوق عرية سباح فألقى به إلى الأرض ثم حمل الإمبراطورة ووضعها فوق السباخ وانطلقا سراعا نحو العاصمة من جديد. 

وأمام القصر الإمبراطوري فتع الحراس عيونهم في دهشة وهم يرون الإمبراطورة تهبط من فوق العرية وقد غمرتها آثار السباخ 

ووقفت كاترين بينهم وهي تلهث ومن عينيها تتساقط الدموع وخرجت الكلمات من بين شفتيها: 

إن زوجي القيصر اراد اغتيالي الليلة أيها الجنود الشجعان، من أجل هذا هربت إليكم لتحموني من الطغيان فانتم حماتي وملاذي يا أبطال روسيا العظام. 

وفتح ضباط الحرس عيونهم من جديد وانطلقت من بين شفاههم هتافات مدوية 

تحيا الإمبراطورة .. وليسقط الإمبراطور. 

ورفعت كاترين قامتها ونقدم إليها الضابط فيلبوس قائد الحرس والتفتت إليه تسأله في حزم ماذا بنوي؟ وكانت إجابته: (( الطاعة لجلالتك،، 

وفي لحظة انتهى الأمر، وتسلمت كاترين الترسانات ومخازن الذخيرة. 

 

ولم تمض ساعتان حتى كانت كاترين وحدها على العرش وتحت أمرها جيش روسيا الضخم والعاصمة كلها! 

وأما في بترهوف فقد كان بطرس الثالث لا يزال يضرب رأسه وقد طار ما بقي فيه من صواب بعد أن عرف أن زوجته قد اغتصبت منه العرش ولم بعد إمبراطورا بعد 

ونصحه المقربون منه بأن يكتب إلى كاترين مشرف بخطئه مطالبة إليها مشاركتها في الحكم. 

وجاء الرد سريعة مع الكس أورلوف مندوب الإمبراطورة الذي طلب إليه أن يكتب إقرارا صريحة بعدم صلاحيته للحكم ونزوله مختارة عن العرش 

وعجز بطرس عن المقاومة وهو يرى الكس في الحجرة وحده معه وفي بده سيف حاد، وكتب بطرس تنازله عن العرش ممهورة بخاتم القيصرية وان احتفظ مع ذلك بلفظ الفيصر 

أخذ الكس الإقرار بيد وأخذ القيصر بيده الأخرى إلى قصر رويكا ليغلق عليه الأبواب. 

وفي اليوم التالي كان الكس بدخل على القيصر في سجنه بحدثه حديث ندم زوجته ويشرب معه الفودكا، غير أن النخب لم يكن نخب الندم بل كان نخب الموت الذي سري في دمه مع الزرنيخ القوي، وأراد القيصر المخمور آن يقاوم ولكن الكس ألقى به على الأرض وراح يضغط على عنقه بيديه ثم حشا فمه بمنديل كبيره 

وأعلن في العاشر من يوليو 1793 عن رحيل القيصر بطرس الثالث كان الإعلان يحمل توقيع الفبصرة كاثرين الثانية وجاء فيه: شاءت إرادة الله القدير أن يتوفى القيصر بطرس الثالث في نوية مرض شديد كان يلزمه من زمن طويل، رحمه الله والهم شعب روسيا العظيم الصبر في مصابه الكبيره 

 

في ذلك اليوم انطلقت القبصرة كاترين إلى غرفتها إظهارا لحزنها الشديد، وكانت فرصة أمامها لتستعيد في ذاكرتها أحداث حياتها منذ نشأتها في روسيا ثم وهي في الثامنة عشرة حين زوجتها أمها إمبراطورة النمسا بالاتفاق مع أختها الإمبراطورة إليزابيث بابنها بطرس الذي لم يتجاوز الثالثة والعشرين، ومنذ ذلك اليوم لم تعرف كاترين للحياة الزوجية معني فقد ظلا متباعدين كان كلا منهما غريب عن الآخر وتذكرت حديث القيصرة العجوز التي قالت لها: ثم ماذا بعد با کاترينة لقد مضى على زواجلك تسع سنين ولكنك لم تلدي بعد وليا للعهد، فلتخبريني أولا من هو المسؤول عن هذا العلم أنت أم هوة 

وكانت إجابة كاترين وقد دمعت عيناها: لست أنا على أي حال 

قالت الفيصرة: إنني أعرف كل شيء يا صغيرتي فإن ابن أخنى بشكو عجزة، ولكن فقلبي مع هذا يكاد ينفطر الم عندما أطل إلى المستقبل أمامي فأجد ذلك الملك المريض قد صار بلا وريث ينتسب إلى عائلة رومانوف فاسميني جيدة لأنه لابد أن يكون هناك وريث وسلالة. وإذا لم يكن في استطاعة بطرس أن يكون الأب، فأظن أيضا أن باستطاعتك أن تبحثي عن اخر يغطى ذلك العجز الذي تشقين به وأشقى ويشفي العرش كله 

وراحت كاترين تقلب عيونها بين الرجال تجربهم وتقربهم منها حتى اختارت الجنرال الشاب الكس أورلوف .. ولم يمنعها ذلك من أن تستمر في التجربة مع آخرين .. حتى وضعت كاترين طفلا برث عرش رومانوف، 

وظلت ذاكرة الإمبراطورة تستدعي الذكريات حتى كان ذلك اليوم الصاخب الذي انتهى برحلة عربة السباخل. 

كان بطرس الثالث يحتفل بعيد اعتلائه العرش، ودعا إلى قصره في بيترهوف كبار رجالات الدولة والسلك الدبلوماسي، وبينما الجميع يشربون 

 

الفودكا ويسخبون كانت الإمبراطورة تقف في ركن منزو ترمق زوجها وفد انحط إلى مائدة في اقصي القاعة الكبرى ومن حوله بضية صعاليك من 

خدم القصر يضجون ويتقارعون الكؤوس مع القيصر .. وتحث النظرات المشدوهة من الضيوف وهم يشهدون ما يفعله القيصر صرخت كاترين في زوجها: مولاي .. إن السفراء ينتظرون تشريفكم فهلا تركت هذه المساخر لحظات لتؤدي ما يقتضيه منك واجب الضياف مع مدعويك 

ويعينين تنطلق منهما شرارات مجنونة حملق فيها القيصر .. وفجاة نهض من مقعده وهو يصخب ولا يزال قابضة على المقعد ثم رفعه في سرعة وقذف به كاترين .. وانطلق من فمه سيل من الشتائم رهيب: أطيقي فمك أيتها الألمانية الحمناء، ما مكانك أنت مني .. أو جعلت من نفسك فيما على قيصر روسيا العظيم 

وأطبق على القاعة صمت جارف بينما الألفاظ الجارحة تنهال على القيصرة المسكينة وصرخاته تدوي في المكان: سأعرف بومة كيف أجعلك تقدسين زوجك وتستجدين من خلف قضبان السجن تطلبين العفو والغفران من سيدات وكان جواب کاترين في تحد كبير: أتحداك أن تجرؤ على فعلها. 

وانطلق إليها وقد جرد سيفه مهددة ولكنها برغم كل ذلك لم تهتز بل أجابته في هدوء: (( إذا كنت تشوي مبارزة فأنا الأخرى في حاجة إلى سيفه، ثم كان بعد ذلك ما كان. 

كانت كثيرا ما تحدث نفسها مع نهاية العمر فتقول: أنا أعرف أني مذنبة وقد لعبت طوال حياتي دورة خبيثة تسأ. 

ولعل هذا اعتراف بما فعلته من مؤامرة دبرتها الأيدي الخفية، وفي عهدها ضعفت القوى العسكرية للدولة الروسية وهذا ما أرادنه الماسونية 

 

الإمبراطور الروسي بطرس الثالث 

  • الاربعاء PM 01:07
    2021-06-23
  • 1178
Powered by: GateGold