المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412564
يتصفح الموقع حاليا : 308

البحث

البحث

عرض المادة

قرغيزستان التاريخ والسياسة الدولية

جمهورية قرغيزستان Kyrgyz Republic دولة تقع في آسيا الوسطى، تجاور الصين وطاجيكستان و ازبکستان وقزقستان. عاصمتها شكيك. استفلت عن الاتحاد السوفيتي في أواخر 1991 بعد سقوط الاتحاد السوفيتي الشيوعي الشهير فهي تقع في الجزء الشرقي من آسيا الوسطى وتشترك حدودها الشرقية مع إقليم تركستان الشرقية، وهو حاليا ينبع جمهورية الصين الشعبية. وتحد قرغيزيا من الشمال جمهورية كازاخستان، ومن الغرب جمهورية أوزبكستان، ومن الجنوب الغربي جمهورية طاجكستان وتحيط بكل حدود قرغيزيا بلدان ذات غالبية إسلامية. 

ومناخ قرغيزيا قاري متطرف تعتريه التقليات. بارد فوق المرتفعات تغطى الثلوج الدائمة قممها العالية. دفيء في المناطق السهلية الوسطى حيث تشكل الجبال حماية طبيعية لها. وهذا أحد أسباب تجمع المهاجرين الروس بهذا السهل، وقد ارتفعت نسبتهم إلى ثلث سكان قرغيزيا. والأمطار الساقطة على الإقليم متوسطة، وتكفي لنمو الغابات وحشائش الاستبس في بعض مناطق فرغيزيا. 

أرض فرغيزيا جبلية في مجملها. تتكون من هضبة عالية تضم في شمالها سلاسل جبلية تمثل القسم الغربي من جبال تيان شان. وتضم في الجنوب جبال الاس (الايسكي) والتي ترتفع إلى أكثر من سبعة آلاف متر (7124) والقسم الأوسط من قرغيزيا سهل ينفتع في الغرب على سهول وسط آسيا، ويضم هذا القسم مجموعة من الوديان النهرية، مثل وادي نارين ووادي نار. 

وتكون هذه الوديان مجموعة من البحيرات. ويشكل هذا النظام وادي فرغانة، صاحب الشهرة التاريخية في الفتوح الإسلامية لهذه البلاد. والمجموعة المائية تلك جزء من الروافد العليا لنهر سيحون (سرداريا) . وهناك بحيرة كبيرة في الشمال 

 

اسمها إيصيق قول. 

عدد سكان البلاد 4 ملايين (2007) . 57? منهم قرغيز، ومنهم أزبك (أكثرهم في الجنوب) ، 9? منهم روس (أكثرهم في الشمال) . إلى جانب أقلية من التتار. الشمال أغنى من الجنوب. وتعود أصول القرغيز والأوزبك إلى قبائل تركية، وقد تناقص عدد المسلمين نتيجة إلى تهجير القرغيز إلى سيبريا، وبسبب المجاعات والاضطهاد الذي تعرضوا له قبل الحرب العالمية الثانية، 80? من القرغيز هم من المسلمين السنة يتبعون المذهب الحنفي و 18% يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية الروسية و 2? أتباع ديانات أخرى. 

وقرغيزستان هي الوحيدة إلى جانب كازاخستان من الجمهوريات السوفيتية السابقة في أسيا الوسطى التي تحتفظ بالروسية كلية رسمية. وأضافت اللغة القيرغيزية لتصيح اللغة رسميا في أيلول/سبتمبر 144، وذلك في محاولة لجذب الروس لعدم هجرتهم من الدولة المستقلة حديثاء 

تنتمي اللغة القيرغيزية إلى مجموعة اللغات التركية وكانت مكتوبة بحروف الأبجدية العربية حتى القرن العشرين. فحلت محلها الأبجدية اللاتينية التي اعتمدت في عام 1928، وحلت محلها في وقت لاحق الأبجدية السريلية في عام 1941. 

يفهم الناس اللغة الروسية في جميع أنحاء البلاد، باستثناء بعض المناطق الجبلية. 

والروسية هي اللغة الأم لغالبية سكان بيشكيك، وتتم معظم الأعمال التجارية والشؤون السياسية بهذه اللغة، حتى وقت الحاضر، ظلت القيرغيزية لغة محكية في المنازل، وكانت نادرا ما تستخدم أثناء الاجتماعات أو غيرها من الأحداث. ومع ذلك، تجرى معظم الجلسات البرلمانية اليوم بالقيرغيزية، مع ترجمة فورية مناحة الأولئك الغير ناطقين بهاء 

وصلت الدولة القرغيزية إلى أوج اتساعها بعد تغلبهم على خانات الأويغور سنة 840 م، ثم نمددوا بسرعة حتى جبال تيان شان فحافظوا على سيطرتهم على 

 

تلك المنطقة الحوالي 200 عام، وفي القرن الثاني عشر بدأت نفوذ القرغيز يتقلص حتى حدود جبال ألطاي وسايان كنتيجة لتمدد المغول. ومع بداية ظهور إمبراطورية المغول في القرن الثالث عشر، هاجر القرغيز جنوبا حتى استولى عليهم جنكيز خان سنة 1207 م. 

وصف المؤرخون المسلمون والصينيون الأوائل القرغيز ما بين القرنين السابع وحتى الثاني عشر بأنهم ذوو شعر أحمر وجلد أبيض وعيون زرقاء، وتفسر تلك الصفات بالإيحاء على الأصول السلافية 

ويسبب الهجرات والفتوحات والزواج المختلط، فالعديد من الشعوب التي تقطن وسط وجنوب غرب قرغيزستان هي من نتاج أصول منخالطة، أو فتات نابع من قبائل مختلفة، بالرغم من أنهم يتكلمون لغات متقاربة. 

دخل القرغيز منطقة قرغيزستان من منطقة نوفا في سيبيريا في القرن الخامس عشر الميلادي، ففي عام 1879 احتلتها الإمبراطورية الروسية، فثار القرغيز مرات عديدة وهاجر البعض إلى الصين وإلى أفغانستان، حكم السوفييت المنطقة في 1918، وأسسوا فيها أوبلاست قرة قرغيز المسنقل كجزء من الجمهورية الروسية الفدرالية الاشتراكية في 1925. 

في 1936 أصبحت الجمهورية القرغيزية الفدرالية الاشتراكية. وفي ه ديسمبر 1939 أصبحت الجمهورية القرغيزية الاشتراكية السوفييتية إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي. 

في العشرينيات تغير اقتصاد قرغيزستان وثقافتها بسبب التأثير السوفييتي. وأسست الحكومة كتابة بالخط العربي للغة القرغيزية في 1924 م. 

ثم استعمل الخط اللاتيني بعد 1928، ثم الخط الروسي في 1941. في أوائل التسعينيات بدأت تغيرات في سياسة قرغيزستان. 

في أغسطس 1990 وقعت مشاكل بين سكان ولاية أوش الأوزبك والقرغيز طوال شهرين. في أكتوبر فاز الفيزيائي عسکر آكاييف في الانتخابات الرئاسية 

 

في 31 أغسطس 1991، استقلت عن الاتحاد السوفييتي، واستمرت رئاسة أكاييف حتى 2005، حين هرب إلى روسيا بعد معارضات وصراعات كبيرة في العاصمة بقيام ثورة شعبية ضده كما سيأتي ذكرها. 

كزاخستان 

طاجيكستان * 

خريطة قرغيزستان 

 

ثورة التوليب أو ثورة السوسن أو الليمون 

في (قرغيزيا) عام 2005 م 

هي ثالث الثورات الملونة التي شهدها العالم في القرن الواحد والعشرين وحملت اسم ثورة زهرة التوليب أو ثورة السوسن أو الزئبق أو ثورة الأقحوان أو ثورة الليمون، وكانت بداية الانطلاق لها في 25 مارس 2005، وانتهت بخلع رئيس الدولة عسكر أكابيف وهروبه إلى روسيا الدولة الحلبفة والتي كانت تحكم قرغيزستان قبل ذلك. 

واحتل أخبار تلك الدولة الصغيرة والتي لا يكاد يعرف عنها أحد شيئا الصفحات الأولى من الصحف، وشاشات التلفاز وعرف الناس اسم عاصمتها أبيشكيك وتردد اسم رئيس الدولة أكاييف الذي حكم بلاده منذ استقلال دولته عن الاتحاد السوفيتي طيلة أربعة عشر عاما جلس فيها خلف أسوار قصر الحكم القرغيزي، 

ويرى المحللون السياسيون أن عکاييف أو أكاييف كان أقل حكام دول آسيا الوسطى استبداد وأفضلهم تعليمة حيث فضي أغلب سنوات عمره في البحث العلمي بعد تخرجه من معهد الرياضيات في أكاديمية العلوم في لبنجراد ويرأس أكاديمية العلوم في بلاده ثم تولى رئاسة البلاد عام 1941 إلا أنه أصبح حاكما مستبدأ متمسكا بكرسي الحكم كعادة رؤساء دول العالم الثالث. 

فقد جعل دولته جمهورية ملكية أو جمهورية وفق النظم الملكية الوراثية فقد أقام (أكاييف) علاقة مصاهرة مع دول الجوار كعادة الملوك في القرون الوسطى حين زوج ابنه من ابنة رئيس دولة كازاخستان (نور سلطان إلا أن هذا الزواج انتهي بالطلاق بعد فترة وجيزة. 

 

وحاول (عكاييف) على جعل دولته تظهر أمام العالم بأنها دولة ديمقراطية فسمح بوجود احزاب كرتونية على شاكلة النظام المصري السابق الذي سيطر على الحكم بحزب واحد فاسد وأحزاب كرتونية هزيلة لا قيمة لها. 

إلا أن الشعوب الحرة تصبر ولا تستكين فقد ثارت بعد حين في مشهد نوري سلمي ضد الطاغية. 

وكان سيناريو سقوط طاغية قرغيزستان كما كان سقوط الطاغية مبارك في مصر عقب انتخابات مزيفة نجح فيها الحزب الحاكم بأغلبية لا مثيل لها في التاريخ، فقد فاز الحزب الحاكم في قرغيزستان بغالبية مقاعد البرلمان ثم بليه حزب آخر تتزعمه ابنة الرئيس نفسه وهذا يدعو للسخرية، أي أن الرئيس وابنته قد فازا في الانتخابات البرلمانية وفاز ابنه أيضأ بمقعد في البرلمان إضافة إلى عدد من المستقلين اسما والتابعين للرئيس وعائلته الحاكمة أي أن مقاعد البرلمان كلها قد فاز بها الرئيس وأتباعه في مسرحية هزلية 

كانت تلك الانتخابات هي القشة التي قصمت ظهر رئيس الدولة الديكتاتور، فقد أراد أن يبدل ويعدل الدستور كما فعل من قبل حين عدل المادة التي تحظر وتمنع انتخابات الرئيس إلا لدورتين فقط، فبدل الدستور وجعلها تسمع بثلاث دورات، فلما قربت الثلاث دورات على الانتهاء أراد أن يجعلها أربعة وهكذا بفعل المستبدون في دساتيرهم وهكذا فعل أيضا الرئيس المصري السادات بالدستور المصرى حين عدله باسم الشعب وعدل المادة التي تحظر على رئيس الدولة الحكم بأكثر من دورتين وترك الأمر مفتوحة دون تحديد. 

وجاء سلفه مبارك ليلعب بالدستور كيفما شاء بواسطة التزوير للانتخابات والاستفتاءات ولا نريد أن يتكرر الأمر في المستقبل بعد الثورة. 

تعود إلى قرغيزستان مرة أخرى حيث الرئيس (أكييف) قد زور إرادة الشعب في انتخابات برلمانية مزورة لتعديل الدستور لصالحه وصالح أسرته الحاكمة. 

ثار الشعب ضد هذا الطغيان بريدون الحرية والخير والعدالة الاجتماعية مثل 

 

باقي الثورات السابقة واللاحقة. 

والعجيب أن قادة هذه الثورة الشعبية وزعماءها كانوا من شركاء الرئيس في الحكم ومن المقربين له مثل (فليکس کولوف) نائب الرئيس السابق ووزير الأمن وعمدة العاصمة (بيشكيك) ، وكان فليكس المشرف على إصدار العملة الوطنية للبلاد (المدم) عام 1993 ثم استقال من عمله بعد جدل حول اختفاء جزء من احتياطي الذهب في البلاد. 

وقد تم اعتقاله عام 2001 بعد أن شكل حزب الكرامة ولم يكن صعبا محاكمته بتهملة جنائية ولا علاقة لها بالسياسة لكنها مشينة سياسية ثم تم إطلاق سراحه في هذه الثورة القرنفلية وتم إسناد وزارة الأمن إليه بمجرد خروجه من السجن لكن ثورة السوسن تكتسب کامل دلالاتها، ليس بأبعادها الداخلية فقط، وإنما بسياقها الإقليمي أيضا. 

فهي تأتي بعد ثورة الزهور في جورجيا التي أطاحت بالرئيس إدوارد شيفارنادزه عام 2003 وبعد شهور من الثورة البرتقالية التي أطاحت بالرئيس فيكتور بانوكوفيتش في أوكرانيا أي أنها ثورات اجتاحت الجمهوريات السوفيتية التي تم تفكيكها بعد سنوات من الديكتاتورية الشيوعية العالمية. 

أضعف الأسباب الداخلية المشترك فيها أمران هما الاستبداد والفساد. 

وبالنسبة للأبعاد الخارجية فإنه لم يعد خافية وجود أصابع غربية عموما، وأمريكية خصوصا تحاول الاستفادة من السخط الداخلى وتوظيفه في خدمة الإستراتيجية الكونية الأمريكية حسب مشروع الرئيس جورج بوش إلا أنها تتاخم هذه المنطقة، وتتأثر بها كما تؤثر فيها، خاصة من الطرف الأفغاني، فضلا عن أن واشنطن قررت خلخلة النفوذ الروسي التقليدي في الجمهوريات السوفيتية السابقة واستبداله بالنفوذ الأمريكي ولهذا فسر البعض الحماس الأمريكي للثورات الألوان في الجمهوريات السوفيتية السابقة على خلفية مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي لم يعد مجرد أفكار بل يبدو أنه أصبح قيد التطبيق وإن منطقتنا لم تعد بمنأى عن هذا التطبيق الذي يصوره أصدقاء أمريكا بعيدا عنهم فإذا به 

 

بطرق أبوابهم. 

وربما تكون التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحتين اللبنانية والسورية هي الشواهد الأقوى على وضع مشروع الشرق الأوسط الكبير موضع التطبيق باستخدام جميع الوسائل، أي باستخدام مجلس الأمن وقراراته الانتقائية حينا واستغلال الغضب الشعبي والظلم والاستبداد والواقع على تلك الشعوب من حكام جاء لهم النفوذ الأمريكي والإسرائيلي، إنها لعبة الشطرنج الدولية. 

ورغم فشل بوش الابن في تحقيق مشروعه الشرق الأوسط الكبير بالفوضى الخلاقة إلا أن الشعوب المقهورة من الحكام صنيعة الأمريكان قد تمردت أخيرا بع أن قامت الإدارات الأمريكية بإطعام حكامها لحوم البشر بواسطة أجهزة الأمن الداخلية فأصبحت تلك الحكام مسعورة ليست لها رادع حتى ظنوا أنهم آلهة حقيقة تعبد من دون الله فسرقوا شعوبهم وقتلوا وسحلوهم في أفعال تذكرنا بالعصور الوسطى في أوروبا. 

تعود إلى (قرغيزيا) وهي نموذج لا يختلف عن مصر وتونس وليبيا واليمن وغيرها من البلاد العربية فيما فعلته فيها قوى الاستعمار الدولية سواء الأمريكية أو الروسية، وما فعله حاكمها الذي كان من رجال العلم والثقاقة إلا أن تحول حين اعتلى كرسى الحكم فبعد أربعة عشر عاما من حكم استبدادي نجحت ثورة السوسن القرغيزية في عام 2005 من إزاحة الرئيس المستبد وجاءت برئيس جديد كان من رجال النظام السابق مما أدى إلى فشل الثورة خلال سنوات حكمه ولم يحقق ما أرادته الثورة منه مما أدى إلى الثورة حيث خرج الشعب مرة أخرى الشوارع للمطالبة بإقالة الرئيس الجديد ورجاله وذلك عام 2010. 

وكما أن أمريكا كانت وراء الثورة الأولى في قرغيزيا كانت روسيا وراء الثورة الثانية إلا أن السبب الحقيقي هو عدم نجاح الحكومة ورئيسة الدولة في إدارة البلاد وتحقيق أهداف الثورة لأنهم كانوا من النظام السابق وتلك من مهلكات الثورة. 

 

ثورة الشعب في قرغيزيا 

الصلاة على شهداء ثورة قرغيزيا 

 

الرئيس القرغيزي المخلوع کرمان بك با كييف 

ديکتاتور تقليدي طاغية تم خلعه 

 

 

ثورة قرغيزيا الثانية عام 2010

 

جاءت الثورة الأولى عام 2005 برئيس منتخب لكنه من النظام القديم فلم يحقق شيئا، فقامت الثورة على نفس النحو الذي اندلعت عليه ثورة السوسن في 2005 وخرجت الجماهير الجائعة العارية الغاضبة إلى شوارع كبريات المدن بما فيها العاصمة بيشكيك تطالب برحيل الرئيس الذي جاءت به ثورة السوسن عام 2005 وحكومته. 

وخرج المعارضون يحملون نفس شعارات الثورة الماضية وضد رموزها ممن غرقوا في مستفعات الفساد. أعلنوا احتجاجهم ضد تردي الأوضاع الاقتصادية وتدهور الأوضاع المعيشية. 

استهلت المظاهرات مسيرتها بإطلاق سراح المجرمين والخارجين على القانون على نفس النحو الذي انتهجه أبطال ثورة السوسن التي عاد الغرب واعترف بأنها خيبت الكثير من آماله. ولذا كان من الطبيعي أن تتكرر نفس مشاهد النهب والسلب والدمار والخراب التي سبق وغضت الطرف عنها الدوائر الغربية وممثلوها في عدد من الجمهوريات السوفيتية السابقة ممن سبق ووقفوا وراء تدبير ثوراتها الملونة 

كانت موسكو هذه المرة على مفرية كانت غير بعيدة عن أفول نجوم الثورة البرتقالية في أوكرانيا وانکسار رموز ثورة الورود في جورجيا ممن تقاطروا بعد الهزيمة العسكرية في 2008 على موسكو ينشدون دعمها في مواجهة ساكاشفيلي تناولت موسكو ما يجري في قيرغيزستان بعبارات تقول بالتأبيد وتغض الطرف عما ارتكبه المجرمون من جرائم وسرقات وتركز على تجاوزات قوات الأمن وإطلاقها الرصاص على المتظاهرين. 

وكان تامر سارييف أحد قادة المعارضة في زيارة للعاصمة الروسية قبل موعد 

 

اندلاع أحداث قيرغيزيا بأيام قال، قالوا إنه تشاور مع قياداتها وأطلبيا على 

حقائق الأمور في بلاده. وكشف دانيار حسينوف رئيس الحكومة المقالة عن أن سارييف التقى خلال زيارة خاطفة لموسكو بوتين ثعلب السياسية الروسية الذي سبق وقصدته ناشدة الدعم والمعونة نينو بورجائادره الرئيسة السابقة للبرلمان الجورجي ورفاقها من فريق ساكاشفيلي وقبلهم الكثيرون من معارضى الثورة البرتقالية. 

عاد سارييف فتلقفته مخالب السلطة الرسمية لتودعه سجونها وليكون أحد أسباب خروج الجماهير التي راحت تطالب بالإفراج عنه وعن زملائه وهو ما تيسر لها ليعين لاحقا كأحد نواب رئيسة الحكومة المؤقتة روزا أوتونبايفاء 

الشرارة الأولى للانتفاضة فقد خرجت من العاصمة في ثالاس شمالي فيرغيزيا. وبنفس سيناريو ثورة السوسن في عامه 200 راح المعارضون والمتظاهرون في معظم كبريات المدن القيرغيزية يرفعون شعارات إدانة الفساد وإقالة كبار القيادات 

ولم يمض سوى ساعات معدودات حتي امتد لهيب الغضب إلى العاصمة التي سرعان ما سقطت فريسة اللصوص وخريجي السجون مين راحوا بعيثون فيها فسادا. 

وهاجمت عصابات المجرمين وبسطاء المواطنين كبريات متاجر المدينة وأكشاكها وأسواقها وانتشرت الفوضى التي دفعت رئيس الدولة باقييف الى أن يلوذ بالفرار إلى موطنه الأصلي جنوبي البلاد بعد أن أصدر أوامره إلى وزير داخليته مولود موسي کونجانيتيف بالسفر إلى تالاس لإخماد الانتفاضة واعتقال قيادتها. 

وكانت النتيجة على النقيض من المراد حيث وقع في قبضة المتظاهرين الذين أوسعوه ضربا كاد يفضي به إلى الموت، وجاءوا به عاريا منتفخ الوجه من آثار اللكمات والضربات ليردد أمام كاميرات الصحفيين ما يمليه عليه المتظاهرون من اعترافات. 

وحتى وزير داخلية الحكومة المؤقتة بطالب المتظاهرين في تالاس بعدم 

 

الإجهاز عليه وتسليمه بوصفه شاهدا حيا على الكثير من الاغتيالات ووقائع الفساد التي ارتكبها الرئيس وأفراد قبيلته. 

کشف الكثيرون ما خفي من تجاوزات باقييف ومنها تعديل الدستور لکي يصلح لتوريث ابنه ماکسيم الذي لم يتجاوز عمره الثلاثين عاما والموجود في الولايات المتحدة. فتحوا ملفات الأشقاء ممن سيطروا على البنوك والجهاز المالي للدولة ومنهم شقيقه الأصغر جانيش الذي كان يشغل منصب رئيس جهاز أمن الرئاسة، وهكذا لم يتغير أي شيء في الدولة ولم يتعلم الرئيس الذي جاءت به 

الثورة الدرس. | 

اما موسكو فقد كان لديها ما تطرحه. فلم تكن لتغفر لباقييف هو الذي أعلن من داخل الكرملين قراره حول إغلاق قاعدة ماناس الأمريكية في فيرغيزيا والمقابل معونة مالية قدرها 150 مليون دولار وقرضا قيمته 2 مليار دولار بشروط ميسرة، وبادر بعرض قاعدة ثانية لروسيا في أوش جنوب قيرغيزيا على مقربة من حدود أوزبكستان وهو ما أثار حفيظة الأخيرة. لكنه ما إن عاد إلى بلاده حتى راح يساوم الأمريكيين من أجل رفع القيمة الإيجارية لقاعدة ماناس ليوافق على بقاء قواتهم هنالك تحت اسم منابر مرکز تسهيلات عسكرية، وراح بناشد الأميركيين مساعدته في إنشاء مركز تدريب لمكافحة الإرهاب وهو ما كانت موسكو تحاول إنشاءه جنوبي قيرغيزيا فضلا عن المباحثات السرية التي كلف ابنه الأصفر ماکسيم بإجرائها مع الصين، ولم تكن موسكو لتواصل السكوت تجاه تقويض موافها في منطقة أسيا الوسطى، ولذا فقد سارعت بالاعتراف بالحكومة الجديدة في قيرغيزيا واتصل رئيس حكومتها فلاديمير بوتين برئيسة هذه الحكومة ليعرب لها عن استعداد موسكو لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدات الإنسانية الضرورية 

وقد اعترفت أوتونبايفا بحاجة بلادها إلى الدعم الاقتصادي مشيرة إلى تعقد الأوضاع الراهنة في قيرغيزيا فيما وعد بوتين من جانبه بمساعدتها انطلاقا من طابع العلاقات التي طالما كانت متميزة بين البلدين، كما نقلت ناتاليا تيماكوفا 

 

المتحدثة الرسمية باسم الرئيس دميتري ميدفيديف عنه قوله إن الشكل الذي اختاره الشعب للاحتجاج بعبر عن استيائه البالغ من تصرفات سلطات هذا البلد. 

وقالت تيماكوفا إن الرئيس يعتبر أن الأهم الآن هو تجنب وقوع ضحايا بشرية جديدة، ولذا فقد سارع ميدفيديف بإصدار أوامره بإرسال وحدتين من قوات المظلات لحماية المنشأت الروسية وتأمين القاعدة العسكرية الروسية في فانت القريبة من العاصمة بيشكيك 

وفيما كان باقييف يواصل إصراره على عدم التنحي عن السلطة والتمسك باستعادة مواقعه حتى لو أدى الأمر إلى استخدام القوة وهو ما أودعه بيانه الذي وزعته وكالات الأنباء أعلنت أوتونبايفا سيطرة الحكومة المؤقتة على معظم أقاليم البلاد. وأصدرت مرسوما يقضي بحل البرلمان وانتقال سلطات الرئيس والحكومة السابقة إلى الحكومة المؤقتة لمدة ستة أشهر يجري في غضونها إقرار دستور جديد إلى جانب تعديل قانون الانتخابات وتنظيم انتخابات رئاسية جديدة تتسق مع المعايير الديمقراطية. 

وكان مئات المعارضين قد دخلوا إلى مبنى البرلمان الواقع على بعد عشرات الأمتار من المقر الرئاسي الذي جرت محاصرنه أيضا من قبل المتظاهرين. وتحدثت وكالات الأنباء عن اشتعال النيران في مكتب المدعي العام، وسماع نبران أطلقتها الشرطة في الهواء. كما أطلق متظاهرون النار على مبنى الحكومة مستخدمين بنادق كلاشنيكوف صادرتها الشرطة فيما بعد. 

واندلعت الصدامات عندما حاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين المعارضين في بشكيك بإطلاق الرصاص الحي، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى. كما استخدمت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع وأخرى صوتية فيما تمركز قناصة من قوات النخبة على سطح مقر الرئاسة. 

وتطورت الأحداث سريعا حين داهم المتظاهرون وسط العاصمة على متن سيارات الشرطة التي كانوا استولوا عليها، وبعد نجاحهم في اختطاف عدد من كبار المسؤولين ومنهم النائب الأول لرئيس الحكومة عقيل بك جباروف في مدينة 

 

تالاس وبيشين بك بولوتبيكوف محافظ مقاطعة نالاس ووزير الداخلية مولود موسي کونفانتييف. 

ودار لغط حول مصير وزير الداخلية كونفانتييف. فقد أعلن مصدر في الوزارة ووسائل إعلام مستقلة ومنظمات غير حكومية أنه قتل في تالاس (شمال غرب أثناء صدامات، لكن ما لبث أن نفي مقتله متحدث باسم الوزارة. 

وجرى تداول أخبار غير مؤكدة أن الرئيس بافييف لجأ إلى القاعدة العسكرية الأميركية، ولم يكن بوسع مسؤولين في الجهاز الإعلامي التابع للحكومة الكشف الوسائل الإعلام أمس عن مكان وجود رئيس الدولة. 

وأشارت المصادر إلى أن الفوضي سادت شوارع عاصمة مقاطعة نالاس بعد أن راح الشباب من المتظاهرين في المدينة يجوبون شوارعها حاملين السلاح في أعقاب نجاحهم في الاستيلاء على مركز الأمن والشرطة. وقالت إن المتظاهرين اقتحموا المناجر والفنادق الخاصة واستولوا على كل ما وقعت عليه أباديهم من أثاث وأجهزة كومبيوتر، وكشفت المصادر عن استيلاء أنصار المعارضة على مفر التلفزيون الرسمي الذي سارع لقطع إرساله وإن أشارت إلى استمرار بث القنوات الناطقة بالروسية التي تواصل إرسالها من مدينة أوش جنوب قرغيزستان. 

وقالت المصادر نقلا عن عظيم بك بيكن ازاروف النائب العام السابق للجمهورية وأحد قادة المعارضة قوله إن الهدف الرئيسي من المظاهرات هو تنحية السلطة المركزية في البلاد وليس في مقاطعة بعينها، مؤكدا عزمه على التحالف مع بقية قيادات المعارضة في مختلف المقاطعات للتنسيق لاحقا وتشكيل ائتلاف ديمقراطي في الوقت الذي تواصل فصائل المعارضة نجاحها في الاستيلاء على مقار السلطة المحلية في كثير من المدن والمقاطعات. 

وأعلن المدعي العام نورلان تورسوتكولوف اعتقال ثلاثة من قادة المعارضة واتهامهم بارتكاب جرائم خطيرة بينهم الرئيس السابق للبرلمان عمر بك تيکاباييف والمرشح السابق للمعارضة إلى الرئاسة ورئيس الوزراء السابق يلماظ بك اتامباييف، ثم أفرج بعد ذلك عن تيکاباييف بحسب وكالة الأنباء القرغيزية. 

 

وصرح أحد قادة المعارضة تمير ساريف لإذاعة أزاتيك المستقلة أنه شارك في محادثات مع رئيس الوزراء، مؤكدا أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بأن توقف السلطات عن إطلاق النار على المواطنين وأن تفرج عن قادة المعارضة الموقوفين. 

وفيما تواردت أنباء تقول باستخدام القوة ضد المتظاهرين وإعلان واحدة من زعماء المعارضة عن مقتل عشرة من المتظاهرين في قلب العاصمة، دعت روسيا والولايات المتحدة، وكلتاهما تملك قاعدة عسكرية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، إلى الهدوء 

وقالت السفارة الأميركية ندعو كافة الأطراف لاحترام القانون وندعو المتظاهرين والحكومة لبدء محادثات من أجل حل خلافاتهما بطريقة سلمية. وتملك الولايات المتحدة في مطار مائاس في بشكيك قاعدة عسكرية جوية أساسية العملياتها في أفغانستان بحيث يمر عبرها معظم الجنود المنتشرين على الأرض 

أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية اندري نستيرنكو فقال: ندعو بإلحاح الأطراف المتنازعة للامتناع عن أعمال العنف من أجل تفادي إراقة الدماء 

وقالت المصادر الرسمية الروسية إن القوات الروسية الموجودة في قرغيزستان تلتزم الحياد ولا تتدخل في الأحداث الجارية هناك مؤكدة أن أفراد الوحدات غير مسموح لهم بالخروج من ثكناتهم داخل القاعدة العسكرية التي جرى فرض الحراسة المشددة حولها في قانت بضواحي بشكيك 

وأكدت مصادر وحدات الانتشار السريع التابعة لمعاهدة الأمن الجماعي والموجودة في فرغيزستان التزامها بالابتعاد عن أي تدخل في الشؤون الداخلية القرغيزستان وكل البلدان أعضاء المعاهدة. 

ودعت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الحكومة والمعارضة في قرغيزستان السلوك الحوار بغية وضع حد للمواجهات. كما وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان کي مون نداء جديدا دعا فيه إلى ضبط النفس والحوار بغية تفادي إراقة الدماء 

 

من جديد في قرغيزستان كما جاء في بيان للمنظمة الدولية. 

وهكذا انتهى أمر الرئيس الثاني وأطاحت به الثورة الشعبية كما أتت به. 

ورغم تأكيد المعارضة القرغيزية انتصارها، وإعلانها تشكيل حكومة انتقالية برئاسة وزيرة الخارجية السابقة روزا أوتونباييفا. وهي من بين أبرز شخصيات ثورة السوسن. إلا أن ثمة خشية من أن الأمور قد لا تقف عند هذا الحد، خاصة مع ورود معلومات تفيد بأن الرئيس المخلوع يستعد لتنظيم انتفاضة مضادة من معقله الرئيسي في مدينة أوش في جنوبي البلاد، ولكنه لم يفعل بالطبع أي شيء مثل سابقه 

وفي مؤتمر صحافي عقدته في العاصمة بشكيك، حددت أونونيابيفا المهام الرئيسية لحكومتها الانتقالية، التي أطلقت عليها اسم حكومة الشعب، وهي التفاوض بشأن استقالة باكاييف، وتنظيم انتخابات رئاسية في غضون ستة أشهر، وإعادة الهدوء إلى الشارع، ومنع حدوث أي اضطرابات داخلية. وفي المقابل رفض باكاليف الاستقالة، رغم إقراره بأن الجيش والشرطة أصبحا تحت سيطرة السلطة الجديدة. 

وقال باكاييف، في بيان نشره موقع تابع للرئاسة القرغيزية: أعلن رئيس أنني لم أتح، ولن أتنعي عن مسؤولياتي ... لكنني كرئيس لجمهورية قرغيزستان لم أعد أملك أي وسيلة حاليا للتأثير على الأوضاع في البلاد. 

وفيما سرت شائعات عن انتقال باكاييف جوا من بشكيك إلى مدينة أوش الواقعة في منطقة فرغانا المضطرية، أعرب العديد من المراقبين عن خشيتهم من احتمال تأجيج الصراع الداخلي بين الشمال الذي يسيطر عليه المعارضون والجنوب المعقل الرئيسي لأنصار باكييف. 

وفي هذا الإطار، نقلت وسائل إعلام قرغيزية عن حاكم منطقة جلال أباد زمسقط رأس باكييف)، خوشياي ماسيروف أن الرئيس فد يستقيل ... لكننا لن ندع ابنا يتعرض لأي أذى، فيما حذرت المستشارة القانونية في جمعية (( مواطنون ضد 

 

الفساد، توليکان اسماعيلوفا من أن (( الحكومة الموقتة قد تواجه رد فعل عنيفا من جانب أنصار با کابيف، مضيفة إن (( الوضع خطير للغاية، فالرئيس مستعد لقتل الشعب، وبإمكانه أيضا شن حرب اقتصادية وإعلامية ضد المعارضة. 

 

أسباب فشل ثورة السوسن الأولى

 

بعد مرور خمس سنوات على تلك الثورة لم يستخلص حكام قرغيزستان الجدد العبر من أخطاء سابقيهم، فلم يغيروا شيئا باستثناء إعادة توزيع الثروات التي سيطر عليها أفراد عائلة الرئيس القرغيزي السابق. 

المعارضة القرغيزية نفذت ما توعدت به من تنظيم تظاهرات كبيرة احتجاجا على سياسة الرئيس القيرغيزي كورمان بيك باكييف الذي جاء بدوره بالانقلاب على الرئيس المخلوع أكاييف, 

وبالفعل ونجحت حشود المحتجين باقتحام المبنى الرئاسي ومبنى الحكومة والبرلمان وأعلنت الحكومة القرغيزية المؤقتة التي شكلتها المعارضة عن حل البرلمان وأخذ مهام رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء على عاتقها. وأدلت بهذا التصريح 

روزا اوتونبايفاء، وزيرة الخارجية السابقة، رئيسة الحكومة المؤقتة في مؤتمر صحافي، وقالت إن الحكومة المؤقتة ستواصل مهامها على مدى ستة أشهر، حتى تعديل الدستور القرغيزي، وإجراء انتخابات رئاسية. 

اللافت في اضطرابات فرغيزستان أن معظم المحتجين من الشباب ولاسيما دون 18 سنة، وكان عدد كبير منهم تحت تأثير الكحول، وربما لجأ إلى ذلك منظموهم لجعلهم أكثر عدوانية في المواجهات، وفي تكرار لسيناريو الثورة البنفسجية، وقعت أعمال نهب وسلب مسلح سادت العاصمة بشكيك، كما حدث قبل خمس سنوات، وما أشبه اليوم بالأمس، حيث فعل الرئيس المخلوع باكييف مثل سلفه عسکر اکابيف عندما فر هاربا، وما جرى في قرغيزستان، ليس وليد لحظته، وإنما نتيجة لتراكمات داخلية وأخرى خارجية، فقد ضاق المواطنون ذرعا ينعكم أسرة واقارب الرئيس باكييف وسيطرتهم على معظم مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية، وإغلاق السلطات في الأسابيع الأخيرة لصحف ومحطة 

 

تلفزيون تابعة للمعارضة سارعت في تفجير هذه الأحداث. 

وقالت وزارة الصحة القرغيزية إن حصيلة أعمال الشغب ارتفعت إلى 75 قتيلا. وأكثر من ألف جريح 

وتقول جماعات في المعارضة القرغيزية إنه على رغم مرور أكثر من خمس سنوات على الانقلاب القرغيزي ووصول باكييف إلى الرئاسة لم يحصل أي تقدم في الإصلاحات والديمقراطية التي كان الشعب القرغيزي ينتظرها بفارغ الصبر، بل على العكس من ذلك بدأ باكييف محاولاته الجادة لتثبيت سلطته بتعيين أقاربه ومؤيديه في المناصب المهمة وتصفية المعارضين السياسيين له قدر الإمكان. وتشير إلى فشله في تحقيق تقدم ملحوظ في الإصلاحات والديمقراطية. 

وتواجه قرغيزستان صعوبة في تحقيق الاستقرار منذ ثورة آذار 2005 التي طردت أكاييف وحملت باکييف إلى السلطة. ومنذ ذلك الوقت، تتكثف الأزمات والتظاهرات والاتهامات بالفساد ضد عائلة الرئيس الجديد. وقد يعكس ذلك ما ذهب إليه أحد نواب مجلس الدوما الروسي بقوله: وسع الأحداث الحالية في قيرغيزيا في حالتها القصوى أن تتمخض عن انهيار الدولة القرغيزي. 

وأضاف أن (( إطاحة الرئيس أكاييف كانت حركة احتجاج قسم من البلد ضد قسم آخر في الدولة، وأن قرغيزستان كما هو معروف مقسمة قبلية وثقافيا واقتصاديا بخط يقسمها إلى شمال وجنوب، ولهذا قد ينقسم البلد بهذه الصورة إلى جزأين إذا لم يجد سياسيو المعسكرين القوة للتوصل إلى حل وسط، وهذا ما يفسر قرار الرئيس باکييف إلى جنوب البلاد، حيث مسقط رأسه ومعقل أنصاره. 

وإضافة إلى العوامل الداخلية التي تعصف بقرغيزستان، يأتي العامل الخارجي ليزيد الطين بلة، فتصفية الحسابات في دولة صغيرة مثل قيرغيزستان له صلة مباشرة بالولايات المتحدة، ومن هذا المنطلق لا بد من استمرار الوجود الأميركي في القاعدة العسكرية قرب بشكيك في مطار مانا، والتي أدت دورا أساسيا في الحرب على (( طالبان و القاعدة، في أفغانستان. 

 

وظهرت جهود أميركية حثيثة لاستقطاب هذه الدولة إلى الفلك الأميركي، خصوصا أن قرغيزستان تعتبر من حلفاء موسكو وعضوا في رابطة الدول المستقلة، كما أنها تدخل في كل تحالفات موسكو الإستراتيجية، وهي تستضيف قاعدة جوية روسية على أراضيها تبعد مسافة قصيرة من القاعدة الأميركية. 

والاهتمام الأميركي والروسي بهذا البلد له مبرراته، فمع وصول باكييف إلى السلطة بدأ يطالب بتغيير شروط عمل القاعدة الأميركية في بلاده، وفرض شروط إضافية على الجانب الأميركي. 

أما القاعدة الروسية التي تبعد 15 كيلومترا عن نظيرتها الأميركية فقد أنشئت في إطار اتفاق الأمن الجماعي ومن اجل الاستقرار في آسيا الوسطى، كما أن موسكو على ما يبدو لم تعد تنظر بعين الرضا إلى بشكيك بعد ثورتها البنفسجية، وذلك لجهة عدم ولائها المطلق. 

تشابه أحداث 24 مارس/ آذار 2005 و 7 أبريل/نيسان 2010 التي وقعت في قرغيزستان من حيث الشكل: استيلاء بالقوة على السلطة وتغيير غير دستوري في بيروقراطية الدولة قادته النخب الروسية، فقرغيزستان التي تتمتع بإدارة رئاسية للدولة شهدت في الانقلابين اللذين يفصل بينهما خمسة أعوام إطاحة بأول رئيسين للبلاد منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، وهما: عسكر اكاييف وكرمان يك باكييف 

وتختلف أحداث السابع من أبريل نيسان 2010 بمضمونها عن تلك التي سبقتها قبل خمس سنوات في المجالين: الاجتماعي والسياسي 

يقول ألكسيس دي توكفيل: النظام الجديد هو دوما أفضل من سابقه المنقلب عليه. فاستياء الناس لا ينتج فقط عن تردي الوضع المادي، وإنما يرتبط أيضا بالتغييرات الحاصلة في المجتمع، وكما کتب توكفيل: يبدأ تعرض الدولة للتهديد عندما تجد الدولة الخارجة من الأزمات نفسها أمام النجاحات التاريخية. 

فبالنظر إلى الوضع الاقتصادي الاجتماعي لم يحصل تدهور لوضع أعداد 

 

كبيرة من السكان في الفترة التي سبقت انقلاب 2005 بل إن تقييمات عام 2004 تشير إلى وجود اتجاهات إيجابية للغاية نحو النمو الاقتصادي، واستقرار وتحسن في مؤشرات الاقتصاد الكلي فضلا عن استقرار العملة الوطنية؛ ففي عام 2004 كانت هناك زيادة في الإنتاج المحلي الإجمالي بنسبة 7 

, 1% مقارنة مع عام 2003، كما ازدادت الاستثمارات في رأس المال الثابت بمعدل 2?8 

زيادة عن عام. 2002 وبهذا ازداد حجم الإيرادات بأكثر من 10 مليارات سوم أما الديون الخارجية للدولة فقد بلفت عام 2004 مليارا و 834 

, 6 مليون دولار، في حين بلغت نسبة الديون للقروض الشائية في دين الدولة العام 315#. وفي 11 مارس / آذار من عام 2005 وافق نادي باريس للدائنين على إلغاء 124 مليون دولار من ديون قرغيزستان 

بالإضافة لذلك فقد وافقت الدول الدائنة على إعادة جدولة ما تبقى من الديون المستحقة على قرغيزيا والبالغة 431 مليون دولار. 

كان ينبغي لكل هذه المعطيات أن تعزز من سلطة الرئيس عسكر أكاييف في المجتمع، ولكن كما يقول ألكسيس دي توكفيل: النظام الجديد هو دوما أفضل من سايفه المنقلب عليه. 

فاستياء الناس لا ينتج فقط عن تردي الوضع المادي، وإنما يرتبط أيضا بالتغييرات الحاصلة في المجتمع، وكما كتب توكفيل: يبدأ تعرض الدولة للتهديد عندما تجد الدولة الخارجة من الأزمات نفسها أمام النجاحات التاريخية 

أما الأسباب التي أدت إلى تغيير النظام في 7 أبريل 2010 فهي تختلف عن أحداث 2005 من حيث المبدأ؛ فالخلفية الاجتماعية الاقتصادية كانت أكثر ملاءمة التأجيج مشاعر الاحتجاج والتي حصلت بشكل عفوي في المناطق التي لم تكن فعليا تملك علاقات مع المعارضة السياسية المعروفة في بيشكيك. 

ويمكن التأكيد بأن العلاقات بين قوى المعارضة المعروفة والجماعات الاحتجاجية تأخذ شكلا منهجيا منظما، وكانت الفترة من 17 مارس مهمة لتشكيل 

 

شروط 7 أبريل؛ وذلك بعد إقامة المعارضة أول احتجاج لها في بيشكيك وكان هزيلا ودون نتائج تذكر. 

وبعد 17 مارس بدأت تقوية العلاقات بين المعارضة والحركات الاحتجاجية الإقليمية المتولدة عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وبهذا المعنى فإن أحداث 7 أبريل لم يكن ممكنا توقعها حسب الخطة النظرية المذكورة سابقا. 

وبالعودة إلى أحداث 7 أبريل 2010 فإن الأسباب الاجتماعية قد خلقتها السلطة ذاتها، وآخرها كانت الزيادة الحادة في التعريفات المفروضة على الخدمات المنزلية كالماء والكهرباء والتي لا يمكن للسكان تحملها؛ ففي نوفمبر قررت الحكومة القرغيزية برئاسة دانيار أوسينوف زيادة التعريفات بشكل مضاعف ابتداء من الأول من يناير 2010، ومن يوليو 2010 تم زيادتها إلى خمسة أضعاف بالمقارنة مع التعريفات السابقة، وأدت الزيادة الأولى إلى ارتفاع أسعار السلع جميعها؛ فعلى سبيل المثال ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة وصلت إلى 5 - 10?، وتضاعفا سعر السكر من 20 سوما إلى 53 - 55 سوما للكيلو غرام، وكان لذلك تأثير ملحوظ على مستوى معيشة سكان قرغيزستان الذين يعدون من أفقر شعوب رابطة الدول المستقلة بعد طاجيكستان. 

لم تحسب الحكومة النتائج المترتبة على زيادة التعريفات، ولم تأخذ بجدية مظاهرة الاحتجاج الكبيرة في منطقة نارين يوم 4 فبراير/شباط 2010، وقد طالب المشاركون في الاحتجاج بخفض الرسوم على التدفئة والكهرباء إلى النصف وزيادة الرواتب إلى 50?، والحفاظ على الحد الأدنى المجاني وهو 110 کيلوات ساعة لسكان المناطق الجبلية، وانتهى الاحتجاج دون وقوع حوادث. 

استغلت المعارضة نمو السخط الاجتماعي، ففي 15 فبراير طالبت الجماعة البرلمانية للحزب الاجتماعى الديمقراطي المعارض في قرغيزستان بإيقاف زيادة الرسوم، ووصفت المعارضة إجراءات الحكومة حول زيادة الرسوم والتي تسببت في ارتفاع الأسعار بالإجراءات المتسرعة وغير المسموح بها، وفي ذلك الوقت تقريبا بدأت قيادات المعارضة بالعمل على إقامة الصلات مع المناطق المحلية. 

 

وتوجد نظرية حديثة تسمى التدهور النسبي لوضع الفئات الاجتماعية، وطبقا لهذه النظرية فإن الثورة لا تحدث في البلدان الأكثر فقرا كقاعدة عامة، بل تحدث الثورة في البلدان التي تشهد بعض النمو الاقتصادي وتسير توقعات السكان فيها بوتيرة أسرع من هذا النمو 

وفي 17 مارس عقدت المعارضة القرغيزية اجتماعا في بيشكيك طالبت فيه السلطات بإلغاء الرسوم الجديدة على الكهرباء والتدفئة وكذلك إعادة شركات الدولة الإستراتيجية المبيعة قرغيز تيليكوم وسيفيرالكترو وفوستوك إلكترو تم خصخصتها لصالح أفراد من أسرة الرئيس .. 

كما تعالت في المؤتمر مطالب سياسية واضحة تجاه السلطات، هي: إطلاق سراح وتبرئة جميع السجناء السياسيين المعارضين للنظام، ورفع الحجب عن عدد من المواقع الإلكترونية الإخبارية على الإنترنت، وإقالة أشقاء الرئيس من المناصب الرسمية، وكذلك إقالة ابنه الأصفر مكسيم باكييف المعين بشكل غير دستوري كرئيس للجهاز المركزى للتنمية والاستثمار والابتكار والذي يضم شخصيات مشبوهة مطلوبة من الإنتربول الدولي، أمثال: مستشار مكسيم باكييف المالي يفغيني غوريفيتش الملاحق من قبل محكمة إيطالية بتهمة ارتباطه بمافيا كالابريا الإيطالية ويجماعات متطرفة أيضاء 

وأعطت المعارضة الحكومة مهلة حني 24 مارس 2010 لتنفيذ هذه المطالبة وهددت بتنظيم احتجاجات في جميع مناطق البلاد التي تطالب با سلطة الشعب وأدت محاولات السلطة منع الاحتجاجات الشعبية التي كانت مقررة في 7 أبريل إلى الاستفزازات اللاحقة في تطور الأحداث. وقد كان انتقال السلطة الرسمية إلى أسلوب القوة لتسوية الأزمة هو الحافز المهم للتغيير الحاصل في 7 أبريل 2010. 

ففي 1 أبريل استخدم رجال حفظ النظام القوة خلال مسيرات الاحتجاج الحركات المعارضة في المركز الإقليمي تالاس، واندلعت الاشتباكات بين المعارضة والسلطة في النصف الثاني من يوم 6 أبريل/نيسان في تالاس؛ وذلك بعد اعتقال الشرطة المحلية أحد قادة الحزب المعارض أتا ميكين بولاتبيك شيرنيازوف الذي 

 

وصل إلى المدينة للمشاركة في الاحتجاجات 

وعززت معلومات الاعتقال هذه الشعور الراديكالي الداعي إلى تغيير الأوضاع بالقوة سواء في تالاس أو في المناطق الأخرى. 

ثم اعتقال جميع قادة المعارضة السياسية تقريبا، وكانت نائية البرلمان وإحدى قادة المعارضة روزا أتونبايفا تحت الإقامة الجبرية. 

والواضح أن مقاليد السلطة في هذه المناطق كانت بأيدي أناس لا يملكون التجربة السياسية وخاصة في تعاملهم مع الأعداد التي وصلت إلى بيشكيك في ه.1 أبريل/نيسان للمشاركة في الاحتجاجات. وفي صباح 7 أبريل/نيسان انتشرت المعلومات حول اعتقال قادة المعارضة بين أعضاء الحركات؛ مما أدى إلى تصاعد التوتر والرغبة في التغيير بالقوة بين المزاج الشعبي العام رغم أن المعارضة حتى ذلك الوقت كانت تخطط للاستمرار في الاحتجاجات حتى تلبية مطاليها من قبل السلطات 

ولكن حالما اجتمع الناس قامت الشرطة ووحدات الأمن القومي باستخدام القوة بقصد تفريق المتظاهرين إلى مجموعات صغيرة ثم القضاء عليهم کاجزاء منفصلة واعتقال قادتهم على مختلف مستوياتهم وبالتالي الحيلولة دون قيام أمي احتجاج طويل الأمد، مما أدى إلى رد فعل من جانب المعارضة بالرد على القوة بالمثل مما أدى إلى سقوط الحكم. 

أما العوامل السياسية التي أدت إلى الثورة الثانية بالمقارنة بالثورة الأولى فنجد أنها كانت نتيجة مباشرة لعدد من العوامل الموضوعية وأولها العامل السياسي؛ حيث أصبحت قرغيزستان بسبب الأحداث العالمية نقطة تقاطع للمصالح الجيوسياسية للولايات المتحدة وروسيا والصين ومصالح العالم الإسلامي الكامنة والتي لا تقل أهمية عن سابقاتها. 

ونظام السلطة خلال فترة الرئيس السابق عسكر أكابيف لا يمكن اعتباره نظاما دكتاتوريا قاسيا، ولكنه لم يكن كذلك مهيا بشكل صحيح لتغيير السلطة عبر 

 

المنافسة القانونية، كما لعبت شخصية الرئيس عسكر أكابيف دورها: من حيث عدم قدرته على اتخاذ قرارات حكومية في ظل شروط الأزمة السياسية المتنامية؛ حيث ارتبط الرئيس عسكر أكايف بصورة الرئيس الديمقراطي الأول؛ مما جعله يفكر دوما بمسألة ما سيقوله الغرب حول هذه الأمر، وقد ساعد هذا التراخي على تجنب وقوع خسائر كبيرة في الأرواح خلال الأحداث، 

كما كانت النخبة الحاكمة تعتقد حتى اللحظة الأخيرة أنه بإمكانها السيطرة على الوضع عن طريق المفاوضات خلف الكواليس وبالرشوة واستغلال المناصب. ومن العوامل المهمة في إضعاف نظام أكابيف اعتماده المفرط على التقارب مع الدول التي تتبنى القيم الليبرالية، وبالتالي عدم جهوزيته لاتخاذ أية تدابير صارمة المحاولة الدفاع عن الحكومة ضمن خطوات تتنافي مع سياسات تلك البلدان. 

إن حملة الانتخابات البرلمانية عام 2005 والتي كانت بمثابة العامل المحفز الأحداث 24 مارس نميزت بشكل لم يسبق له مثيل بتدخل واضح لوكالات الحكومة الأميركية في سباق السياسة الداخلية الفرغيزية 

وتمت تحفيز المشاعر المعادية لأكاييف على مر الأيام، وقد اعترف أحد قادة المعارضة الشباب بايسالوف قائلا: لقد كان ذلك مستحيلا تماما دون هذه المساعدة، فقد ساعدت الأموال الأميركية في تمويل مراكز المجتمع المدني في جميع أنحاء البلاد، حتى كان للمعهد الديمقراطي الوطني وحده 20 مركزا، وقدمت هذه الموارد البشرية الدعم المادي والمعنوي للمعارضة القرغيزية كما وفرت لها البنية التحتية التي سمحت بنشر أفكارها بين الشعب القرغيزي. 

تضمنت تصريحات المادة الروس انتقادات لقيادة باكييف ولكن لم تتضمن دعما للمعارضة القرغيزية، والدعم المعنوي كان خلف السطور ولم يأت بشكل مباشر إلا بعد بدء الحكومة المؤقتة عملها في قرغيزستان والتي أقامتها المعارضة صبيحة الثامن من أبريل 

ويمكن تفسير سباسة الولايات المتحدة في تلك الفترة تجاه فرغيزستان كرد فعل على سياسة أكاييف الخارجية متعددة التوجهات في الوقت الذي كانت فيه 

 

المصالح الأميركية بما فيها الوجود العسكري في قرغيزستان بنطلب ضمانات أكثر وثوقا. وببساطة يمكننا القول: إنه كان هناك سيناريو أميركي لجلب نظام أكثر سيطرة على الأوضاع في قرغيزستان 

وبحلول عام 2002 بدخل التنافس العسكرى السياسي بين روسيا وأميركا مرحلة جديدة؛ فقد أصبح افتتاح قاعدة عسكرية روسية في قرغيزستان نوعا من التحدي للإدارة الأميركية، وكان رد فعل الإدارة الأميركية على القاعدة العسكرية الروسية في ذلك الحين صامنا ومتماسكا إلى حد ما، ولكنه كان دليلا. أغلب الظن - على اتباع الإدارة الأميركية نهجا جديدا ونوعيا في قرغيزستان، كانت أحداث 24 مارس 2005 إحدى نتائجه المباشرة 

وكتعد أكبر للمصالح الأميركية اتخذت روسيا آلية معينة لتطوير الشين من الهياكل الإقليمية والتي تمثل البديل المباشر للولايات المتحدة، وهما: منظمة شانغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي. وبسبب نشر قاعدة كانت في 2002 2003 من قبل قوات الانتشار الجماعية السريعة (وهي قوات روسية) روسيا أول محاولة كي تحل محل الولايات المتحدة في آسيا الوسطى؛ وهي لمحاولة تحقيق التوازن من خلال تواجدها العسكري الخاص، ووضع رهانها الأولى تحديدا في قرغيزستان التي تعد البلد الوحيد في آسيا الوسطى من بلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي الذي وافق على توفير قاعدة على أراضيه للولايات المتحدة وحلفائها في حربهم بأفغانستان 

فقد كان العامل الروسي غائبا فعليا في أحداث 2005، وكانت إجراءات الجانب الروسي ظرفية لا أكثر، مثل قرار منع اللجوء لاكاييف على الأراضي الروسية، وإخلاء أكاليف وعائلته عن طريق قاعدة كانت، والتفاعل التلقائي مع الإجراءات الأولية حينها للإدارة المؤقتة القرغيزية. 

أما في أبريل 2010 فقد كان مستوى مشاركة روسيا والولايات المتحدة في العمليات السياسية الداخلية في قرغيزستان مختلفا، ولا يمكن إنكار تدفق بعض المعلومات التي تمس حياة الناس من الجانب الروسي إلى قرغيزستان قد أثارت 

 

قطاعات واسعة من الشعب القرغيزي، استنادا إلى حقيقة أن عددا من أبرز وسائل الإعلام الروسية وفي مقدمتها القنوات التليفزيونية المركزية، والعديد من المحطات الإذاعية، ومواد الإنترنت. خلال فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي - كان لها ولا يزال تاثير قوي على الرأي العام في قرغيزستان. 

ولم تفلح محاولات حكومة باكييف في الحد من تدفق المواد المعلوماتية الروسية والعالمية، ولم تفلح سوى في زيادة مشاعر الاستياء والاحتجاج في المجتمع، ومن المستحيل حاليا تقدير تأثير هذه السياسة الموجهة والمخطط لها على الجمهور القرغيزي 

وأصبح الأول من أبريل نقطة مهمة عندما اتخذت الحكومة الروسية قرارا بإلغاء الرسوم الجمركية التسهيلية على البنزين ووقود الديزل التي تقدمها روسيا القرغيزستان، هذه التسهيلات كانت تتمتع بها الحكومة القرغيزية كجزء مما بعرف بمنظمة أوراسيا للتعاون الاقتصادي، وكان سبب اتخاذ هذه الخطوة من فبل روسيا هو نشكيل الاتحاد الجمركي الجديد الذي يضم روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا والمحدد أن بيدا عمله في يوليو 

وبنبني حسب الاتحاد الجمركي تطبيق رسوم التصدير المماثلة للوقود الذي تقدمه روسيا إلى الدول الأخرى في كومنولث الدول المستقلة وبلدان أخرى من المجموعة الاقتصادية الأوربية التي لا تتدرج في الاتحاد الجمركي. 

إلا أن هذا القرار أثار احتجاجات جديدة في قرغيزستان ليس ضد روسيا بل ضد النظام القرغيزي وانعكس على العلاقات بين البلدين والتي بدأت تشهد مزيدا من التدهور. ووفقا لوزارة التنظيم الاقتصادي القرغيزية؛ فإن موسكو لم تبلغ بيشكيك رسميا بشأن فرض الرسوم، ولكن لا أحد في البلاد يصدق هذا الكلام. 

وفي 4 مارس أخطرت الحكومة الروسية قرغيزستان بأن بعض المواطنين القرغيزيين يعملون بصورة غير قانونية في إعادة تصدير الوفود المخصص حصرا للاستهلاك المحلى، ووفقا لأقوال بعض المستقلين فإن دخل مكسيم باكييف ابن الرئيس جراء إعادة التصدير هذه يصل إلى 80 مليون دولار سنويا. 

 

وبشكل عام فقد تدهورت العلاقات الثنائية القرغيزية الروسية بشكل حاد في 

الأشهر الأخيرة من رئاسة باكييف، وفي فبراير علقت موسكو نهائيا مبلغ 1?7 مليار دولار المخصصة لبناء محطة الطاقة الكهرمائية (كاميراتا ? 1) . 

ووفق التقديرات الرسمية فإن زيادة الرسوم على الكهرباء والتدفئة لا ينبغي أن يكون لها تأثير كبير على المؤشر الاقتصادي في البلد، ولكن حالما بدأت الزيادة أجبرت العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة على زيادة أسعار منتجاتها، وأكثر المتضررين من ذلك هم المنتجون؛ وذلك لأنه بزيادة أسعار منتجاتهم لا يمكنها أن تنافس البضائع المستوردة؛ ومن هنا بدأ انخفاض الأرباح يظهر خاصة في مجال الملابس الجاهزة والصناعات الغذائية. 

وتوقع الأقتصاديون المستقلون أن يكون للضرائب تداعيات خطيرة على سكان البلاد. وهذا له تأثير سلبي على قرغيزستان؛ وذلك لأن تطبيق الرسوم الجمركية على المنتجات النفطية سيؤثر على أسعار النقل مما سيخلق ضغوطا تضخمية 

كانت التبعية الاقتصادية القرغيزية لروسيا، والمتمثلة في تقديم المنتجات النفطية وعدد من السلع الأخرى، والإيرادات المالية من العمال المهاجرين الذين يعملون في روسيا، عمل المنتجين القرغيزيين للملابس الجاهزة في السوق الروسية، إعادة تصدير السلع الصينية إلى الأسواق الروسية أثارت المزاج العام الذي يدرك أن تدهور علافات نظام باكييف مع روسيا سيؤثر على الاحتياجات الفردية لكثير من المواطنين وأسرهم، ومن غير المرجع المبالغة في تأثير هذا العامل المعلوماتي على الشعب، ولكنه. دون شك. كان واحدا من العوامل المساعدة على الإطاحة بنظام باكييف. 

وكان عدد من تصريحات القادة الروس في مطلع أبريل 2010 وحتى 7 أبريل تحمل طبيعة رد الفعل ضد الاتهامات المختلفة ضد الحكومة الروسية وضد روسيا كدولة والتي أطلقها الرئيس القرغيزي کرمان بك باكييف شخصيا ورئيس الوزراء الأسبق دانيار أوسينوف والتي نشرت في وسائل الإعلام الحكومية القرغيزية. 

تضمنت تصريحات القيادة الروس انتقادات لقيادة باكييف ولكن لم تتضمن 

 

دعما للمعارضة القرغيزية، والدعم المعنوي كان خلف السطور ولم بات بشكل مباشر إلا بعد بدء الحكومة المؤقتة عملها في قرغيزستان والتي أقامتها المعارضة صبيحة الثامن من أبريل 

ولم يكن دور الولايات المتحدة في تغيير القوى الراهنة في قرغيزستان واضحا، وليس هنالك حاليا ما يدعو للتأكيد بأن دورها كان خاصا، وهذا الغموض في السياسة الأميركية يرجع إلى حقيقة أن التعاون مع نظام باكيف أصبح يناسب الإدارة الأميركية تماما بعد 22 يونيو 2009 عندما تم التوقيع رسميا على اتفاق بشأن تحويل القاعدة العسكرية الأميركية في مطار ماناس إلى مركز عبور لجنود وإمدادات قوات التحالف العاملة في أفغانستان. 

كان الحفاظ على المرفق هو الاهتمام الأكثر واقعية ومصلحة للولايات المتحدة على المدى القصير والمتوسط، ومن المرجح أن المصالح العامة في تصورات الإدارة الأميركية ليست خاضعة للاحتمالات؛ حيث إن معظم قادة المعارضة معروف الأميركا، والكثيرون منهم هم من السياسيين المؤيدين لأميركا (أو المؤيدين للغرب) . 

كما لا يمكن إغفال أن هناك عوامل شخصية ندخلت سواء في أحداث 2004 أو أحداث 2010، من أجل تحفيز مشاعر الاحتجاج؛ حيث ركزت الدعاية المضادة الأكابيض بشكل رئيسي على أفراد أسرته، وتمت المبالغة بحقائق الانتهاكات التي ارتكبها ابنه أبدار أكاييف، وصهره أديليا تويغونياييف وزوجته مريم أكاييفاء 

كما ركزت الدعاية المضادة لباكييف على أفراد أسرته أيضا، وكانت الشخصيات الرئيسية هي الأخ جينيش باكييف، وتم التركيز بشكل خاص على ابن الرئيس مكسيم باكييف، فعلى مايبدو أن مدى النشاط الإجرامي لآل باكييف كان أكبر بكثير مما كان عليه في عهد الرئيس عسكر أكاييف. 

كما كان هناك توتر إضافي للقوميات القرغيزية وهو البيئة المختلطة لمكسيم؛ ففي الأشهر الأخيرة ومع ازدياد وتوسع حملة المعلومات بالنسبة للشعب، تم التركيز على بينته غير القرغيزية فمن بين رفاق وأصدقاء مكسيم باكييف هناك الشان فقط بحملان أسماء عوائل قرغيزية: نورغول عبدالرزاقوف وجبر أوسينوف. 

 

أما الباقي: فجميعهم بعوائل روسية أو تترية والكثير منهم بعوائل يهودية: الكسي إبليسييف، ورفعت أوتيوشيف، وروسنام أكجولوف، ومنهم من مواطني روسيا الفيدرالية: ميخائيل ناديل، أندريه غالينسکي،. ومن مواطني الولايات المتحدة: روبيرت غينكين، مايكل فوکس رابينوفيتش، يفغيني غوريفيتش .. وغيرهم. 

ومن المشاريع المالية والاقتصادية التي يسيطر عليها مكسيم باكييف في قرغيزستان: ستة من أكبر البنوك والتي تحوي في حساباتها 80? من الميزانية الوطنية (وكقاعدة عامة فإنه يتم تمرير المال العام للدولة عن طريق بنوك باکيف آسيا اونيفيرسال بنك) ، وكذلك قرغيز غاز وقرغيز تيليكوم والسكك الحديدية القرغيزية، ومطار ماناس ومشغل الاتصالات الخلوية نورتيل، وجميع شركات الطاقة تقريبا (سيفيرو إلكترو أوشيالكترو فوستوك إلكترو) ، وشبكة ضخمة من محطات الوقود (ب. ن. ك) ، ومعمل السيارات في بيشكيك، وودائع الذهب جهروي ومعامل السكر وشوي وكائيندي كانت وشامبان فين كومبهنات ومعمل المصابيح الكهربائية مايلوسکي، والقناة التلفزيونية الخامسة، والمحطة التليفزيونية 

نه ته سه 

وبالإضافة إلى ذلك فقد كان هناك الرشاوى التي يتلقاها مكسيم باكييف من كل مستثمر بمن فيهم المستثمرون الأجانب عند الموافقة على مشاريعهم من قبل الحكومة، وكانت تتراوح ما بين 30 - 50? من إجمالي المشروع، كما كانت هذه النسبة ذاتها تقريبا ما بناله من رشاوى الضرائب على جميع المرافق الاقتصادية في البلاد، سواء بالنسبة للشركات الكبيرة أو منافذ بيع التجزئة الصغيرة. 

وبشكل عام فقد كان مستوى التركيز على الأفراد في مشاعر الاحتجاج في الراي العام على باكييف أكبر بكثير مما كانت عليه خلال فترة رئاسة عسكر اكاييف. 

تحدد الأهمية الإستراتيجية لقرغيزستان بالنسبة للولايات المتحدة ولروسيا في المقام الأول من موقع فرغيزستان الجيوسياسي، وكعوامل أخرى نستطيع أن نذكر وجود موارد المياه وهي آلية للتأثير على أوزبكستان وبدرجة أقل على كازاخستان. 

 

وعلى صعيد المنافسة العالمية بين الولايات المتحدة وروسيا والصين؛ فإن قرغيزستان لا تقل أهميتها سواء من الناحية الجغرافية التي تمكن من وصول أو عدم وصول الصين إلى الجمهوريات السوفينية السابقة في آسيا الوسطى. ووجود القواعد العسكرية الروسية والأميركية على أراضي قرغيزستان هو حلقة خاصة من هذا التنافس والتي يمكن تعزيزها في مختلف المجالات في المستقبل المنظور هذا باختصار ملف الثورة الثانية التي جاءت بعد خمس سنوات من الثورة الأولى ولم ينحقق أي شيء من مطالب الثوار والسبب الرئيسي هو عدم تطهير البلاد من فلول النظام الفاسد الأول والذي مازال متواجدا في أنظمة الحكم في الدولة. 

غير أن الرئيس السابق عسكر أكاليف. الذي أطاح به باكاييف في العام 2005. قلل من أهمية هذه التحذيرات، حيث اعتبر، من منفاه الروسي، أنه (من المستبعد جدا اندلاع حرب أهلية) ، موضحا أن الجنوب لن يدعم باکاييف، ولن تكون هناك أي اشتباكات بين الشمال والجنوب، خاصة أن حركة الاحتجاج (ضد باکابيف) قوية جدا حتى في المناطق الجنوبية. 

وبالفعل لم يحدث ما هدد به (باكاييف) وهو تهديد ساذج أيضأ كل الرؤساء الذين تمت الإطاحة بهم أيضا في الوطن العربي مثل رئيس ليبيا ورئيس اليمن فقد انتهى كل هؤلاء دون حروب أهلية. 

فلقد ارتكب الرئيس المخلوع أخطاء قاتلة، دفعت حلفاء الأمس إلى الانقلاب عليه، ولعل أبرزها تعيين أقربائه في مناصب حكومية حساسة، ومن بين أبرز هؤلاء نجله مكسيم، وتغاضيه عن الفساد المستشري في مختلف مستويات الإدارة العامة، إضافة إلى انتهاج حكومته سياسات اقتصادية، اجتماعية قادت إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية. 

إنه أمر عجيب و غريب إنه برتکب باكييف نفس أخطاء الرئيس الذي سبقه وانقلب هو عليه من تعيين أقاربه وأولاده في المناصب الهامة ومحاولته توريث الحكم لهم. 

ويضاف إلى ذلك، عدم التزام باكاييف بوعوده في ما يتعلق بالإصلاحات السياسية والديموقراطية، حيث شن حملة بوليسية استهدفت خنق المعارضة 

 

وبلغت ذروتها خلال أيام مع اعتقال وفرض الإقامة الجبرية على عدد كبير من قادتها، واستخدام القوة المفرطة ضد المشاركين في الاحتجاجات الشعبية. 

إنها نفس الأخطاء السابقة والمتكررة والتي تتكرر في بعض دولنا حتى الآن أيضا، أضف إلى فشله في سياسته الخارجية، فإن تأرجح باکابين، بين روسيا والولايات المتحدة، فد قوض رصيده لدى الجانبين معا، لا سيما في مسألة تمديد عقد إيجار قاعدة زماناس الأميركية في شمالي البلاد 

وقد أثار الرئيس المخلوع قلق الأميركيين بعد تلويحه برفض تمديد العقد، قبل أن يتوصل إلى صفقة مع واشنطن قضت بزيادة بدل إيجار قاعدة (ماناس) إلى 60 مليون دولار، مغضبا بذلك موسكو، التي تردد أنها قدمت له دعما مالية لإغلاق القاعدة (كقروض ميسرة بقيمة ملياري دولار، ومساعدة مالية بقيمة 150 مليون دولار) ، فيما استغلت المعارضة رضوخ باكاييف أمام الضغوط الأميركية لتشديد الحملة عليه، منهمة في الوقت ذاته واشنطن بتقديم رشوة سياسية للرئيس. 

وكان تدخل روسيا في الأحداث واضحا رغم إنكار الإدارة الروسية التدخل، إلا أن روسيا وأمريكا كانا لاعبين أساسيين في أحداث قرغيزياء 

بدليل أن الحكومة القرغيزية الجديدة قد حصلت على اعتراف روسي مباشر وسريع من موسكو، 

فقد أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الروسية أن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين اتصل بأوتونباييفا عارضأ تقديم مساعدات إنسانية للشعب القرغيزي، فيما کشف عمر بك تيكيباييف، وهو أحد أبرز زعماء المعارضة، أن رئيس الوزراء الروسي أعرب في هذا الاتصال عن دعمه سياسات الحكومة الموقتة. 

وفيما نفت موسكو، على لسان بوتين، أي دور لها في الأزمة، فإن بيان أصدره الرئيس ديميتري ميدفيديف قد حمل أكثر من دلالة، فقد اعتبر الأخير أن (ما يجري في قرغيزستان شأن داخلي) ، لكنه وجه في المقابل انتقادات غير مباشرة الباكاييف، قائلا إن (التظاهرات أظهرت غضب الشعب من النظام القائم) ، في وقت 

 

أعلن رئيس أركان الجيش الروسي نيكولا ماكاروف عن إرسال 150 مظليا إلى قرغيزستان لحماية قاعدة (كانت الجوية الروسية هناك. وكانت العلاقات الروسية. القرغيزية قد شهدت توترا ملحوظا منذ توصل بشكيك وواشنطن إلى اتفاق تسوية حول قاعدة زماناس) ، تبدت بشكل خاص في الحملة الإعلامية التي شنتها وسائل الإعلام الروسية على باكييف، واتخاذ موسكو خطوات تأديبية بحقه، أبرزها زيادة تعرفة المشتقات النفطية المصدرة إلى قرغيزستان، في وقت تحدث رئيس الوزراء المستقيل دانيار اوسيئوف عن زيارات قام بها العديد من قادة المعارضة لموسكو، ومن بينهم تيمبر سارييف، الذي قيل إنه تلقى تأكيدات من بوتين بدعم أي تحرك مناهض لباكاييف. 

وبحسب ما نقلت وكالة (رويترز) عن (مسؤول روسي کبير) ، فإن موسكو تعتبر أن بكاييف لم يف بوعده بإغلاق القاعدة الجوية الأميركية في بلاده، وهي ستحث قادة البلاد الجدد على القيام بذلك، معتبرا أن في قرغيزستان يجب أن تكون هناك قاعدة واحدة: روسية. 

ويرى المحللون السياسيون أن روسيا هي المستفيد الأول من الانقلاب على باكاييف، والولايات المتحدة نفسها في مأزق حقيقي، نظرا للأهمية الاستراتيجية التي تمثلها فاعدة (ماناس) لقوات الاحتلال في أفغانستان. ورغم إعلان أوتونباييفا عن عدم تأثر القاعدة بما جرى من تطورات في البلاد، إلا أن ردود الفعل الأميركية على الحدث القرغيزي، عكست قلق واشنطن من فقدان نقطة الإمداد الرئيسية لقواتها في أفغانستان. 

ولهذا السبب كانت إدارة الرئيس باراك أوباما متعفظة عن اتخاذ أي موقف مباشر من الأزمة، حيث اكتفى المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليپ كراولي بالقول إن واشنطن منعالفة مع هذه الحكومة (باكايف) في ما يتعلق بدعم العملية الدولية في أفغانستان. 

 

ويرى بعض المحللين أن ما حدث في الثورات الملونة هو مؤامرة ماسونية هدفها زعزعة الاستقرار في تلك المنطقة في شرق أوروبا، وأن ما حدث في العالم العربي من ثورات ايضأ مرتبط بتلك الثورات الملونة وأن هدف تلك الثورات هنا وهناك هو زعزعة الاستقرار لصالح الصهيونية اليهودية والماسوينة العالمية التي تسعى للسيطرة على العالم، والحقيقة أن كل هذه الثورات الشعبية هي ثورات حقيقية ضد الفساد وتوريث الحكم في كل تلك البلاد سواء في آسيا وأوروبا وليست مؤامرة كما يظن البعض ولكنها ثورات لم تنجح بعد. 

وأسباب فشلها هو تدخل الماسونية بعد نجاح الثورة بالإطاحة برموز النظام وعدم تمكنها من الحكم بنفسها إضافة إلى عدم تصفية أعوان النظام السابق وتطهير أجهزة الدولة منهم مما يساعد على استرجاعهم لقوتهم والعودة مرة أخرى إلى سابق عهد من الفساد. 

 

  • الثلاثاء PM 11:01
    2021-06-15
  • 1428
Powered by: GateGold