المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409163
يتصفح الموقع حاليا : 357

البحث

البحث

عرض المادة

جورجيا الدولة والتاريخ

جورجيا هي دولة ذات سيادة في منطقة القوقاز من أوراسيا عند ملتقى أوروبا الشرقية مع غرب آسيا، كما بعدها من الغرب البحر الأسود، من الشمال روسيا، تركيا وارمينيا من الجنوب، وأذربيجان من ناحية الشرق (1) . 

(1) يدعو الجورجيون انفسهم کارتفيليبي، وارضهم ساکارتفيلو والتي تعني أرض الكارتفلين،

ولفتهم کارنولي، وفقا لروايات الجورجية، فإن الشعب الكارتفيلي بعود في أصله إلى کارلوس (حفيد يافث بن نوح) بتألف الأسم مساگارتفيلو من شقين، يعرف جذره کارتيل - اي ساكن قلبه المنطقة الشرق مركزية الجورجية كارتلي - ابيبريا والتي تعود لمصادر كلاسيكية وبيزنطية. أطلق الإغريق القدامي (سترابون، هيرودوت، بلوتارك، هومر، الخ) والرومان (تيتوس ليفيوس کورنيليوس تاسيتوس، الخ) على الجورجيين الشرقيين الأوائل اسم الأيبيريين وسكان القسم الغربي الأوائل الكولشيين لا بتضوي الجورجيون، مثلهم كيفية شعوب القوقاز، تحت أي من الفئات العرقية في أوروبا وأسبا، كما أن الله الجورجية والتي تعد أكثر اللغات الجنوب فرقازية استخدامة لا تصنف ضمن اللغات الهندواوروبية او التركية او السامية. حاليا ودون شك. الشعب الجورجي أو الكارتقيلي ناجم عن اندماج السكان الأصليين مع المهاجرين إلى القوقاز من جهة الأناضول النائية في العصور القديمة. يذكر بوصفوس في الرواية اليهودية القديمة الجورجيين على انهم ايبيريين وكانوا يدعون ايضأ توپل توبال ظهرت التسمية جورجيا والجورجيون في غرب أوروبا في العديد من الحوليات في بداية العصور الوسطي، ويرجع بعض المؤرخين أن سبب تسمية جورجيا نسبة للقديس جورج تقع جورجيا في منطقة جنوب القوقاز من اوراسيا، أي غرب آسيا وشرق أوروبا تشكل روسها حدودها الشمالية حيث تمتد مع قمة مجموعة جبال القوقاز الكبرى والتي تعرف عموما على أنها الحد الفاصل بين أوروبا وآسيا. في تعريف فيليب بوهان فون شترالينبيرغ الأوروبا عام 1730، والذي استخدم من قبل القياصرة الروس والذي يعد أول من حدد جيال الأورال على انها الحدود الشرقية للقارة، فإن الحدود القارية رسمت من المنخفض کومامانيش إلى بحر قزوين، واضعا بذلك جورجيا (وكامل منطقة القوقاز) ضمن أسيا.: 

 

تغطى جورجيا مساحة 99 , 700 كم؟ ويبلغ تعداد السكان 285 

, 000 , 4 نسمة. 

= تغلب الجبال على المشهد الجغرافي لجورجيا، يقسم الحول ليخي البلاد إلى شطرين 

أحدهما شرفي والآخرغري، تاريخيا، عرف الجزء الغربي من جورجيا بكولشيس، أما الهضبة الشرقية فكانت إيبيريا، بسبب الطبيعة الجغرافية المعقدة فإن الجبال أيضا نعزل منطقة سقائيتي الشمالية عن بقية جورجيا تفصل جبال القوقاز الكبرى بين جورجيا والجمهوريات الروسية شمال القوقاز. الطرق الرئيسية عبر سلسلة الجبال إلى الأراضي الروسية يمر من خلال نفق روکي بين اوسنيا الجنوبية والشمالية والمضيق الداري في منطقة خيفي الجورجية). شكل نقق روکي مرا حيوية بالتنسية للجيش الروسي في حرب أوسيتيا الجنوبية ,2008 أعلى جبل في جورجيا هو جبل شخارا بارتفاع 200 متر (1709 قدما) ، يليه جبل جائفا 

جاتنيناو) عند ا 505 متر (19072 قدما فوق مستوى سطح البحر، تضم القمم البارزة الأخرى كازبيچي (کازبيك) ب 5074 متر (11147 قدم) ، تيتولدي (4979 م/ 19219 قدما) شونا رسنافلي (4960 م / 19373 قدما) ، جبل اوشبا (4710 م) (15 : 53 قدما) ، وايلاما (4: 25 م / 1446 قدم) . من قمم بين المذكورة، فقط كازبيجي من أصل بركاني. المنطقة بين کازبيجي وشخارا (مسافة نحو 200 کيلومتر، 125 ميلا) على طول المدى القوقازي الرئيسي تهيمن عليها العديد من الأنهار الجليدية، من بين الأنهار الجليدية 2100 الموجودة في القوقاز اليوم، حوالي 30? تقع داخل جورجيا. يستخدم مصطلح جبال القوقاز الصقري لوصف المناطق الجبلية (الأراضي العالية) جنوب جورجيا، والتي تتصل بهدي جبال القوقاز الكيري من خلال مدي ليخي، يمكن تقسيم المنطقة إلى قسمين فرعيين: جبال القوقاز الصغرى والتي تسير بشكل مواز لسلسلة جبال القوقاز الكير، والمرتفعات البركانية الجورجية الجنوبية والتي تقع مباشرة إلى الجنوب من جبال القوقاز الصغرى، يمكن وصف المنطقة عموما باعتبارها مكونة من عدة من السلاسل الجبلية المتشابكة (في معظمها من أصل بركاني) . ومن الهضاب التي لا تتجاوز ارتفاع 3400 متر (11155 قدما) . تضمن السمات البارزة للمنطقة هضبة جاتاخيتي البركانية، والبحيرات بما في ذلك تأباتسكوري وبارافاني، وكذلك المياه المعدنية والينابيع الساخنة، تعد المرتفعات البركانية 

جنوب جورجيا منطقة جيولوجية بافعة وغير مستقرة، كما أنها منطقة نشاط زلزالي عالي وشهدت بعضا من أهم الزلازل التي تم تسجيلها في جورجيا. بعد کهف فورونيا (المعروف بمفارة كروبيراغورونيا) أعمق كهف معروف في العالم. تقع في كتلة ارابيكا الصخرية من المدي غاغراء في أبخازياء في عام 2001، سجل الفريق الروسي الأوكراني رقما قياسيا عاليا أعمق الكهف به 1710 أمتار (910: قدما) . في عام 2004، ازداد = 

 

كما أنها من أول الدول التي اعتنقت المسيحية، في القرن الرابع، ويلفت جورجيا ذروة مجدها السياسي والاقتصادي خلال حكم الملك ديفيد والملكة تامار في القرن الحادي والثاني عشر. 

في بداية القرن التاسع عشر تم ضم جورجيا بالإمبراطورية الروسية، بعد فترة قصيرة من الاستقلال تلت الثورة الروسية عام 1917، اجتاحت الجيوش البلشفية جورجيا عام 1921 وضمتها للاتحاد السوفييتي عام 1922 

استعادت جورجيا استقلالها عام 1991، ومثل العديد من الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي، عانت جورجيا من ازمة اقتصادية واضطرابات داخلية خلال التسعينيات، برزت بعد ثورة الزهور قيادة سياسة قدمت إصلاحات ديمقراطية، لكن الاستثمارات الأجنبية والنمو الاقتصادي الذي حل مباشرة بعد الثورة تباطأ منذ تلك الحين. 

جورجيا عضو في الأمم المتحدة، المجلس الأوروبي، منظمة التجارة العالمية، منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية (OSCE]، جمعية الخيار الديمقراطي، منظمة غوام GUAM للتطوير الديمقراطي والاقتصادي، وبنك التنمية الأسيوي. 

وتطمح جورجيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والناتو. تخضع التزامات جورجيا الدولية للمراقبة وفقا للجنة U 

S . Helsinki كونها عضوأ مشاركة في منظمة الأمن والتعاون في اوروبا.

دخلت جورجيا في نزاع مسلح عام 2008 ضد روسيا وجماعات انفصالية مسلحة في اوسيتيا الجنوبية. تجلى ذاك النزاع نهاية في اعتراف روسيا باستقلال 

= عمق الكهف المكتشف في كل من البعثات الثلاث، ذلك عندما تجاور فريق اوکراني حاجز 

2000 متر (1063 قدما للمرة الأولى في تاريخ دراسة الكهوف. في تشرين الأول 2005، تم العثور على منطقة غير مستكشفة من قبل فريق CAVEX، ما زاد من العمق المعروف الكهف، ثبتت هذه الحملة عمق الكهف عند 2140 مترا (7021 قدما (م/ 29 , 0 قدم) . | يوجد في جورجيا نهران كبيران هما ريوني ومنكقاري? 

 

اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، لكن لم بحذو حذوها في ذلك الا نيكاراغوا، فنزويلا، ناورو، وجمهورية ترانسنيستريا المستقلة بحكم الأمر الواقع. مرر البرلمان الجورجي في 28 أغسطس 2008 تشريعا يعتبر ابخازيا واوسيتيا الجنوبية تحت الاحتلال الروسي. 

والأراضي الجورجية عامرة بالحياة منذ العصر الحجري، بينما شهدت الفترة الكلاسيكية بروز مملكتي كولشيس وإيبيريا. اول ما ظهرت القبائل قبل الجورجية في التاريخ المكتوب في القرن الثاني عشر قبل الميلاد. تكشف الاكتشافات الأثرية والمراجع في المصادر القديمة عن عناصر من تشكيلات سياسية وكبائية أولية تتميز بتقنيات متقدمة في صياغة الذهب وصهر المعادن والتي تعود في تاريخها إلى القرن 7 قبل الميلاد وما تلاه. 

ظهرت في القرن ا قم مملكة جورجية موحدة تعد مثالأ مبكرا على نظام دولة متقدم تحت حكم ملك واحد، تتبعه طبقة أرستقراطية ضمن التسلسل الهرمي، 

وتعد المملكتان الجورجينان القديمتان المعروفتان للإغريق والرومان باسم إيبيريا الجورجية في الشرق (وكولشيس) الجورجية في الغرب من أوائل الشعوب في المنطقة التي اعتنقت المسببة (عام 227 م أو 219 م) كما تشير الأبحاث الأخيرة. في الأساطير اليونانية كولشيس في مكان الصوف الذهبي الذي سعى اليهجاسون والمغامرون في (أبولونيوس روديوم) في ملحمة ارغونوتيكا. قد يرجع دمج الصوف الذهبي في الأسطورة إلى الممارسة المحلية من استخدام الأصواف الاستخلاص غبار الذهب من الأنهار. في القرون الأخيرة من العهد ما قبل المسبحية، تاثرت المنطقة في شكل مملكة كارتلي - إيبيريا بشدة من اليونان إلى الغرب وبلاد فارس إلى الشرق. 

بعد أن أتمت الإمبراطورية الرومانية سيطرتها على منطقة القوقاز في 11 قيم، أصبحت تلك المملكة دولة عميلة وحليفة للرومان لما يقرب من 400 سنة. أعلنت المسببة دين الدولة من قبل الملك مپريان الثالث عام 227 م، مما أعطى حافزا كبيرا لتطور الأدب والفنون إضافة إلى توحيد البلاد. 

 
إعلان الاستقلال لجورجيا 1918

 

بعد الثورة الروسية عام 1917 أعلنت جورجيا استقلالها في 29 آبار 1918 في خضم الحرب الأهلية الروسية، فاز بالانتخابات البرلمانية الحزب الاشتراكي الديمقراطي الجورجي، الذي يعتبر موالية للمناشفة، وزعيمه، نوي زوردانيا أصبح رئيسا للوزراء 

في عام 1918 اندلعت الحرب بين جورجيا وأرمينيا على أجزاء من المحافظات الجورجية غالبية سكانها من الأرمن والتي انتهت بالتدخل البريطاني. 

في 1918. 1919 قاد الجنرال الجورجي جيورجي مازنياشفيلى هجوما جورجيا ضد الجيش الأبيض بقيادة مويسيف ودينيكين لاستعادة ساحل البحر الأسود من توابسي إلى سوتشي وأدلر لجورجيا المستقلة. لكن استقلال البلاد لم يدم طويلا وخضعت جورجيا للحماية البريطانية 1918 - 1920 

تعرضت جورجيا في شباط 1921 للهجوم من قبل الجيش الاحمر. هزم الجيش الجورجي وفرت حكومة الاشتراكي الديمقراطي من البلاد. يوم 25 شباط 1921 دخل الجيش الأحمر العاصمة تبليسي، وقام بتنصيب حكومة شيوعية تثبيت توجهها موسكو بقيادة الجورجي البلشفى فيليب ماخاردزه. 

أحكمت القبضة السوفياتية السيطرة بعد قمع الوحشي لثورة 1924. ضمت جورجيا إلى جمهورية ما وراء القوقاز السوفيتية الاشتراكية إضافة إلى أرمينيا وأذربيجان انحلت هذه الجمهورية عام 1936 إلى مكوناتها الأساسية وأصبحت جورجيا تعرف بجمهورية جورجيا السوفياتية الاشتراكية. 

خلال الحرب العالمية الثانية، شارك ما يقرب من 700 ألف من الجورجيين في الجيش الأحمر ضد ألمانيا النازية. 

وحارب آخرون أيضا على الجانب الألماني، كما قتل ما يقرب من 350 ألف من الجورجيين في ساحات القتال على الجبهة الشرقية 

 

بدأت حركة المعارضة لاستعادة الدولة الجورجية تكسب شعبية في الستينيات. من المنتسبين للمعارضة الجورجية، أكثر عضوين نشاطا هما ميراب کوستافا وزنياد جاماخوردبا اضطهدت الحكومة السوفياتية المعارضين وقمعت أنشطتهم بقسوة. 

في 1 نيسان 1989، انتهت مظاهرة سلمية في العاصمة الجورجية تبليسي بمذيعة قتل فيها العديد من الأشخاص من قبل القوات السوفيائية. قامت انتخابات تشرين الأول 1990 للجمعية الوطنية بإعادة تشكيل اوماغليزي سايخو المجلس الأعلى) اول انتخابات في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية تجرى رسميا على أساس التعددية الحزبية 

في حين أن الجماعات الأكثر تطرفا قاطعت الانتخابات وعقدت منتدى بديلا بدعم مفترض من موسكو (المؤتمر الوطني) . 

بينما اتحدث اطراف أخرى من المعارضة المناهضة للشيوعية في الدائرة المستديرة جورجيا الحرة خلف معارضين سابقين مثل ميراب کوسنافا وزفياد جامساخورديا. 

لم يفز الحزب الشيوعي الحاكم سوى 14 مقعدا. وفشلت جميع الأطراف الأخرى في الحصول على أكثر من عنبة 5%، وخصصت لها بالتالي بعض مقاعد دوائر انتخابية ذات عضو واحد. 

في 4 ابريل 1991، وقبل وقت قصير من انهيار الاتحاد السوفياتي، أعلنت جورجيا استقلالها، وفي 29 آبار 1991، انتخب زفياد جامساخورديا كأول رئيس الجورجيا المستقلة، وتعهد غامساخوردبا بتأكيد سلطة تبيليسي على مناطق مثل أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية التي كانت تصنف على أنها أقاليم الحكم الذاتي في إطار الاتحاد السوفياتي، لكنه سرعان ما أطيح به في انقلاب دموي، من 22 كانون الأول 1991 إلى 1 كانون الثاني 1992. 

كان الانقلاب بتحريض من جزء من الحرس الوطني ومنظمة شبه عسكرية 

 

تسمى مخيدريوني او (الفرسان) . 

دخلت البلاد في حرب أهلية مريرة استمرت حتى ما يقرب من عام 1995. عاد إدوارد شبفرنادزه إلى جورجيا في عام 1992 وانضم إلى قادة الانقلاب كيتوفاني وايوسيلياني لرئاسة ثلاثية لما يسمى (مجلس الدولة) . 

في عام 1995، انتخب شيفرنادزه رسميا رئيسا لجورجيا، في الوقت نفسه، تصاعدت النزاعات في الإقليمين الجورجيين، أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، بين الانفصاليين المحليين وغالبية السكان الجورجيين، واندلع العنف على نطاق واسع بين الجماعات العرقية. 

بدعم من روسيا حصلت كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، باستثناء بعض المناطق، على استقلال الأمر الواقع عن جورجيا. 

طرد ما يقرب من 220 - 250 ألفا من الجورجيين من أبخازيا من قبل الانفصاليين الأبخاز ومتطوعين من شمال القوقاز في الفترة بين عامي 

1992 - 1992. كما هرب أيضأ ما يقرب من 22 ألفا من الجورجيين من أوسيتيا الجنوبية، بينما اضطرت العديد من العائلات الأوسينية للتخلى عن منازلها في منطقة بورجومي والانتقال إلى روسيا. 

في عام 2002، اطيح بشيفرنادزه (الذي أعيد انتخابه في عام 2000) في ثورة الزهور، وذلك بعد أن أكدت المعارضة الجورجية والمراقبون الدوليون أن الانتخابات في الثاني من تشرين الثاني مشوبة وغير نزيهة. فاد الثورة كل من ميخائيل ساكاشفيلي، زوراب جفانيا ونينو بورجانادزه، وهم أعضاء سابقون وقادة من حزب شيفرنادزه الحاكم. انتخب ميخائيل ساكاشفيلي رئيسا لجورجيا في عام 2004. 

في أعقاب ثورة الزهور، أطلقت سلسلة من الإصلاحات لتعزيز قدرات البلاد العسكرية والاقتصادية. ارت جهود الحكومة الجديدة لإعادة تثبيت السلطة الجورجية في جمهورية ذاتية اجاريا ذات الحكم الذاتي في جنوب غرب البلاد إلى أزمة كبيرة في أوائل عام , 2005 النجاح في أجاريا شجع ساكاشفيلي على تكثيف 

 

جهوده، ولكن دون نجاح، في أوسيتيا الجنوبية الانفصالية. 

هذه الأحداث إلى جانب اتهامات بتورط جورجي في حرب الشيشان الثانية أدت إلى تدهور حاد في العلاقات مع روسيا. غذي هذا النزاع ابضا دعم ومساعدة روسيا المفتوحة لاثنين من المناطق الانفصالية في جورجيا. على الرغم من تزايد صعوبة هذه العلاقات، توصل الطرفان في أيار 2005 إلى اتفاق ثنائي حول سحب القواعد العسكرية الروسية التي يعود تاريخها إلى العهد السوفياتي في باتومي واخالكالاکي، اوفت روسيا بالتزاماتها من الاتفاقية في سحب جميع الأفراد والمعدات من هذه المواقع بحلول كانون الأول 2007، قبل الموعد المحدد. 

شهد العام 2008 نزاعا عسكريا بين جورجيا من جهة، وروسيا، والجمهوريات الانفصالية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا من جهة اخرى. 

حشدت كل من جورجيا وروسيا قوات عسكرية كبيرة على مقربة من حدودهما مع اوسيتيا الجنوبية. 

بعد القصف الجورجي لعاصمة أوسيتيا الجنوبية، تسخينفالي في وقت متأخر من مساء السابع من آب، بدات القوات المسلحة الجورجية في الزحف إلى أوسيتيا الجنوبية، بدعم من المدفعية ونيران منصات إطلاق متعددة الصواريخ 

استمرت المعركة ثلاثة أيام وخلفت مدينة تسخينفالي في دمار هائل. ادعي المسؤولون في أوسيتيا الجنوبية والمسؤولون الروس بمسؤولية الجيش الجورجي عن مقتل 2100 مدني في أوسيتيا الجنوبية. مع ذلك، فإن هذه الادعاءات لم تثبت ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان ومحققون من الاتحاد الأوروبي في اوسيتيا الجنوبية اتهموا روسيا بالمبالغة في حجم الخسائر البشرية. عدد القتلى الفعلي وفقا لمكتب المدعي العام الروسي 112. 

قصفت قاعدة قوات حفظ السلام الروسية المتمركزة في أوسيتيا الجنوبية وقتل أفراد من الطاقم العامل. 

توغلت فجرا في 8 أغسطس قوات من الجيش الروسي الثامن والخمسون في 

 

أوسيتيا الجنوبية من خلال نفق روكي الذي تسيطر عليه روسيا، كما شن سلاح الجو الروسي سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف منسقة متعددة داخل الأراضي الجورجية. ومع إرسال روسيا وجورجيا على حد سواء المزيد من القوات إلى أوسيتيا الجنوبية، تصاعد الصراع بين جورجيا من جهة، وروسيا، وأوسيتيا. 

قام الانفصاليون في أبخازيا من جهة أخرى بسرعة إلى حرب شاملة النطاق في 2008 م. 

بسبب القتال العنيف في أوسيتيا الجنوبية، توفرت العديد من التقارير المشكوك بها حول عدد القتلى والجرحى على كلا الجانبين، أي استهدف بالضربات الجوية، وحالة تحركات الفوات، ومواقع القوات على خط الجبهة الجورجية الروسية. بعد أيام قليلة من القتال العنيف دفعت القوات الجورجية خارج أوسيتيا الجنوبية وتقدمت القوات الروسية من أوسيتيا الجنوبية إلى الأراضي الجورجية غير المتنازع عليها، واحتلت مدينتي غوري ويوئي. تلا ذلك دخول قوات غير نظامية من أوسيتيا والشيشان والقوزاق وتم التبليغ عن نهب وقتل وحرق 

وبحلول 11 آب، اشتعلت جبهة ثانية في ابخازيا واستولت على أراض إضافية في غرب جورجيا. 

في 17 أغسطس، أعلن الرئيس دميتري ميدفيديف وجود نية لوقف المزيد من العمليات العسكرية الروسية في جورجيا. انسحبت القوات الروسية من غوري وبوتي، لكنها بقيت في اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، والتي نعترف بها كبلدان مستقلة. بينما تعتبرها جورجيا أراضى خاضعة للاحتلال الروسية (1) . 

هذا باختصار تاريخ جورجيا على مر التاريخ القديم والحديث. 

(1) المصدر السابق

 

ثورة الوردة الحمراء في جورجيا 

والصراع الماسوني 2003 م 

تتسم بعض الثورات بالدموية فيما تقع بعض الثورات الأخرى دون إراقة نقطة دم واحدة وأحيانا وسط أكاليل من الزهور كما حدث في ثورة نوفمبر التي شهدتها جورجيا وبلاد أخرى في العصر الحديث. 

وكانت الوردة الحمراء سمة الثورة الجورجية امتد تأثيرها إلى الانتخابات الرئاسية التي جرت فيها بعد ذلك، وارتفعت مبيعات سوق الزهور بالعاصمة الجورجية (تبليسي) ، حيث يفضل الجميع شراء الورود الحمراء 

وأوضح بائع الورود الجورجي فاختان كوسينشفيلي إنه يبيع الزهور منذ ستة أعوام لكنه أصبح ببيع رموز لا ورودأ بعد قيام الثورة الجورجية السلمية. 

وقال: لقد أصبحت الورود الحمراء هي أكثر الزهور خصوصية الآن لأنها باتت رمزا للعدل والنصر. 

ويذكر أن جورجيا شهدت ثورة لم يسبق لها مثيل في منطقة تعصف بها الاضطرابات والتوترات، فلم بصب اي مواطن، كما لم ترق قطرة دم واحدة، والسلاح الوحيد الذي استخدمه الثوار كان الورود الحمراء، فقد خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع لإبداء معارضتهم لنتائج الانتخابات البرلمانية التي شابها التزوير وطالب المتظاهرون الرئيس الجورجي السابق إدوارد شيفرنادزة بتقديم استقالته بعد ان دام في الحكم أكثر من 20 عامة تحت مظلة الاتحاد السوفياتي السابق كحاكم لولاية جورجها ثم رئيسا لجمهورية جورجيا المستقلة. 

وحذر شيفر نادزة المتظاهرين من انهم يزجون بالبلاد نحو حرب أهلية، وقام بنشر مئات من الجنود في شوارع تبليسي، وهذه التهديدات يطلقها كل الرؤساء 

 

الذين قامت ضد حكمهم ثورات شعبية، وكان سلاح الثوار في مواجهة قوات الأمن هي الورود الحمراء 

وكان الطلاب الذين شاركوا في المظاهرات أول من قدم للجنود الورود الحمراء، ومن ثم أبعد العديد من الجنود اسلحتهم التي كان يرجو الرئيس شيفر نادرة أن نوجه للمتظاهرين المناوئين له 

وقال الطالب الجورجي کاندبلائي البالغ من السر 21 عاما كان المواطنون يقبلون رجال الشرطة وأفراد الجيش، ولأن المتظاهرين كانوا يعملون ورودا، كما دخل ميشا هو الآخر إلى قاعة البرلمان وهو يحمل الورود، فإن المواطنين أطلقوا على تلك الثورة ثورة الورود 

و ميشا هو ميخائيل ساكاشفيلي البالغ من العمر 36 عاما الذي قادر المتظاهرين المبنى البرلمان، ونجع ساكاشفيلي وسط آلاف من المتظاهرين في اقتحام بوابة قاعة البرلمان التي كان يلقي بها شيفر نادزة خطابا. 

وكان ساكاشفيلي بمسك وقتها بوردة حمراء ذات ساق طويلة ويصبح قائلا اسنفيل)، ولوح بالوردة في وجه الرئيس الجورجي السابق البالغ من العمر 75 عاما، فسارع حراس شيفر نادرة بإخراجه من الفاعة عن طريق باب جانبي. 

وكانت هذه اللحظة الحاسمة التي تغير فيها النظام الجورجي الحاكم وسرعان ما تحولت المظاهرات إلى اطفالات لم تشهدها البلاد من قبل. 

وبعد انتهاء الاحتفالات عادت الحياة إلى طبيعتها ولكن انتشر عدم الأمان وانتشرت حوادث الاختطاف والتفجيرات المحدودة والسرقات المسلحة، إلا أن حالة من التفاؤل انبثقت وسط كل هذا وكذلك الوردة الحمراء فقد واجه الديكتاتور الثورة بالانفلات الأمني كما حدث في مصر وتونس فيما بعد، ولكن الثورة استمرت 

وتعود إلى الثورة الشعبية الجورجية لنتعرف على أوجه التشابه بينها وبين الثورات الشعبية السلمية الأخرى ضد طغيان حکام کانوا صنيعة الماسون فقد 

 

افنعم المتظاهرون المؤيدون للمعارضة في جورجيا مبنى البرلمان في العاصمة تيليسي بعد لحظات من افتتاح الرئيس إدوارد شيفر دنادزه اولى جلسات البرلمان المنتخب حديثنا. 

وتمكن المتظاهرون الذين يرفضون الاعتراف بشرعية البرلمان بالسيطرة على المبني مما اضطر حرس الرئيس إلى إخراجه من البرلمان | 

وكان مؤيد ومعارضو الرئيس قد نظموا مظاهرات منافسة في وسط العاصمة وانتشرت شرطة مكافحة الشغب ودوريات من الجنود للفصل بين المظاهرتين، وقد بدأت الاحتجاجات في المدينة قبل ساعات من انطلاق الجلسة البرلمانية الأولى التي تلت فوز الأحزاب الموالية للرئيس شيفر نادزه في الانتخابات التي اعتبرها المراقبون الدوليون غير نزيهة. 

ودعا ميخائيل ساكاشفيلي الزعيم المعارض الشفرنادزه إلى القيام بثورة سلمية للإطاحة بالرئيس. 

لكن الرئيس الجورجي حذر من احتمال وقوع حرب أهلية ثانية في البلاد مثلما حصل قبل عشر سنوات وقال إنه ينبغي أن يترك البرلمان وشأنه. 

وهذا شأن كل الطغاة حتى الآن وكالعادة رفض الرئيس الجورجي مطالب المعارضين بالاستقالة من منصبه، وظل يقاوم رياح التغير حتى استوعب الدرس بعد فوات الأوان. 

وكان من الطبيعي أن يفوز المحامي الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بالانتخابات الرئاسية التي جرت في جورجيا بعد نجاح الثورة والتي أجبرت إدوارد شيفر نادزه على ترك المنصب بعد انتخابات برلمانية مسيبة. 

وقد استمرت أعمال العنف في الفترة السابقة على الانتخابات، ومنها انفجار وقع في وقت سابق على محطة تليفزيون موالية للمعارضة. 

وقد واجهت الثورة المصالح الدولية الأمريكية الغريبة للحصول على مشروع نقل النفط بقيمة 2?7 مليار دولار والمقرر أن ينقل عبر جورجيا إلى الأسواق 

 

القريبة فريسها تحرص على إبقاء جورجيا في فلكها، ويعتقد أنها تتوجس من ميول ساكاشفيلي (1) للغرب. 

وقالت الولايات المتحدة: إنها نأمل أن تفي الانتخابات بالمعايير الدولية وقال نائب المتحدث بلسان الخارجية الأمريكية، أدم اريلي (نعن نتطلع لانتخابات نظيفة وسلمية تمثل إرادة الشعب الجورجي) 

ولا بعترف بالانتخابات في منطقتي ابغايا، حيث هدد الزعيم أصلان أباشيدزه بمقاطعة الانتخابات، قالت إنها ستشارك في الانتخابات. 

(1) ؤلد ميخائيل ساكاشفيلي في 21 ديسمبر (كانون الأول) 1997 في العاصمة الجيورجية

تبليسي، وفي عام 1981 انهي المرحلة الإعدادية في تبليسي بدرجة شرف، تخرج من جامعة کيف، معهد العلاقات الدولية، كلية القانون الدولي بدرجة شرف أيضأ، ثم حاز على درجة الماجستير في القانون في جامعة كولومبيا في نيويورك، كلية القانون حيث درس هنالك طبقا الزمالة حصل عليها من قبل الكونغرس الأمريكي، في عام 1999.1999 بدا بدراسة الدكتوراه في المركز الوطني للقانون في جامعة جورج واشنطن، واشنطن دي سي، ثم نال دبلومة في القانون المقارن لحقوق الإنسان في المعهد العالمي لحقوق الإنسان في منتراسبورج عمل في أوقات مختلفة في المعهد النرويجي لحقوق الإنسان، وفي حماية حقوق الإنسان، الجنة جيورجيا في واحدة من أكبر الشركات في نيويورك. وفي عام 1990 أنتخب رئيسا اللجنة القضايا والشؤون القانونية والدستورية للبرلمان الجيورجي، وفي عام 1997 اعترفت وسائل الإعلام الجورجية والمنظمات غير الحكومية بان ميخائيل مساکشنبلي هو أبرز رجل في تلك السنة. في 24 يناير 2000 أصبح نائبا لرئيس للمجلس الوطني الأوروبي. وفي 12 اکتوبر 2000 عين وزيرا للعدل في جيورجيا. ولكنه استقال من منصبه في عام 2001. ومنذ 2002 إلى 4 200 كان رئيسا لمجلس مدينة تبليسي، العاصمة الجيورجية. وفي يناير (كانون الثاني) 2009 أنشغب رئيسا لجمهورية جيورجها. هذا هو زعيم الثورة الوردية الذي وصف 

برش في أثناء زيارته لتبليسي بان قائد حكيم، ورجل افعال، كما صرح ساكاشفيلي اول مرة بانه ليس هنالد بلد وقف إلى جانب جيورجيا مثل امريكا بينما اشاد جورج بوش بالثورة الوردية التي وقعت في جيورجيا عام 2002 بطريقة سلمية ووصفها بأنها لحظة قوية في التاريخ الحديث، ألهمت الشعوب ايضا في بلدان مختلفة من العالم .. يا ترى، هل سيحول قائد الثورة الوردية الحدود الجنوبية لروسيا الاتحادية إلى خاصرة رخوة فعلا إذا ما تدفقت القوات الأمريكية إلى جيورجيا، وتمركزت في المناطق الحيوية من هذا البلد الذي يعيش عرسا ديمقراطيا على الرغم من أن 90% من المواطنين الجيورجيين يعيشون تحت مستوى خط الفقرة 

 

وقد جرت الانتخابات في جو من الشفافية الدولية لاختيار الرئيس الجورجي الجديد (ميخائيل ساكاشفيلي) الذي فاز بالانتخابات. 

وتعهد رئيس جورجيا الجديد ميخائيل ساكاشفيلي بان ينقل بلاده إلى قلب أوروبا مشيرا في حفل تنصيبه في العاصمة الجورجية تفليسي إلى أن جورجيا تتجه الآن نحو الاندماج الأوروبي 

واعرب ساكاشفيلي عن تقديره للمساعدات الأمريكية، لكنه قال أيضا إنه بريد الصداقة مع روسيا وقد حضر الحفل وزير خارجية روسيا إيجور إيفانوف والأمريکي کولين باول ذلك الوقت. 

وقال باول: إن بلاده لا تنوي إقامة قاعدة عسكرية في جورجيا بعد انتهاء برنامجها للتدريب العسكري. 

وعقب مشاركته في المراسم توجه وزير الخارجية الأمريكي إلى العاصمة الروسية موسكو حيث أعلن لدى وصوله إنه سيطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالالتزام بوعود سحب القوات الروسية من جورجيا وهو ما نطالب به 

تفليسي. 

وقال باول أيضا: إنه سيتحدث بصراحة إلى الرئيس الروسي حول وضع الديمقراطية في روسيا. 

وبتوليه مهام منصبه يصبح رئيس جورجيا الجديد البالغ من العمر 36 عاما أصغر رئيس منتخب لدولة أوروبية، وقد تعهد مكاشفيلي بالدخول بجورجيا تحت قيادته إلى عهد جديد من خلال توحيد البلاد وإنعاش الاقتصاد ومحاربة الفساد. 

وكان سكاشفيلي الذي درس المحاماة في الولايات المتحدة ويتحدث ست لفات قد حقق فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الرابع من الشهر الجاري ضد منافسه الرئيس السابق إدوار شيفر نادرة حيث حصل على % 47 من الأصوات 

وقد جاء فوز سكاشفيلي في أعقاب تزعمه لثورة سلمية ضد الرئيس السابق 

 

إدوارد شيفر نادرة سميت (بالثورة الوردية) . 

ويقول المراسلون: إن شعب جورجيا يعلق أمالأ كبيرة على الرئيس الجديد الذي انتخب بعد عقد من الفساد والفقر والتوترات التي سببتها الحركات الانفصالية 

ومن جانبهم يقول منتفيدو سكاشفيلي إنه صغير السن ولم يختبر كقائد ويخشون من عدم قدرته على الانتقال من مرحلة الثورة التي قادها إلى رئيس معنك. 

موقع جورجيا 

 
جورجيا الثورة والتغيير (الثورة الثانية)

 

كان من الأهداف التي أرادت الثورة تحقيقها في جورجيا جلاء القوات الروسية عن اراضيها وكان هذا هدفا يحقق مصالح الولايات المتحدة في المنطقة لهذا دعا وزير خارجيتها باول إلى انسحاب القوات الروسية من القواعد العسكرية بجورجيا، وكان تواجد القوات الأمريكية في جورجيا قد أقلق روسيا بالإضافة إلى مخاوفها بعد إنشاء خط غربي لضخ النفط، ولكنه أعلن أيضا للروسي أن أمريكا لن تكون بديلا لهم في جورجيا بعد الثورة رغم تصريحات الرئيس الجديد بالتوجه ناحية اوروبيا. 

وكانت ثورة جورجيا الشعبية في ربيع 2002 قد قام بها ناشطو المجتمع المدني وقد اقام الجورجيون علاقات وصلات مع الحركة الطلابية الصربية أوبتور حينما زار عدد من نشطاء المجتمع المدني بلجراد في جولة تحت رعاية مؤسسة سوروس التي أنشأها الملياردير جورج سورس اليهودي. 

وكانت هناك حركة كمارا في جورجيا شعبية واسعة وكلمة (كمارا تعني كفي وهي مثل حركة كفاية في مصر. 

وخلال أيام من عودتهم استيقظت تبليسي على حركة جورجية على غرار أوتيور، وظهرت كتابات على الجدران وفى شوارع العاصمة تقول (كمار) أو (كفى) باللغة الجورجية لتظهر الضجر الشعبي من الرئيس السابق 

وتقول تينا تونبر يدزه، والتي كانت ضمن المجموعة الأولى التي ضمت 20 ناشطة طلابية وأصبحت الآن إحدى زعماء الحركة التي تضم ثلاثة آلاف ناشط كنا نحتاج لرسالة يتعلق بها الجميع وكانت كفي - كمارا - هي تلك الرسالة). إن هدفنا أن يكون الأمر جديدة وممتعة وأن نبلغ الناس أنهم هم المسؤولون عن هذا البلد. 

 

وتضيف: لقد ألهمتا أوتبور الكثير، لقد كان هدفتا أن يكون الأمر جديد وممتعا وأن نبلغ الناس أنهم هم المسؤولون عن هذا البلد. 

وهكذا قام النشطاء بتنظيف الشوارع من القمامة، وتنظيم حفلات غنائية وموسيقية وجمع المال للأعمال الخيرية والاحتجاج ضد عنف الشرطة وبث إعلانات تليفزيونية تشجب الحكومة. 

وهذا ما يذكرنا بما حدث في ثورة يناير 2011 في مصر حين قام الشباب بتنظيف ميدان التحرير بعد خلع الرئيس الديكتاتور المصري مبارك، وانضم الشعب الجورجي إلى الثوار وخرج إلى الشوارع، وكان الرد الحكومي الميناد هو اتهام الطلاب بالعمالة لروسيا، وداهمت مكاتب (كمارا) واعتقلت النشطاء وهددت بإغلاق قناة روستافي التليفزيونية والتي كانت تبث إعلانات كمارا، وهي الإجراءات التي زادت في النهاية من شعبية الحركة وأوقدت نيران الثورة وهذا ما تفعله كل الحكومات المستبدة في دول العالم. . 

وقالت تونبريدزه: لقد قدمت لنا الحكومة أفضل دعاية، فكلما أدانونا كلما زادت شعبيتا وقوتنا. 

وفي الأيام التي تلت الانتخابات البرلمانية المزورة انضم الآلاف من مواطني جورجيا إلى نشطاء كمارا في الشوارع، ويقول كاها لومايا، مدير فرع جورجيا بمؤسسة سورس: بالطبع توافرت العوامل التي أدت إلى النجاح غير أن كمارا لعبت دورا جوهرية، لقد وجدوا طريقة لا سياسية لإيصال رسالة قريبة من عقول الناس وأفندينهم. 

وقد وجه شيفر نازه اتهامة إلى (لومايا) بالتحديد بالقيام بأنشطة هدامة ضد الحكومة الجورجية. 

ولا يخفى (لومايا) ارتباط منظمته بحركة كمارا، ففي إطار برنامج للدعم الانتخابي بقيمة 350 ألف دولار قدم فرع جورجيا من مؤسسة سوروس اعتمادات مالية للحركة الطلابية. 

 

كما استثمرت الولايات المتحدة قرابة 2?4 مليون دولار في المنظومة الانتخابية في جورجيا، غير أن لومانا يقول إنه لم يتم إنفاق أموال أمريكية على كمارا? 

ديمقراطية جورجيا هشة جدا. سوف نرقب الحكومة الجديدة عن كثب، وصدقني ستخرج إلى الشوارع مرة أخرى إذا كرروا نفس أخطاء شيفر نادزه. 

غير أن كمارا تقول إن عملها لم ينته بعد، ويقول الناشط لاشا تشارتيشفيلي إن ديمقراطية جورجيا هشة جدا سوف ترفد الحكومة الجديدة عن كثب، وصدقني سنخرج إلى الشوارع مرة أخرى إذا كرروا نفس أخطاء شيفرنادزه. 

وهذا ما يحدث من كل الثورات الشعبية التي قامت بعد ثورة جورجيا أيضا. 

ويقول طلاب كمارا إنهم على استعداد لتقديم خبراتهم دوليا، لينافسوا بذلك احتكار أونبور حتى الآن للثورات البيضاء 

وقد دعت الرئيسة المؤقتة لجورجيا نينو بورجانادزه مواطنيها إلى الهدوء والعودة إلى أعمالهم بعد أن تمت عملية نقل السلطة بشكل سلمي. 

وافتخرت (يورجانادزه) التي كانت رئيسة البرلمان السابق في أول خطاب تليفزيوني لها بعد استقالة الرئيس السابق إدوارد شفرنادزه بنجاح الشعب الجورجي في التغلب على أسوأ أزمة في تاريخه الحديث دون إراقة فطرة واحدة من الدماء، 

وامتدحت (بورجانادزه) قوات الجيش والشرطة التي لم تتدخل لقمع المتظاهرين، واصفة موقفهم بأنه وقوف إلى جانب الشعب خلال أصعب أيامه. 

وامتدحت أيضأ روسيا التي رفضت التدخل لحماية (شفر نادزه) قائلة: إن على جورجيا تقوية روابطها مع جيرانها، خاصة دولة روسيا العظيمة. 

وأكدت أنه تم نقل صلاحيات رئيس الجمهورية إليها طبقا لنصوص الدستور الجورجي حتى تقام انتخابات خلال 45 يوما 

كما أكدت أن الانتخابات النيابية التي عقدت في الثاني من نوفمبر 2003، 

 

والتي تؤكد المعارضة أن شفرنادزه ومساعديه قاموا بتزويرها، لن يعتد بها، وسوف يستمر البرلمان القديم في ممارسة مهامه. 

وكان (شفرنادزه) قد اضطر للاستقالة بعد أن افنعم عشرات الآلاف من المواطنين مبنى البرلمان اثناء إلقائه خطابا أمام النواب احتجاجا على نتائج الانتخابات البرلمانية، واضطر حراسه للهرب به خوفا من بطش الجماهير، واعلن شيفرنادزه استقالته بعدما طالبه زعيم المعارضة ميخائيل ساكشفيلي بالتحي خلال المحادثات التي توسط فيها وزير الخارجية الروسي إيجور إيفانوف. 

وتقول كلوي آرنولد مراسلة بي بي سي في العاصمة الجورجية (تبليسي) أن الأمر الرئيسي الذي قاد لسقوط الرئيس كان سحب الجيش تأييده له. 

وتبادل أفراد الأسر وارياب المعاشات والأطفال الأحضان بعد أن عرفوا خبر استقالة شفرنادزه، ولوح المواطنون بالأعلام. 

وقال أحد المحتفلين بالمناسبة: أشعر حقا بالقوة. وبالسعادة أيضا. وقال آخر: لقد فعلنا ما أردنا، هذه هي حريتاء 

وكانت الأزمة السياسية في جورجيا قد وصلت إلى ذروتها يوم السبت حينما اقتحم أنصار المعارضة مبنى البرلمان، وكانت تلك الضربة القاضية التي قضت على أحلام شفرنادزه في البقاء في الحكم. 

وأعلن شيفرنادزه، الذي اضطر لترك مبنى البرلمان بسرعة، وهدد باللجوء القوة العسكرية لاستعادة النظام، بعد أن فرض حالة الطوارئ، ولكن سحب الجيش تأييده له اضطره إلى الاستقالة لاحقا على شاشات التلفزيون الوطني، حيث قال: إنني لم أكن شعبي قط وأقول الأن أيضا إنه ريما من الأفضل للرئيس أن يستقيل، حتى ينتهي كل هذا بسلام ودون إراقة دماء ودون وقوع ضحايا. 

هكذا اضطر الرئيس السابق ترك السلطة مرغما كما حدث مع غيره من الرؤساء الذين تم خلعهم في بلاد أخرى. 

وهكذا نجحت الثورة الجورجية في تغيير نظام الحكم جزئيا وليس كلية وهذا 

 

أدى إلى عدم تحقيق الثورة لأهدافها المرجوة كما حدث في الثورات التالية لها في الثورات العربية التي مازالت لم تحقق كل أهدافها حتى الآن أيضا. 

الباحث الأمريكي لينكولن ميتشيل - استاد علوم سياسية بجامعة بنسلفانيا ومتخصص في الشؤون الأوروبية وصف الحالة الجورجية كشاهد عيان على حقبة ما قبل وبعد الثورة الوردية في جورجيا دور الولايات المتحدة في هذه الثورة والأوضاع الحالية الآن بجورجيا من خلال كتابه: | 

(ncertain Democracy: U.S. Foreign Policy and Georgia Rose Revolution) . 

يقول ميتشيل أن عدم الاستقرار الديمقراطي وتردي الأوضاع كان باعثا على اندلاع الثورة الوردية التي قادها شباب المعارضة الجورجيون وخصوصا بعد زيادة نسبة الفساد في جميع المؤسسات الحكومية وتدهور ظروف المعيشية والولاء المطلق الحكومة إدوارد شيفرنادزه لروسيا ذلك الوقت، كل هذه العوامل مجتمة أدت إلى اندلاع الثورة الوردية في نوفمبر 2003. 

ويضيف ميتشيل أن الحراك السياسي الداخلي وانخفاض شعبية شيفرنادزه ومحاولات حكومته تزوير الانتخابات، فضلا عن دور المنظمات غير الحكومية مثل المعهد الوطني الديمقراطي الذي كان بضم ميخائيل ساكاشفيلي بين صفوفه وهو الرئيس الحالي الآن والمعهد الوطني للحزب الجمهوري ومؤسسة أوراسيا ومعهد المجتمع المفتوح وغيرها من منظمات المجتمع المدني في الداعم الرئيسي لهذه الثورة، رافضا الادعاءات التي تقول أن الثورة الوردية قامت بدعم مباشر من الولايات المتحدة، حيث يرى أن دور الولايات المتحدة كان غير مباشر في ذلك الوقت. 

ومن جهة أخرى ينتقد البعض هذه الرؤية للدور الأمريكي في الثورة الوردية حيث يرى البعض أن الولايات المتحدة لعبت دورا حيويا في دعم المعارضة للقيام / بالثورة الوردية من خلال منظمات المجتمع المدني التي وفرت المنح التدريبية للشباب المعارض للسفر لكل من الولايات المتحدة وأوروبا، فضلا عن أن السفير 

 

الأمريكي جون تيفيت. المبعوث الأمريكي لأوكرانيا حاليا - قد قال عن هذه الثورة إنها نموذج لأجندة الرئيس بوش للديمقراطية والتحول الديمقراطي. 

ويشير النقاد إلى أن الولايات المتحدة قد حاولت تعزيز صفوف السياسيين الجورجيين المعارضة الموالية لها وذلك من خلال زراعة جيل جديد من القادة أمثال ساكاشفيلي. 

وفيما يتعلق بالحياة السياسية، فقد أتت الثورة الوردية بمخائيل ساكاشيفلي الذي كان أملا لشعبه ورمزا للتغيير، ولكن بعد مرور 7 سنوات على الثورة الوردية يرى ميتشيل أن الأوضاع لم تتغير كثيرا فمازالت جورجيا تلك الدولة التي تحصل على أكبر قدر من المساعدات المالية من قبل الولايات المتحدة وأوروبا - نعاني من سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام وانتهاك حقوق الشعب وعمليات اغتيال مستمرة وفقا لتقرير منظمة العفو الدولية عام 2005. فمع الأسف لم تفرز الثورة سوى تكريس لعهد قديم من الانتهاكات لحقوق الإنسان. 

ويؤكد ميتشيل أن الحكومة الجورجية بذلت مزيدا من الجهد لتحقيق الاستقرار السياسي الذي حلم به هذا الشعب وهو لن يتحقق إلا من خلال تحسين علاقتها بالدول المجاورة وتحسين البنية التحتية المؤسساتها. 

وفيما يتعلق بعلاقة جورجيا بالولايات المتحدة ينتقد مبننيل السياسة الأمريكية لأنها دخلت في علاقات شخصية مع المسؤولين يجورجيا ويطالب الإدارة الأمريكية بتركيز جهودها على المصالح الجوهرية لها بهذه المنطقة. 

وفي النهاية بشكلك ميتشيل حول ما إذا كانت الديمقراطية على أولويات الحكومة الجورجية بقيادة ساكاشفيلي ويقول إن الحكومة بحاجة لرفع يدها عن وسائل الإعلام وتشجيع المناقشة والجدال حول الوضع هناك وإعادة التوازن بين السلطات 

إن الزعيم الذي حاز في يوم ما على حب وإعجاب الجماهير اصبح الكثير من الجورجيين ينظرون إليه اليوم على أنه زعيم فاشل سمح للفساد والفقر أن يستشريا في ظل حكمه، ولم يحقق أهداف الثورة التي خرج الآلاف من 

 

الشعب الأجلها. 

ويقول المحلل الإقليمي توم دي وال إن استقالة شيفرنادزه تعكس نهاية الأزمة الآتية غير أنه حذر من أن الطريق مازال غير ممهد. 

وقال دي وال لبرنامج الساعة الإخبارية نيوز آور بي بي سي: أمامنا الآن مجموعة من السياسيين الذين تنقصهم الخبرة والذين يصلون إلى السلطة على موجة النشوة الشعبية هذه، غير أنهم لم يمتحنوا بعد. 

وما حدث في جورجيا حدث في غيرها من البلاد التي شهدت ثورات شعبية سلمية ضد الفساد والطغاة حتى جرت في الوطن العربي مؤخرة، ولأن هذه الثورات شعبية تنقصها الخبرة السياسية وفنون المؤامرات الدولية فقد استحوذت عليها الماسونية من خلال رحلاتها، حيث عمل رجال الماسون في الوزارات وأجهزة الحكم في إفشال تلك الثورات وهو ما يحدث الآن في مصر وتونس على سبيا المثال حيث رحل رأس النظام وبعض رجاله ومازال الجسد الفاسد من رجال الدولة في مناصبهم كقوة مضادة للثورة وإذا استمر الحال على هذا المنوال سوف تفشل تلك الثورة في مصر وتونس كما فشلت الثورة في جورجيا وأوكرانيا لنفس الأسباب وهذا ما لا تتمناه. 

وتلقى الضوء على ما حدث من اضطرابات في العاصمة الجورجية (تبليسي) بعد وصول قائد الثورة إلى كرسي الرئاسة. 

حيث شهدت العاصمة أضخم احتجاج تشهده جورجيا منذ ثورة الورود التي أطاحت عام 2003 بالرئيس السابق إدوار شبشارنادزه، تسارعت التطورات بين جورجيا وروسيا وداخل جورجيا نفسها على خلفية احتجاجات المعارضة الجورجية المتواصلة. 

فالرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أعلن حالة الطوارئ في العاصمة تبليسي لمدة 15 يوما بعد تجديد اتهامه لموسكو بالتورط في الاحتجاجات. 

بدأت العاصمة الجورجية تبليسي تشهد تحركات واسعة ترفض سياسات 

 

الحكومة، وتطالب باستقالة الرئيس الحالي ميخائيل ساكاشفيلي، وإجراء انتخابات برلمانية ميكرة. 

المعارضة نظمت سلسلة لقاءات جماهيرية شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، كما نظمت اعتصاما حول مبانى الوزارات، والتي رفعت شعارات تطالب استقالة الحكومة 

وكما كان متوقعا جاء رد فعل الرئيس الجورجي ساكاشفيلي حادا، حيث أعلن رفضه لمطالب المعارضة، وأكد أن الانتخابات البرلمانية ستجرى في موعدها خريف عام 2008. مضيفا أن الاضطرابات في جورجيا تحقق مصالح روسيا، ومشيرا لما اعتبره أعمال الشغب المرتبطة بأعمال بعض الأوليغارشيين الروس على حد قوله. 

تصاعد حدة المعارضة للحكومة الجورجية الشابة والتي يحلو للبعض أن يصفها بأنها جاءت لتحقيق إرادة الشعب، جاء بعد أن بدأت الحكومة الثورية بتصفية أبنائها، حيث تم اعتقال وزير الدفاع الجورجي السابق إيراکلي أوكرواشفيلي واتهم بالابتزاز وغسيل الأموال وتجاوز الصلاحيات والإهمال في الخدمة، وعقب اعتقاله انهم وزير الدفاع السابق الرئيس الحالي ميخائيل ساكاشفيلي بارتكاب جرائم قتل وبالفساد والتورط في حادث وفاة رئيس الوزراء زوراب جفانيا الذي يخيم عليه الغموض، 

وبدأت المعارضة تتحرك بفاعلية بعد أن تفجرت الصراعات داخل السلطة ووقعت أحزاب المعارضة بيان 17 اکتوبر، الذي أقر توحيد تحركاتها وفعالياتها نحو إسقاط حكومة ساكاشفيلي 

البيان المذكور حدد الهدف الاستراتيجي للمعارضة بالإطاحة بساكاشفيلي، أما الهدف التكتيكي فهو إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في الربيع المقبل 

وترفع المعارضة شعارا يدعو لتحويل نظام الحكم في البلاد من جمهورية رئاسية إلى جمهورية برلمانية، باعتبار أنه على مدار أكثر من 15 عاما فشل رؤساء جورجيا ليس فقط في النهوض بالبلاد، وإنما في العمل بشكل طبيعي أو حتى 

 

إكمال فتراتهم الرئاسية حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة. 

باتي انفجار الأزمة السياسية في جورجيا على خلفية تكثيف جورجيا الحملاتها ضد روسيا وفي وقت بدأت حكومة تبليسي نطالب بتغيير الجنرال سيرجي تشابان القائد الروسي لقوات حفظ السلام في الإقليم الجورجي الانفصالي ابخازيان 

وتطالب حكومة تبليسي المجتمع الدولي بالضغط على موسكو لسحب قوات حفظ السلام الروسية، واستبدالها بقوات دولية، حيث تتهم جورجيا قوات السلام الروسية بدعم حكومتي ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية المتمردتين على السلطة الجورجية. 

ومما لاشك فيه أن تفاقم الأزمة السياسية في جورجيا يأتي في مرحلة دقيقة الخطط واشنطن في القوقاز، والتي تراهن على نظام ساكاشفيلي في جورجيا ويوشينكو في أوكرانيا، وتعدهما لكي يصبحا قاعدتين لحلف الناتو على الحدود الروسية، ولإثارة البلبلة في العلاقات بين دول الفراغ السوفييتي السابق، وضمن الأطر الفاعلة الحالية مثل رابطة الدول المستقلة وغيرها من مؤسسات للتعاون بين بلدان وسط آسيا والقوقاز وروسيا. 

ويرى المحللون أنه لا يمكن الحديث عن بوادر انتصار لروسيا في الملف الجورجي، ليس فقط بسبب ضعف حلفائها في جورجيا، وإنما لأن انفجار حالة من الاضطراب في مناطق القوقاز تؤثر بشكل سلبي على المصالح الاقتصادية الروسية 

ومن المعروف أن وجود سلطة قريبة من موسكو في جورجيا، يشكل حماية للأمن القومي الروسي، إلا أن حدوث ذلك عبر انفجار الأزمات السياسية لابد وأن يلقي بظلال ثقيلة على مصالح روسيا في القوقاز. 

كما يرى البعض أنه يصعب القول إن ما يحدث في جورجيا يمكن أن يسفر عن تغيير جذري في السلطة الحاكمة وتولى السلطة من قبل مجموعات موالية 

 

للكرملين، باعتبار أن قوى المعارضة المتحالفة مع روسيا مازالت ضعيفة وليس لديها نفوذ جماهيري واسع، ما يفسح المجال أمام بدائل أميريكية لحكم ساكاشفيلي، لإنقاذ الوضع. 

ولعل زيارة نائب وزيرة الخارجية الأميركية دانييل فريد إلى جورجيا لم تكن مصادفة، حيث أجرى لقاءات مع قيادات المعارضة 

كما حرصت المعارضة على اكتساب الدعم الغربي لعزل ساكاشفيلي، حيث قامت بعقد لقاءات مع ممثلي البعثات الدبلوماسية الأوروبية في السفارة الفرنسية في تبليسي وإطلاعهم بما يجري على الساحة، بهدف إضفاء طابع عالمي على الأحداث، كما تم إرسال وفد إلى أوروبا الغربية. 

ويرى المراقبون أنه حتى لو سيطرت على مقاليد السلطة في جورجيا فوق سياسية موالية لواشنطن اليوم، فإنها لن تتراجع عن مشاريع شيفرنادزة وساكاشفيلي الخاصة بالانضمام للناتو، ولكنها بالتأكيد ستضطر للتراجع عن السياسة المعادية لروسيا التي ينتهجها نظام ساكاشفيلي، لأسباب بسيطة للغاية، وهي أن الاقتصاد الجورجي مازال مرتبطا بروسيا بنسبة أكثر من 70%. 

ومن المعلوم أن جورجيا تحصل من روسيا على الغاز والطاقة الكهربائية ويسيطر الرأسمال الروسي على أكثر من 50% شبكات الاتصالات الجورجية. 

ويرى البعض إن نظام ساكاشفيلي لم يكن أكثر من بروفة لإمكانات جورجيا في الصدام مع روسيا، ويبدو أن التجربة لم تحقق نجاحا بذكر، ما دفع واشنطن للتخلى عن ساكاشفيلي والتعبير علنا عن تعاطفها مع المعارضة. 

ويرى المحللون أن المشكلة التي تسيطر على الحكومات الجورجية المتعاقبة تكمن في أنها لم تكن تسعى لأجراء تعديلات جذرية في سياساتها. ولم يكن ميخائيل ساكاشفيلي يمثل اتجاها متعارضة مع نظام شيفارتادزه، بل هو الابن الشرعي لهذا النظام الذي نشأ وترعرع في أحضانه. وإنما تكمن المشكلة في كيفية تعديل تحالفات جورجيا على الساحة الدولية بشكل عملي وملموس يخرج عن 

 

نطاق التصريحات والانتقادات. 

وكان ثعلب السياسية السوفيتية والجورجية إدوارد شيفرنادزة قد حاول إجراء تعديلات في توجهات جورجيا وتحالفاتها، إلا أنه لم يحقق النجاح الذي حققه عندما كان وزيرا للخارجية السوفيتية في عهد جورباتشوف. 

لذا قدم للأوساط السياسية الجورجية الشاب القادم من واشنطن ميخائيل ساكاشفيلي، الذي استبدل أساليب المناورة و المساومة بالصدام المباشر ضد روسيا، والذي تسبب في حدوث كارثة اقتصادية لجورجيا وبالتالي وقعت جورجيا تحت سيطرة الماسون. 

ما يدفع للاعتقاد بأن الحكومة الجورجية القادمة والتي لابد أن تتسلم السلطة في تظاهرة مسرحية لامتصاص نقمة الشارع الجورجي ستلجأ للأساليب الشفيرنادرية، ولن تستخدم الصدام ضد روسيا كأداة للتعاون مع الغرب. 

وتشير التوقعات إلى أن أي تغييرات في تركيبة السلطة السياسية في جورجيا لن تحدث قبل انتهاء معارك الانتخابات البرلمانية والرئاسية في روسيا، والتي قد تحدد نتائجها طبيعة هذا التغيير، لذا اختارت المعارضة موعدا لإجراء الانتخابات البرلمانية العاجلة ربيع عام 2008، عقب انتهاء الانتخابات الروسية وقبل بدء معركة انتخابات الرئاسة الأميركية حتى نضمن دعم الإدارة الأميركية. 

كانت المعارضة قد طالبت في وقت سابق أمام أكثر من 20 ألف متظاهر بانتخابات تشريعية مبكرة وهو ما ردت عليه السلطات بالرفض، وأمضي نحو 250 معارضا ليلتهم أمام مقر البرلمان وانضم إليهم خلال النهار آلاف المتظاهرين. 

ويتهم الخصوم الرئيس ساكاشفيلي بالتسلط وانتهاك حقوق الإنسان ويقولون أيضا إن مستويات المعيشة لا ترتفع بالصورة التي توقعها الكثير من أبناء جورجيا بعد الثورة 

ويوجه قادة المعارضة انتقادات للرئيس ساكاشفيلي لتحديد موعد الانتخابات نهاية عام 2008 ويطالبون بتقديمها وإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2009 

 

مع الانتخابات التشريعية في وقت مبكر من العام المقبل 

وكانت شرارة الاحتجاج انطلقت ضد الرئيس عقب اعتقال حليف سابق للرئيس يدعى أوراكلى أوكرواشفيلي والذي أفرج عنه لاحقا بكفالة عالية جدا بعد إجباره على سحب اتهامات كان قد وجيها لساكاشفيلي 

وكاد توقيف أربعة ضباط روس بتهمة التجسس في جورجيا لفترة قصيرة في سبتمبر 2009 تسبب بأزمة دبلوماسية خطيرة بين تبيليسي وموسكو التي علقت الرحلات الجوية والبرية والبحرية إلى جارتها الجنوبية. 

هكذا تحالف القوى المضادة لوقف نجاحات الثورة وهكذا تفعل مع كل الثورات. 

جماهير الثورة الجورجية 

 

شيفر تادزة الرئيس الجورجي المخلوع السابق ظل في الحكم 20 عاما 

بدعم من روسيا 

 

رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفنلي 

ثورة جورجيا الثانية 

 

 

  • الثلاثاء PM 10:58
    2021-06-15
  • 1259
Powered by: GateGold