المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413630
يتصفح الموقع حاليا : 216

البحث

البحث

عرض المادة

أوكرانيا في التاريخ القديم والمعاصر

أوكرانيا أو (اكرانيا) هي ثاني أكبر دول اوروبا الشرقية، بحدها الاتحاد الروسي من الشرق، بيلاروسيا من الشمال، بولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب رومانيا ومولدافيا إلى الجنوب الغربي، والبحر الأسود وبحر آزوف إلى الجنوب. أوكرانيا عضو في رابطة الدول المستقلة. بين عامي 1922 

1991 وقعت أغلب البلاد ضمن اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. وعاصمتها مدينة كييف. 

ويبدا تاريخ أوكرانيا الحديث مع السلاف الشرفيين، ومنذ القرن التاسع أصبحت أوكرانيا مركز القرون الوسطى للسلاف الشرفيين. امتلكت هذه الدولة، المعروفة باسم روس كييف، القوة والأرض، لكنها تفككت في القرن الثاني عشر. بعد حرب الشمال العظمي، قسمت اوكرانيا بين عدد من القوى الإقليمية، وبحلول القرن التاسع عشر، خضع الجزء الأكبر من أوكرانيا للإمبراطورية الروسية، بينما ما تبقى كان تحت السيطرة النمساوية الهنغارية 

بعد فترة من الفوضى والحروب المتواصلة ومحاولات عدة للاستقلال (1917. 1921) بعد الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية الروسية، برزت أوكرانيا في 30 كانون الأول 1922 كأحد مؤسسي الاتحاد السوفياتي، تم توسيع جمهورية أوكرانيا السوفيتية الاشتراكية غربا قبل فترة وجيزة، وبعد الحرب العالمية الثانية، وجنوبا في عام 1964 عبر نهجير شبه جزيرة القرم، في عام 1940 أصبحت جمهورية أوكرانيا الأشتراكية السوفياتية من الأعضاء المشاركين في تأسيس الأمم المتحدة. 

حصلت أوكرانيا على الاستقلال مرة أخرى بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991 بدأت هذه الفترة بالانتقال إلى اقتصاد السوق، حيث ضرب الركود 

 

الاقتصاد الأوكراني لثماني سنوات، لكن منذ ذلك الحين، فإن الاقتصاد شهد زيادة كبيرة في نمو الناتج المحلي الإجمالي 

أثرت الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008 على أوكرانيا واضطرب الاقتصاد. وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 20? من ربيع 2008 إلى ربيع 2009، ثم تعادل من جديد حيث قارن المحللون حجم التراجع باسوا سنوات الكساد الاقتصادي خلال بدايات التسعينيات 

أوكرانيا هي دولة موحدة تتألف من (34 محافظة) ، وجمهورية مستقلة ذاتية وتتمتع اثنان من المدن بمركز خاص: كييف، العاصمة، وسيفاستوبول، التي تضم أسطول البحر الأسود الروسي وفقا لاتفاق تأجير. 

أوكرانيا هي جمهورية ذات نظام نصف رئاسي مع فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، تمتلك أوكرانيا ثاني أكبر جيش في أوروبا، بعد روسيا. يعيش في البلاد 46 مليون نسمة، 77 

,8 ? 

من أصل أوكراني، مع أقليات كبيرة من الروس والبيلاروس والرومانيين. اللغة الأوكرانية هي اللغة الرسمية الوحيدة في أوكرانيا، بينما تستخدم الروسية على نطاق واسع. الدين السائد في البلاد المسيحية الأرثوذكسية الشرقية، والتي أثرت بشكل كبير في العمارة والأدب والموسيقى الأوكرانية. 

يعود تاريخ المستوطنات البشرية في أراضي أوكرانيا إلى 4000 ق. م على الأقل، عندما ازدهرت حضارة كوكوتيني تريبيلبا في العصر الحجري الحديث وانتشرت في منطقة واسعة تضم أجزاء من أوكرانيا الحديثة بما في ذلك تريببليا ومنطقة دنيبر دنيستر بأكملها. خلال العصر الحديدي، سكن المنطقة السيميريون والسكيثيون والسارماتيون بين عامي 700 - 200 ق. م كانت المنطقة جزءا من مملكة سكيثيا (1) 

كانت الأراضى الأوكرانية في القرن التاسع عشر ريفية ومتجاهلة إلى حد كبير من قبل روسيا والنمسا، مع تزايد التحضر والتحديث، والاتجاه نحو القومية 

(1) انظر موسوعة ويكيبيديا العالمية - الإنترنت.

 

الثقافية المستوحاة من الرومانسية، التزم الفكر الأوكراني بالنهضة الوطنية والعدالة الاجتماعية. قاد الشاعر تاراس شيفتشينكو (1814 - 1891) والمنظر السياسي ميخائيلو دراهومانوف (1851 - 1895) الحركة القومية المتنامية. 

تطورت الأحزاب القومية والاشتراكية في أواخر القرن التاسع عشر. أصبحت غاليسيا النمساوية، والتي تمنعت بحرية سياسية كبيرة في ظل حكم متساهل نسبيا من هابسبورغ، مركزا للحركة القومية مما جعل الحكومة الروسية تضع القيود على اللغة الأوكرانية 

دخلت أوكرانيا الحرب العالمية الأولى إلى جانب كل من الدول المركزية في الشطر الخاضع للتمسا، والوفاق الثلاثي في الشطر الخاضع لروسيا، وقاتل 2?5 مليون من الأوكرانيين مع الجيش الإمبراطوري الروسي، بينما شارك 250 ألفا في الجيش النمساوي المجرى خلال الحرب، أسست السلطات النمساوية الهنغارية الفيلق الأوكراني للقتال ضد الإمبراطورية الروسية. كان هذا الفيلق أساس الجيش الجاليسي الأوكراني الذي حارب البلاشفة والبولنديين في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى (1919 - 1923. (عومل من يشتبه بتعاطفه مع روسيا في النمسا بقسوة، اعتقل نحو 5000 من أنصار الإمبراطورية الروسية في غاليسيا ووضعوا في معسكرات اعتقال نمساوية في تالبرهوف، مستيريا، وحصن في تيريزين) . 

مع انهيار الإمبراطوريتين الروسية والنمساوية بعد الحرب العالمية الأولى والثورة البلشفية في روسيا عام 1917، برزت الحركة الوطنية الأوكرانية من أجل تقرير المصير من جديد. 

خلال الفترة بين عامي 1917 - 1920، برزت عدة دويلات أوكرانية منفصلة الفترة وجيزة: جمهورية أوكرانيا الشعبية، الهتمانات، الإدارة، وجمهورية أوكرانيا السوفيتية الاشتراكية المناصرة للبلاشفة (أو أوكرانيا السوفيتية التي أنشئت تباعا على أراضي الإمبراطورية الروسية السابقة، بينما ظهرت كل من جمهورية غرب أوكرانيا الشعبية وجمهورية هوتسول لفترة وجيزة في المناطق الخاضية سابقا 

 

النمسا وهنغاريا، في خضم الحرب الأهلية، ظهرت حركة فوضوية تدعى الجيش الأسود بقيادة نستور ماختو في جنوب أوكرانيا. 

مع هزيمة أوكرانيا الغريبة في الحرب البولندية الأوكرانية، وما تلاها من فشل الهجوم البولندي التالي الذي صده البلاشفة، ووفقا لاتفاقية السلام فيريغا المبرمة بين السوفيات وبولندا تم دمج أوكرانيا الغربية رسميا في بولندا والتي تعترف بدورها بجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية في أذار 1919، والتي أصبحت لاحقا عضوا مؤسسا لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية أو الاتحاد السوفيتي في كانون الأول / ديسمبر 1922، واستمرت الحرب في أوكرانيا العامين آخرين. 

بحلول عام 1921، خضع أغلب أوكرانيا للاتحاد السوفياتي، بينما دمجت غاليسيا وفولينيا في بولندا المستقلة. نشأت حركة قومية أوكرانية قوية تحت الأرض في بولندا في العشرينيات والثلاثينات، تقودها المنظمة العسكرية الأوكرانية، ومنظمة القوميين الأوكران. 

اجتذبت حركة المقاومة مجندين من بين الطلاب وقامت بمضايقة السلطات البولندية، ازدهرت أيضأ الأحزاب الأوكرانية القانونية، والكنيسة الكاثوليكية الأوكرانية، والصحافة، وقطاع الأعمال في بولندا? 

تحسنت الأوضاع الاقتصادية في العشرينيات، لكن المنطقة عانت من الكساد العظيم في الثلاثينيات. أوكرانيا السوفياتية بين الحريين 

دمرت الثورة التي جلبت الحكومة السوفياتية إلى السلطة البلاد وخلفت أكثر من 100 مليون قتيل ومئات الآلاف بلا مأوى. اضطرت أوكرانيا السوفياتية لمواجهة المجاعة عام 1921 م. 

شجعت موسكو النهضة الوطنية في الأدب والفنون، تحت رعاية سياسة الأكرئة التي انتهجتها القيادة الشيوعية الوطنية ممثلة بميكولا سكريبتيك 

 

(1872 - 1933) وحافظت الحكومة السوفييتية على بعض المرونة خلال العشرينيات بسبب الدمار الذي حل بالمجتمع. 

تمتعت الثقافة واللغة الأوكرانيتان بالانتعاش، حيث أصبحت سياسة الأكرنة جزء محليا من السياسة السوفييتية الأشمل 

تعهد البلاشفة أيضأ بتقديم نظام رعاية صحية شامل والضمان الاجتماعي والتعليم، فضلا عن الحق في العمل والسكن. 

تحسنت أوضاع حقوق المرأة بشكل كبير عبر القوانين الجديدة التي تهدف للقضاء على التفاوتات منذ قرون. 

انعكست معظم هذه السياسات بشكل حاد في بدايات الثلاثينات بعد استلام جوزيف ستالين للسلطة ليصبح بحكم الأمر الواقع زعيم الحزب الشيوعي وديكتاتور الاتحاد السوفياتي .. 

قدم الشيوعيون مكانة متميزة للعمل اليدوي، اکبر فئة في المدن، حيث سيطر الروس. تعلق العامل النموذجي بهويته الفئوية أكثر من العرقية. 

رغم وجود بعض حوادث الاحتكاك العرقي بين العمال وبالإضافة إلى الأوكرانيين والروس هناك البولنديون والألمان واليهود وغيرهم في القوى العاملة الأوكرانية، تبنى العمال الصناعيون اللغة والثقافة الروسية إلى حد كبير. 

لم ينجذب العمال من العرقية الأوكرانية لحملات الأكرنة أو إلغاء روسنة البلاد بأعداد هامة، لكنهم بقوا موالين للطبقة العاملة السوفياتية. لم يكن ثمة عداء كبير بين العمال الذين يعتبرون أنفسهم أوكرانأ أو روسا، إلا أن العداء لليهود كان على نطاق واسع. 

بعد غزو بولندا في سبتمبر 1939، تقاسمت القوات الألمانية والسوفيتية أراضي بولندا، وهكذا، تم لم شمل الشعب الأوكراني بعد ضم غاليسيا الشرقية وقولينيا إلى بقية أوكرانيا. حيث تحقق توحيد أوكرانيا للمرة الأولى في تاريخها وكان حدثا حاسما في تاريخ الأمة 

 

بعد استسلام فرنسا إلى المانيا، تنازلت رومانيا عن كل من بيسارابيا وبوكوفينا الشمالية للمطالب السوفياتية. حصلت جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية على مناطق شمالية وجنوبية من بيسارابيا وكامل بوكوفينا الشمالية، ومنطقة هيرنسا الخاضعة للاحتلال السوفييتي. إلا أنها تنازلت عن الجزء الغربي من جمهورية مولدافيا الاشتراكية السوفياتية ذاتية الحكم إلى الدولة حديثة النشأة 

جمهورية مولدافيا الاشتراكية السوفيائية. تم الاعتراف بجميع هذه المكاسب الإقليمية دولية بموجب معاهدات باريس للسلام لعام 1947. 

غزت الجيوش الألمانية الاتحاد السوفياتي في 22 يونيو 1941، وتقدمت دول المحور في البداية على الجهود البائسة ولكن غير الناجحة للجيش الأحمر. 

واشتهرت العاصمة كييف بمدينة الأبطال للمقاومة الشرسة التي أبداها الجيش الأحمر والسكان المحليون، حيث قتل وأسر اكثر من 100 

000 جندي سوفياتي هناك. 

على الرغم من أن أغلبية واسعة من الأوكرانيين قاتلوا إلى جانب المقاومة والجيش الأحمر السوفياتي، إلا أن بعض العناصر القومية الأوكرانية شكلت جبهة قومية معادية للسوفييت في غاليسيا، جيش التمرد الأوكراني (1942) الذي حارب القوات النازية في بعض الأحيان وواصل محاربة الاتحاد السوفياتي في السنوات التي تلك الحرب، باستخدام تكتيكات حرب العصابات، استهدف المتمردون بالاغتيال والإرهاب أولئك الذين اعتبروهم ممثلين أو متعاونين على أي مستوى مع الدولة السوفيتية. 

في الوقت نفسه خاضت حركة قومية أخرى الحرب جنبا إلى جنب مع النازيين. قدرت أعداد المتمردين المؤيدين للسوفييت في أوكرانيا في 47 

800 منذ بداية الاحتلال إلى 500 , 000 في ذروتها في عام 1944، حيث شكل الأوكرانيون ?50 منهم ولا يوجد مصدر موثوق لأعداد جيش المتمردين الأوكراني حيث تتراوح بين 15. 000 إلى 100 

, 000 مقاتل. 

 

في البداية، استقبل الألمان كمحررين من قبل بعض الأوكرانيين الغربيين الذين انضموا للاتحاد السوفياتي في عام 1939، ودفعت الإدارة الألمانية الوحشية للأراضي المحتلة مؤيديها إلى معارضين، حافظ المسؤولون التازيون على السياسات السوفيانية السياسية والاقتصادية والتي أثارت استياء السكان، مثل التجميع الزراعي، السياسات المناهضة لليهود، وأبعاد آخرين للعمل في ألمانيا، والتهجير المنهجي لسكان أوكرانيا وتجهيزها للاستيطان الألماني، التي شملت الحصار الغذائي على كييف. 

حصل أغلب القتال في الحرب العالمية الثانية على الجبهة الشرقية وعانت المانيا النازية من 93% من مجموع الخسائر البشرية هناك. قدر عدد القتلى من المواطنين الأوكرانيين ما بين 5 - 8 ملايين خلال الحرب، من بين مجموع قتلى الجيش الأحمر البالغ عددهم 8?7 مليون، 1 

, 4 مليون من العرقية الأوكرانية، وهكذا حتى يومنا هذا، يحتفل بيوم النصر كواحد من عشرة عطل وطنية في أوكرانيا? 

الحقت أضرار بالغة بالجمهورية من جراء الحرب، وتطلبت جهودا كبيرا للتعافي. دمرت أكثر من 700 مدينة وبلدة و 28 

, 000 قرية، تدهورت الأوضاع بسبب المجاعة في 1941 - 1947 بسبب الجفاف وانهيار البنية التحتية التي ذهبت بعشرات الآلاف من الأرواح 

كانت أوكرانيا في عام 1940 أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الأمم المتحدة. بني أول كمبيوتر سوفياتي MESM في معهد كييف للتكنولوجيا الإلكترونية وبدا العمل به في عام 1950 م. 

وفقا للإحصاءات، اعتبارا من 1 كانون الثاني 1953، حلت أوكرانيا في المرتبة الثانية بعد روسيا من بين المرحلين الكبار خاصة، التي تضم 20? من المجموع الكلى، بصرف النظر عن الأوكرانيين، تم ترحيل أكثر من 400 

000 من العرفية الألمانية وأكثر من 200 , 000 من تتار القرم خارج أوكرانيا. 

استقلال أوكرانيا

في 16 يوليو 1990، اعتمد البرلمان الجديد إعلان سيادة دولة أوكرانيا أسم الإعلان مبدأ تقرير المصير للأمة الأوكرانية، والديمقراطية والاستقلال السياسي والاقتصادي، وأولوية القانون الأوكراني على القانون السوفياتي على الأراضي الأوكرانية. 

بدأت في هذه الفترة مواجهات بين المركزيين السوفييت، والسلطات الجمهورية الجديدة. في أب / أغسطس 1991، حاول فصيل من المحافظين بين القادة الشيوعيين في الاتحاد السوفياتي الانقلاب لإزالة ميخائيل غورباتشوف واستعادة سلطة الحزب الشيوعي 

بعد المحاولة الفاشلة في 4 أغسطس 1991 اعتمد البرلمان الأوكراني قانون الاستقلال والذي أعلن فيه البرلمان أوكرانيا دولة ديمقراطية مستقلة، وجرى الاستفتاء والانتخابات الرئاسية الأولى يوم 1 كانون الأول 1991. 

في ذلك اليوم أيد أكثر من 90% من الشعب الأوكراني قانون الاستقلال، وانتخبوا رئيس البرلمان، ليونيد کرافتشوك ليكون أول رئيس للبلاد. 

في الاجتماع الذي عقد في بريست، بيلاروسيا، في 8 كانون الأول، والاجتماع التالي في ألماني في 21 من نفس الشهر، اجتمع قادة بيلاروسيا، روسيا، وأوكرانياء وحلوا الاتحاد السوفياتي رسميا وتشكل اتحاد الدول المستقلة 

تحولت أوكرانيا في الفترة الحديثة إلى دولة أكثر ديمقراطية، على الرغم من أن فكرة أمة أوكرانية مستقلة لم تبرز في القرن العشرين في أذهان واضعي السياسات الدولية. 

اعتبرت أوكرانيا بداية كجمهورية بظروف اقتصادية مواتية بالمقارنة مع مناطق أخرى من الاتحاد السوفياتي، ومع ذلك شهدت البلاد تباطؤا اقتصادية أكثر عمقا من بعض الجمهوريات السوفياتية السابقة الأخرى 

خلال فترة الركود، خسرت أوكرانيا 10 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي 

 

1991 - 1999، وعانت من معدلات تضخم من خمسة أرقام. 

تظاهر الأوكرانيون وثم تنظيم الإضرابات بسبب عدم الرضا عن الظروف الاقتصادية، فضلا عن الجريمة والفساد. 

استقر الاقتصاد الأوكراني قبل نهاية التسعينيات. تم استحداث العملة الجديدة، هريفنا أوكرانية، في عام 1996، منذ عام 2000، تمنيت البلاد بنمو اقتصادي حقبقى مطرد بوسطى سبعة في المئة سنويا. اعتمد دستور جدبد الأوكرانيا خلال حكم الرئيس الثاني ليونيد کونشما في عام 1996، حول هذا الدستور جمهورية أوكرانيا إلى نظام نصف رئاسي، وأنشأ نظام سياسيا مستقرة. انتقد كوتشيا من قبل المعارضين بسبب الفساد وتزوير الانتخابات، وعدم تشجيع حرية التعبير وتركيز الكثير من السلطة في مكتبه كما أنه نقل الممتلكات العامة مرارا وتكرارا إلى أيدي القلة ذات النفوذ. 

في عام 2004، أعلن فيكتور بانكوفيتش، رئيس الوزراء آنذاك فائزا في الانتخابات الرئاسية، والتي كانت مزورة إلى حد كبير، وفقا لحكم المحكمة العليا في أوكرانيا في وقت لاحق، تسببت النتائج في موجة من الغضب العام دعما المرشح المعارضة، فيكتور يوشتشينكو، الذي طعن في نتائج الانتخابات. ادى ذلك إلى الثورة البرتقالية السلمية، والتي وصلت بكل من فيكتور يوشتشينكوويوليا تيموشينكو إلى السلطة، في حين دفعت فيكتور بانوكوفيتش إلى المعارضة، عاد بانوكوفيتش إلى منصب في السلطة في عام 2009، عندما أصبح رئيس الوزراء في تحالف الوحدة الوطنية، حتى أجريت انتخابات مبكرة في أيلول 2007 اعادت تيموشنکو رئيسا للوزراء مرة أخرى انتخب بانوكوفيتش رئيسيا في عام 2010. 

أوقف النزاع مع روسيا بشأن سعر الغاز الطبيعي لفترة وجيزة جميع إمدادات الغاز إلى أوكرانيا في عام 2009، ومرة أخرى في عام 2009، مما أدى إلى نقص في الغاز في عدة بلدان أوروبية أخرى. 

خريطة أوكرانيا 

 

الثورة البرتقالية في أوكرانيا

 

بنهاية العام 2004 ونتيجة لانتخابات رئاسية قامت في أوكرانيا ثورة سميت بالبرتقالية، بدأت هذه الثورة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية عندما أعلن عن فوز رئيس الوزراء آنذاك فيكتور يانوكوفيتش، إلا أن منافسه الرئيسي زعيم المعارضة آنذاك فيكتور يوشينكو لم يعترف بهذا الفوز، وهنا تحول ميدان الاستقلال في العاصمة كييف إلى حاضنة لعشرات الآلاف من المواطنين الذين خرجوا لتأييد يوشنكو ليتحول احتجاجهم إلى عصيان مدني شل مؤسسات الدولة. 

كانت مشاعر الناس متعطشة إلى التحولات والتجديد ولكل ما هو أفضل، فقد توقع الناس أن ينتج عن الانتخابات تغيير في النظام القضائي وأن يتم القضاء على الفساد وان تقوم الشرطة بتحسين معاملتها للناس، ويجري انحسار للبيروقراطية وتزول العقبات أمام ممارسة الأعمال الحرة 

وجرت أثناء الاحتجاجات محاولة تسميم فيكتور يوشينكو التي لم تثبت فضائيا، ولكنه استطاع استغلال ذلك الحدث لتجنيد الناخبين فاشتعلت الثورة البرتقالية وطني في ميدان الاستقلال في العاصمة كيف اللون البرتقالي. 

هزت المشاركة الواسعة للجماهير والمواطنين ليس فقط أوكرانيا، بل الفضاء السوفيتي والعالم كله، وانتشر في وسائل الإعلام العالمية مصطلح (الثورة البرتقالية التي تمسك بها المواطنون الأوكرانيون تعبيرا عن مثلهم السامية 

إلا أن الكثير من المحللين والسياسيين الذين تابعوا نطور تلك الأحداث، ومنهم أنا غيرمان، نائبة رئيس حزب الأقاليم فيكتور بانوكوفيتش، اعتبروا أن ما حدث هو تزوير للانتخابات وأن الثورة البرتقالية استغلت الناس الذين كانوا يسعون للحصول على حقوق اوسع كادوات في لعبة الوصول إلى السلطة وذلك بمساعدات أجنبية. 

 

حققت الثورة إنجازات وتغييرات يجب الاعتراف بها، أصبحت أوكرانيا بفضلها أمة واعية سياسيا، وأن الشعب الأوكراني أصبح يشعر بأنه يعيش في دولة مستقلة ذات سلطة مستقلة وأصبح هناك المزيد من حرية التعبير، وأثبتت للعالم أنها مستقلة عن روسيا. 

والانتخابات المتعددة التي جرت بعد ذلك أثبتت بوضوح ترسخ الممارسة الديمقراطية في البلاد وأصبحت حرية التعبير أمرا اعتياديا وليس استشائيا. 

ومن نتائج الثورة البرتقالية أيضا، وحسب آخر استطلاعات الرأي جرت في روسيا، أن روسيا وأوكرانيا تحولتا من صديقين حميمين إلى خصمين محتملين. 

وخلال طيلة السنوات الخمس، التي أعقبت الثورة البرتقالية كانت أوكرانيا رهينة لمواجهات سياسية مستمرة 

ومن مساوئ الثورة البرتقالية بعد وصولها للحكم انخفاض إجمالي الناتج القومي الداخلى بنسبة خمس عشرة بالمائة وتضاعف عدد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر، وتضاعفت أسعار المواد الغذائية مرات عديدة، ومن حيث الفساد تأتي أوكرانيا في مقدمة دول العالم بعد الصومال. 

وبهذا أثبتت الثورة البرتقالية أنها كايوس مؤرق قد زال، وخيبة أمل ممن وعدوا ولم يفوا بالوعود البراقة من النهضة والتقدم والنمو الاقتصادي، والسبب في ذلك هو التفاف الماسون على الثورة واستغلالها مما أدى إلى فشلها الذريع. 

لقد كانت الثورة البرتقالية في أوكرانيا إ 200 - 2005 سلسلة من المظاهرات والأحداث السياسية التي وقعت على امتداد البلاد كرد فعل لمزاعم الفساد الجماعي وتخويف الناخبين والتزوير الانتخابي المباشر أثناء الانتخابات الرئاسية الأوكرانية 4 200 م. وقد أصبح الوشاح البرتقالي رمزا للثورة البرتقالية الأوكرانية، والأوشحة هي رموز شائعة للمظاهرات غير العنيفة، وقد تبنى المتظاهرون اللون البرتقالي باعتباره اللون الرسمي للحركة منذ أن كان لون الحملة الانتخابية للمرشح المعارض 

 

الرئيسي فيكتور يوشينكو. 

وقد كان رمز التضامن في حركة بوشينگو في أوكرانيا الوشاح البرتقالي او علم يحمل شعار (نعم، يوشينكوا) . 

وقد كان الملايين من الأوكرانيين يتظاهرون يوميا في كييف التي كانت مركز الثورة حيث أقام مؤيدو بوشينكو خيمة كبيرة في المدينة لمدة 24 ساعة، وقد تم تسليط الضوء على ذلك بسلسلة من المظاهرات قومية النطاق والاعتصامات والإضرابات العامة التي كانت تنظمها المعارضة، وقد جاء ذلك عقب النتائج المتنازع عليها في الدورة الحاسمة لانتخابات الحادي والعشرين من نوفمبر. 

ووفقا لجهود المعارضة في جانب كبير تم إلغاء نتائج الدورة الحاسمة الأصلية وقد أمرت المحكمة في أوكرانيا بإقامة دورة ثانية حاسمة في السادس والعشرين من ديسمبر 2004، وبسبب التدقيق الدولي المكثف أثبتت النتائج الرسمية للدورة الثانية الحاسبة انها حرة وقانونية ولصالح يوشينكو بصورة واضحة. 

وقد تم إعلانه الفائز الرسمي وتم تنصيبه في المكتب باعتباره الرئيس الثالث الأوكرانيا في الثالث والعشرين من يناير 2005، وكان هذا هو الانتصار الأكبر والوحيد للثورة البرتقالية حيث إن تلك الثورة تم الالتفاف عليها بواسطة الماسونة الذين كانوا على كراسي الحكم هناك مما أدى إلى خروج الشعب بثورة أخرى. 

تحول النموذج البرتقالي إلى رسالة أيديولوجية عابرة للحدود، وصلت أصداء الثورة إلى لبنان ومصر وشرق أفريقيا. في القارة الأسيوية وجهت روسيا والصين وأوزبكستان تحذيرات لمواطنيها بأن أية تنظيمات برتقالية سيتم سحقها بيد من حديد. 

وبعد خمس سنوات من ذلك الحدث يطيح الناخبون الأوكرانيون بزعيم الثورة فيكتور يوشينكو ومن بعده شريكته يوليا تيموشنکو، وتخرج كبرى وسائل الإعلام في العالم بعناوين متشابهة مفادها (الموت الحزين للثورة البرتقالية، ولكن الإطاحة يزعيم الثورة دليل على نجاحها حيث إنها حققت أهم مبادئ الديمقراطية الغربية. 

 

وقعت الصدمة الأكبر لجماهير العالم الثالث حين تاكدت أن الثورة البرتقالية لم تتحرك بزفرة المقهورين) بل حركتها (أموال المنتفعين من رجال اعمال الداخل ورجال مخابرات الخارج، فقبل خمس سنوات وقف المواطن الأوكراني خلف الثورة البرتقالية دعما لمواجهة طيقة فاسدة من رجال الأعمال، كانت الدلائل جلية لا تخطئها العين، احتکار وتريح غير مشروع من نقل وبيع الغاز المستورد من روسيا قرصنة أموال البلاد في شكل قروض من البنوك الوطنية ثم التهرب من السداد فضلا عن هيمنة فئة قليلة من الأثرياء على قطاع المناجم ومصانع الصلب. 

الأكثر قسوة كان ذلك التمثيل السياسي الهزلي في الأحزاب والبرلمان، حتى إن الأحزاب المقربة من السلطة كانت نبيع المقعد البرلماني بنحو ثلاثة ملايين دولار لمن يرغب من رجال الأعمال، هكذا تحول البرلمان الأوكراني إلى ناد للمليونيرات وليس مجلسا ممثلا عن الشعب، على نحو ما يرصد أسلوند وماك فول في كتابهما ثورة بلون البرتقال الصادر عام 2009 عن مركز كارنيجي. 

وقف الشعب الأوكراني خلف فيكتور يوشينكو مستحضرا الفترة التي عمل فيها رئيسا للوزراء وحول العجز في ميزانية البلاد عام 1999 إلى فائض في ميزانية العام التالي، كان الشعب الأوكراني يتطلع إلى پوشينكو رئيس البنك المركزي السابق الذي اقر برنامجا للإصلاح الزراعي وأكمل طريق توزيع المزارع الجماعية على الفلاحين. 

في ساحة ميدان الاستقلال في يناير 2005 وفي حضور نحو مليون مواطن أوكراني من مناصرى الثورة البرتقالية، قدم زعيم الثورة فيكتور بوشينكو الوعد المستحيل حين فطع على نفسه عهدا بتحقيق عشرة أهداف، أهمها توفير خمسة ملايين فرصة عمل، وزياة الرواتب والمعاشات، وخفض الضرائب، وشن حرب على الفساد، ومضاعفة الناتج الزراعي، والحد من الفجوة بين الأثرياء والفقراء وإيقاف الانكماش الديمغرافي في الأمة الأوكرانية. 

بعد خمس سنوات اتضح أن قليلا من الوعود قد تحقق. ولم يقتنع الشعب الأوكراني التحسن في الظروف الاقتصادية، وازداد الشعب فقرأ حتى وصلت نسبة 

 

من يعيشون تحت خط الفقر إلى 37% من الشعب 

تكلف فيكتور بانكوفيتش ورجال الأعمال المناصرون له في الحملة الانتخابية العام 2004 ما يزيد عن 700 مليون دولار، بينما رفع رجال أعمال منافسون بمولون الثوار البرتقاليين اكثر من 100 مليون دولار خصصت فقط لتغطية نفقات التجمهر في ميدان الاستقلال في مطلع عام 2005 من أجل توفير الخيام والتدفئة في ميدان الاستقلال الذي غمرته الثلوج، وتوزيع وجبات الطعام، وتمويل الفرق الموسيقية التي عزفت للأهازيج الثورية. 

ولهذا قيل إن الثورة البرتقالية لم تكن حرة، بل هي مدينة لمن دعمها مالياء ومن فتح قنواته التلفزيونية الخاصة للدعاية، وانقسم رجال الأعمال في الدولة بدورهم إلى مناصرين للنظام القديم ومناصرين للحكومة البرتقالية، وكان الهم الأكبر لهؤلاء الماسون جمع الأموال وتدمير الاقتصاد. 

لم يكن رجال الأعمال المحترفين للعمل السياسي بدعمون الثورات أو الشخصيات السياسية من أجل الديمقراطية أو حبا في رخاء الشعوب، بل انتظروا اقتسام الكعكة، وطالبوا بالسكوت على ما يقومون به من أنشطة المشروع منها وغير المشروع. 

هكذا وقعت الصدمة الأكبر لجماهير العالم الثالث التي نراقب عن بعد، حين تأكدت أن الثورة البرتقالية لم تتحرك بقوة المقهورين التي تحدث عنها فاتسلاف هافيل في سبعينيات القرن العشرين، بل حركتها أموال المنتفعين من رجال أعمال الداخل ورجال مخابرات الخارج، 

 

أسباب فشل الثورة البرتقالية الأولى 

ارتكب الرئيس فيكتور يوشينكو وحلفاؤه في الثورة البرتقالية اربعة اخطاء فادحة أودت بفشل الثورة البرتقالية، وهي: 

1 - عجز الحكومة البرتقالية عن مواجهة الفساد. فقد وجد يوشينكو نفسه أمام

تراث من النهب حول أوكرانيا إلى ضيعات خاصة لشريعة رجال الأعمال المحترفين المنتهزين للمناصب السياسية 

لم يكن أمام يوشينكو سوى خيارين: أن يتبنى نهج فلاديمير بوتين فيضرب بقبضة من حديد ويمارس الاعتقال والنفي والتصفية السياسية وهنا يفقد الرسالة التي جاء بها وهي الديمقراطية والحرية والتغير السلمي. او أن بمضي في الخيار الثاني ويعمل على تحسين الأوضاع بالتدريج، فيحافظ على شخصية الإصلاحي المستير والرئيس الليبرالي فضاعت خمس سنوات دون تحقيق أهداف الثورة، وأصبح رئيسا بلا فاعلية. 

وقد أوضح تقرير الشفافية الدولية لعام 2009 وضع أوكرانيا في المرتبة 146 من بين 180 دولة) حين أعطاها 2?2 درجة (من إجمالي عشر درجات للشفافية الكاملة وهي نفس الدرجة التي حصلت عليها في العام 2004 قبل قيام الثورة البرتقالية أي أنه لم يحدث أي تغيير للأحسن. 

2 - انهيار ثقة الشعب في حكومته. ففي الوقت الذي أرجع فيه شركاء الرئيس

الأوكراني فشل الثورة إلى ضعف شخصية الرئيس، اتهم پوشينكو من جانبه شريكته رئيسة وزراء بلاده يوليا تيموشينكو بأنها سبب الفشل الاقتصادي في السنوات الخمس الأخيرة، وذلك بعد أن اتهمها سلفا بخيانة مبادئ الثورة حين تحولت فجأة إلى التصالح مع روسيا والتودد إلى فلاديمير بوتين. يؤكد عدد من المحللين من الداخل الأوكراني أن الناس لم يعد بمقدورهم 

 

تمييز الثوار الخائنين عن المجاهدين الشرفاء، فالألوان صارت في أوكرانيا اليوم رمادية لا برتقالية. 

3 - كانت الثورة البرتقالية اشتعلت کي لا يصل إلى مقعد رئيس البلاد رئيس

الوزراء السابق فيكتور بانكوفيتش المعروف في الإعلام الغربي بزابن روسيا البار)، لكن زعيم الثورة البرتقالية قبل اين روسيا البار مرة أخرى رئيسا لوزراء البلاد نتيجة سطونه وهيمنته البرلمانية والانتخابية 

وهكذا عادت الأمور إلى الأسوا وهذا يحدث أيضا في الثورات العربية بمصر وتونس. 

كل هذه الأمور أدت إلى فشل الثورة البرتقالية وثورة الشعب مرة أخرى. 

4 - انصراف الرعاة الرسميين عن احتضان الثورة، فالاتحاد الأوروبي لم يمارس

سوي دور ناعم، وحلف النانو وجد خسائر ضم أوكرانيا إليه في الوقت الحاضر أعلى من الأرباح المتوفية في ظل التوتر مع روسيا. أما الولايات المتحدة التي كانت أول من بارك الثورة البرتقالية ودعم اشتعالها عبر اختراق منظمات المجتمع المدني، فقد وقفت مشلولة الحركة بسبب موقفها المنازم في أفغانستان والعراق. 

ولعل أكبر صدمة تلقتها الثورة البرتقالية ذلك التقاعس المدهش في موقف الولايات المتحدة التي اكتفت بمشاهدة حرب صيف 2008 حين قام الجيش الروسي يسحق الجيش الجورجي في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وكانت موسكو قاب قوسين أو أدنى من تصفية الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي زعيم ثورة مشابهة للثورة البرتقالية ألا وهي ثورة الورود أم الثورات الملونة منذ العام 2002. 

أجريت الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الأوكرانية. كانت النتيجة محسومة سلفا بين رئيسة الوزراء بوليا تيموشينكو ورئيس الوزراء السابق فيكتور 

بانكوفيتش. 

النتائج التي رجعت فوز بانكوفيتش أكدت أن الناخبين الأوكرانيين يعاقبون 

 

الثورة البرتقالية أكثر من أن يناصرون يانكوفيتش الذي لن يأتي بجديد على الساحة السياسية في البلاد. 

وفي حملتها الرئاسية في شهر يناير 2010 كانت بوليا تيموشينكو قد وعدت يتبنى نهج القبضة الحديدية، وأعربت أنها تشعر بإعجاب بالغ بالنموذج الصيني الذي يقطعون فيه رقاب وأبادي الفاسدين والناهبين للدولة. 

لم يصدق أغلب الناخبين الوعود المستحيلة التي رددتها تيموشنکو بتبني منهج صارم بكافح الفساد، فليس هناك ما يضمن نجاحها في ذلك، فالسيدة تيموشينكو التي تنادي بالنهج الصيني لقطع رقاب التهابين في نفسها على رأس قائمة اكبر أثرياء اوكرانيا المتريحين فجأة من بيع القطاع العام واحتكار تجارة الغاز في تسعينيات القرن العشرين، وتثار شكوك حول شرعية تكوين هذه المرأة الشابة لتلك الثروة الضخمة. 

وقد خسرت يوليه الانتخابات امام بانكوفيش عام 2010 بجدارة وقدمت للمحاكمة. 

وبوصول بانكوفيتش إلى رئاسة اوكرانيا تتوقف قاطرة التاريخ، فلا تمضي إلى الأمام ولا تتراجع إلى الخلف، والأرجح أن فيكتور بانكوفيتش لن يأخذ أوكرانيا إلى نسخة طبق الأصل من روسيا ولن يقطع خطوات برتقالية في مغازلة القرب. 

وتظل أوكرنيا وثورتها البرتقالية في ذاكرة التاريخ الحديث نموذجا شجع العديد من الدول الأخرى للوقوف في وجه الحكام الذين لا ترضى عنهم شعوبهم حيث يكون الرئيس موظفا لدى الشعب يحاسب ويعزل ويستبدل 

وقد تم تقديم يوليه نيموشينكو للمحاكمة بتهم الفساد، ووجهت محكمة أوكرانية لرئيسة الوزراء بوليا تيموشينكو في جلستها التمهيدية الأولى تهمة سوء استغلال السلطة على أن تمثل أمام المحكمة مجددا. 

فقد رفض القاضي روديون كيرييف الاعتراضات التي قدمتها له في وقت سابق تيموشنکو ودفاعها الذي قال إن التهمة الموجهة إليها سياسية حركها الرئيس فيكتور يانوكوفيتش 

 

وأكدت تيموشينكو في معرض دفاعها أن اتهامها بسوء استغلال السلطة بشأن توقيع اتفاق الغاز مع روسيا قبل عامين عندما كانت في السلطة هو جزء من مؤامرة سياسية في إطار تصفية واحدة من رموز المعارضة. 

وزعمت أن الرئيس پانوكوفيتش خصمها السياسي اللدود هو المحرض على إجراء قضائي احتيالي سيؤدي إلى إدانتها. 

ويتهم الادعاء العام تيموشينكو بإجبار رئيس شركة الطاقة الوطنية نافتوغاز عام 2009 على توقيع الاتفاقية مع شركة غازبروم الروسية، التي أنهت الأزمة بين كييف وموسكو بشان تسعير الغاز الروسي وهي المشكلة التي دفعت روسيا لقطع إمداداتها من الغاز إلى أوكرانيا. 

ولعل محاكمة رئيسة الوزراء يوليه من مكاسب الثورة البرتقالية وإن كان الشعب ينتظر الأهم له وهو الإصلاح الاقتصادي 

ويجب الأخذ بعين الاعتبار سلبيات تلك الثورات ودراسته کي لا تقع فيها الثورات العربية وإن كانت قد وقعت بالفعل فيها وقد تنتهي إلى ما انتهت إليه الثورات الملونة بحدوث ثورات أخرى، وهذا ما تشهده مصر وتونس حاليا. 

بعد خمس سنوات من الثورة الأوكرانية الأولى أطيح برنيس الثورة المزيف 

 

رئيس أوكرانيا فيكتور باتوكوفيتش   

 

  • الثلاثاء PM 04:34
    2021-06-15
  • 1233
Powered by: GateGold