كانت بداية الثورة الشعبية المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي قد بدأت مع وجود الاحتلال الفرنسي في الجزائر منتصف القرن التاسع عشر، وقد قادها الأمير عبدالقادر الجزائري في 1832 م واستمرت خمس عشرة عاما.
ومن خلال السجلات والوثائق الماسونية المعلنة انخرط الأمير عبدالقادر في المنظمات الماسونية فهو عضو هام في حفل الشرق الماسوني وزاد نشاطه بعد رحيله من الجزائر واستلامه في 1857 م (1) .
وقد أدت الحروب التي خاضها الأمير عبد القادر ضد الفرنسيين إلى حرب
(1) عبد القادر بن محيي الدين المعروف بالأمير عبد القادر أو عبد القادر الجزائري 11 سبتمبر
180 بمعسكر. 21 مايو 1883 بدمشق )) ، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، عالم دين شاعر، فيلسوف، سياسي و محارب في آن واحد، اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسي
الجزائر
استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1857 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة، ومنذ قدومه إليها من اسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي و ديني وأديب وشاعر،، وكانت شهرته قد سبقنه إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، ويعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق حدثت فنية في الشام عام 1860 واندلعت أحدات
طائفية دامية، ولعب الزعيم الجزائري دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضائهم وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر. وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300 ها 23 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها. وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلى الجزائر عام 1960 ودفن في المقبرة العليا وهي المقبرة التي لا يدفن فيها إلا رؤساء البلاد.