كانت تونس قبل الاحتلال الفرنسي ولابة من ولايات الدولة العثمانية منذ عام 1974 م، وأصبحت تابعة للخلافة العثمانية، ثم أنشئت الدولة الحسينية في عام 1705 م على يد حسين بن على الذي قام بالاستقلال عن الدولة العثمانية، حيث أسس أسرة مالكة عرفت بالأسرة الحسينية التي ظلت تتوارث السلطة حتى استقلال تونس في عام 1957 م.
ولقد تميزت هذه الفترة بصراع خفي في السلطة بين القوى المحلية والقوى العثمانية ويمجيء الباي حسين حاول كسب نوع من الاستقلال الذاتي فزاد من عدد الموظفين ودعم اللغة العربية ورجال الدين، وأهم ما يميز هذه الأسرة الحسينية في القرن التاسع عشر موجة الإصلاحات الكبيرة التي حدثت في حقول الإدارة والجيش وغيرها، وذلك في عهد أحمد باشا باي (( 1837 - 1855، الذي شيد قصر باردو التاريخيى الشهير. وكان من أهم رموز التغيير والإصلاح خير الدين التونسي، وهو من أصول شركسية.
وشهدت فترة حكم المشير أحمد باشا باي من 1837 إلى 1855 عدة إصلاحات كان أهمها إلقاء العبودية سنة 1899.
وصدر إعلان في عهد الأمان في 10 سبتمبر 1857، في عهد محمد باي وهو يعتبر أول إعلان الحقوق الإنسان في تونس، ومما جاء فيه:
وهذا القانون السياسي يستدعي زمنا لتحريره وترتيبه، وتدوينه وتهذيبه، وأرجو الله الذي ينظر إلى قلوبنا أن تستقيم به أحوال الرئاسة، ولا يخالفه ما ورد عن السلف الصالح .. وتأسيسه على قواعد
- الأولى: تاكيد الأمان لسائر رعيتنا وسكان إيلتنا على اختلاف الأديان