أدت اتفاقية سيكس بيكو الشهيرة إلى تقسيم الوطن العربي بين فرنسا وإنجلترا وذلك عقب الحرب العالمية الأولى بعد القضاء على الدولة العثمانية صاحبة الولاية والخلافة الإسلامية بعد مؤامرة ماسونية كما ذكرنا.
ولهذا كانت البلاد السورية تموج بالحوادث وكانت الشكاوى من سوء الإدارة الفرنسية قد بلفت عنان السماء حتى ضج الناس من استفعال الضائقة الاقتصادية وأصبحت النفوس متلهفة لاستقبال تطورات جديدة تنفذ البلاد من محنتها ويلائها، ومما يذكر في هذا الشأن أنه قد تقدم الشيخ (اسعد الصاحب) شيخ الطريقة النقشبندية بالشكوى من امر فظيع حدث في مقرة البرامكة حين دفن کلب لضابط فرنسي في قبر أحد أئمة المسلمين وبنيت مراحيض للجنود السنغالية قبالة أضرحتهم.
كما أنه بعد احتلال الجيش الفرنسي مدينة دمشق أصدرت السلطات العسكرية أحكام بالإعدام على عدد من أقطاب العهد الوطني في دمشق وعلى عدد من الزعامات الوطنية الثورية، التي أعلنت المقاومة ومارستها قبل معركة ميسلون وبعدها وفي المقدمة الزعيم الوطني قائد ثورة الجنوب أحمد مريود التي بدأت عام (1919 م) .
كما أصدرت بلاغ الزمن فيه حكومة علاء الدين الدروبي بتحصيل الغرامة التي فرضها الفرنسيون على الشعب العربي السوري تنفيذا للبند الرابع من شروط (غورو) على الملك فيصل وكانت حوران اول منطقة رشحنها حكومة الدروبي التحصيل الغرامة من أهاليها ولقد كلف الدروبي للقيام بهذه المهمة ففي يوم (21 آب/أغسطس 1920 م) غادر الدروبي والوفد المرافق له دمشق إلى درعا