كانت الثورة الروسية في مطلع القرن العشرين وأثناء الحرب العالمية ولكن جذورها تعود إلى قبل ذلك بكثير حيث العداء بين اليهود الروس من أصول الخزر ومملكة القياصرة الروس، فعمل الماسون لإضعاف الإمبراطورية الروسية بالحروب وأهمها حملة نابليون عام 1812 روسيا التي ترك إياها مثخنة بالجراح، فأخذ القيصر ألكسندر الأول على عاتقه إعادة تنظيم بلاده، وأصدر عددا من القوانين ألفت الأحكام المتعسفة التي كانت مطبقة على اليهود منذ عام 1772، والتي كانت تحدد إقامتهم في أمكنة معينة، وبذل القيصر جهدا لحمل اليهود على العمل في الزراعة وغيرها، وتشجيعهم على الامتزاج الكامل بالمجتمع الروسي.
عام 1852 مات ألكسندر الأول، فخلفه على العرش نيقولا الأول، فلم ينظر بعين الرضا إلى التغلغل السريع لليهود في الاقتصاد الروسي، ولم ترتح حكومته إلى الإصرار الذي أيداه اليهود للحفاظ على تراثهم ولغتهم الخاصين وزيهم المميز.
وهكذا، وفي محاولة منه لإذابة العنصر اليهودي في المجتمع الروسي، أصدر نيقولا الأول عام 1835، قوانين تجبر اليهود على إرسال أولادهم إلى المدارس الحكومية، وذلك المحو معاناة الاضطهاد الديني التي كانوا يشربون إياها في الطفولة
غير أن النتيجة جاءت عکس المتوقع، لأن التعليم أصبح إلزاميا لأطفال اليهود، ولم يكن كذلك بالنسبة لأطفال الروس من غير اليهود، مما أدى إلى جعل اليهود الفئة الأكثر ثقافة في روسيا
وارتقى عرش روسيا القيصر ألكسندر الثاني عام 1860، وكان هو الذي وصفه بنجامين دزرائيلى ب (أكثر أمراء روسيا تسامحا) ، وقد كرس ألكسندر حياته التحسين الأوضاع المعيشية للفلاحين والطبقات الكادحة واليهود، وقد حرر في عام