المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416139
يتصفح الموقع حاليا : 251

البحث

البحث

عرض المادة

الماسونية في البرتغال والغاء الملكية

الثورات دوما تؤثر على كل الدول المجاورة المرتبطة جغرافية وهذا ما حدث مع البرتغال حين قامت الثورة الفرنسية الماسونية على الملكية، وصلت أخبار الثورة الفرنسية إلى البرتغال التي كانت تناضل للعودة إلى نظم العصور الوسطى المحافظة بعد المحاولة العنيفة المخزية التي قام بها الماركيز دي بومبال Pombal لجعل البرتغال تابعة في ثقافتها وقوانينها لفرنسا لويس الخامس عشرة وإسبانيا شارل الثالث. 

وكانت جبال البرانس تعوق تدفق الأفكار من فرنسا إلى شبه الجزيرة الإيبيرية - وكان يحول بين انتقال الأفكار من إسبانيا إلى البرتغال شغف إسبانيا وتوقها المتكرر لابتلاع أختها الصغرى (البرتغال) ، وكان ممثلو معاكم التفتيش طوال فرنين بدون کاسود على بوابة قصر يصدون أية كلمة وابة فكرة تشكل في العقيدة الدينية القديمة أو تضعها موضع تساؤل، 

وفي أدنى السلم الاجتماعي كان هناك حرس آخر بحمى الماضى ويدافع عنه وهم العوام من الشعب الذين كانوا في غالبهم يجهلون القراءة والكتابة أما الفلاحون والحرفيون والعمال والجنود، فقد كانت هذه الطوائف قد انست إلى عقائدها المتوارثة وارتاحت إلى ما بها من أساطير، واعترتها الخشبة لما بها من معجزات وتفاعلت بتفوي شديدة مع طقوسها. وفي أعلى السلم الاجتماعي كان البارونات الإقطاعيون هم ملاك الأرض الذين يتصرفون بشكل نموذجي على وفق ما هو مطلوب في عصرهم. 

وكانت الملكة ماريا فرانسسكا Maria Francisca الواهنة العقل، وابنها جون الوصي على العرش (9971) والذي أصبح ملكا (1181 - 1281) ، بعتمدان على 

 

الكنيسة كأداة للحماية، وكوسيلة لا بد منها لدعم أخلاق الأفراد، وضبط النظام الاجتماعي ومؤازرة الملكية المقدسة ذات الحق الإلهي والسلطة المطلقة ووسط كل هذا الحرس المدافع عن القديم، كانت هناك قلة قليلة من الدارسين والماسونيين والعلماء والشعراء ورجال الأعمال، وقلة من الموظفين، وواحد من النبلاء أو اثنان - يزعجهم الحكم المطلق الذي ورثته البلاد عن الماضي، وكان أفراد هذه القلة يغازلون الفلسفة ويحلمون بحكومة تمثيل نيابي، ويحلمون بحرية التجارة وحرية الصحافة وحرية الاجتماع وحرية الفكر، ويحلمون بمشاركة فعالة متجاوبة مع فكر العالم. 

وجاءت أخبار الثورة الفرنسية لتسيب البهجة لتلك القلة المرتدة، ولتسبب الرعب لذوى المقامات الرفيعة ومحاكم التفتيش، وعبر غير المتحفظين عن فرحتهم بشكل يتم عن الطيش، واحتفلت المحافل الماسونية في البرتغال بهذا الحدث، وهلل السفير البرتغالي في باريس للجمعية الوطنية الفرنسية، وربما كان قد قرأ كتابات روسو او سمع خطب ميرابو، وسمح وزير الشؤون الخارجية في البرتغال للجريدة الرسمية بنشر تحية لسقوط سجن الباستيل 

لكن عندما عزل ثوار باريس الملك لويس السادس عشر أحست الملكة ماريا أن عرشها يهتز وسلمت الحكم لابنها وانقض جون الرابع بشراسة على الليبراليين في البرتغال، فشجع مدير شرطته على ملاحقة كل ماسوني، وكل أجنبي ذى شأن، وكل كاتب بدعو للإصلاح السياسي، بالقبض عليهم، أو نفيهم او مراقبتهم بشكل دائم. 

وتم إيداع السجن فرانسكو دا سيلفا Francisco do Sivla زعيم الليبراليين، وجرى إبعاد النبلاء الليبراليين عن البلاط - وسجن مانويل دي بوكيج du Bocage (1756 - 1805) الشاعر البرتقالي الرائد في عصره الذي كان قد كتب قصائد 

سونيتات) قوية ضد الطغيان، فراح يستغل وقت فراغه في السجن في ترجمة أوفيد Ovid وفيرجيل Virgil وفي سنة 1793 حذت البرتغال حذو إسبانيا فشنت حربا مقدسة على فرنسا بأن أرسلت أسطولا صغيرا لينضم إلى الأسطول البريطاني في البحر المتوسط، والحقيقة أن تصرف البرتغال على هذا النحو كان يعبر عن استيائها الشديد من إعدام الملك الفرنسي لويس السادس عشر لكن 

 

سرعان ما سعت إسبانيا لعقد سلام منفرد مع فرنسا (1759 م) فطلبت البرتغال من فرنسا تسوية العلاقات بينهما على النحو نفسه، لكن فرنسا رفضت بحجة أن البرتقال هي في الواقع مستعمرة لإنجلترا وحليفة لها، واستمر النزاع حتى استطاع قابليون أن يطول هذه الدولة الصغيرة التي كانت ترفض الانضمام إلى جهوده الإغلاق القارة الأوربية في وجه البضائع البريطانية والنفوذ البريطاني (الحصار الفرنسي المضاد) ، ولم يتمكن نابليون من وضع البرتغال في محور اهتمامه إلا بعد أن كان قد فتح نصف أوربا 

وكانت البنية الاقتصادية البرتغالية غير الراسخة كامنة وراء أوضاعها العسكرية والسياسية، فكما كان الحال في إسبانيا كانت ثروة البرتغال تقوم على جلب المعادن النفيسة من مستعمراتها، وكانت هذه المجلوبات من ذهب وفضة تذهب لقاء المواد التي تستوردها البرتغال لإضفاء مظهر براق زائف على العرش وزيادة غنى الفني، وشراء الرفاهيات والعبيد. 

ولم تكن هناك طبقة وسطى نامية لتطوير الموارد الطبيعية بزراعة متقدمة وصناعة تقوم على التكنولوجيا 

وعندما أصبحت السيادة على البحار لإنجلترا أصبح وصول إمددات الذهب للبرتقال متوقفا على إمكانية الإفلات من الأساطيل البريطانية، أو إمكانية عقد اتفاقات مع الحكومة البريطانية. 

واختارت إسبانيا طريق الحرب وكادت تستنفد مواردها في بناء أسطول ممتاز في كل شيء خلاطافم بحارته والروح المعنوية لقادته وجنوده، فعندما انضم هذا الأسطول الإسباني - على مضض - للأسطول الفرنسي، حافت به الهزيمة في معركة الطرف الأغر، فأصبحت إسبانيا معتمدة على فرنسا، أما البرتغال فأصبحت معتمدة على إنجلترا مخافة أن تبتلعها أسبانيا أو فرنسا، فراح المغامرون الإنجليزيشغلون مناصب مهمة في البرتقال وراح آخرون منهم يقيمون فيها المصانع أو يتولون إدارة المصانع البرتغالية، وهيمنت البضائع البريطانية على تجارة الواردات البرتغالية ووافق البريتون على شرب نبيذ الميناء من أوبورنو Oporto في 

 

البرتغال (الاسم أوبورتو يعنى ميناء Phirt) . 

أسخط هذا الوضع نابليون واستثاره، إذ كان فيه التحدي لخطته القائمة على إجبار إنجلترا على قبول السلام بمنع بضائعها ومنتجاتها من دخول أسواق القارة الأوربية، ووجد نابليون في ذلك مبررا لغزو البرتغال، فالبرتغال إذا تم فتحها يمكنها أن تساهم مع فرنسا في إجبار إسبانيا على الارتباط بالسياسة الفرنسية أو بتعبير آخر لا تجد لها فكاكا من الارتباط الدائم بفرنسا، وساعتئذ يمكن اليونابرت آخر أن يتبوأ عرش إسبانيا. 

وحث نابليون الحكومة الإسبانية على الانضمام لفرنسا في غزو البرتقال، فهربت الأسرة المالكة البرتغالية في سفينة إنجليزية إلى البرازيل. 

وفي نوفمبر سنة 1807 قاد جانو Junot جيشا فرنسيا إسبانيا إلى لشبونة، وكاد طريقة يكون خاليا من المقاومة، وتحلق الزعماء الليبراليون في البرتغال حول الحكومة الجديدة آملين أن يلحق نابليون بلادهم وأن يقيم فيها مؤسسات تمثيل نيابي، وأعلن في أول فبراير سنة 1808 انتهاء حكم أسرة يراجانزا Braganza وراح هو نفسه يحكم قبضته، ويتصرف كملك متوج 

وهكذا قضت الماسونية على الملكية في البرتغال بواسطة نابليون الماسوني صنيعة الماسون. بل وصل تأثير الثورة الفرنسية أيضا إلى البلاد المجاورة الأخرى كإسبانيا التي استطاع نابليون بسط نفوذه عليها بواسطة رجال الماسون كما فعل ببافي بلدان أوروبا. 

الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا الذي أطاحت به الثورة 

الفرنسية وقضت عليه بالمقصلة الشهيرة  

 

  • الثلاثاء PM 04:07
    2021-06-15
  • 1236
Powered by: GateGold