المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413780
يتصفح الموقع حاليا : 259

البحث

البحث

عرض المادة

الثورة الفرنسية والماسونية العالمية

كان الهدف الماسوني في القرون الماضية إسقاط النظم الملكية في أوروبا وقد نجح الماسون في تجاربهم العملية بإسقاط نظم حكم وتولية أخرى، وذلك من خلال ثورتين هما الثورة الإنجليزية في القرن 17 والثورة الأمريكية في 1779، والأخيرة نجحت في إقامة أول دولة ماسونية كاملة في التاريخ. وكان معظم الآباء المؤسسين كما بحلوا للأمريكيين أن بطلقوا عليهم هم من الماسون، وتمكن الماسون من السيطرة على الولايات المتحدة الناشئة عبر تولى سلسلة من الرؤساء الماسون وكذلك نوابهم وأعضاء حكوماتهم. 

غير أن النجاح في إقامة دولة عن طريق طرد مستعمرها مثلما حدث في الثورة الأمريكية لم يكن هو الهدف المنشود. ولم تكن تجربة الثورة الإنجليزية التي كانت أقرب ما يكون على انقلاب القصر منها للثورة. لم تكن تجربة يطمئن لها فؤاد الماسون، وكذلك لعدم كونها ثورة شعبية 

وهنا وضع الماسون فرنسا هدفا لهم وذلك لعدة أسباب، ففرنسا كانت تعيش ظروفا اقتصادية واجتماعية وسياسية حرجة نتيجة لسياسات القصر الخاطئة فضلا عن تدخل أيدي الماسون خفية لإشعال الأمور. 

وقد عمل الماسون من خلال كتابيهم فولتير وجان جاك روسو على إذكاء تيران الحشد الطبقي، كما تواجد في فرنسا في تلك الفترة رجال من أمثال كاليسترو وهو عضو الجمعيات السرية العديدة ومؤسس نظام مصراييم الماسوني، وميرابو الكاتب الماسوني وأحد قادة الثورة وعضو الجمعية الوطنية، والماركيز دولافايت ماسوني وأحد قادة الثورة الأمريكية وقائد الحرس الوطني فور بدء الثورة الفرنسية، 

وكانت المطالبة الأولية القيام بإصلاحات للنظام الملكي، وعملت في نفس 

 

الوقت من خلال بعض أعضائها من العائلة المالكة على إشاعة أجواء الفساد والانحلال الخلفي بين الطبقة الحاكمة فازدادت ديون الدولة، مما دفع الطبقة الحاكمة إلى فرض ضرائب باهظة على الفلاحين والطبقة الوسطى بينما أعفى أعضاء الطبقة الحاكمة من تلك الضرائب. وتزامن ذلك مع شح في الأقوات نتيجة التدهور الزراعة. 

وفي ظل تلك الظروف مجتمعة قام الملك لويس السادس عشر بضغط من النبلاء بإقالة وزير المالية جاك نيكر الذي كان يقوم بإصلاحات مالية لم تتواءم مع مصالح النبلاء 

وفور سماع المواطنين النبأ قاموا بالتوجه إلى سجن الباستيل وبعد أربع ساعات من المعارك التي انضمت خلالها بعض وحدات الجيش للثوار، تم الاستيلاء على الباستيل وأعدم قائده، كما أعدم عدد من النبلاء 

وأجبر الملك على تقديم تنازلات كبيرة. وفي الوقت ذاته حاول بعض النبلاء تكوين تحالف من دول أوروبية ملكية للقضاء على الثوار، وحاول الملك الهرب فتم القبض عليه، 

وفي هذه الأثناء برزت على الساحة السياسية قوة جديدة هي نادي البعاقبة الذي كان واحدا من ضمن مئات الأندية التي ظهرت في تلك الفترة ومن ضمنها أندية تناصر الملكية. وقد برز على رأس نادي البعاقبة اثنان من الماسون هما ماكسيميليان روبسبيير ودانون، وقد كان الأول من بين أعضاء لجنة الأمن العام التي سفكت دماء 1200 شخص بالمقصلة. بينما كان الثاني هو الدافع وراء سفك الدماء، والتي تتفق مع الروح الماسونية التي تجلت فيما بعد في بروتوكولات 

حكماء صهيون 

وكان من بين من أعدموا في تلك الفترة التي عرفت بعصر الإرهاب لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت، ثم أعدم روبسبيير نفسه بعد ذلك بعد أن أصيب برصاصة في فكه لكي لا يفشى تورط الماسونية في قيام الثورة. 

 

وقد استمرت الثورة بكافة مراحلها عشر سنوات من 1789 إلى 1799 حتى استولى نابليون على السلطة. 

وكانت الثورة الفرنسية بالنسبة للماسونية حقلا خصبا ممئدا للتجارب تمكنت خلاله من تجربة العديد من نظم السياسة والإرهاب. فمثلا تمت تجرية المجالس الوطنية، والثورات الشعبية، وتأثير الجوع على السياسة، وحكم اللجان، وتأثير الحكم الإرهابي، وتأثير الجماعات السياسية. 

وكانت نتائج الثورة الفرنسية فضلا عن كونها فرضت سيطرة مطلقة للماسونية على فرنسا أنها مكنت الماسونية من إتقان فن الثورات، فقامت بالإجادة فيما بعد خلال الثورة الروسية والانقلاب العثماني وما تلاهما من انقلابات عسكرية في دول العالم. 

وقد ذكر وليم غاي کار في كتابه (أحجار على رقعة الشطرنج) أسرار الثورة الفرنسية ودور الماسون الواضح فيها فجاء في كتابه: 

بعد انفجار الثورة الفرنسية قام اليعافية بالاستيلاء على السلطة، وطلبوا من الدوق دورليان أن يصوت على إعدام ابن عمه الملك، وظن الدوق أنه سيكون الملك الدستوري على فرنسا، فصوت على إعدام ابن عمه، فترك بذلك القوى الخفية والمخطط الحقيقيين بعيدين عن كل لوم أو شك، وجعل من شخصه هدف كل لوم وشك محتمل. 

بعد ذلك أمرت القوى بتصفيته هو أيضا، فركزت ضده كل طاقاتها الدعائية والتشهيرية، وفي وقت قصير كان الدوق في طريقه إلى المقصلة!. 

وبينما كان يستقل العربة في الطرقات المكتظة، كان يسمع بأذنيه صراخ الجماهير من كل الطبقات وهي تندد بفضائحه وتعبر عن بعضها له. 

وعندما تبين ميرابو أنه لم يكن إلا وسيلة بيد القوى الخفية لتسليط انتقامها على الناس، شعر بالندم، وبالرغم من انحلاله الخلفي لم يستطع ميرابو أن يهضم 

 

مشاهد العنف البالغ وأعمال العدوان، التي كان اليعاقبة بسلطونها على كل أولئك الذين يشير إليهم السادة السريون بأصابع الانتقام والتعذيب. 

وكان ميرابو في الواقع يعارض إيذاء الملك، وكانت خطته الشخصية تهدف إلى تقليص دور الملك حتى يصبح مجرد واجهة للحكم، ويكون هو بنفسه المستشار الرئيسي للملك الواجهة، ولذلك فإنه عندما تحقق من أن هدف سادته هو قتل لويس، أقدم على تدبير محاولة لتهريبه من باريس ونقله إلى مقر قواته، التي كان قادتها لا يزالون مقيمين على الولاء له، ولكن خطة ميرابو تسربت وعرف بها اليعاقبة، فأمروا بتصفيته هو أيضاء 

على أن الأمر اختلف بالنسبة له، لأن منظمات التشهير لم يكن لديها الوقت الكافي لحبك شبكة الفضائح والاتهامات حوله، فلجأ المنفذون إلى تسميمه، بصورة بدت معها الجريمة وكانها حادث انتحار. 

كان دانتون وروبسبير من الشياطين المتجسدة خلال عهد الإرهاب، وحين أتم روبسبير ودانتون عملهما بخدمة أهداف النورانيين، جاء دورهما أيضا، فحيكت حولهما شبكة الاتهامات والفضائح ثم أرسلا إلى المفصلة 

أدرك السير والترسکوت. الكاتب البريطاني الكبير. الكثير من الحقائق حول القوى الخفية التي كانت تقف وراء الثورة الفرنسية، ويستطيع أي شخص يقرا كتابة الضخم (حياة نابليون) أن يحس أن المؤلف قد اكتشف الجذور اليهودية للمؤامرة 

ويشير السير والتر إلى أن الشخصيات الرئيسية في الثورة كانت بمعظمها أجنبية كما لاحظ أن هؤلاء كانوا يستعملون تعابير يهودية خاصة مثل (المدراء) و (الحكماء) . 

كما يشير سكوت إلى تعيين (مانويل) مدعيا عاما لكومون باريس بطريقة غامضة. 

وينص السير والتر أن هذا الشخص كان مسؤولا عن انتقال آلاف الضحايا إلى سجون باريس، وهم بعينهم الذين قضوا نحبهم في المجزرة الكبرى التي جرت خلال شهر أيلول من عام 1792، وذهب ضحيتها 8000 من أولئك السجناء في 

 

سجون باريس وحدها، كما لاحظ السير والتر أن كومون باريس (مجلس مقاطعة باريس أصبح فيما بعد بيد اليمانية، الذين كانوا يصرحون طاليين المزيد من الدم ويروي سكوت أن روبسبير ودانتون ومارا كانوا أعضاء في كنيس اليعافية حتى وقت إتمام مهماتهم وإعدامهم. وكان مانويل هو الذي أشعل الشرارة في الحملة على الملك والملكة، التي انتهت باقتيادهما إلى المقصلة، وكان يساعد مانويل في أعماله شخص آخر اسمه دافيد، وهو أحد الأعضاء في لجنة الأمن العام، وكان يقوم بمحاكمة الضحايا، وقد اشتهر بمطالبته الدائمة بالتقتيل وسفك الدماء ويسجل السير والتر أن دافيد هذا كان يستهل أعماله الدموية كل يوم بعبارة فلنسفك اليوم المزيد من الدماء) . 

وكان هو نفسه الذي أدخل عبادة الكائن الأعظم (الذي أحلته الثورة الفرنسية فترة محل الدين المسيحي الذي صدر الأمر بإلقائه) ! 

وكانت الطفوس الوثنية الممارسة، نوعا من التقليد للحركات والتمتمات أثناء احتفالات الحاخامين بتلقى الوحي من الشيطان، وقد حلت هذه مكان كل الطقوس المسيحية. 

وتجب الإشارة هنا، إلى أن مؤلف السير والتر سكوت الضخم (حياة نابليون) . الذي يحوي تسعة مجلدات، والذي يكشف عن الكثير من الحقائق، قد اختفى ولم بعد معروفا اليوم .. 

وفي كتاب آخر ألفه (ج. رينيه) بعنوان (حياة روبسبير) ، يقول في إحدى فقرات الكتاب: (بلغ حكم الإرهاب ذروته القصوى في الفترة بين 27 نيسان و 28 تموز من العام 1794، ففي ذلك اليوم الأخير خذل روبسبير، ولم يكن المسؤول عن حكم الإرهاب شخصا واحدا، كما أنه لا يمكن أبدا أن يكون رويسبير 

 

ذلك الشخص. 

وكان عدد الأشخاص الذين يتمتعون بالنفوذ في ذلك الوقت لا يقل عن عشرين). 

وفي موضع آخر يقول رينيه: (يوم الثامن والعشرين من تموز ألقى رويسبير خطابا طويلا أمام الجمعية العمومية، شن فيه هجوما عنيفا على من أسماهم بالإرهابيين المتطرفين، ولكن هجومه ذلك نضمن عبارات غامضة، صيغت بصورة غير مباشرة، تحمل اتهامات غير محددة. 

وكانت الكلمات التي تفوه بها: (إنني لا أجرؤ على تسميتهم هنا وفي هذا الوقت) 

كما أنني لا استطيع تمزيق الحجاب الذي يغطي هذا اللغز منذ أجبال سحيقة، غير أنني أستطيع أن أؤكد، أن بين مدبري هذه المؤامرة تابعين لذلك المذهب القائم على الإفساد والإسراف، وهما الوسيلتان الأكثر فعالية بين جميع الوسائل التي اخترعها الفرياء لتفسيخ الدولة، وأعني بهؤلاء كهنة الإلحاد الدنسين ومبدأ الرذيلة الذي يعيشون عليه). 

ويضيف رينيه معلقا: (لو لم يتفوه روبسبير بهذه الكلمات لكان من الممكن أن ينتصر، كان روبسبير فد تلفظ في الواقع بأكثر مما يجب، ولذلك فقد تلقي طلقة نارية في فكه، أخرسنه بصورة عملية حتى اليوم التالي الذي سيق فيه إلى المقصلة!! 

وهكذا تم القضاء على ماسوني آخر أتيح له أن يعلم أكثر مما يجب وأراد البوح بما يعلم!! 

بعد أن انتهي مخططو المؤامرة من القضاء على جميع الضحايا الذين تقرر التخلص منهم في الثورة الفرنسية، بدأوا مرحلة جديدة من التآمر العالمي، فارسل أنسليم مابر روتشيلد ابنه ناشان ماير إلى إنكلترا، بمهمة افتتاح فرع لمؤسسة روتشيلد في لندن 

وكان الهدف من ذلك توثيق اتصال المرابين العالميين الذين يسيطرون على 

 

مصرف إنكلترا، والمهيمنين على كل من مصرف فرنسا ومصرف هولندا ومصرف ألمانيا 

بعد ذلك جاء قرار أصحاب المصارف على استعمال نابليون أداء لتنفيذ مشيئتهم فقاموا بتدبير سلسلة الحروب النابليونية التي كان هدفها الإطاحة بعدد كبير آخر من العروش الأوروبية. 

 
نابليون والماسونية

 

بعد عشر سنوات من الثورة الفرنسية وإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في فرنسا اجناح نابليون أوروبا بجيوشه، أعلن نفسه عام 1804 إمبراطورا، وعين اخاه جوزيف ملكا على نابولي، ولويس ملكا على هولندا، وجيروم ملكا على وستفاليا. 

وأما الماسونى ناثان روتشيلد، قدير الأمور بحيث جعل من إخوته الأربعة ملوك المال في أوروبا، وأصبح هؤلاء بالتالى السلطة الخفية، وكان الماسون قد اختاروا نابليون لقيادة فرنسا وتدمير أوروبا بالحروب استكمالا لمؤامرتهم، وكانت سويسرا مركزا لقيادتهم، وقرروا بالتالى جعل سويسرا حيادية، وعدم زجها بأي من المنازعات ضمانا لسلامتهم وسلامة أموالهم، ولهذا فإن سويسرا البلد المحايد ومجمع أموال كل المتآمرين وأعوان الماسون من حكام العالم يضعون في بنوكها الأموال التي تم نهبها من بلادهم 

وفي مقر قيادتهم في جنيف بسويسرا أخذوا بحيكون المؤامرات الخفية من جديد، ودبروا الأمور بحيث يستمرون في جني الأرباح الفاحشة من الحروبه التي كانوا يثيرونها دون أن يهمهم في شيء أمر أي من الفريقين المتحاربين أو 

نتيجة الحرب 

وكانت وسيلتهم إلى ذلك السيطرة على مصانع السلاح، وعلى صناعة السفن والمناجم، والصناعات الكيماوية وصناعات الأدوية، وأفران الفولاذ الخ. 

وقد حقق لهم نابليون أهدافهم بغزو أوروبا وإعلان نفسه إمبراطورة، إلا أنه قد أصابه الغرور والصلف وهذا الأمر أثار مخاوفهم ووصل إلى تركهم وفضحهم الماسون) علنا، وهكذا وضع بنفسه حدا لمغامراته، وهذا دأب الماسون مع من يتعاون معهم حتى الآن. 

وكانت هزيمة نابليون على الأراضي الروسية في الشتاء القارس، ويسود 

 

الاعتقاد بأن شتاء روسيا وبردها القارص، هما اللذان حولا حملة نابليون إلى 

واحدة من أكبر الفواجع العسكرية في التاريخ. 

أما الحقيقة فهي أن سبب الهزيمة كان تخريب خطوط الاتصال، الذي منع وصول الإمدادات من الذخائر والمؤن، والذي قام بهذا الأمر هم أعوان الماسون وأدت الهزيمة إلى إسقاط نابليون 

وأصبحت هذه الخطة. التي اتبعتها القوى الخفية لتحطيم جيش تابليون واجباره على التنازل عن العرش. منذئذ منهجا تقليديا للقوة الخفية وراء الثورات في العالم. 

وهذه الخطة قامت على وضع عملائهم السريين في المراكز الرئيسية في شعب الجيش المختلفة، من تجهيز ومواصلات ونقل واستخبارات، وهكذا يستطيع قادة المؤامرة بث الاضطراب والفوضي، حتى في أكثر الجيوش فوة وتنظيما، وذلك عن طريق تخريب عمليات التجهيز، وقطع الأوامر وإصدار أوامر متناقضة وإرسال الإمدادات لغير الموضع المطلوب، وأعمال التجسس والتجسس المضاد. 

فالخلايا التي توضع في مثل تلك المواضع الحساسة تعادل عشرة الاف رجل في ساحة المعركة، وهذه الوسائل عينها التي اتبعت في إسقاط نابليون، اتبعت فيما يعد لتحطيم جيوش روسيا القيصرية أمام الجيوش اليابانية عام 1904، 

وكذلك عام 1917 حين قامت الثورة الروسية، وفي أحداث التمرد في الجيش الإيطالي عام ,1918 وكان تسلل الشيوعيين إلى المناصب الحساسة في ألمانيا هو الذي دفع ضباط الجيش الألماني إلى طلب الهدنة فمنحوها عام 1918 ء 

كما أن الوسائل عينها استعملت في تحطيم فعالية الجيش الأسباني عام 1939، والخطط ذاتها تم استعمالها لإنزال الهزيمة بجيوش هتلر في روسيا، بعد حملتها الظافرة هناك في الحرب العالمية الثانية، 

وهكذا نجد أن التاريخ يعيد نفسه، لأن القوى التي تسيطر على مجريات الأمور تستعمل الطرق ذاتها مرة بعد أخرى. 

 

ولكن الأهم أن نذكر أن أحقاد أولئك الذين تسيبوا في سقوط نابليون، هم الذين تسببوا في دحر القوات الصينية الوطنية عام 1964 وحتى الآن، حيث صدرت أوامر غامضة ذهبت بما قيمته ملايين الملايين من الدولارات من الأسلحة إلى قبر المحيط الهندي، بدلا من أن تذهب إلى تشيان كياي شك وأنصاره، وواقع الأمر الذي جعل الحكومتين الأميركية والبريطانية تخونان حلفاءهما الذين يحاربون الشيوعية في الصين وفي كوريا، هو أن أصحاب المصارف العالميين كانوا يناورون لبسط السيطرة الشيوعية على آسيا، فقاموا بخداع السياسيين في هذين البلدين، لجعلهما بنخليان عن القوات المضادة للشيوعية في المنطقة وكان هذا الأمر يحقق مصالح الماسون، وأن اللعبة السياسية في أيديهم ويمكن لهم تغيير النظم حسب أهوائهم لصالحهم. 

ونعود إلى نابليون ومصيره المحتوم حيث تنازل عن العرش عام 1814 في باريس، وتم نفيه إلى جزيرة إلبا، وهربه من هناك ومحاولته استرجاع سابق مجدها وكيف أنه هذه المرة كان يلعب ضد رجال يسيطرون على لعبتهم تماماء 

كان ناثان روتشيلد اليهودي الماسوني قد ساند ألمانيا لإنزال الهزيمة بنابليون وكانت خطتهم هي كسب المزيد من المال مهما كانت نتيجة الصراع، وقبل وقوع معركة واترلو کان ناثان روتشيلد في باريس، وكان مقيما في قصر بطل مباشرة على القصر الذي يشغله لويس الثامن عشر. 

وقد عمد من ناحية ثانية إلى تنظيم شبكة من الجواسيس والعيون تنقل إليه أولا بأول أخبار معركة واترلو وشيكة الوقوع، عن طريق الحمام الزاجل، ونظم في الوقت نفسه شبكة أخرى لنقل أخبار ملفقة عن المعركة إلى إنكلترا، ولما تأكد ناثان من تفوق والنجنون وظفر قواته، أصدر أوامره إلى عملائه بإرسال أنباء معكوسة إلى إنكلترا تؤكد انتصار نابليون وهزيمة الجيش الإنكليزي 

وهذه الواقعة هي التي أوجدت التعبير الشائع (الحمامة هي التي أخبرتني) ، فإذا ما سأل أحد الإنكليز صديقا له: (من أين جئت بهذه المعلومات؟) ، فسيجيبه صديقة (إن الحمامة هي التي أخبرتني) . وفي مصر يقولون: العصفورة. 

 

أما حمائم ناثان روتشيلد فقد كانت تخبر الأكاذيب، ولقد نقلت إلى الشعب الانكليزي من الأكاذيب الكبيرة، ما جعل الذعر يعم أوساط الجماهير وانهارت السوق المالية انهيارا كبيرا، بحيث هبط سعر الجنيه الإسترليني إلى شلن واحد، وانهارت أسعار الحاجيات بشكل لم يسبق له مثيل. 

وكان ناثان قد استاجر سفينة صغيرة لتنقله من فرنسا إلى إنكلترا بمبلغ مائتى جنيه، ولدى وصوله قام هو وشركاؤه بشراء كل ما يمكن شراؤه من سندات وأسهم وممتلكات، ولما وصلت الأخبار الحقيقية أخيرا عن انتصار ولنجتون، عادت الأسعار إلى طبيعتها، فجنى المرابون العالميون أرباحا وثروات خيالية وهذا ما كان يسعى إليه الماسون 

وقررت مؤسسة روتشيلد. تعبيرا منها عن الفرح بمناسية المأثرة التي قام بها ولنجنون في القضاء على نابليون - إقراض الحكومة الإنكليزية مبلغ 18 مليون جنية إسترليني، والحكومة الروسية مبلغ 5 ملايين للقيام بإصلاح الخرب الذي سببنه الحرب، وعندما توفي ناثان روتشيلد عام 1839، كان قد أمن السيطرة على مصرف إنكلترا، وكان القرض القومي الإنكليزي قد وصل إلى 885 

, 000 , 000 من الجنيهات، بسبب المجزرة الاقتصادية الكبرى التي نفذها روتشيلد عام 1815 وهكذا سيطروا على المملكة المتحدة للأبد. 

 

السيطرة التامة للنورانيين على الماسونية التقليدية

 

تسلل النورانيون اليهود إلى المحافل الماسونية التقليدية لاستمرار مؤامراتهم بعد كشف مؤامراتهم في بافاريا (ألمانيا) فصدرت الأوامر إلبهم بالدخول في منطقة الماسونية الخاصة بأصحاب حرفة البناء حتى استطاعوا السيطرة عليها. 

كما أن البابا بيوس التاسع أدرك حقيقة أن النورانيين الثوريين يتسللون إلى صفوف الماسونية الحرة في أوروبا، مما جعله يشن حملة علنية على الشيوعية والماسونية، ويحذر المسيحيين من الانتساب إلى الماسونية 

ويظهر الدور الذي لعبته الماسونية في الثورة الفرنسية في مجلس النواب 

 

الفرنسي عام 1904، بعد بضعة أسئلة استجوابيه تقدم بها المركيز روزانب حول ما إذا كانت الماسونية الحرة هي صانعه الثورة الفرنسية قال: (إننا متفقون إذن بصورة كاملة على هذه النقطة بالتحديد، وهي أن الماسونية كانت الصانع الوحيد للثورة الفرنسية، وهذه الأشياء التي أسسها الآن في المجلس، تبرهن على أن بعض الموجودين يعلمون بذلك مثلي تماما. 

وعندئذ نهض النائب جومل وهو أحد الأعضاء المعروفين لمحفل الشرق الأكبر وقال: (نحن لا نعلم ذلك فحسب، بل إننا نعلنه على الملأ) ، وهكذا أعلن الماسون عما فعلوه علانية فهم يحبون دوما الإعلان عن مخططاتهم لإبهار العالم بقدراتهم حتى أنهم عام 1923 أقيمت حفلة عشاء کبري حضرها العديد من الشخصيات المهتمة بالسياسة الدولية، وكان بينهم من له علاقات بمنظمة عصبة الأمم، وفي هذه الحفلة اقترح رئيس محفل الشرق الأكبر في فرنسا على الحاضرين، أن يشربوا نخب الجمهورية الفرنسي وليدة الماسونية الفرنسية الحرة، ونخب الجمهورية العالمية التي ستولد من الماسونية العالمية. 

وكان المرابون العالميون في فرنسا فقد تمكنوا من دفع عملائهم وإيصالهم إلى مناصب استشارية حساسة للقادة السياسيين الذين صمموا معاهدة فرساي الشهيرة بعد الحرب العالمية الأولى والتي أدت إلى نشوب الحرب العالمية الثانية. 

وكان اعظم نصر لهم بعد ذلك، هو تمكنهم من إيصال مندوبهم السيد هيريو إلى موقع النفوذ في فرنسا عام 1924، وهكذا أصبح بإمكان قادة محفل الشرق الأكبر الماسوني في فرنسا، وضع مشاريعهم وسياستهم الداخلية موضع التنفيذ خلال سنة، على يد حكومة السيد فيريو. ومن الأحداث التي تؤكد سيطرة الماسون على أوروبا في أحداث تاريخية هامة قبل نشوب الحرب العالمية الثانية، ففي كانون الثاني عام 1922 أصدرت محافل الشرق الأكبر قرارا بإلغاء السفارة الفرنسية في الفاتيكان، ونفذ البرلمان الفرنسي هذا القرار في الرابع والعشرين من تشرين الأول عام 1924 

 

وفي عام 1922 أيضا طالبت المحافل بتطبيق فكرة العلمية، وقد أدلى هيريو ببيان وزاري تأييدا لهذه الفكرة في السابع عشر من حزيران 1924. 

وفي الحادي والثلاثين من كانون الثاني عام 1923، طالبت محافل الشرق الأكبر بمنع عفو عام عن كل المساجين من المجرمين والخونة، واستفاد العديد من الزعماء الشيوعيين البارزين من هذا القرار، وكان منهم (مارتي) ، الذي عرف فيما بعد كمنظم للكتائب التي حاربت إلى جانب الشيوعيين في أسبانيا بين 

1939 - 1934 

ووافق مجلس النواب على مشروع العفو، في تصويت جرى في الخامس عشر من تموز 1924 م. 

في شهر تشرين الثاني من عام 1922، بدأت المحافل حملة كبرى، لإقناع الشعب الفرنسي بإقامة علاقات دبلوماسية مع الحكومة السوفينية، ولكن هذه الحملة لم تتقدم كثيرا إلا بعد وصول السيد هيرير إلى الحكم. 

وقد بدأت حملة الصداقة الفرنسية الروسية تلك، عندما نشر في النشرة الرسمية لمحفل الشرق الأكبر في فرنسا، مقالة عن الموضوع، في تشرين الثاني عام 1922 في الصفحة 286، وأقيمت العلاقات السياسية بين الحكومة الفرنسية وبين الحكومة الثورية الشيوعية في الثامن والعشرين من تشرين الثاني عام 1924. 

وقد ذكر الكثيرون من الكتاب الغربيين عن خطورة المؤامرة الماسونية ضد الدول الأوروبية حيث إننا نجد في كتاب (الحلبة الإسبانية) للمؤلف وليم فوس في لندن بإنكلترا عام 1939، معلومات وافية ومفصلة عن المؤامرات التي حاكتها محافل الشرق الأكبر في فرنسا وإسبانيا بين عامي 1923 - 1939 نتبين استمرارية المؤامرة التي قام بها المرابون العالميون 

وهناك العديد من القضايا الهامة التي كسبها الماسون ضد من يقف ضدهم كما حدث في قضية دريفوس Dreyfus، وقد انتخب رئيسا للوزراء 

في حزيران عام 1939 اعتلى اليهودي الماسوني ليون بلوم رئيسا للوزراء حتى 

 

حزيران 1937، ثم أعيد انتخابه في آذار 1937 وبقى حتى نيسان 1937، واستطاع مؤيدوه أن يتدبروا عودته إلى السياسة، بجعله نائبا لرئيس الوزراء من حزيران 1937 وحتى كانون الثاني 1938| 

إنها الدلالة الواضحة على تحكم الماسون فيمن يتولى المناصب الهامة في أكبر الدول الأوروبية وبالتالى دول العالم الثالث، وكانت مهمة بلوم خلال ذلك الوقت، هي أن يكيف سياسة الحكومة الفرنسية تجاه إسبانيا بحسب إرادة الماسون، ولإبعاد كل شبهة عن أنفسهم عمد المتأمرون إلى إبراز دور الجنرال فرانكو وأنصاره من المعسكرين، بأنهم كانوا هم المخططين والمنفذين للحوادث التي جرت إلى الحرب الأهلية في أسبانيا، وهكذا نجد أصابع الأبدي الخفية وراء كل الأحداث الهامة في العالم. 

  • الثلاثاء PM 04:05
    2021-06-15
  • 3221
Powered by: GateGold