كان الهدف الماسوني في القرون الماضية إسقاط النظم الملكية في أوروبا وقد نجح الماسون في تجاربهم العملية بإسقاط نظم حكم وتولية أخرى، وذلك من خلال ثورتين هما الثورة الإنجليزية في القرن 17 والثورة الأمريكية في 1779، والأخيرة نجحت في إقامة أول دولة ماسونية كاملة في التاريخ. وكان معظم الآباء المؤسسين كما بحلوا للأمريكيين أن بطلقوا عليهم هم من الماسون، وتمكن الماسون من السيطرة على الولايات المتحدة الناشئة عبر تولى سلسلة من الرؤساء الماسون وكذلك نوابهم وأعضاء حكوماتهم.
غير أن النجاح في إقامة دولة عن طريق طرد مستعمرها مثلما حدث في الثورة الأمريكية لم يكن هو الهدف المنشود. ولم تكن تجربة الثورة الإنجليزية التي كانت أقرب ما يكون على انقلاب القصر منها للثورة. لم تكن تجربة يطمئن لها فؤاد الماسون، وكذلك لعدم كونها ثورة شعبية
وهنا وضع الماسون فرنسا هدفا لهم وذلك لعدة أسباب، ففرنسا كانت تعيش ظروفا اقتصادية واجتماعية وسياسية حرجة نتيجة لسياسات القصر الخاطئة فضلا عن تدخل أيدي الماسون خفية لإشعال الأمور.
وقد عمل الماسون من خلال كتابيهم فولتير وجان جاك روسو على إذكاء تيران الحشد الطبقي، كما تواجد في فرنسا في تلك الفترة رجال من أمثال كاليسترو وهو عضو الجمعيات السرية العديدة ومؤسس نظام مصراييم الماسوني، وميرابو الكاتب الماسوني وأحد قادة الثورة وعضو الجمعية الوطنية، والماركيز دولافايت ماسوني وأحد قادة الثورة الأمريكية وقائد الحرس الوطني فور بدء الثورة الفرنسية،
وكانت المطالبة الأولية القيام بإصلاحات للنظام الملكي، وعملت في نفس