المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412362
يتصفح الموقع حاليا : 362

البحث

البحث

عرض المادة

الدور الماسوني في كل الثورات

* الثورات والدور الماسوني في إشعالها واستغلالها

* ثورات تقف من ورائها الماسونية غيرت وجه التاريخ الاقتصادي والسياسي للعالم

1 - الثورة الإنجليزية، 1940 - 1960، ومن أهم الأحداث في تلك الثورة الإنجليزية

2 - الثورة الأمريكية صناعة ماسونية لتأسيس أول دولة ماسونية تحكم العالم

- سيناريو الثورة الأمريكية كما حدث علي مدار ثمان سنوات

 

الثورات والدور الماسوني في إشعالها واستغلالها

 

ظهر تقسيم الثورات إلى ثورات بيضاء ناعمة وملونة وأخرى دموية في الفقه الثوري الحديث وخاصة بعد قيام الثورة الفرنسية التي قامت بها القوى الخفية الماسونية (1) 

وتعددت الثورات في أرجاء العالم وكانت معظمها ثورات دموية على نمط الثورة الفرنسية والروسية البلشفية، واستطاعت القوى الماسونية إسقاط عروش الملكية في أوروبا، ثم ظهرت الثورات الشعبية الملونة المخملية في أوروبا الشرفية ثم أخيرا في العالم العربي. 

وأشارت أصابع الاتهام إلى الدور الماسوني في تلك الثورات حتى قيل إن تلك الثورات الشعبية العربية واستدلوا على وجود إشارات واضعة ماسونية في لعبة التاروت الماسونية في التسعينيات باسم التنويريين العالم الجديد. 

(New World Older. III uminati) 

وكان ظهور تلك اللعبة التي اخترعها الماسوني ستيف جاكسون 0 - Steve Jack Son )) في أبريل 1995 م بتكساس بالولايات المتحدة الأمريكية موطن الماسونية بالعالم الجديد، وتحتوي اللعبة على 100 كرت كل كرت منها بشير إلى حادثة مهمة عالمية منها ضرب البرجين في نيويورك ومبنى البنتاجون وثورات شعبية وغير ذلك من المؤامرات الماسونية العالمية. 

أثارت تلك اللعبة الماسونية اللغط الكثير لدى الكثيرين من المهتمين بنظرية المؤامرة العالمية ولديهم الحق في ذلك، فإن هذه اللعبة تشبه إلى حد كبير تنبؤات نوستراداموس صاحب كتاب القرون التي ظهر في القرن السادس عشر الميلادي 

(1) اقرا كتابنا حروب ومؤامرات غير العالم من ورائها الماسونية، الفاشر دار الكتاب العربي

 

وكتب فيه نبوءات مستقبلية تحدث في العالم، وكانت تلك النبوءات على شكل رباعيات شعرية غامضة وزعها على مائة فرن كل فرن مائة نبوءة، إلا فرن واحد، وجاء تفسير البعض لهذه النبوءات لتؤكد اطلاع نوسترادموس اليهودي الأصل على المخطط الماسوني بوصفه أمين سر الماسونية كما أوضحت ذلك في كتابي نوسترداموس والمخططات الماسونية على العالم 

وتتشابه تنبوءات داموس مع لعبة جاكسون في أنهما ترجمة المخطط الماسوني إلا لعبة جاكسون تتحدث عن المؤامرة في العصر الحديث. 

وبعد قيام الثورة المصرية والتونسية ونجاحهما في إسقاط الأصنام الحاكمة التي صنعها الماسون کي تخدم مصالحهم في المنطقة وجعلوا تلك الرموز الحاكمة آلهة تعبد من دون الله فكان نصر الله للفئة المؤمنة التي خرجت بالملايين تنادي بصوت عال: الشعب يريد إسقاط النظام، فصار هذا هو شعار كل الثورات. 

ومع سقوط الرموز الماسونية في مصر وتونس سارع المأسون في محاولات بائسة للالتفاف على الثورات العربية وأرسلوا مندوبيهم کي بخنرفوا تلك الثورات سواء بالمشاركة أو محاربتها بواسطة أتباعهم من النظم القديمة وكذلك إشاعة أن هذه الثورات من ورائها الماسونية 

وتستمر هذه الموجة ككره ثلج، تأخذ بدربها كثيرا من الدول وشهد التاريخ الحديث اندلاع موجة ثورات، إلا أن انتشار الثورة العربية لم يكن له نظير من قبل. 

وبهدف إدراك حقيقة ما يجري، ركزت بعض التحليلات على السمة الجديدة التي تميز هذه الثورة وأطلقت عليها اسم الثورة (( الفايسبوك، أو (( تويتر )) .. 

كما قارنها البعض بالأحداث التي شهدها عام 1989 حين سقط جدار برلين وتحررت أوروبا الشرقية وانتهت الحرب الباردة وانهارت الشيوعية كقوة عالمية وذهب إلى حد تسميتها به الربيع العربي 

لكن مقارنة هذه الثورة باحداث عام 1989 فد تير تحفظات أخرى، لاسيما أن الأحداث التي شهدتها أوروبا الشرقية نعنبر فريدة من نوعها في التاريخ. 

 

فكانت ثلاث ثورات في ثورة واحدة، انهيار نظام الاقتصاد الشمولي وانهارت إمبراطورية الاتحاد السوفياتي وانهارت العقيدة الشيوعية السوفياتية العامة، ولا بسم التحرك الشعبي المستمر في البلدان العربية على الرغم من أهمينه بالأبعاد نفسها التي كانت موجودة عام 1989 وبالتالي لا تفيد مقارنة هذه الثورة بموجة الثورات الأخرى إلا الأعراض تحليلية فقط، ويمكن مقارنتها بموجة (( الثورات الملونة، التي اندلعت في وجه الأنظمة في البلقان مرورا بأوروبا الشرقية وصولا إلى آسيا الوسطى 

فقد أدت الثورات الملونة إلى تغيير في النظام في صربيا عام 2000 وفي جورجيا عام 2002 وفي أوكرانيا عام 2004 وفي فيرغزستان عام 2005 وأما المحاولات الأخرى الهادفة إلى إطلاق (( ثورة ملونة، ففشلت في كل من بيلاروسيا وأذربيجان فيما تعتبر الأحداث التي شهدها لبنان عام 2005 (( ثورة الأرز، أو في بورما عام 2007 (( ثورة الزعفران )) جزءا من الموجة نفسها. 

والقاسم المشترك بين الثورات العربية المستمرة والثورة الملونة التي اندلعت منذ سنوات هو الدور الذي أداء الشباب فيها، ففي أوروبا الشرقية، كان الشباب المنظم في طليعة هذه الثورات. 

وتعد حركة (( أوتبوره أو المقاومة في اللغة الصربية وحركة كمارا، او اكفي )) في اللغة الجورجية وحركة (( بورا، أو حان الوقت في اللغة الأوكرانية أكثر الحركات المرئية في الثورات المناهضة للأنظمة الاستبدادية في هذه البلدان، وتأثرت حركة كفاية في مصر مباشرة بهؤلاء الثوار الشباب الجدد ونجحت في الجمع ما بين التحركات الشعبية غير العنيفة وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة 

تحظى الثورات الملونة بسمات خاصة بها فقد اندلعت أولا عقب إجراء انتخابات زورتها الأنظمة الاستبدادية، ثانية، على رغم أن الحشد الشعبي كان محرك هذه الثورات إلا أنها كانت تدار على يد أفراد احتلوا مناصب عليا منذ بضع سنوات. 

فكان مثلا قائد الثورة الجورجية ميخائيل ساكاشفيلي وزيرا أسبق للعدل 

 

وفيكتور بوشينكو في أوكرانيا وكرمان بك باكييف في قيرغزستان رئيسين سابقين للوزارة 

وكان جناح النخبة من جهة يثور ضد جناح آخر في السلطة عبر استدعاء التأييد الشعبي، وأخيرة لم تكن الثورات الملونة عنيفة ولم تؤد إلى إراقة الدماء مقارنة بالثورات الكلاسيكية في فرنسا وروسيا مثلا 

فكانت هذه الثورات موجهة ضد الفساد الانتخابي وضد النظام السياسي الفاسد أيضا الذي لم يكن ينوى الرحيل عن السلطة. وقطع (( الثوار، وعدا بتطبيق أجندة سياسية أفضل من تلك التي اعتمدها سلفاؤهم الذين لم ينجحوا في إصلاح النظام، وتتضمن هذه الأجندة إرساء الديمقراطية السياسية وإجراء إصلاحات موالية للسوق والانخراط في شكل أكبر مع الغرب، 

إن الاختلافات بين الثورات الأوروبية الشرقية والأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية حاليا هي الأكثر إثارة للاهتمام، فغضب الشباب حيال الأوضاع الاجتماعية المزرية وغياب فرص العمل كان محرك الثورة في العالم العربي، كما يقود الثورة شباب مثقف ضليع في استخدام الوسائل التكنولوجية الجديدة ويتشارك خيبة أمل مع جيل بكامله حيث إن النخب السياسية القديمة بعيدة عن هذا الحشد، حتى إن المعارضة السياسية الكرتونية التي بقيت بعد أن تعرضت على مدى سنوات القمع والتي تفتقر إلى التواجد الحقيقي في الشارع السياسي والشعبي. 

من المهم النظر في الدافع الذي يقف وراء الثورة التي اندلعت في أوروبا الشرقية منذ عقد من الزمن والثورات في الوطن العربي فقد ثار الشعب في أوروبا الشرقية ضد فلول الشخصيات السياسية في حقبة الاتحاد السوفيتي، فلم يكن هؤلاء الحكام قادرين على القيام بإصلاحات في النظام السياسي والاقتصاد، وشهد الشباب في صربيا الذين كانوا بحظون في عهد تيتو بحريات سياسية واقتصادية لا سابق لها في سائر أنحاء الكتلة الشرقية، على انضمام بولندا وهنغاريا إلى الاتحاد الأوروبي فيا أبقينا خارج حدودها المغلقة. وينطبق الأمر 

 

نفسه على الشباب في جورجيا وأوكرانيا الذين شهدوا انضمام الجمهوريات السوفيانية السابقة كاستونيا ولاتفيا أو ليتوانيا إلى الاتحاد الأوروبي وكانوا ينتظرون انتهاء عملية انتقالهم إلى الديمقراطية الغربية إلى اقتصاد السوق الحر فأرادوا من خلال الثورات السلمية التي نظموها تجسيد انفصالهم عن الأجيال السابقة والانتقال إلى الحضارة الأوروبية الغربية الحديثة. 

أما في العالم العربي فقد كان محرك الثورة هو اليأس وغياب آفاق التعبير لدى جيل السياسيين الذين يرفضون التنعي ولدي القيادة السياسية التي لا نوحي بأي أمل في التغيير مع استمرار الحكومات المستبدة. 

إلا أن الثورات العربية الحالية تواجه مشاكل اجتماعية وسياسية أعمق من تلك التي واجهتها صربيا أو أوكرانيا، فالعبرة الأولى التي يجب استخلاصها مما حدث في أوروبا الشرقية هو أن الإطاحة بديكتاتور سابق لا يعني تغييرا في النظام، فأنتجت الثورات الملونة نموذجين، الأول هو النموذج الأوكراني حيث لم ينجح الرئيس يوشينكو بعد الثورة في إدخال الكثير من التغييرات بصرف النظر عن احترام الانتخابات الحرة النزيهة وكانت النتيجة عودة خصمه السابق بانوكوفيتش إلى السلطة في فبراير 2010 وتعرضت حريات الصحافة وأنشطة الأحزاب المعارضة إلى ضغوط كبيرة، أما النموذج الثاني نموذج جورجيا حيث قام ساكاشفيلي بعد الثورة بإرساء حكومة مركزية ساهمت في وضع البرلمان تحت السيطرة المطلقة للحزب الحاكم إلا أن وسائل الإعلام كانت تحظى بحريات أكبر بعد الثورة من تلك التي حظيت بهاء 

ولما تؤذ الحركات الشبابية مثل (( كمارا، أو (( پورا، إلى بروز قبلها سياسية جديدة، فانضمت حركة اكمارا، إلى الحزب الحاكم في جورجيا فيما تم نسب حركة (( بوراء في البداية إلى حزب پوشينكو وأطلقت فيما بعد منبرأ مستقلا خلال الانتخابات البرلمانية عام 2009 من دون أن تحرز نجاحا، 

وأما الثورات العربية فلا تزال في طور البداية حيث لم تحقق إلا القليل من 

 

أهدافها ولم يزل القدر الأهم من أهدافها لم يتحقق حتى الآن حيث تواجه تلك الثورات مقاومة من فلول الأنظمة السابقة وجحافل القوى الخفية الماسونية التي تحاول استثمار تلك الثورات لصالح إيجاد قادة ماسون جدد لتلك الدول کي تكون تابعة لهم وتحقق مصالحهم الصهيونية والتمهيد الأخير لظهور الدجال اليهودي وحكم العالم كما يعلمون ويخططون في بروتوكولاتهم الصهيونية. 

وخلاصة الوضع أن هناك ثورات تقف الماسونية من ورائها بوصفها هي التي صنعتها وقامت باستغلالها والكسب من ورائها، وهناك ثورات لم تكن صناعة ماسونية وإنما أرادت الماسونية استغلالها حتى لا تنقلب عليها 

وهناك ثورات غيرت التاريخ السياسي والاقتصادي للعالم والمنطقة التي قامت فيها كما حدث في الثورة البلشفية الروسية، وهناك ثورات أحدثت فوضى ولم تحقق نتائج سوى إثارة العنف، وهي الثورات التي كانت الماسونية من ورائها وهناك ثورات تغير الأوضاع السياسية لمنطقة محددة من الناحية الدينية كما يحدث للدول المحيطة بدولة إسرائيل. 

 

ثورات تقف من ورائها الماسونية 

غيرت وجه التاريخ الاقتصادي والسياسي للعالم 

من أهم الثورات التي غيرت وجه التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العالم الثورة الفرنسية والروسية والأمريكية، فقد أظهرت نظم اقتصادية واجتماعية وسياسية جديدة حكمت العالم وغيرت وجهه وأظهرت الدور الماسوني اليهودي الصهيوني، فكانت تلك الثورات ماسونية مائة في المائة واستفادت منها وكانت من أهم نتائج قيام دولة إسرائيل، ولما انتهى دور هذه الثورات انقضت عليها الماسونية حسب ما هو مخطط لها في البروتوكولات الصهيونية البداية مرحلة 

جديدة تخدم الدور الماسوني من إشاعة الفوضى في بلاد أوروبا الشرقية وغيرها من الدول الأخرى. 

ونستعرض تاريخ تلك الثورات بإيجاز يوضح أهدافها وخطورتها. 

 

1 - الثورة الإنجليزية، 1640 - 1660

 

كان الهدف الماسوني إضعاف الإمبراطورية البريطانية حيث إن الملك إدوار الأول ملك إنجلترا كان أول من طرد اليهود من بلاده، فقد قرر سادة المال الماسوني اليهود في فرنسا وألمانيا أن تكون إنجلترا بالذات هي هدفهم الأول. 

وبدأت خلاياهم بإثارة الشقاق والمتاعب بين الملك وحكومته، وبين أرباب العمل والمستخدمين، وبين العمال والمالكين، ثم بين الدولة والكنيسة. 

ودس المتآمرون نظريات ووجهات نظر متافضة، تنادي بحلول مختلفة في أمور السياسة والدين، لشق صف الشعب الإنجليزي وتحويله إلى معسكرات متنابذة، فقسموا الشعب الإنجليزي أولا إلى معسكرين بروتستانت وكاثوليكي. 

 

ثم اتقسم المعسكر البروتستانتي إلى طائفتين: الملتزمين والمستقلين. 

ولما وقع الخلاف بين ملك إنجلترا شارل الأول وبين البرلمان، اتصل عملاء المرابي اليهودي (( مناسح بن إسرائيل )) بالقائد الإنجليزي المعارض أوليفر كرومويل، وعرضوا عليه مبالغ طائلة من المال إن استطاع تنفيذ مشروعهم الخفي، الرامي إلى الإطاحة بالعرش البريطاني أي سلب الملك الشرعية الحاكمة وإبداله بنظام جمهوري? 

وكان الزعيم البرتغالي اليهودي فرنانديز کارفاجال يلعب دور المخطط الرئيسي للشؤون العسكرية لعمليات کرومويل، فأعاد تنظيم أنصار كرومويل المعروفين به الرؤوس المستديرة )) ، وحولهم إلى جيش نموذجي، وجهزهم بأحسن ما يمكن من الأسلحة والمعدات .. وعندما كانت المؤامرة في طريق التنفيذ، كان يتهم تهريب المئات من المخربين المدربين إلى إنجلترا، للانخراط في الشبكات الخفية التي كان يديرها اليهود. 

وكانت الشبكات اليهودية الخفية في انجلترا آنذاك برئاسة يهودي اسمه ادي سوز )) ولقد تمكن اليهودي فرنانديز کاراجال بنفوذه من تعيين (( دي سوزه سفيرا للبرتغال في إنجلترا، وكان زعماء الاضطرابات اليهود يجتمعون ويخططون المؤامراتهم وألاعيبهم في داره المتمتعة بالحماية الدبلوماسية. 

وقام المتأمرون أول الأمر على شق صف الشعب الإنجليزي وإيقاع الخلاف بين الكنيسة والدولة وللوصول إلى ذلك أدخلوا إليها مذهب كالفن الذي كان من صنع اليهود. 

والاسم الأصلي لكالفن هو كوهين، وكان قد غيره إلى كلوفين إبان انتقاله من سويسرا إلى فرنسا للتبشير بدعوته. 

ولما انتقل إلى إنجلترا أصبح اسمه كالفن ويبين لنا التاريخ كيف أن سويسرا كانت المنشأ الأول للعديد من الثورات والمؤامرات .. وكيف أن الزعماء الثوريين من اليهود كانوا بغيرون أسماءهم لإخفاء أصلهم الحقيقي. 

ففي عام 1436 وخلال احتفالات منظمة بتاي بريث اليهودية في باريس، أكد 

 

المحتفلون بحماس بالغ أن كالفن كان يهودي الأصل. 

وبالإضافة إلى المجالات الدينية كان الزعماء الثوريون ينظمون الجماعات المسلحة لزيادة حدة الاضطرابات في السياسة والمجتمع الإنجليزي والتفاصيل المرتبطة بهذه الفترة في كتاب الحياة الملك شارل الثاني، الذي وضعه إسحق دزرائيلى ,1799 - 1858 ء أحد كبار اليهود الإنجليز ورئيس وزارة عدة مرات ووالد بنيامين لورد بيكونسفيلد. 

وبين إسحاق دزرائيلى في كتابه (( حياة الملك شارل الثانيه معلومات مهمة من ميخوار دي سالم Melchior de Salem، اليهودي الذي كان مندوبا لفرنسا لدى الحكومة البريطانية آنذاك. 

ويسلط دزرائيلى الضوء في كتابه على التشابه الغريب والتماثل، في أنماط التخطيط والإعدادات، للعمليات التي سبقت كلا من الثورتين الإنكليزية والفرنسية. 

وهكذا فإننا نستطيع أن نرى بوضوح أثر الأيدي الخفية لمنظمي حركة الثورة العالمية في كلتا الثورتين. 

والدليل الكامل على إدانة كرومويل باشتراكه في المخطط الثوري اليهودي العالمي، حصل عليه اللورد (الفريد دوغلاس) ، الذي كان رئيسا لتحرير المجلة الأسبوعية (بلين إنجلش) ، التي كانت تصدرها شركة النشر الشمالية في بريطانيا، وفي مقال له ظهر في عدد 3 أيلول 1921 من هذه المجلة، يشرح اللورد دوغلاس كيف وصل إلى حوزة صديقه السيد (ل. د. فان فالكرت من أمستردام في هولندا، مجلد مفقود من سجلات كنيس مولجيم. 

وكان هذا المجد قد فقد خلال الحروب النابليونية، وهو بعنوى السجلات والرسائل التي تلقاها ورد عليها مديرو هذا الكنيس اليهودي، 

وهذه السجلات والرسائل مكتوبة بالألمانية، وواحدة منها، وهي مؤرخة في السادس من حزيران 1647، مرسلة من أك .. أي أوليفر كرومويل. إلى إينزربرات 

 

Ebenezer Pratt جاء فيها: 

سوف أدافع عن قبول اليهود في إنكلترا، مقابل المعونة المالية .. ولكن ذلك مستحيل طالما الملك شارل لا يزال حيا .. لا يمكن إعدام شارل دون محاكمة، ولا نمتلك في الوقت الحاضر أساسا وجيها يكفي لاستصدار حكم بإعدامه، ولذلك فنحن ننصح باغتياله .. ولكننا لن نتدخل في الترتيبات لتدبير قاتل، غير أننا سوف نساعده في حالة هربه) 

وجوابا على هذه الرسالة، كتب الحاخام برات بتاريخ 12 تموز 1997، رسالة يقول فيها 

سوف نقدم المعونة المالية، حالما تتم إزالة شارل ويقبل اليهود في إنكلترا .. والاغتبال خطر جدا .. بنبفي إعطاء شارل فرصة للهرب، وعندئذ يكون القبض عليه ثانية سببا وجيها للمحاكمة والإعدام، وسوف تكون المعونة وافرة .. ولكن لا فائدة من مناقشة شروطها قبل البدء بالمحاكمة). 

وفي الثاني عشر من تشرين الثاني من ذلك العام، مهدت الفرصة للملك شارل الأول کي يهرب، ثم ألقى القبض عليه بالطبع، ويتفق المؤرخان البريطانيان الكبيران هوليس ولودلو. وهما الحجة في تاريخ تلك الحقبة. على أن هرب الملك ثم إيقافه كان من تدبير کرومويل. 

وقد جرت الأحداث بعد إيقاف الملك بسرعة، فقد صفي کرومويل جميع أعضاء البرلمان الإنكليزي الموالين للملك. 

ولكن المجلس في جلسته التي عقدها طوال ليلة 5 كانون الأول من عام 1948، قرر بالرغم من هذه التصفية وبأغلبية أعضائه قبول التنازلات التي تقدم بها الملك، واعتبارها كافية لعقد اتفاق جديد معه 

وكان معنى ذلك بالنسبة لكرومويل، انتهاء دوره وحرمانه من الأموال التي وعده بها سادة المال العالميون، فتحرك للضرب من جديد. 

وأصدر أوامره للكولونيل برايد بتطهير كل أعضاء البرلمان الذين صوتوا إلى 

 

جانب عقد اتفاق مع الملك. 

وما حدث بعد ذلك هو ما يعرف في كتب التاريخ بلتصفية برايد). 

ولم يبق في المجلس بعد انتهاء هذه التصفية سوى خمسين عضوا، استولوا الحساب کرومويل على السلطة المطلقة، 

وفي التاسع من كانون الثاني عام 1944 أعلن تشكيل محكمة العدل العليا) التي كانت مهمتها محاكمة الملك. 

وكان ثلث أعضاء هذه المحكمة من عناصر جيش کرومويل، وعندما لم يستطيع المتأمرون إيجاد محام إنكليزي واحد يقبل القيام بدور مدع عام ضد الملك، كلف كارفاجال أحد اليهود الأجانب، واسمه (إسحق دور بسلاوس) ، الذي كان عميلا لمناسح بن إسرائيل في إنكلترا بهذه المهمة، 

وهكذا أدين شارل الأول بالتهم التي وجهها إليه المرابون العالميون اليهود، لا بالتهم التي وجهها إليه الشعب الإنكليزي، وفي يوم 30 كانون الثاني 1949 نفذ فيه حكم الإعدام بالمقصلة، علنا أمام دار الضيافة في وايتهول بلندن، 

وهكذا انتقم المرابون اليهود وكهنة كنيس الشيطان لأنفسهم من فقد الملك شارل الأول لهم من إنكلترا، وتلقي کرومويل الأموال ثمن جريمته. 

لم يكن الانتقام الهدف الوحيد للمرابين العالميين اليهود، بل كان هدفهم الأصيل السيطرة على اقتصاديات إنكلترا وعلى مقاليد الأمور فيها، وكانوا يخططون لتوريط إنكلترا في حروب مع الدول الأوروبية، فالحروب تتطلب مبالغ ضخمة من المال، مما يضطر الحكام الأوروبيين للاقتراض من المرابين اليهود، ويستتبع ذلك ازدياد سريع في القروض الوطنية للدول الأوروبية. 

وإذا ما تتبعنا تسلسل الأحداث من مقتل شارل عام 1949 إلى إنشاء مصرف إنكلترا عام 1994، لوجدنا كيف أن الديون الوطنية كانت في ازدياد دائم، وتمكن الصيارفة اليهود العالميون من جعل المسيحيين ينقضون على بعضهم البعض من 

أجل المال. 

وتقلد کروميل منصب رئيس إنجلترا تحت مسمى السيد الحامي لإنجلترا عام 

 

1953 حتي عام 1957 والغريب أن هذا المنصب يوازي منصب رئيس الجمهورية، إلا أنه تم توريثه كما يحدث الآن في بعض الدول، حيث بعد وفاة كروميل عين ابنه ريتشارد مكانه إلا أنه تنازل عن منصبه عام 1959 م ثم عودة الملكية مرة أخري الريطانيا عام 1960 م أي أن انجلترا خضعت للحكم الجمهوري سبع سنوات ومن أهم الأحداث في تلك الثورة الإنجليزية | 

عام 1649: هاجم کرومويل أيرلندا معتمدا على الأموال اليهودية، ألقى القبض على دروغهيدا Drogheda ووكسفورد، ووجه لوم البروتستانت الإنكليز الاضطهادهم الكاثوليك الأيرلنديين. 

وعام 1950: ثار القائد الإنكليزي مونتروز على كرومويل ولكنه فشل وقبض عليه وأعدم 

وعام 1951: أعد شارل الثاني هجوما على إنكلترا، ولكنه هزم وأبحر عائدا إلى فرنسا. 

وعام 1952: دخلت إنكلترا الحرب ضد الهولنديين. وعام 1953: اعلن كرومويل نفسه (السيد الحامي لإنكلترا) . وعام 1954: دخلت إنكلترا في عديد من الحروب الجديدة. وعام 1956: بدأت الاضطرابات في المستعمرات الأمريكية. وعام 1957: مات کرومويل وإعلان ابنه ريتشارد الحامي الجديد لإنكلترا. وعام 1959: يقرر ريتشارد اعتزال الحكم وعام 1990: الجنرال موتك يحتل لندن، إعلان شارل الثاني ملكا. 

وفي عام 1661: کشف الستار عن المؤامرات التي اشترك فيها كرومويل وبعض أعوانه، مثل براد شو وإبرتون، وحدوث هياج شعبي في لندن، حيث نيشت الجثث وعلقت على المشانق 

وفي عام 1992: صراع ديني بين الطوائف البروتستانتية، واضطهاد الطوائف التي لم تقبل بالخضوع للكنيسة الرسمية في إنكلترا (الإنجليكانية) . 

 

وفي عام 1964: تشتبك إنكلترا من جديد بالحرب مع هولنداء 

وفي عام 1995: ازمة اقتصادية شديدة تحيق بإنكلترا، البطالة والمجاعة تأخذان بختناق الشعب، وانتشار الطاعون الأكبر. 

وفي عام 1996: إنكلترا تخوض حربا جديدة ضد فرنسا وهولندا. وفي عام 1967، بدأ عملاء الماسون صراعا سياسيا ودينيا جديدا ? 

وفي عام 1974: تم السلام بين إنكلترا وهولندا وقامت القوى الخفية تعيد توزيع الأدوار وتم ترفيع السيد (وليام مستراد هولدر) الساذج إلى رتبة القائد العام للقوات الهولندية، وأصبح اسمه وليم أمير أورانج، ترتيب لقاء بينه وبين ماري ابنة دوق يورك إبعاد الدوق عن وراثة عرش إنكلترا. 

وفي عام 1977: تتزوج الأميرة الإنكليزية ماري من وليم أوف أورانج، ولإيصال وليم إلى عرش إنكلترا، كان ينبغي القضاء على شارل الثاني ودوقي يورك. 

وفي عام 1983: تدبير مؤامرة منزل راي، التي كان هدفها القضاء على شارل الثاني ودوق يورك، ولكن المؤامرة فشلت. 

وفي عام 1985: وفاة الملك شارل الثاني وصعود دوق يورك إلى العرش بأسم الملك جيمس الثاني، نشوب حملة إشاعات لتلطيخ سمعة الملك، إقناع دوق مونمارت. او رشونه. بتزعم حركة عصيان لقلب الملك، وفي 30 حزيران نشبت معركة سيدجمور، التي هزم فيها مونمارت وألقي القبض عليه، وتم إعدامه في 14 تموز، وفي آب شن القاضي جيفريز حملة محاكمات دموية، ذهب ضحيتها حوالي 3000 من أنصار مونمارت، وحكم على 1000 آخرين بالبيع كالعبيد 

وفي عام 1988: أمرت القوى الخفية وليم أمير أورانج، بإنزال قواته في إنكلترا على شاطئ تورياي، مما أجبر الملك جيمس الثاني على التنازل والهرب إلى فرنسا، فقد أصبح مكروها من الشعب بسبب حملة الإشاعات التي لطخت سمعته، والمؤامرات ضده، وكذلك بسبب غبائه وعدم كفاءته الشخصية. 

وفي عام 1989: إعلان وليم ومارى ملكا وملكة على إنكلترا. 

 

ثم استطاع الماسون بعد ذلك السيطرة على اقتصادى إنجلترا حسب الخطط المعد لذلك بإثارة الحروب المرهفة لميزانية الدولة على النحو التالي 

حيث إنه لم يكن الملك جيمس الثاني ينوي أن يترك العرش هكذا بدون دفاع عنه فقد مسبحينا كاثوليكيا، وحاولت القوى الخفية إبراز وليم أمير أو ارنج کبطل للبروتستانتية، وقد نزل الملك جيمس في الخامس من شباط على شاطئ أيرلندا. ثم جرت معركة بورن التي وقف فيها الكاثوليكيون والبروتستانت وجها لوجه. 

هذه المعركة كانت من تدبير المرابين العالميين للوصول إلى السيطرة على مقدرات إنكلترا الاقتصادية والسياسية، وكان هدفهم الأول والحصول على إذن بإنشاء مصرف إنكلترا، وتأمين الديون الوطنية التي استدائتها إنكلترا منهم للقيام بتلك الحروب. . 

لكن الدول والشعوب التي اشتركت في تلك الحروب والثورات، لم تحصل في النهاية على أية نتيجة ذات فائدة حقيقية، كما لم يتم التوصل إلى أي حل مرض لأي من المشاكل السياسية أو الدينية أو الاقتصادية، وكان الرابح الوحيد هو تلك الجماعة الصغيرة من المرابين وتجار الحروب الذين كانوا بئولون تمويل تلك الحروب والثورات، وأصدقائهم وعملائهم الذين كانوا يتاجرون بالأسلحة والذخائر والسفن وقد خسر الملك جيمس عرشه في تلك المعركة 

واعتلى وليم أورانج إلى العرش الإنكليزي، حتى أقنع الخزانة الإنكليزية باستدانة مبلغ 1 

, 250 , 000 جنيه من الصيارفة اليهود الذين كان لهم الفضل في إيصاله إلى العرش، وتلقن كتب التاريخ المدرسية أطفالنا اليوم أن المفاوضات التي جرت بشأن هذا القرض أجراها عن إنكلترا مبعوثان هما (جون هوبلن) وأوليام باترسون). 

وتكشف الوثائق التاريخية تلك المفاوضات على أنها جرت داخل كنيسة مغلقة محافظة على السرية التامة، ووافق المرابون العالميون على منح الخزانة الإنكليزية قرضا بقيمة 1 

, 250 , 000 جنيها، شرط أن يكونوا هم واضعو بنود وشروط الاتفاق، وقد وافق الجانب الإنكليزي على ذلك، أما الشروط فهذه بعضها: 

 

1 - تبقي أسماء الذين قدموا القرض سرية، ويمنحون ميثاقا بتأسيس مصرف

إنكلترا. 

2 - بمنح مديرو مصرف إنكلترا الحق بتحديد سعر العملة بالنسبة للذهب. - يعطي مديرو المصرف حق إصدار قروض بقيمة عشرة جنيهات، مقابل كل

جنيه ذهبي يملكونه في أرصدتهم بالمصرف 4 - يسمح لهم بتوثيق القرض الوطني، وتأمين دفع الأقساط الرئيسية منه، مع دفع 

مبالغ الفوائد عن طريق فرض ضرائب مباشرة على الشعب. وهكذا باع الملك وليام أوف أورانج الشعب الإنكليزي للمرابين اليهود بمبلغ 

1 , 250 , 000 جنيه إسترليني!!، ووصل هؤلاء أخيرا إلى مآربهم بجعل مصرف إنكلترا تحت سيطرتهم الاقتصادية، وحصلوا على حق إصدار العملة البريطانية ولم يعد يهمهم بعد ذاك من كان يسن القوانين لتلك الأمة وأصبحت إنجلترا بعدها في قبضة الماسون اليهود حتى الآن. 

 

2 - الثورة الأمريكية صناعة ماسونية لتأسيس أول دولة ماسونية تحكم العالم

 

الولايات المتحدة الأمريكية كانت إحدى المستعمرات البريطانية حيث كان من النتائج الهامة التي ترتبت على حركة الكشوف الجغرافية، تدفق الهجرة من أوروبا إلى الأراضي المكتشفة، وقام المهاجرون الإنجليز بتأسيس المستعمرات على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية 

وقد تأسست أول مستعمرة إنجليزية في عام 1907 في جيمس تاون بولاية فرجينيا، ولم تكن تتألف في البداية إلا من حصن وكنيسة مخزن وصف من الأكواخ الخشبية. 

هكذا كانت البداية حيث التوسع الجغرافي للملكة البريطانية التاج البريطاني في ذلك الزمان السحيق، فالأرض الجديدة ملكا للإمبراطورية البريطانية والشعب أيضا. 

وتوالى منذ ذلك التاريخ وصول المهاجرين الإنجليز بشكل أساسي والمهاجرين الأوربيين بشكل عام وقد تضافرت عدة عوامل في دفع حركة الهجرة وتنميتها، مثل 

 

الحالة الاقتصادية والاستبداد السياسي والاضطهاد الديني. 

كما شجع القضاة والقائمون على شؤون السجن المذنبين على الهجرة إلى أمريكا، بدلا من قضاء مدة العقوبة في السجن. وأنشأت طائفة البيوريتان التطهريون) مستوطنة بليموث التي أصبحت ماساتشوسيتس فيما بعد. 

وهكذا نشأ في المستعمرات مجتمع جديد يرتبط بالولاء للوطن الأم إنجلترا ولكنه يتمتع في الوقت نفسه بحرية سياسية لا مثيل لها في أي مكان في الأرض في القرنين السابع عشر والثامن عشر، حيث إن سكان هذه المستعمرات كانوا يعملون معهم أفكار البريطانيين الأحرار، كما كانت لهم مجالسهم النيابية المنتخبة التي تضع القوانين وتفرض الضرائب وتحدد الاعتمادات المالية وتسيطر على الخزانة. ورغم تنوع الأصول التي انحدرت منها شعب المستعمرات الأمريكية، إلا أن اللغة والثقافة والنظم الإنجليزية ظلت هي السائدة، ذلك أن المهاجرين الجدد كانوا يختلطون بالوافدين الإنجليز الأوائل، ويتخذون لغتهم ويتقون وجهات نظرهم، ونتج عن هذا الاندماج ظهور شعب جديد هو الشعب الأمريكي، الذي أخذ يتميز بالتدريج عن الشعوب الأوربية التي ينتمي إليها. 

وبحلول عام 1733 تمكن المهاجرون الإنجليز من تأسيس ثلاث عشرة مستمرة على ساحل المحيط الأطلسي، من نيوهامشير في الشمال إلى جورجيا في الجنوب. 

أما في مناطق أمريكا الشمالية الأخرى، فقد سيطر الفرنسيون على كندا ولويزيانا، التي ضمت منابع نهر الميسيسيبي الهائلة، وخاضت فرنسا وإنجلترا حروبا عديدة ضد بعضهما البعض خلال القرن الثامن عشر، ومع نهاية حرب الأعوام السبعة بينهما، كانت إنجلترا تسيطر على كندا وجميع مناطق أمريكا الشمالية الواقعة شرق نهر الميسيسيبي. 

وبعد ذلك بفترة قصيرة دخلت إنجلترا مع مستعمراتها في صراع، ويرجع أول أسباب هذا الصراع إلى السياسة الإنجليزية في حكم المستعمرات، فقد كان لكل مستمرة حاكم إنجليزي ينوب عن ملك إنجلترا، وكثيرا ما كان النزاع ينشب بين 

 

الحكام الذين يمثلون المصالح الإنجليزية، وبين المجالس النيابية المنتخبة التي تمثل مصالح الشعب في المستعمرات. وقد أدى تكرار التصادم بين حكام المستعمرات وبين المجالس، إلى إيقاظ إحساس المستعمرات بما هنالك من تباعد بين المصالح الأمريكية والإنجليزية 

وقبل تلك الفترة التي تأسست فيها نواة الولايات المتحدة الأمريكية كانت الماسونية العالمية قد تأسست بشكلها الجديد من المرابين اليهود وتم وضع مخطط وابزهاوبت الشهير، وقرر الماسون تأسيس دولة لهم في القارة الجديدة بعد معاناتهم مع الملكيات الأوروبية التي عملت على الاضطهاد الأسباب دينية فكانت الهجرة اليهودية للمستعمرات الجديدة في القارة الأمريكية إضافة إلى المهاجرين من البروتستانت المتعاطفين مع اليهود، هؤلاء شكلوا المجتمع الجديد في الدولة الجديدة 

واستثمر الماسون السياسة الاقتصادية التي تثبتها المملكة البريطانية في مستعمراتها حيث أوجب قانون الملاحة الصادر عام 1953 نقل جميع الصادرات من المسنيمرات إلى إنجلترا على سفن إنجليزية وبعاد شحن الصادرات إلى المستعمرات بطريقة تغطى أفضلية المصنوعات الإنجليزية مع فرصة إمداد إنجلترا بالمواد الخام، وأن لا تنافسها في الصناعة. كما خرجت إنجلترا من حرب السنين السبع مع فرنسا وهي تعاني من أزمة مالية حادة، نتيجة للنفقات الباهظة التي تكبدتها فيها، فلجأت إلى فرض ضرائب جديدة على سكان المستعمرات. 

وكان فرض الضرائب المدخل الماسوني لإثارة شعوب المستعمرات في القارة الجديدة ضد المملكة البريطانية، حيث أراد الماسون الحد من نفوذ التاج البريطاني تمهيدا لإسقاط العروش الأوروبية. 

وأصر الأمريكيون على عدم دفع الضرائب إلا لمجالس المستعمرات التشريعية والتفوا جميعا حول شعار (لا ضرائب بدون تمثيل) . فرفعت جميع الضرائب، فيما عدا الضريبة المفروضة على الشاي، فردت مجموعة من الشخصيات الوطنية على ذلك في عام 1773 بإقامة ما أصبح يعرف بحفل الشاي في بوسطن. 

 

فتنكر أفراد هذه المجموعة وعددهم 50 رجل بازياء الهنود الحمر، وصعدوا إلى السفن التجارية الإنجليزية (2 سفن) ، وألقوا بنحو 22 حاوية من الشاي في مياه ميناء بوسطن، غير أن لندن وصفت حفلة شاي بوسطن بالهمجية، وأصدر البرلمان الإنجليزي قوانين تهدف إلى معاقبة بوسطن، بما فيها إغلاق ميناء بوسطن أمام حركة الملاحة، حتى يتم دفع ثمن الشاي وضع حاكم عسكري على بوسطن 

جيدج)، منع الاجتماعات الا بإذن من الحاكم العسكري وقد أطلق سكان المستعمرات الامريكيه اسم (القوانين الجائره على هذه القوانين. وتم تنمية الشعور الوطني واعتبار الأراضي الجديدة دولة جديدة ورفض التبعية للتاج البريطاني، فكانت الثورة الأمريكية ضد المملكة البريطانية باعتبارها محتلة لأراضيها ودخل الجنود الإنجليز عام 1775 في مواجهة مع منمردى المستعمرات في مسانشوسيتس، وأعلن البرلمان الإنجليزي أن مساتشوسيتس متمردة ويجب قمعها وقرر تعبئة موارد الإمبراطورية لضرب الثورة، مما أدى إلى ظهور مناخ الحرب في المستعمرات، وأقبل الناس على شراء الأسلحة والتدريب على استخدامها. وفي عام 1775 غمين جورج واشنطن قائدا للقوات الأمريكية، وباستمرار الموقف الإنجليزي المتصلب، بدأ الرأي العام الأمريكي يتقبل فكرة الاستقلال عن الوطن الأم وفي 4 يوليو 1776 قام الكونجرس بإقرار إعلان الاستقلال، الذي جاء فيه: إننا نؤمن بأن الناس خلقوا سواسية، وأن خالقهم قد وهبهم حقوقأ لا تقبل المساومة) ، منها (حق الحياة والسعي لتحقيق السعادة) . 

ألهب إعلان الاستقلال حماسة الجماهير، وتبادل الأمريكيون مع القوات الإنجليزية الانتصارات والهزائم، وكان المنعطف في الحرب عام 1777 حين تمكن الجنود الأمريكيون من هزيمة الجيش الإنجليزي في نيويورك. وكانت فرنسا تدعم الأمريكيين بشكل سري وترددت في الوقوف إلى جانبهم بشكل علني، حتى أثبت الأمريكيون أنفسهم في ساحة القتال. وفي عام 1783 انتهت الحرب رسميا حيث اعترفت إنجلترا باستقلال الولايات المتحدة، وتنازلت عن كل الأراضي الواقعة شرق الميسيسيبي. كان القائد جيمس الوحيد من أصل عربي بالمساعدة في الحروب مع الأمريكان 

 

وكانت بداية الثورة الأمريكية في 19 أبريل 1775 واستمرت حتى عام 1783 م في 3 سبتمبرأي ثمان سنوات. 

وهكذا ظهرت إلى الوجود دولة جديدة أخذت في النمو والاتساع، حتى أصبحت بعد الحرب العالمية الثانية القوة العظمى في العالم. 

 

سيناريو الثورة الأمريكية كما حدث على مدار ثمان سنوات

 

بدأت الحرب في 14 أبريل 1775 م عندما اصطدم البريطانيون بالثوار الأمريكيين في مدينتي لكسنجتون وكونكورد في ماساشوسيتس، واستمرت ثماني سنوات وانتهت في 3 سبتمبر 1783 م، عند توقيع معاهدة باريس بين بريطانيا والولايات المتحدة التي اعترفت فيها بريطانيا باستقلال الولايات المتحدة. 

وقد سبقت تلك البداية أحداث أشعلت وفود الحرب حيث إنه في 4 مارس عام 1770 م، عندما أطلق جنود بريطانيون النار على بعض الأمريكيين وقتلوا خمسة منهم. وعرفت بمذبحة بوسطن لتحريض المستوطنين ضد الحكم البريطاني. 

كان النفوذ البريطاني في أمريكا الشمالية في أوجه قبل الثورة الأمريكية بسنوات قليلة. فقد تغلبت بريطانيا في حربها مع الفرنسيين والهنود، وكانت المعاهدة التي أنهت الحرب قد ضمنت البريطانيا معظم الأراضي التي كانت بيد الفرنسيين في أمريكا الشمالية التي كانت تمتد من جبال الأبلاش في الشرق إلى نهر المسيسيبي، ومن ضمنها رفعة واسية في كندا، كان معظم أهل المستعمرات الأمريكيين يفخرون بانتمائهم إلى الإمبراطورية البريطانية، في وقت كانت تعتبر فيه أقوى الإمبراطوريات في العالم. 

كان من حق المستعمرات أن تنتخب ممثليها لجمعية تشريعية تقوم بمن القوانين وفرض الضرائب، ولكن حاكم المستمرة كان له حق نقض أي من تلك القوانين 

وكانت بريطانيا نأمل من المستعمرات الأمريكية أن تخدم مصالحها الاقتصادية وقد رضيت المستعمرات بذلك بصورة عامة، والمثال على ذلك أنها 

 

امتنعت عن صنع المواد والسلع المنافسة لمثيلاتها البريطانية. 

بدأت بريطانيا بتغيير سياستها بعد الحرب الفرنسية والهندية، وذلك بتشديد قبضتها على مستعمراتها الشاسعة في أمريكا، فصوت برلمانها على وجود جيش مرابط في أمريكا الشمالية، وصدر قانون يلزم المستعمرات بأن تؤمن لذلك الجيش الثكنات والتجهيزات كما صدر قرار بتخصيص أراض واقعة غرب جبال الأبلاش الإسكان الهنود، ومنع البيض من إنشاء مستوطنات لهم في تلك الأراضي، وتعيين الحراس لإبعاد المستوطنين عنها. لقد اغتاظ المستوطنون من هذا القرار فائلين بأنه لا يحق لبريطانية أن نمنعهم من الاستيطان، كما أن الكثيرين منهم كانوا يطمعون في تحقيق أرباح لهم في شراء الأراضي في الغرب، 

رأت بريطانيا ضرورة مشاركة أهل المستعمرات في تحمل نفقات جيوشها في أمريكا، فأصدرت في سنة 1799 م قانونا عرف بقانون الطابع، بموجبه تدفع رسوم على الصحف وورق اللعب والشهادات العلمية والعديد من المستندات الرسمية على غرار ما كان معمولا به في بريطانيا. 

اندلعت أعمال الشغب في المستعمرات احتجاجا على هذا القانون، ورفض المواطنون السماح ببيع تلك الطوابع متعللين بأنه لا يحق لمجلس البرلمان البريطاني أن يفرض ضرائب على المستعمرات، لاعتقادهم بأن ذلك هو من حق هيئتهم التشريعية التي انتخبوها. 

وقرر التجار في جميع الموانئ أنهم سيقاطعون البضائع البريطانية مالم بفم مجلس البرلمان بإلغاء ذلك القانون، وقد ألفي مجلس البرلمان قانون رسم الطابع في السنة الثانية مصدرا قرارا أخر يجعل للملك والبرلمان الحق التشريعي في إصدار القوانين الخاصة بالمستعمرات في كل المسائل. 

أصدر البرلمان البريطاني بعد ذلك قانوني (تاونزهند) ، نسبة إلى وزير الخزانة البريطاني آنذاك، قرض أحدهما ضريبة على الرصاص والأصباغ والورق والشاي كما فرض الآخر إنشاء مكتب للجمارك لجمع الضرائب في بوسطن. 

وتسبب القراران في تجدد الاحتجاجات التي ألغيت على إثرها تلك الضرائب 

 

باستثناء الضريبة المفروضة على الشاي. 

وخرجت المظاهرات ضد الضريبة مرة أخرى ولاسيما في مدينة بوسطن، فتصدى الجنود البريطانيون للمتظاهرين وقتلوا منهم خمسة أشخاص، وقد سمي الأمريكيون هذا الهجوم مذيعة بوسطن. 

بدأ الأمريكيون يهربون الشاي من هولندا لتلافي دفع ضريبته، وكانت شركة الهند الشرقية البريطانية الممولة للشاي إلى المستعمرات، قد أصيبت بأضرار بسبب المقاطعة والتمست المساعدة من البرلمان، فقرر تخفيض الرسوم فاستطاعت الشركة أن تخفض سعر الشاي إلى مستوى أدني من سعر الشاي المهرب، غير أن المستوطنين استمروا في المقاطعة، ورفض التجار بيعه وقام عدد من أهالي بوسطن متنكرين في ازياء هندية بالهجوم على السفن المحملة بالشاي في الميناء، وألقوا بشحناتها في الماء 

وعرفت هذه العملية ببوسطن تي بارتي 

غضب الملك جورج ووزراؤه فأصدروا عددا من القوانين في 1774 م سماها الأمريكيون القوانين غير المحتملة، من بينها قانون يأمر بإقفال ميناء بوسطن إلى أن يدفع الأهالي قيمة الشاي الذي أتلفوه، وقانون آخر أوقف فعاليات الهيئة التشريعية في ماساشوسيتس وتوسيع صلاحيات حاكمها البريطاني. 

عقد الكونجرس القاري الأول اجتماعا في فيلادلفيا من 6 سبتمبر إلى 29 أكتوبر 1774 م وصوت لصالح قطع العلاقات التجارية مع بريطانيا ما لم تقم بإبطال القوانين القسرية، كما وافق على اقتراح بقيام المستعمرات بتدريب رجالها على فنون الحرب، ولم يتطرق أي من الوفود إلى موضوع الاستقلال. 

كان الدفاع عن الأمريكيين في بداية الحرب مكلف به الجيش الوطني أو المليشيات التي تطورت وأصبحت جيشا منظما تحت اسم الجيش القاري بقيادة جورج واشنطن، واعتمد البريطانيون على جيش رسمي و على مجموعة من المرتزقة من ألمانيا. | 

معركة بنكرهل كانت أول معركة رئيسية أثناء الثورة الأمريكية. وكان البريطانيون يتوقعون تحقيق نصر سريع، إلا أنهم أجبروا على التراجع 

 

مرتين تحت تأثير نيران البنادق التي كانت تنصب عليهم من فوق التل الحصين. 

وقد تم إجلاء الأمريكيين عن التل بعد أن نفدت ذخيرتهم. 

الكسنجنون وكونكورد. في شهر فبراير 1775 م أعلن البرلمان البريطاني أن ماساشوسيتس منطفة عصيان، وقرر القائد البريطاني الجنرال جيج وبصحبته 700 جندى الاستيلاء على مخازن الأسلحة والبارود الموجودة لدى الثوار في مدينة كونكورد فرب بوسطن، فتصدى له عدد من أفراد الميليشيات المدربين وفقد الجنرال خلال هذه الحملة 250 جنديا، في حين بلغت خسائر الأمريكيين 90 مقاتلا. 

انتشرت أخبار المصادمات بين الطرفين، وأخذ رجال الميليشيات في أنحاء نيوإنجلاند أسلحتهم واحتشدوا خارج مدينة بوسطن. 

هاجم البريطانيون تحصينات الأمريكيين قرب بوسطن، واستطاع هؤلاء صد ثلاث هجمات بريطانية قبل أن تنفد ذخائرهم، وخلال الهجوم الثالث للبريطانيين أجبر الأمريكيون على الفرار، وكانت هذه المعارك التي سميت باسم بتكرهل أكثر المعارك دموية، إذ بلغت خسائر البريطانيين أكثر من ألف رجل، وخسائر الأمريكيين أربعمائة مقاتل بين قتيل وجريح 

كان استسلام البريطانيين في ساراتوجا في 17 أكتوبر 1777 م، أصبح نقطة تحول في مسار الحرب. 

وعلى إثر انتصار الأمريكيين على الحاميتين البريطانيتين في فورت تيكونديروجا وكراون بوينت في نيويورك في عام 1775 م، استطاعوا الحصول على كميات كبيرة من المدافع، تم توجيهها نحو بوسطن في اواخر 1775 م، مما أجبر قائد الجيش البريطاني في المدينة الجنرال هاو على إخلائها والانتقال إلى كندا في مارس 1779 م. 

خلال انعقاد المؤتمر القاري الثاني في مايو 1775 م، كان عدد قليل من الوقود يرغب في الانفصال عن البلد الأم. 

وقد وافق المؤتمر على تقديم التماس غصن الزيتون الذي عبر فيه 

 

الموفدون عن إخلاصهم للملك جورج الثالث وعن رغبتهم في أن يسعى الملك إلى معالجة شكاواهم. 

تجاهل الملك هذا الالتماس معلنا أن جميع المستعمرات إنما هي في حالة عصيان. وقد اقنع هذا التصرف أكثر الوقود باستحالة التوصل إلى حل سلمي لهذه المشكلات مع بريطانيا. 

وفي 4 يوليو 1776 م تبنى الكونجرس إعلان الاستقلال. وكان هذا بمثابة إعلان ميلاد الولايات المتحدة الأمريكية، وأعقب ذلك أن أعلنت كل مستعمرة من المستعمرات الثلاث عشرة السابقة نفسها ولاية، وتوحدث هذه الولايات تحت حكومة مركزية ضعيفة. 

كان للمدفعية دور فعال في الهجوم والدفاع، وكان إطلاق المدافع بطيئا لأن على الجنود تنظيف المأسورة بعد كل طلقة 

وكانت البندقية يمكن إطلاقها بدقة أكثر من المسكث نوع من البنادق القديمة .. وقد استعملها سلاح الحدود الأمريكي بكل براعة, 

بعد إعلان الاستقلال، كان على الأمريكيين أن يحافظوا عليه بالقوة، وكانت تلك مهمة صعبة، إذ أن كثيرا من الأمريكيين لم يشغلوا أنفسهم بالحرب، وظلوا معابدين وكان المتعاطفون مع بريطانيا والثوار يؤلفون نحو سدس المستعمرين. ودارت بين البريطانين والثوريين عدة معارك. 

كانت استراتيجية البريطانيين تهدف إلى القضاء على الثوار في الشمال. 

بعد إخلاء بوسطن مباشرة في مارس 1779 م، خطط الجنرال هاو للعودة إلى المستعمرات الأمريكية ونزل في جزيرة ستاتن في ميناء نيويورك وتبعه رجال کلينتون وأفواج الهيسيين. 

وكان هاو يقود 45 ألف جندي وملاح مدرب، يقابلهم من الأمريكيين 20 ألف مقاتل قليلو الخبرة والعتاد، وكان واشنطن قد نقل جنوده إلى نيويورك على إثر انسحاب البريطانيين من بوسطن، وقام الأمريكيون بتحصين مرتفعات بروكلين في 

 

الطرف الغربي من أنت it 

وعندها نزلت القوات البريطانية هناك وأحاطت بالأمريكيين من الجهة الأمامية وبدأت المعركة، غير أن بطء هاو في التحرك اثناء الهجوم الثاني قد مكن الأمريكيين من سحب البقية الباقية من جنودهم. واستطاع البريطانيون أن يخرجوا الأمريكيين من نيويورك وظلت المدينة في أيديهم إلى أن انتهت الحرب. 

كان جيش واشنطن على وشك الانهيار، ولم تستطع ميليشيات نيوجيرسي مساعدته، ومع ذلك فقد أضاع هاو فرصة تدمير الجيش القارى بتأجيل هجومه إلى موسم الربيع 

في إحدى الليالي الباردة التي صادفت 25 ديسمبر 1779 م، استطاع واشنطن بعد أن عبر نهر ديلاوير أن يضرب مدينة ترنتون في هجوم مباغت مع جنوده البالغ عددهم 2 , 400 رجل، وأخذ من الهيسيين الذين كانوا يدافعون عن المدينة 900 أسير. 

تقدم الجيش البريطاني في صيف عام 1777 م من كندا نحو الجنوب بقيادة برجوين، وتقابل مع القوات الأمريكية في منطقة قريبة من نهر هدسن، وقد أنقذ حلول الظلام والجنود الهيسيون القوات البريطانية من هزيمة محققة في المعركة التي اشتهرت باسم معركة مزرعة فريمان الأولى. 

ولكن بيرجوين خسر معركة مزرعة فريمان الثانية وبدا التراجع، وسرعان ما وجد نفسه وبشكل مفاجئ محاطا بالقوات الأمريكية في ساراتوجا بقيادة الجنرال جيتس الذي كان يقود الجناح الشمالي للجيش القاري، واستولى الأمريكيون على كميات هائلة من الأسلحة وأخذوا ما يقارب ستة آلاف أسير، 

ساعد الفرنسيون الأمريكين سرا في مجهودهم الحربي، وزودوهم بالقروض والأسلحة، غير أن الفرنسيين لم يكونوا يرغبون في التصريح بذلك علنا قبل أن يحقق الأمريكيون نصرا واضحا خلال الحرب. وكان الانتصار الذي حققوه في مساراتوجا نقطة تحول في سير الحرب. 

 

في سنة 1778 م وقع الفرنسيون مشاهدة تحالف مع الأمريكيين وزودوهم بالجنود والسفن الحربية، كما دخل الأسبان الحرب كحلفاء لفرنسا، ثم هولندا سنة 1780 م. وبدخول فرنسا الحرب اضطرت بريطانيا إلى توزيع جيوشها في مواقع أخرى ضد فرنسا وبذلك لم يعد في وسعها تأمين قوة كافية لمحاربة الأمريكيين في الشمال. 

قضى جيش واشنطن وعدد أفراده عشرة آلاف جندي، شتاء 1777 - 1778 م في فالي فورج في بنسلفانيا، وكان بحاجة إلى ملابس وأغذية، وقد هلك ربعهم من سوء التغذية والإصابة بالأمراض، وترك الكثيرون منهم الجيش. 

حصار يورك تاون حدث في أكتوبر عام 1781 م، وقد كانت آخر معركة كبرى أثناء الثورة الأمريكية. وقد شرعت بريطانيا في إجراء محادثات بقصد السلام مع الأمريكيين بعد عدة أشهر من هزيمتها في بورك تاون 

غير البريطانيون خططهم الحربية بالتركيز على المستعمرات الجنوبية بدلا من الهجوم على الشمال. وقد أصبح کلينتون قائدا عاما للقوات البريطانية في أمريكا الشمالية في مايو 1778 م. وفي هذه السنة، بدأت الحملة على الجنوب، وتمكنت القوات البريطانية في نهاية تلك السنة من السيطرة على جميع انحاء ولابة جورجيا. وفي أوائل 1780 م، نزلت القوات البريطانية قرب تشارلستون في ساوث کارولينا ثم استسلمت قوات الجنرال بنيامين البالغ عددها 5?500 مقاتل بؤلفون مجموع القوات الأمريكية تقريبا في الجنوب. 

وعلى إثر ذلك كلف المؤتمر القارى الجنرال جيتس بطل ساراتوجا بتشكيل قوة جنوبية أخرى تحل محل القوة المستسلمة في تشارلستون، وقد تشكلت القوة على عجل من جنود تنقصهم الخبرة والتدريب وذهب بهم إلى كامدن، بجنوب کارولينا، المواجهة الحامية البريطانية هناك. 

التقى الجيشان يوم 11 أغسطس 1780 م بصورة غير متوقعة خارج كامدن وبدأت المعركة، غير أن معظم أفراد الميليشيات فروا من المعركة دون أن يطلقوا رصاصة واحدة، واشترك الباقون في المعركة فكانت إصاباتهم فادحة وأجبروا على 

 

التراجع. وهكذا تغلبت القوات البريطانية على جيش أمريکي آخره 

وقد تلقى الأمريكيون ضربة أخرى حين اكتشفوا أن أحد قوادهم وهو الجنرال أرنولد الذي كان يقود حامية، قد انضم إلى البريطانيين في وست بوينت بنيويورك، وتمكنوا في الوقت المناسب من الحيلولة دون تسليمه القاعدة للبريطانيين. 

وصلت فرقة فرنسية قوامها 500، 5 جندي بقيادة روشامبو إلى أمريكا في يوليو 1780 م، وكان الأمريكيون يأملون في إخراج البريطانيين من نيويورك بمساعدة الفرنسيين، وفي نهاية سبتمبر 1781 م حاصرت قوة مشتركة من الطرفين القوات البريطانية بقيادة كورتواليس في يورکتاون وأجبرتها على الاستسلام، وبلغ عدد الأسري أكثر من ثمانية آلاف وهم يشكلون أكثر من ربع القوات البريطانية في أمريكا الشمالية 

وكانت معركة يوركشاون آخر معركة كبيرة خلال الحرب، وخشية أن تؤدي مواصلة المعارك إلى فقدان مناطق أخرى، فقد لجأ البريطانيون إلى محادثات السلام مع الأمريكيين منذ عام 1782 م. 

تم توقيع معاهدة باريس في 3 سبتمبر 1783 م، اعترفت بريطانيا بموجبها باستقلال الولايات المتحدة، وانسحب أخر الجنود البريطانيين من نيويورك في نوفمبر 1782 م. 

بلغ مجموع الفتلى من الجانب الأمريكي 25 ألفا وحوالي 1 00 مفقود، وخسائر الجانب البريطاني 10 آلاف رجل، هذا فضلا عن الأضرار الاقتصادية التي أصابت الطرفين، وأوشكت بريطانيا على الإفلاس التام، لكنها عوضت بعض الخسائر المالية بالضرائب التي فرضتها على تجارتها التي ازدهرت مع الدولة الجديدة. 

كذلك تضررت اقتصاديات فرنسا كثيرا، وكانت على وشك الإفلاس في سنة 1788 م. وتعد هذه المشكلات المالية ذات أثر كبير في اندلاع الثورة الفرنسية 

 

سنة 1789 م. 

وهذا أدى إلى نجاح الماسون فيما بعد من إشعال نيران الثورة الشعبية هناك التي قضت على الملكية وإعلان الجمهورية. 

وفي مايو عام 1787 اجتمع مندوبون عن الولايات لإقرار دستور للبلاد واختير جورج واشنطن بالإجماع ليكون رئيسا للدولة. وبرزت شخصيتان في فترة الثورة، وهما جورج واشنطن، البطل العسكري وأول رئيس للولايات المتحدة، الذي ترأس حزبا بؤيد وجود رئيس قوى وحكومة مركزية، وتوماس جيفرسون، المؤلف الرئيسي الوثيقة الاستقلال، الذي ترأس حزيا يفضل منح الولايات قدرة أكبر من السلطة، استنادا إلى النظرية التي تقول أن من شأن ذلك جعل الولايات أكثر تعرض للمساءلة تجاه الشعب ومن الجدير بالذكر أن الثورة الأمريكية أثرت وعجلت بظهور الثورة البريطانية. 

ويعتبر دستور الولايات المتحدة من أوضح الدساتير التي أعدت في العالم وأكثرها فعالية، وقد ساعد هذا الدستور على قيام حكومة تتوازن فيها السلطات الثلاث، كما أقام التوازن بين الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، وتم الحفاظ على مرونة الدستور ومسايرته للتطور، بالنص على إمكانية التعديل والإضافة إلى الدستور، وأن وضعت بعض القيود التي تحميه من التغييرات المتسرعة. 

 

 

 

  • الثلاثاء PM 04:03
    2021-06-15
  • 1543
Powered by: GateGold