المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413323
يتصفح الموقع حاليا : 165

البحث

البحث

عرض المادة

الثورة الصناعية والثورة الاجتماعية

من أنواع وأنماط الثورات الثورة الصناعية والثورة الاجتماعية، يقول مؤرخ العلوم Domingue le Court ولد مفهوم الثورة العلمية مع تاريخ العلوم نفسها في القرن 18، عندئذ نزل مصطلح الثورة المستخدم في الفلك من السماء إلى الأرض استخدم لأول مرة سنة 1727، إنه حفية ثورة شاملة تقريبا في الهندسة ثم انتشرت الكلمة بسرعة للحديث عن فيزياء نيوتن. 

وأصبح لكل علم ثورته ويضيف Le Court: الأصل الفلكي للمصطلح ظل راسخة لأن الثورات أحداث قابلة للتكرار بل هي دورية ترسم وتحقب تاريخ العلوم وتاريخ الشعوب. ويضيف لوكور مستعرضا مفهوم الثورة العلمية في كتاب مؤرخ العلوم الألماني T . Kuhn في كتابه (( بنية الثورة العلمية، هو قطيعة بين نموذجين علميين وليس تقدما تدريجيا وتراكميا للمعرفة: الثورة العلمية هي تغيير الباراديجم Paradigame الذي يحمل بعدين معرفيا واجتماعي، علميا هو حلول المشاكل في علم ما، واجتماعيا يغطي مجموع المعتقدات والقيم المتعارف عليها والتقنيات التي تستخدمها مجموعة ماء 

الأزمات هي شرط مسبق لظهور نظرية كما هو الحال في الثورة السياسية أيضا. 

ومفهوم الثورة الصناعية ظهر في انجلترا في القرن 18، عندما تم الانتقال من الآلات المشغلة يدويا إلى الآلة المشغلة ذاتيا 

مفهوم ثورة تغيير العادات والتقاليد التي تتغير عادة ببطء شديد خاصة في المجتمعات التقليدية وشبه التقليدية. عرفت الحداثة ثورتين من هذا التنوع، الثورة الذهنية التي أعقبت ظهور المطبعة فجعلت المعارف متداولة بين الجمهور. وهكذا حدثت الذهنيات على نحو غير مسبوق. ولولا المطبعة ما كان لفلسفة الأنوار أن 

 

تجد طريقها إلى وعي أكثر الناس عددا مهمشة اللامعقول لأول مرة في تاريخ أوروبا والعالم، ناقلة أوروبا الغربية من شعار (( كل شيء دين، الذي ساد طوال القرون الوسطى، إلى شعار (( كل شيء دنيا )) أي مجال البحث والتنقيب والتجريب والتمحيص والنقد الملازم للعصور الحديثة. 

أما الثورة الثانية على التقاليد العتيقة فمثلتها ثورة الشباب الطلابي والعمالي في فرنسا مابو 18 م فحررت العلاقات الجنسية من المحرمات المتقادمة 11 تحت تأثرها ألفت فرنسا جميع العقوبات الجنسية بين الراشدين الراضين طبعا، عدا الجرائم مثل الاغتصاب 

يعتبر مؤرخو الأفكار أنه إذا كانت رئاسة جسکار دبستان (1974. 1981، قد حدثت الأخلاق الاجتماعية والتقاليد الفرنسية فذلك لأنها طبقت مطالب ثورة مايو 18 في تحقيق الحرية الجنسية التي كانت شرارة اندلاع هذه الثورة عندما منعت إدارة المدينة الجامعية طالبة من الصعود إلى غرفة صديقته!! وهكذا ألفي البرلمان الفرنسي العقوبات الجنسية بين الراشدين المتراضين وأباح الإجهاض كاعتراف للمرأة بملكينها لجسدها والتصرف الحر في جنينها بالاحتفاظ به إن شاءت أو التخلص منه إن شاءت وقبل ذلك كانت الفرنسيات يسافرن إلى تونس للإجهاض حيث أباحت تونس المستقلة الإجهاض لهدفين تحرير المرأة من الأمومة المفروضة عليها بقوة التقاليد ونزع فتيل قنبلة الانفجار السكاني وذلك منذ عام 1991 م. 

الثورة الاشتراكية هي نمط للثورة الاجتماعية الهادفة إلى تغييرات جذرية وشاملة في البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتسهم في تغيير التكوين الطيفي للمجتمع وتحدث توازنا اجتماعيا 

وهدف الثورة الاشتراكية إقامة نظام سياسي اقتصادي اجتماعي جديد، پسهم في تغير السيادة الاجتماعية، وطبيعة العلاقات السياسية والاقتصادية، وتغيير شكل السلطة القائمة وأساليب عملها، وإقامة طراز جديد للدولة يعبر عن مصالح الطبقة العاملة مما يحقق العدالة الاجتماعية، وبناء قاعدة واسعة من الديمقراطية 

 

الشعبية، وإطلاق قدرات الجماهير من خلال توعيتها وتنظيمها وإحلال المساواة المعنوية والمادية، وتوسيع مساهمة مجموعة الناس في بناء المجتمع الجديد وهناك اختلاف في النظريات الاشتراكية والماركسية حول تلك الثورة، فالماركسية ترى أن الثورة الاشتراكية تناج طبيعي لتطور المجتمع، ونمو الطبقات الاجتماعية، خاص الطبقة العاملة القادرة على القيام بالثورة الاشتراكية، وتقويض الدولة البرجوازية، وإقامة ديكتاتورية الطبقة العاملة، وإلغاء الملكية الفردية، وتصفية الطبقات المالكة القديمة. 

وقد طور لينين هذه النظرية من خلال تحليله للنظام الرأسمالي ورأي إمكانية قيام الثورة في الحلقة الإمبريالية الأضعف وضرورة العمل لبناء الاشتراكية في بلد واحد أو عدة بلدان، واتباع سياسة التعايش السلمي بين الأنظمة المختلفة، وذلك بهدف حماية الثورة الاشتراكية وتوفير عوامل تطورها. وذهب لينين إلى إمكانية تحول الثورات الوطنية البورجوازية الديمقراطية إلى ثورات اشتراكية 

ويرى منظرو الفكر اليساري الاشتراكي في الدول النامية أن الثورات الاشتراكية حصيلة النضال التحرر من السيطرة الاستعمارية الخارجية، والاستغلال الداخلي بهدف تحقيق العدالة والمساواة وإطلاق قدرات الجماهير من خلال الديمقراطية الشعبية، وتحويل الدولة إلى أداة للتغيير الثورى، وتأميم وسائل الإنتاج الرئيسية، وإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وتطوير التعليم ليواكب المد الثوري، وتعد ثورة يوليو 1952 المصرية تطبيقا لهذه النظرية الاشتراكية. 

 

 

  • الثلاثاء PM 03:58
    2021-06-15
  • 1079
Powered by: GateGold