المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413779
يتصفح الموقع حاليا : 236

البحث

البحث

عرض المادة

المؤامرة الماسونية في بلاد الإسبان - والثورة الأسبانية

* انتقام الماسونية من الإمبراطورية الإسبانية بسبب

محاكم التفتيش في العصور الوسطى. 

* الثورة الإسبانية والحرب الأهلية وتغيير النظام الملكي

إلى جمهوري ثم ملکي رمزي من ورائه الماسونية العالمية. 

 

الماسونية تنتقم من الإمبراطورية الإسبانية التي اضطهدت اليهود في العصور الوسطى 

كانت الإمبراطورية الإسبانية من أقوى الإمبراطوريات الاستعمارية في القرون الوسطى، وعاش فيها اليهود وهم يشكلون مجموعة فريدة مثيرة للاهتمام، فكانوا منعزلين كعادتهم عن المنبع الذي يعيشون فيه، وهذا ما جلب عليهم الويلات والمطاردات فقد حرصوا على عدم الاختلاط بشعوب أخرى. 

فهم لا يؤمنون بالإنجيل ولا القرآن ولا أي دين غير الدين اليهودي وأسفار التوراة التي يطلق عليها المسيحيون العهد القديم. 

ويؤمن اليهود بالتلمود وهو أقدس من التوراة عندهم. وكان المسيحيون في الغرب الأوربي يعاملونهم على أنهم قتلة المسيح لام. 

لا يعرف التاريخ الإنساني حضارة تسمى الحضارة العبرية أو اليهودية التشتت اليهود دومأ وانشغالهم بالحروب والقتل أكثر من إقامة حضارة. 

وتحسنت أحوالهم مع دخول الإسلام إسبانيا وإقامة دولة الأندلس، فظهرت الشخصيات اليهودية مثل حاشداي بن شبروط (910 - 970 م) في مهنة الطب وأصبح وزيرا للمالية للخليفة عن الرحمن الثالث. 

وهناك صموئيل بن نغريلا الفترة من 982 - 1000 م وكان وزيرة الملك غرناطة المسلم وخلفه ابنه يوسف في نفس المنصب. 

وكذلك أبو الفضل بن حاشداي في مملكة سرقسطة عام 1066 م احتل 

 

مركزا هاما وهناك ابن ميمون القرطبي الذي احتل مكانة بارزة في الأدب والفلسفة خلال الفترة 1135 - 1204 م. 

ومع اضمحلال الإسلام في أسبانيا اضمحل معها اليهود والعبقرية اليهودية. 

وقد تعرض اليهود للاضطهاد ومعهم المسلمون حين انتهت دولة الإسلام في الأندلس، وأقيمت محاكم التفتيش التي أجبرت اليهود والمسلمين في الدخول للدين المسيحى قسرة أو الطرد من البلاد. 

ويرى بعض المؤرخين أن منشأ محاكم التفتيش إلى اليهودية إشارة إلى أن ابن ميمون الفيلسوف اليهودي قد نادي بتطبيق الكتاب المقدس في العهد القديم والذي نص على محاربة المروق عن الدين وأن يفحص المرء فحصة دقيقة فإذا شهد ثلاثة شهود عدول على هرطقة إنسان تم رجمه حتى الموت. 

ويرى البعض أن محاكم التفتيش ظهرت مع خلق الإنسان الأول وقال بها القاضي في محكمة التفتيش الإسبانية في صقلية (( لويس بارامو (1) . 

ويقول ذلك القاضي في كتابه عن محاكم التفتيش: 

إن بداية تاريخ محاكم التفتيش تكونت مع خلق العالم، وأن أول قاضي تفتيش كان هو الله وأن أول الهراطقة كان آدم وحواء، اللذان أنزلهما الله من الجنة الخيانتهما للسر الإلهى باكلهما من الثمرة المحرمة شجرة المعرفة الخير والشر،. 

وأضاف: (( إن ورقة التين التي كانت تستر عورة آدم وحواء بعد نزولهما إلى الأرض هو الثوب الأصفر اللون الذي كانت محاكم التفتيش في إسبانيا تلبسه للمحكوم عليهم بالموت أو الحرق، ارتدياه إنقاذا للنوع البشري من الخطيئة! 1. 

وذكر ذلك المؤلف في كتابة أن الله لم يكتف بذلك بل حكم على البشر 

(1) انظر كتاب اصل محاكم التفتيش المقدسة وتطورها نشر في مدريد عام 1998 م باللغة اللاتينية

وفيه بدافع ذلك القاضي عن هذه المحاكم. 

 

بالأمراض التي لا حصر لها والزلازل والأوبئة والطوفان والبرد والحروب والشدة في السعي على الأرزاق والمعيشة حتى يوم الدينونة. 

وحسب تلك النظرية الشيطانية العجيبة أباح أنصار محاكم التفتيش الحكم على البشر بالعقاب الرهيب الذي كان يتم في محاكم التفتيش من الموت مع العذاب الأليم على آلات التعذيب الشيطانية في العصور الوسطى في أوربا. 

ويرى (( باراموه أن المسيح لا كان أول مفتش محكمة تفتيش للوصايا الجديدة فقد لقب نفسه مفتشا في اليوم الثالث من ولادته عندما أعلن للملوك الثلاثة أنه ظهر في النور وبعد ذلك عندما قتل هيرود وجعل الديدان تنهش جثته؟. 

ثم انتقلت سلطة عيسى إلى بولس وبطرس والباباوات والأساقفة. ويقول المؤرخ الأمريکي شانون بي )) في كتابه الباباوات والهراطقة 

إن محاكم التفتيش الدائمة مؤسسة من المحاكم التي أقامها الجد الأعظم بصورة خاصة من أجل التحقيق مع الهرطقة ومحاكمتهم وإصدار الأحكام ضدهم وإن اصطلاح محاكم التفتيش من اللاتينية (INQUISTIO) لم تظهر إلا مع تشكيل تلك المحاكم بصورتها الحقيقية )) . 

ولم تكن محاكم التفتيش خاصة بأسبانيا وإنما كانت في كل الدول المسيحية في أوربا تحت إشراف بابا الفاتيكان الجد الأعظم 

فقد كان البابا (( كليمنت الخامس (1305 - 1214) يعين رهبانا أقوياء في سن الشباب يتمتعون بالتطرف الديني والتعصب وعدم الرحمة في تلك المحاكم وجرت على أيديهم مجازر، ومآس يشيب لها الولدان حيث أحرقوا من حكموا عليهم بالهرطقة أحياء والبطش بكل خصومهم وحصلوا على أموال الناس بالباطل، مما جعل الشعوب في بعض الدول تقوم بالانتقام من هؤلاء المفتشين وإعدامهم كما فعلوا بخصومهم (1) . 

(1) في القرن الثالث عشر شكل البابا أنبوسينس الثالث محاكم التفتيش لاعتقال ومحاكمة الزنادقة

الذين يتظاهرون بالتدين وكان ذلك اختراقا من اليهود للمسيحية للقضاء عليها من الداخل. 

 

يقول الدكتور (( لي )) في كتابه (( المواركة في أسبانيا )) : 

كان مجرد القبض على المتهم وسوقه إلى محكمة التفتيش عقوبة مريعة ذلك أن أموال السجين كلها كانت تصادر على الفور، وتنقطع علاقته كلية بالعالم حتى تنتهى محاكمته التي تستغرق من عام إلى ثلاثة أعوام، لا يعرف السجين ولا أسرته شيئا عن مصيره. 

وتصرف نفقات سجنه من أملاكه المصفاة وتنتهى ثروته وهو في السجن. 

ويتم استنطاق المتهم بالهرطقة من تلك المحاكم بأبشع أنواع التعذيب التي عرفها البشر وتعلمها من شياطين الجن. 

وأصبحت محاكم التفتيش أداة في أيدي الملوك والحكام لتعذيب وقتل معارضهيم والاستيلاء على أموالهم والتهمة جاهزة وهي الهرطقة 

وكان المحاكم التفتيش الأثر البالغ في اضطهاد اليهود في أوربا لإجبارهم للدخول في الديانة المسيحية ومحاولاتهم المستمرة في تخريبها من الداخل والانتقام من الباباوات وضرب المذهب الكاثوليكي بالمذهب البروتستانتي الذي نادي به (( مارتن لوثره الراهب الألماني الذي تعرض للمحاكمة التفتيشية والحرق على أيديها مما أدى إلى ظهور مذهبه المناهض والمعادى للكاثوليك. 

وقيام اليهود الماسون بالثورات الشيوعية في معظم دول أوربا الكبرى وتقويض الإمبراطوريات وجعلها حكومات ثورية شعبية. 

الماسونية الصهيونية والثورة الإسبانية

وقلب النظام الملكي إلى جمهوري 

نشطت الماسونية اليهودية في أسبانيا مع نشاطها في إنجلترا وفرنسا في القرن السابع عشر من خلال نشاط رجال المال اليهود، وقد أكرمت أسبانيا اليهود وسمحت لهم بتولي المناصب وجباية الضرائب 

وكان نشاط محاكم التفتيش قد نشط بعد سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس (أسبانيا) فترة حكم الملك فرديناند وإيزابيلا أي بين (1470 - 1504 م) للقضاء على اليهود والمسلمين معا. 

وفي عصر الملك (( نور کومادا، انتشرت الخلايا التخريبية اليهودية حتى إن إسبانيا قامت بطرد اليهود من أراضيها إسوة بما حدث في أوربا. 

وفي القرن السابع عشر أعاد أصحاب المؤامرة تنظيم صفوفهم وعاد اليهود إلى أسبانيا كما عادوا إلى دول أوربا كلها وأحدثوا الثورات في أكبر ممالك أوربا إنجلترا وفرنسا، وكان لهم نشاط واسع أضعف الاقتصاد الأسباني کي يعقب ذلك ثورة على النظام الملكي. 

وتكونت الخلايا الثورية وتغلغل أفرادها في المناصب الحكومية والخدمات العامة والجيش والتنظيمات العمالية. 

وخلال الفترة من 1839 إلى عام 1939 م أحيكت المؤامرة واكتملت، وتم القيام بنشاطات تخريبية لخلق الفوضى وزعزعة أركان الحكم كما حدث في روسيا القيصرية وفرنسا الملكية. 

 

جرى أول إضراب عام نظمه الماركسيون في أسبانيا عام 1865 وعام 1898 م، بعد أن أرسل زعماء الحركة الثورية العالمية السنيور فانيلي، هو تابع للثوري (( باخونين )) الذي كان صديقا لماركس وانشق عنه. 

ونشط كل من (( باخونين )) (( وفانيلي )) ، فتمكن (( باخونين )) من التأثير على القادة الثوريين في أسبانيا وإنشاء التحالف الاشتراكي الديمقراطي عام 1873 م وعمل في السر لمنع الحكومة نشاطه العلني. 

وأنشأ المحفل الماسوني المسمي محفل الشرق الأكبر تنظيمأ أخر داخل أسبانيا وتم التحالف مع الحركة الثورية وتوج هذا التحالف بقيام الثورة الأسبانية وظهور الجمهورية الأولى. 

ولقيام الجمهورية الاشتراكية نشط الماسون في العمل التخريبي ونشر الفوضى، وذلك بعد اختراق النقابات العمالية، فقامت حركة عسكرية انقلابية قام بها الجنرال (( بافيا )) ، وقام الصراع على كرسي العرش الأسباني بين أنصار الموالين لأحفاد الملك (( دون کارولز، والموالين لأحفاد الملكة (( إيزابيلا، وانتصر في هذا الصراع أنصار الملك (( دون کارولز، عام 1879 م. 

وظلت الثورة مستمرة في أسبانيا تطحن المجتمع واستمرت أعمال التصفية مستمرة عام 1888 م، وأنشأ الاتحاد العام للعمال وعرف باسم , U 

G ، وأعلنت الحكومة أنه خارج عن القانون. 

وفي عام 1910 شكلت الاتحادات العمالية المتطرفة اتحاد نقابية عرف باسم G 

, N . T ، وظل يعمل حتى عام 1913 حتى حلت الحكومة جميع النقابات بعد إثارة الفتن والاضطرابات. وفي عام 1916 أعيد تنظيم الاتحاد النقابي وعرف باسم G 

R . T ، ونشطت الحركات العمالية نتيجة الظلم الذي لحق بالعمال وظهر زعيمان من العمال هما: بيستانا، وسيغوى )) اللذان تمكنا من توحيد العمل النقابي في برشلونة.

 

وظهرت النقابات اليسارية وغير اليسارية واشتد النزاع بينهما وعمت البلاد الإضرابات والاغتيالات وارتكبت الجرائم باسم الحرية. 

وأدى هذا الأمر إلى صدور أحكام ديكتاتورية حين طلب الملك الأسباني من قائده (( بريمو دي ريفيرا، ضبط الأمور حتى لا تقوم ثورة شيوعية تسيطر على البلاد. 

وظهر الجنرال فرانكو، الذي حكم إسبانيا وكان ديکتاتورة كبيرة فيما بعد في تلك الفترة وخاصة الحرب مع المغرب. 

أما المحافل الماسونية في إسبانيا قد نشطت ونظمت اتحاد خاصتا بها أطلقت عليه الاتحاد العسكرى الأخوي، وهدفه الإطاحة بالنظام الملكي وضمت لها واحدا وعشرين جنرالا من ثلاثة وعشرين كلهم وافقوا على ما قررته الماسونية من قلب نظام الحكم في إسبانيا من الملكي إلى الجمهوري. 

ووضعت المحافل الماسونية الأموال الطائلة تحت تصرف الجنرالات للقيام بالثورة ضد الملكية ومساعدتهم في الهرب إذا فشلت تلك الثورة. 

وانضم لفرانكوه لهذا التنظيم الماسوني، وقد أكد الجنرال مولا، هذا الكلام وأيده غيره ممن انضموا إلى هذا الاتحاد الماسوني وهو الجنرال (( كانو لوبيزه حيث قال في حديثه في البرلمان الأسباني الذي يعرف (( بالكوتتس )) : لقد جمعت الماسونية منذ عام 1920 غالبية كبار ضباط الجيش تحت شعار الاتحاد العسكري الأخوي (1) . 

وصدرت الأوامر الماسونية للجنرالات التابعين لها بالإطاحة بالجنرال (( دي ريفيرا، حامي الملكية ففعلوا ذلك عام 1929 ثم كانت الخطوة التالية الإطاحة بالملكية وقد نفذ ذلك الجنرالات الماسونيون عام 1931. 

وقد ساعد الزعيم السوفيتي (( ستالين، الثورة الإسبانية أملا في تحويلها 

(1) انظر أحجار على رقعة الشطرنج - مصدر سابق.

 

إلى دولة شيوعية على نظام الاتحاد السوفيتي، فقد نشرت المجلة الفرنسية (La Jaurnalh) عام 1932 أن ستالين وعد بمبلغ مائتي ألف دولار إسهاما في تمويل مراكز التدريب الثوري في إسبانيا. 

وقد تسلم القادة الثوريون مائتين وأربعين ألف جنيه استرليني بالإضافة إلى استعمالهم أوراق نقدية مزيفة لتمويل نشاطاتهم الثورية، مع تدريب القادة الثوريين في مؤسسة لينين بموسكو. 

وانتشرت الإشاعات حول الأسرة الملكية في أسبانيا كما حدث في الثورة الفرنسية والثورة الشيوعية. 

وكعادة الدول المستبدة التى تقوم بتزوير الانتخابات جرى تزوير الانتخابات لصالح الملكية وأقرت الحكم الملكي للملك الفونسو الثالث عشر بالرغم من أن الناخبين قد صوتوا لصالح حكومة جمهورية. 

إلا أن الملك آثر التنحي عن الحكم حتى لا تحدث فتنة أهلية بين الشعب فقال في بيانه الأخيرة 

لقد برهنت الانتخابات التي جرت يوم الأحد أنني لم أعد أحظى بمحبة وتقدير شعبي، ولكنني مازلت مقتنعا أن هذه الأحوال ستتغير لأني كنت دائما أجاهد في سبيل اسبانيا وأضحى من أجلها، قد يرتكب الملك بعض الأخطاء وبدون شك لقد ارتكبت بعضها. 

لكن شعبي كان دائما صفوحا عن أخطاء الآخرين بدون أي حق أو ضفينة لقد كان بإمكاني وأنا الأسباني والملك على جمع الأسبان أن أستعمل جمع صلاحياتي للحفاظ على حقوق الملكية بوجه من يظهر أية مقاومة ولكنني آثرت أن أتنحى خوفا من أن تنقسم البلاد فيقاتل الأسباني أخاه في حرب أهلية )) . 

وقام عملاء الماسونية من الشيوعيين بتنفيذ مخطط موسكو في إحداث 

 

فتنة داخلية وجرائم اغتيالات لدفع البلاد والعباد بقبول ديكتاتورية شيوعية كما حدث في روسيا القيصرية. 

وتمكن الجنرال (( دي ريفيرا من إنشاء عشرات الآلاف من الخلايا الشيوعية في جميع أنحاء أسبانيا عام 1935 تمهيدا لإعلان الشيوعية الديكتاتورية التي تولى هو قيادتها. 

لكن الاختلاف بين القادة الشيوعيين الأسبان الثلاثة: (( مورين )) وسيرجس )) (( ونين، الذين تعلموا الشيوعية الثورية في موسكو حال دون استمرار الحكم الشيوعي في أسبانيا 

وقام (( ستالين )) بالتخلص من الزعماء الشيوعيين الثلاثة في أسبانيا بواسطة الديكتاتور الجنرال فرانكو )) . 

لقد أكلت الشيوعية قادتها كما فعلت الثورة الفرنسية بأنصارها وقادتها. 

ففي كتابه: (( الثورة والثورة المضادة في أسبانيا يقول (( مورين )) : جرت السياسة الانجليزية منذ القدم على تدمير أعدائها حتى تفرض نفسها الحمايتهم وحتى تجعل نهوضهم من جديد أمرا مستحيلا، ونحن نعرف أن أسبانيا هي ضحية إنجلترا في المقام الأول وضحية فرنسا في المقام الثاني. 

وإذا مالت إسبانيا نحو إنجلترا زادت فرنسا في اضطهادها، وما دامت فرنسا وإنجلترا كلتاهما من الدول الرأسمالية فلن يكون الحليف الطبيعي الأسبانيا لذلك كان الخط المنطقي لأسبانيا هو أن تنحاز إلى البرتغال والمانيا وإيطاليا وروسيا لأن مثل هذا التكتل سيجعل من فرنسا وانجلترا بلدين محايدين بالنسبة لها. 

ويضيف (( سيرجس )) : فقد وجه ستالين أعوانه الدعاية الكاذبة بشكل 

 

متواصل وبدون انقطاع أو أي مراعاة للحقيقة والصدق واستعملوا أسلوب التكرار والسخرية حتى أصبح هذا الأسلوب ميكانيكية بالنسبة لهم. 

هكذا اكتشف الثوريين الشيوعيين الحقيقة وانشقا عن موسكو، فكان التخلص منهم أمرا عادية لقادة موسكو (1) . 

وتقوم الخطط الماسونية في إحداث الثورات على الحكومات المستبدة إلى أخطاء الحكام أنفسهم وفساد الأنظمة الحاكمة ومن ثم إثارة الجماهير وإحداث الاضطرابات التي تواجهها الحكومات المستبدة بالعنف البوليسي تحت حجة تطبيق القانون. 

وتقضى الخطط الماسونية بإثارة الشعب عن طريق القادة الثوريين الذين يتوارون عن الأنظار تاركين الشعب من العمال والكادحين لمواجهة ظلم الدولة وتصدى البوليس لهم وتسقط الضحايا ويبقى أنصار أصحاب المؤامرة ينتظرون لحظة استلام السلطة. 

وهذا ما حدث في أسبانيا حين خطط الماسون للاستيلاء عليها، ففى عام 1939 قام مدبرو الحركة الثورية العمالية بإرسال العملاء إلى مدريد وكلهم عملاء موسكو، وكان على رأسهم السفير الروسي رونبرغ )) (( وديمترونف الذي حكم مدريد أبان الحرب الأهلية. 

وتولى (( افسنكو، قيادة الجيش (( الكاتالاني الأحمر، وثم ينتظم منظمة تشيكاس، (Chekas) للجاسوسية والإرهاب خلف الثورة. 

وتم تشكيل تنظيم (( سرايا الطوارئ )) لملاحقة الفاشيين وتصفية أعداء المخطط الماسوني، وقد قام هذا التنظيم بقتل واغتيال العديد من الشخصيات، 

(1) فرر ستالين التخلص من الشبان الثلاثة مورين )) (( وسيرجس )) (( ونين، بعد أن أدوا دورهم في

الحرب الأهلية وانشقوا عليه فأمر بتصفيتهم على أن يفهم أنه استشهاد في سبيل الشيوعية فارشد الشيوعيون أنفسهم وفرانكو، على مكان دمورين، فيتم محاكمته وإعدامه، ثم قتل الشيوعيون سيرجس وكذلك (( نين، قتل في ظروف غامضة وأعلن أنه قتل على يد أعداء الشيوعية 

 

ومن الحوادث الإرهابية في تلك الفترة ما حدث في شهر تموز 1939 من قيام تلك المنظمة من قتل راهبات الدومينيكان في برشلونة، وأيضا مقتل ستة عشر رجلا يعملون في التمريض بمستشفيات ببرشلونة وغيرهما من الجرائم الأخرى التي ترتكب عادة من قبل الشيوعيين الماسونيين في أي دولة تسيطر عليها، ولذلك فإن شعارها وعلمها اللون الأحمر الذي هو لون الدم. 

وذكر (( دي فونتاريز، في كتابه (( الرعب الأحمر في مدريد )) أن أفراد منظمة (( تشيكاس )) التي أسسها (( ديمتريف ووزنبرغ )) كانت ترعب لناس وتعذبهم عذابا شنيعة. 

وبعد رحيل الملك الأسباني وقيام الجمهورية الاشتراكية يقول (( مولا (Mola) إن المحافل الماسونية انتشرت في أسبانيا حتى إن المسؤولين كانوا ينضمون إليها خوفا من البطش بهم 

بعد انتخاب الحكومة الاشتراكية في أسبانيا ورحيل الملك عن البلاد، حدث انجراف واسع النطاق نحو الانضمام إلى محافل الشرق الأكبر الماسونية وقد فكر المسؤولون والرسميون أنهم بطلبهم الدخول إلى هذه المحافل سيكونون بمأمن من الظلم الذي كانت تمارسه الأكثرية الماسونية في الحكومة. 

وأنهم بهذا الطلب يبرهنون عن إيمانهم بالحكم الجمهوري وبذلك ينجون من خراب محتم 

وبعد إلغاء الملكية في اسبانيا تابعت الماسونية تنفيذها مخططها من تحويل البلاد إلى العلمانية المتحدة وتطبيق الشيوعية الماركسية، فكان عليها مهاجمة الدين الذي يؤمن به الشعب فقاموا بحملة واسعة ضد السلطة الأبوية والكنسية. 

ففي اجتماع نادي (( اتينو، (Ateneo) في مدريد لدراسة البرنامج السياسي التحقيق هذا الهدف، تم وضع النقاط الآتية للوصول إلى الأهداف المرجوة 

أولا: خلق نظام ديکتاتوري جمهوري. 

 

ثانيا: مصادرة ممتلكات الهيئات الدينية. 

ثالثا: اتباع سياسة التأميم 

رابعا: القضاء على وكالات الصحافة المعادية للنظام الديكتاتوري. 

خامسا: تسريع الجيش والحرس الأهلى واستبداله بالجيش الجمهوري الذي يتم اختياره من الطبقات الدنيا حتى يسهل السيطرة عليهم. 

سادسا: معاقيه أي مسؤول عن عمل غير شرعي في ظل الديكتاتورية فورا. 

وتم وضع دستور للبلاد بهدف القضاء على سلطة الكنيسة والتخلص من رجال الدين وفي كانون الأول 1932 تم تأسيس (( الرابطة الإلحادية، وتم تمويلها من أموال الشعب. 

ثم جاء الدور الثاني من المخطط وهو خلق روح الفوضى في الشعب فبدا النشاط الثوري وكان الهدف منه التمهيد لإقامة حكم شيوعى لتحقيق نبوءة لينين إن أسبانيا ستكون الدولة الشيوعية الثانية في أوربا حتى إن (( لارغو كالبيرو، الشيوعي الذي قاد انقلابة شيوعية فاشلا يقول: سأكون أنا لينين الثاني الذي سيقوم بتحقيق نبوءة لينين )) . 

وحاول الشيوعيون الوصول إلى الحكم فاستغلوا الظروف الفوضوية التي تعيشها أسبانيا بعد القضاء على الملكية، واستعملوا الطرق الشيوعية التي تعتمد على أصول ضرورية كالتعذيب والاغتصاب والإحراق والقتل. 

وبالفعل أدت الطرق الشيوعية للوصول إلى الحكم إلى أن الرئيس الأسباني (الكالازامورا) (Alcal Zamora) قام بحل المجلس التشريعي عام 1939 وحدد موعدا للانتخابات العامة. 

قام المناهضون للشيوعية بحملة مضادة بينما كانت الدعاية للشيوعية تتم على قدم وساق، عن طريق نشرة تدعى (( أصدقاء روسيا )) . 

وبعد انتخابات غير عادية لم يشهد لها مثيلا في التاريخ الأسباني حتى 

 

إن الرئيس زامورا قال: (( وصلت الجبهة الشعبية إلى السلطة في 16 شباط بفضل نظام انتخابي سيء جدا وغير عادل أبدا، وبفضل هذا النظام توصلت الجبهة الشعبية لنيل أكثرية تقريبية بينما هي في الحقيقة لا تشكل إلا أقلية بعيدة عن الفوز )) . 

وتحالف الشيوعيون مع جبهة أخرى هي الباسك وغيرهم وشكلوا مجلسا يتولى إعادة الانتخابات في جميع المحافظات وتأكد نجاحهم في هذه الإعادة ونالوا الأغلبية التي مكنتهم من تشكيل الحكومة. 

وتشهد الوثائق أن حكم الرئيس دي ريفيرا الديكتاتوري قد خلف نحو 2500 قتيل وسبعة انتفاضات وتسعة آلاف إضراب، وخمسة تأجيلات للميزانية وحل ألف مجلس بلدي وتوقفت 114 جريدة عن الصدور وظل هذا الحكم الديكتاتوري نحو سنتين ونصف السنة انتهت في عام 1921. 

أما في الأسابيع التالية لحكم الشيوعيين الماسونيين برئاسة (( ازانا وكاباليرو، (( وبريتو، حدثت أمور عظام منها. 

اغتيالات وسرقات في القيادة السياسية نحو 58 حادثة، وفي المؤسسات الخاصة نحو 105 حوادث وفي الكنائس 39 حادثا وحرائق في القيادة السياسية نحو 12 حريقة والمؤسسات الخاصة نحو 60 حريقة وفي الكنائس 109 حرائق. 

وأما عن أعمال الشغب فحدث 11 إصرابة، وانتفاضات نحو 169، وقتلى 76، وجرحى نحو 364. 

كان هذا نتاج أسابيع في السنة الأولى للحكم حتى أن كالبيرو يقول: يجب أن ندمر أسبانيا حتى تصبح لنا وفي يوم الانتقام لن نترك حجرة على حجر. 

وقال أيضا: قبيل الانتخابات كنا نسأل عما نريده، ولكن الآن وبعد الانتخابات سنأخذ ما نريد بأي وسيلة كانت ويجب على اليمينيين أن لا 

يتوقعوا أي رحمة من العمال لأننا لن نخلى سبيل أحد من أعدائنا. 

ولاشك أن الوجه الذي يظهر به الشيوعيون أمام العامة قبل الوصول إلى كراسي الحكم غير الوجه الذي يكونون عليه وهم ممسكون بزمام الأمر. 

فاخذقائد الثورة (( ززانا، قد ظهر للشعب على أنه صاحب أفكار تحريرية يؤمن بالاشتراكية ولا بعادي الدين، ويحتج على الإرهاب ومن يقومون بالعمليات الإرهابية، ولكن حين وصل للسلطة قام بالقضاء على المجالس الدينية ومدارسها وعهد إلى (( فرانسيسكو فرار، بتأسيس المدارس العلمانية 

لقد أراد تحويل الشباب نحو الشيوعية منذ نعومة أظافرهم في المدارس الأولية .. وقد حوكم فرانسيسكو، فيما بعد بتهمة الخيانة العظمى وصدر الحكم بإعدامه وثارت ثائرة محفل الشرق الأكبر في باريس. 

لقد استطاع الشيوعيون خلال فترة حكمهم إزالة احترام رجال الدين من نفوس الأطفال وتربية الشباب الثوري على أساس تفكيك روابط الأسرة التي هي الدعامة الأساسية للمجتمع وإدخال فكرة أن آباءهم هم طبقة من الرجعيين متأخرين بسبب تمسكهم بالدين. 

وجرى تدريب المراهقين عن طريق المرافقة والمصاحبة حتى يتم تحويلهم إلى شباب متحلل من جميع القيم، ثم بعتاد الشباب المدربون حديثة على أعمال التخريب بعد إدخالهم في مجموعات يقودها قادة شيوعيون، ويدرب هؤلاء القادة الشباب على الأعمال المخلة بالنظام والقانون. 

واستعمل الشيوعيون قصص الإجرام من أفلام وتمثيليات جنسية كجزء من حربهم النفسية، وإثارة الدوافع الشريرة الكامنة داخل الشباب. 

كل هذا التخطيط يؤكد المبدأ الثوري القائل: (( لا يمكننا أن نحقق بسرعة إصلاح ملحدأ جدأ إلا عن طريق عمل ثوري. 

وكان (( لينين )) يقول: سيجب أن تكون عملية سرقة بنك من البنوك أو 

 

نسف مركز للشرطة، أو تصفية خائن أو جاسوس جزءا من التدريبات التي يتمرن عليها الشاب الثورى )) .. 

وأدت الثورة الشيوعية إلى إحداث حرب أهلية في أسبانيا بدأت في 1939، وجرت المجازر البشرية بين الشيوعيين أنفسهم واغتيل ثلث ضباط أسبانيا على حين غرة وببرودة متناهية وكان التبرير لهذه الأعمال بأنها ضرورية 

واستطاع الجنرال فرانكو، القضاء على الثورة الشيوعية ويتولى حكم البلاد حكم ديكتاتورية أيضأ كممثل للماسونية در 

وهكذا استفادت الماسونية من قتل الاشتراكيين والشيوعيين والفاشيين والنازيين. 

هكذا نرى الكل قطع شطرنج في أيدي الماسونية العالمية، وفي النهاية اعاد فرانكو الملكية إلى أسبانيا بعد انتهاء فترة حكمه بموته. 

ويجدر بالذكر أن الحرب الأهلية في أسبانيا حين قامت انقسمت البلاد إلى فئتين: (( الموالين )) وهم جميع الفئات اليسارية التي جمعتها الجبهة الشعبية تحت لوائها (Loyalists) . 

والفئة الثانية (( الوطنيون، (Nationalists) وهم جميع الفئات التي انضمت تحت قيادة الجنرال فرانكو (1) وضمت كل الأحزاب اليمينية. 

وانقسم الشيوعيون أنفسهم إلى قسمين الأول يريد اتباع منهج ستالين والثانية تدعو إلى الماركسية. 

وقد نجحت الماسونية العالمية في تحقيق أهدافها في أسبانيا من إثارة الاضطرابات وإشاعة الفوضى وتفويض الملكية والتي عادت بشكل رمزي آخر الأمر. 

(1) بدات الثورة في يوليو 1939 بقيادة فرانكو في مراكش العربية التي كانت محتلة من اسبانيا

وبمساعدة الجيش المغربي الذي أعطى وعدأ بالاستقلال، وتلقى فرانكو، المساعدات الهائلة من إيطاليا والمانيا وزودت حركة فرانكو، على الشيوعيين بالطائرات والطيارين والذخائر واتبعت انجلترا وفرنسا سياسة عدم التدخل ومساعدة فرانكو من خلف الستار. 

 

وهكذا نرى أن ما صنعته الماسونية العالمية من تقسيم الشعب داخل أي دولة إلى فئات متصارعة كما حدث في العراق ويحدث في لبنان حاليا كلها سياسة قديمة متكررة استخدمها أيضا الاستعمار القديم البغيض ويستعملها أيضا الاستعمار الحديث الدنيء. . د 

وهي سياسة التفرقة بين أبناء الشعب الواحد والتي كان يطلق عليه سياسة (( فرق تسد )) وهي ذات ألوان مختلفة، تقوم على التفرقة والتقاتل بين أبناء الشعب الواحد كما قلنا، وهذا يستلزم قيام حروب أهلية تراق فيها الدماء وتجرى أنهارة إرضاء لأسياد الماسونية. 

  • الاحد PM 05:57
    2021-06-13
  • 1585
Powered by: GateGold