المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412224
يتصفح الموقع حاليا : 350

البحث

البحث

عرض المادة

من الحرب إلى الثورة

* حروب داخلية وتحالفات في أوربا من ورائها الماسونية

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. 

* اغتيالات تسبق الحرب العالمية الأولى لكثير من ملوك أوربا تنتهي باغتيال ولي عهد النمسا وزوجته في

صربيا، بأيدي الماسون. 

* وانقلابات في أنظمة الحكم بعد الحرب العالمية الأولى

في روسيا وألمانيا من الملكية إلى الجمهورية. 

 

حروب وتحالفات في أوربا من ورائها الماسونية تنتهي بالحرب الكبرى 

الم تهدأ القارة العجوز خلال القرون الماضية إلا قليلا، فقد استحکم الصراع على الأرض وتكوين الامبراطوريات ولزم ذلك قيام حروب بين تلك الدول الصغيرة تبدأ وتنتهي بتحالفات ومعاهدات. 

وظلت الإمبراطورية البريطانية هي الأقوى دومة تنافسها الامبراطورية الفرنسية، إلا أن فرنسا بعد (( نابليون بونابرت، قد أفل نجمها قليلا، وخرجت تلك الدول تتوسع على حساب الدول الأخرى الصغيرة في القارات المختلفة. 

وكانت هناك حروب صغيرة بين دول صغيرة في أوربا نتج عنها تكوين دول تعرف الآن بالدول الكبرى في أوربا مثل الاتحاد الألماني الذي قاد الحرب العالمية الأولى والثانية ومازال له التأثير الأكبر في أوربا كلها. 

توحدت ألمانيا وأصبحت إمبراطورية موحدة في عهد الملك البروسى وليم الأول عام 1871 م، وكان الألمان يطلقون عليه الأكبر، وكانت تلك الإمبراطورية 

عبارة عن إقطاعيات كبيرة وإمارات ومدن وقرى عليها حكام من ملوك ودوقات ومركيزات وفرسان وكانت أكبرها مملكة بروسيا وبافاريا. 

وكانت بروسيا على ضفتي نهر الراين، وهناك بروسيا الغربية تفصلها عدة ولايات أخرى مستقلة لها نظامها الخاص ونشأت فكرة توحيد تلك المدن اتحاد اقتصاديا ثم توحدت سياسية بواسطة نشاط الماسوني (( بسمارك، وكان 

 

مستشارة ووزيرة للملك وليم الأول. 

وتكونت الامبراطورية الألمانية من تلك الدول والمقاطعات والمدن الصغيرة. 

وكان (( بسمارك )) من أسرة أرستقراطية تخرج في جامعة بوتنجن في هانوفر 1830 وانتخب عضوا في البرلمان البروسي 1849 وعمل سفيرة لبروسيا في موسكو ثم سفيرة لها في باريس ثم تولى الوزارة في عهد (( وليم الأول )) وعهد إليه بتجميع الدول الجرمانية في اتحاد فكون الإمبراطورية الجرمانية. 

وكان ظهور الإمبراطورية الجرمانية من مجموعة مدن وقرى وإقطاعات ضمت للملك البروسي لتكون الامبراطورية الألمانية ضيعة الماسون أو القوة الخفية لمواجهة الامبراطورية الروسية والمملكة البريطانية وتمهيدا لحروب عالمية قادمة تخطط لها أيضا. 

فقد ظهرت الإمبراطورية الفرنسية عام 1804 (1) بعد أن اجتاح نابليون بونابرت بجيوشه دول أوربا وثم أعلن نفسه إمبراطورة، وعين أخوته ملوكة على الدول الأوربية التي أخضعها، وكان نابليون أيضا صنيعة القوة الخفية الماسونية، فلما أدى دوره تم الاستغناء عنه وقضى عليه. 

ودائما نرى بريطانيا تلك المملكة الصغيرة القوية التي أنشأتها القوة الخفية تقوم بدور الشرطى في أوربا في الوقت المناسب ثم في العالم حتى أصبحت أقوى إمبراطورية لا تغرب الشمس عن أراضيها التي احتلتها فترة طويلة من الزمان. 

ولأن (( بسمارك )) كان ماسونية فقد كان على علم بمخططات الماسون ومنها تقسيم الولايات المتحدة إلى دولتين متنازعتين وحرب أهلية طاحنة وقد صرح بذلك (لكونراد) الذي قام بنشرها، فقال بسمارك له:. 

إن تقسيم الولايات المتحدة إلى دولتين فيدراليتين متساويتين في القوة 

(1) تنازل نابليون عن العرش بعد هزيمته أمام روسيا وألمانيا عام 1814 م.

 

قررته القوة المالية الكبرى - أي القوة الماسونية الخفية. في أوربا قبل الحرب الأهلية، فقد تخوف أصحاب المصارف الأوربيون إن بقيت الولايات المتحدة أمة واحدة وحصلت على استقلالها الاقتصادي والمالي من أن تقلب سيطرتهم المالية العالم رأسا على عقب (1) . 

- ومن الحروب التي شهدتها أوربا قبل الحرب العالمية الأولى بين دول صغيرة تكونت بعدها إمبراطورية أو مملكة، ما حدث من محاولة إعادة الإمبراطورية الرومانية القديمة وذلك بعد غزو نابليون بونابرت لإيطاليا، وكانت الولايات الإيطالية متفرقة خاضعة للدول الكبرى من حولها مثل النمسا وألمانيا.

وكان قضاء نابليون على الإقطاعيين في إيطاليا السبب القوى في ظهور طبقة من الشعب تطالب بالوحدة بين الولايات الإيطالية طمعا في إعادة أمجاد الإمبراطورية القديمة. 

فقد كانت الإمبراطورية النمساوية قد وضعت يدها وسيطرتها على مقاطعات إيطاليا مثل مقاطعة (( لمبارديا، منذ عام 1713 م وأيضا (( البندقية وجزرها وكذلك (( تريستا، وساحل (( المشيا )) . 

وقامت الثورة في المدن الإيطالية عام 1848 يقودها زعماء محليون ثم تولت مملكة (( بيدمنت )) زعامة الثورة الداعية للوحدة بقيادة ملكها (( شارل ألبرت )) من أسرة سافوى، وحارب النمساويين وطردهم من المبارديا، ثم أكمل مشوار الوحدة ابنه (( فيكتور إيمانويل )) . 

أوكل الملك (( إيمانويل )) كما فعل الملك البروسى أمر تكون الإمبراطورية الإيطالية وتوحيدها إلى زعيم سياسي هو (( كافور، الذي ينتمي إلى أسرة عريقة في مملكة (( بيدمنته أو سردينيا وكانت له صحيفة سياسية تسمى البعث )) ينشر فيها أفكاره عن الوحدة والاستقلال. 

وعمل (( کافوره على توحيد إيطاليا تحت ملك (( آل سافوى )) واستعان بدعم 

(1) انظر حكومة العالم الخفية،, 1921

La Vieille France , N 216 , March 

 

الدول الكبرى الموجودة في هذا الوقت من أجل تحقيق وحدة إيطاليا. 

ومن خلال تقوية مملكة (( سردينيا، اقتصاديا وعسكرية وتكوين جيش قوي وضم السياسيين الأقوياء من الماسون أمثال (( مازيني )) استطاع (( کافور، والذي كان ماسونية أيضأ من تحقيق الوحدة الإيطالية. 

وكانت خطة الماسونيين لتحقيق الوحدة الإيطالية هي إدخال النمسا في حرب مع فرنسا مقابل إعطاء فرنسا مدن (( نيس وسافوى )) ، وبالفعل أعلن نابليون الثالث إمبراطور فرنسا الحرب على النمسا واحتلت الجيوش الفرنسية لمبارديا، إلى مملكة (( بيدمنت )) وحققت الجيوش الفرنسية انتصارات على النمسا في معركتي (( ماجنتا وسلفرينو )) . 

وانضمت الولايات الإيطالية الصغيرة إلى مملكة (( بيدمنت )) تحت حكم الملك فيكتور إيمانويل، الذي توج ملكة على تلك الولايات التي أطلق عليها إيطاليا الموحدة عام 1890 م. 

ولم تنضم البندقية وروما في هذا الاتحاد الإيطالي حين نشأته 1890 م وإنما ضمت البندقية له بعد أن انضمت إيطاليا في الحرب البروسية على النمسا لصالح بروسيا فنالت البندقية مكافأة لها على ذلك بعد هزيمة النمسا. 

وفي عام 1870 تم الاستيلاء على روما التي كانت تحت الحماية الفرنسية حين قامت الحرب بين فرنسا وبروسيا وسحبت فرنسا حاميتها من روما، فدخلها الإيطاليون وأصبحت عاصمة دولتهم الموحدة. 

ونلاحظ أن في تكوين وتوحيد الدول الأوربية في ممالك قد تم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إضافة إلى قيام نزاعات وحروب بين الدول الأخرى كلها مهدت لقيام حرب كبري شملت أوربا كلها. 

ومن تلك الحروب الحرب بين فرنسا وألمانيا والسبب كان خوف فرنسا التي كان يحكمها نابليون الثالث الماسوني من قيام ثورة في إسبانيا عام 1898 

 

أدت إلى طرد ملكتها (( إيزابيلا، وأعلن الثوار قيام ملكية دستورية وتم اختيار الأمير اليوبولد، وهو من أسرة بروسية الأصل تسمى أسرة (( هوهنزولرن )) . 

وخشى الماسون في فرنسا قيام وحدة بين الملكية الجديدة في إسبانيا والملكية في بروسيا التي أصبحت فيما بعد بسنوات الاتحاد الألماني. 

وأثارت الماسونية في فرنسا الأمر خطورة رغم تخلى الأمير (( ليوبولد، عن العرش الأسباني وتعهد الملك البروسى وليم الأول عدم التدخل في الشأن الأسباني، مما أدى في نهاية الأمر إلى الحرب بين بروسيا وفرنسا. 

وقامت الحرب بين فرنسا وبروسيا انتهت بهزيمة سريعة لفرنسا، واضطر الإمبراطور الفرنسي إلى التسليم بعد موقعة (( سيدان )) بعد أن وقع في أسر القوات البروسية، وتفاقم الأمر في تلك الحرب إلى هزيمة منكرة للإمبراطورية الفرنسية وسقوطها حتى إن الطريق انفتح أمام الجيش البروسي المانيا) لدخول باريس، ودافع الفرنسيون عن باريس وصدوا الهجوم الألماني، وتم إعلان النظام الجمهوري في فرنسا وإلغاء الملكية مرة أخرى. 

واضطرت فرنسا بعد الهزيمة الساحقة إلى عقد معاهدة (( فرنكفورته والتي تنازلت بمقتضاها عن (( الألزاس )) (( واللورين )) على الحدود الفرنسية الألمانية للمملكة المنتصرة بروسيا وظل هذا التنازع قرابة مائتي عام. 

وكان لهذا الانتصار الذي قاده بسمارك السبب الكبير في توحيد الولايات الألمانية وإعلان الوحدة الألمانية كما ذكرنا عام 1871 ومن الحروب التي قامت في تلك الفترة وكان من ورائها الماسونية تلك الحرب التي قامت بين روسيا وتركيا في عام 1877 م بعد ما ضمنت روسيا حياد النمسا في تلك الحرب بعد وعدها بأن توافق على ضم البوسنة إلى النمسا. 

وقبل ذلك عام 1875 ظهرت مشكلة البلقان حيث قامت ثورة الهرسك التي كانت خاضعة للحكم التركي بسبب قسوة حكمهم وفرض الضرائب عليهم، 

 

وانضم الصرب والجبل الأسود وبلغاريا مع الثوار من الهرسك ضد تركيا. 

ثم أعلنت صربيا والجبل الأسود الحرب على تركيا، وكانت الدول الأوربية الأخرى ترغب في القضاء على التسلط والحكم التركي لبلاد البلقان. 

وامتدت الثورة على الأتراك حتى أعلنت روسيا كما ذكرنا الحرب عليها عام 1877 واستطاعت روسيا أن تتقدم منتصرة على الأتراك حتى وصلت مشارف القسطنطينية. 

عندئذ تدخلت الإمبراطورية البريطانية لمنع الإمبراطورية الروسية الوصول إلى العاصمة التركية فساعدت الأتراك بأسطولها البحري الذي وصل إلى الدردنيل لمنع تقدم الجيش الروسي وذلك حتى لا تصبح روسيا قوة في القارة الأوربية. 

وتم عقد الصلح بين روسيا وتركيا وعقد معاهدة سان استيفانو في مارس 1878 م ثم مؤتمر برلين 1878 م. 

ففي معاهدة سان استيفانو نصت المعاهدة على استقلال رومانيا والصرب والجبل الأسود استقلالا تاما، بل وتنازلت تركيا لروسيا عن بعض مناطق تابعة لها في القوقاز. 

واعترضت بريطانيا على هذه المعاهدة مما دعى المستشار الألماني بسمارك للتدخل والتوسط وعقد مؤتمر برلين الذي قبلت فيه روسيا شروط جديدة لصالح النمسا وبريطانيا. 

ومن القرارات التي اتفق عليها في المؤتمر هو وضع البوسنة والهرسك تحت الحماية النمساوية ومنح روسيا مقاطعة (( بساربيا )) ، وضم (( قبرص )) إلى المملكة البريطانية. 

ونشا الحلف الألماني النمساوي بعد ذلك المؤتمر وبداية لظهور الاتحاد الألماني الذي أسسه بسمارك وظلت شروط هذا الحلف إلى بعد الحرب 

 

العالمية الأولى، وكان الحلف قائما على المشاركة والدفاع لكل البلدين ضد أي اعتداء عسكري من روسيا. 

ونشات التحالفات في أوربا بداية من الحلف النمساوي الألماني ثم الحلف النمساوي الألماني الروسي عام 1881. 

وكانت روسيا تريد تحسين علاقاتها مع جيرانها، وكان لهذا الاتفاق الأثر الفعال لأنه يقضى إذا وقعت إحدى الدول الثلاث من حرب مع دولة أخرى رابعة على الدولتين الأخريين أن تحتفظا بحيادهما فلا تدخلان في تلك الحرب بأي شكل من الأشكال. 

وفي عام 1882 تم الحلف النمساوي والألماني والإيطالي ونص الحلف على أن تساعد كل دولة حليفتها إذا هاجمتها دولة أخرى وأن تقتصر مساعدة النمسا لألمانيا في حالة مهاجمة الدولتين من الدول الكبرى لها 

وفي عام 1887 تم الحلف التأميني بين ألمانيا وروسيا لخوف مستشار المانيا بسمارك من وقوع حرب بين بلاده وروسيا وفرنسا في وقت واحد وكان هذا الحلف تجديدا لما قد سبق في عام 1881، وينص على الحياد إذا حدث حرب بين إحدى الدولتين مع دولة أخرى، واعتراف ألمانيا بنفوذ روسيا في 

بلغاريا. 

وفي عام 1893 كان الحلف الروسي الفرنسي لتقوية مراكز البلدين في أوربا وأن تؤيد كل دولة الأخرى عسكرية إذا حدث عدوان من ألمانيا على إحداهما، وظلت بنود الحلف سرية حتى علم بها إمبراطور ألمانيا عام 1895. 

وقد أدت هذه التحالفات إلى خلق التوتر السياسي والعسكري بين الدول الكبرى في القارة الأوربية وهذا ما كان يهدف إليه الماسونيون وأدى إلى تحقيق أهدافهم الكبرى من قيام حرب كونية أولى في أوربا أثرت على العالم كله 

 

اغتيالات تسبق قيام الحرب العالمية الأولى

 

قبل قيام أي حرب تقوم مجموعة عوامل تعد أسبابا لقيام الحرب، ومنها الاغتيالات السياسية تقوم بها المنظمات السياسية السرية وتسمى أحداثا ثورية. 

ففي عام 1898 م أواخر القرن التاسع عشر تم اغتيال إمبراطورة النمسا. ثم اغتيل الملك هومبرت عام 1900 م. ثم اغتيال ملك البرتغال وولي عهدها عام 1908 م. واغتيل الرئيس الأمريكي ماكينلى عام 1901 م. واغتيل الغراندوق سرجيوس الروسي عام 1905 م. 

واغتيل ولى عهد النمسا وزوجته في أواخر شهر يونيو 1914، وهذا الاغتيال كان بمثابة الشرارة التي فجرت الحرب العالمية الأولى والتي خسر العالم فيها تسعة ملايين من البشر دون ذنب، ولم يفز من تلك الحرب وغيرها إلا مدبروها من الماسون. 

انتهت الحرب العالمية الأولى التي دامت ثلاث سنوات وقد تحطمت أربعة إمبراطوريات في أوربا، الإمبراطورية الألمانية، وإمبراطورية النمسا وهنغاريا وروسيا. 

إضافة إلى أن معاهدة فرساي التي عقدت بعد انتهاء الحرب كانت السبب في قيام الحرب العالمية الثانية. 

 

نعود إلى جذور البلاء وهم الماسون ودورهم في هذه الحرب. 

فقد قرر قادة الحركة الثورية العالمية من الماسونية وحلفائهم وقد عقدوا اجتماعهم الهام في سويسرا التي جعلها الروتشيلديون بلدأ محايدة، قرر القادة أنه أصبح من الضروري إزالة الملك كارلوس ملك البرتغال حتى يتم تأسيس جمهورية في البرتغال. 

فأصدروا أمرا باغتياله عام 1907. 

وفي كانون الأول 1907 ألقى ميغالهايس، رئيس محفل الشرق الأكبر الماسوني في البرتغال محاضرة في باريس أمام المحافل الماسونية وكان موضوع المحاضرة تغيير نظام الحكم في البرتغال من الملكية إلى الجمهورية. 

وبعد أسابيع قليلة تم اغتيال ملك البرتغال وابنه ولى العهد. 

وفي ساعات قليلة تم الإطاحة بالملكية وأعلنت الجمهورية في البرتغال (1) . 

وفي عام 1912 م اجتمع قادة الحركة الثورية العالمية وكبار رجالات الماسونية الأوربية في سويسرا وقرروا اغتيال الأرشيدوق فرانسيس فرديناند ولي عهد النمسا، وذلك تمهيدا لقيام الحرب العالمية الأولى. 

وكان ولي عهد النمسا المطلوب اغتياله وقتها يدعو إلى إقامة اتحاد في دول البلقان تحت زعامة آل هابسبورغ. 

نشرت مجلة (( ريفيو إنترناشيونال دي سوستيه سيكرت، التي يحررها م. جوين کلمات قالها مسؤول ماسوني كبير في سويسرا لدى بحث موضوع وريث 

(1) جاء في نشرة معفل الشرق الأكبر في بلجيكا 1910 ص 92 فول (( فيرغون )) خطيب المجمع

الماسوني للشرق الأكبر في اسبانيا: (( ألا تذكرون ذلك الشعور العميق بالفخار الذي أحسسنا به لدى إعلان الثورة البرتغالية فقد تم في ساعات قلائل الإطاحة بالعرش وانتصار الشعب وإعلان الجمهورية ... ولكننا نحن يا إخوتي نحن الذين نفهم، نحن نعرف التنظيمات المدهشة لإخواننا البرتغاليين ... ونحن نعلم سر ذلك الحدث المجيده. 

 

عرش النمسا قال: (( إن الأرشيدوق رجل نبيه، ومما يؤسف له أنه محكوم عليه، سوف يموت على درجات العرش (1) . 

وفي 28 يونيو 1914 أثناء زيارة ولي العهد وزوجته إلى البوسنة وفي طريقه مع زوجته إلى حفل استقبال في سراييفو ألقيت داخل عربته قنبلة سرعان ما أمسك بها ولى العهد وقذفها خارج العرية. 

وأثناء عودته من حفل الاستقبال وفي نفس المكان الذي ألقيت فيه القنبلة خرج من بيت الجمهور شاب صغير السن من (( صربيا، في التاسعة عشرة من عمره وأطلق رصاصتين أصابت إحداهما الأرشيدوق ولى العهد في عنقه فأردته قتيلا وأصابت الأخرى زوجته في بطنها وبعد مرور عدة دقائق فارق الاثنان الحياة (2) . 

وأشارت التحقيقات التي أجريت مع منفذي محاولة الاغتيال الفاشلة أي الذي ألقي القنبلة له ضلوع في الماسونية الأوربية في الحادث وتدبير بواسطتهم ففي 12 تشرين الأول 1914 جاء في تحقيقات المملكة العسكرية اللجاني الذي ألقي القنبلة على عربة ولى العهد ولم تنجح محاولته. 

قال رئيس المحكمة للمتهم - ويدعى كابرينوفيك )) (Cabrinovie) . 

- أخبرني عن المزيد من البواعث، هل كنت تعرف قبل القيام بالمحاولة أن تانكوزيك، وسيجانوفيك )) من الماسونيين؟ وهل أثر على قرارتك كونك ماسونية مثلهم

أجاب كابرينوفيك: نعم. 

(1) نشر ذلك الخبر في المجلة المذكورة في 15 أيلول 1912 قبل الاغتيال الذي تم في 1914

(2) كان الجاني من مواليد صربيا ويدعي جافر بلوبرنسيب، وعضوة في جمعية ماسونية تدعى (( اليد

السوداء، يتزعمها رئيس المخابرات العسكرية وكانت الجمعية تحظى بدعم روسيا، وهدف المؤامرة الحيلولة دون توحيد السلاف في مملكة متحدة كما كان يريد ولى العهد النمساوي، ولم يتم إعدام القاتل لصغر سنه 

 

المحكمة: هل تلقيت منهم الأمر بتنفيذ الاغتيال؟ 

أجاب: لم أستلم من أي كان أمرا بالاغتيال وكل ما فعلته الماسونية هي أنها قوت عزيمتي والقتل مسموح به في الماسونية، وقد أخبرني سيجانوفيك أن الماسونية كانت قد حكمت على الأرشيدق (( فرانز فرديناند )) بالموت منذ أكثر من سنة. 

وقد قرر الكونت (( زيرين )) وهو صديق حميم للأرشيدوق أنه كان يعلم أن محاولة لاغتياله وشيكة الوقوع وقد أخبره بذلك قبل الحرب بسنة أن الماسونيين الأحرار قرروا اغتياله. 

ولم يكن اغتيال ولي العهد سوى الشرارة الأخيرة التي فجرت نيران الحرب العالمية الأولى، فقد سبقها أحداث أخرى جعلت الدول الكبرى تستعد للحرب منذ سنوات. 

فألمانيا وبريطانيا أنفقتنا أموالا طائلة على بناء أسطولهما الحربي، حيث كان الحسم في الحرب بالأسطول الحربي لكل دولة اشتركت فيها. 

قامت الحرب بعد شهر من اغتيال ولي العهد النمساوي حدثت خلالها اتصالات سرية بين النمسا وألمانيا أيدت ألمانيا حليفتها النمسا فيما تريد، فأرسلت النمسا إنذارا إلى صربيا تتهدد وتتوعد وتملى عليها شروطأ منها حل الجمعيات الوطنية التي تقوم بالدعاية ضد النمسا وإغلاق الصحف ومراقبة المدارس، ومصادرة الكتب التي تبث الدعاية ضد النمسا، وعزل القادة والموظفين المشهور عنهم كراهيتهم للنمسا، وإلقاء القبض على شخصية تم تحديدها. 

وافقت (( صربية، على بعض الطلبات ولم توافق على البعض الآخر مما اعتبرته النمسا تحديا لها فأعلنت الحرب على صربيا في 28 يوليو 1914. 

وأعلنت روسيا القيصرية التعبئة العامة لمؤازرة صربيا ضد النمسا. 

 

وأعلنت ألمانيا الحرب على روسيا لذلك في أول أغسطس من نفس العالم وانضمت فرنسا إلى حليفتها روسيا. 

وكانت خطة ألمانيا في الحرب غزو فرنسا عن طريق اختراق (( بلجيكا و الكسمبرج، لاحتلال فرنسا قبل أن تستعد روسيا للدخول في الحرب. 

وأرسلت بريطانيا إنذارا لألمانيا في 4 أغسطس تطالبها فيه بسحب قواتها من بلجيكا، فلم ترد ألمانيا عليها مما اعتبرته انجلترا بمثابة اعلان الحرب عليها. 

وأعلنت النمسا والمجر الحرب على روسيا وانضم الجبل الأسود إلى صربيا وأعلنت فرنسا وإنجلترا الحرب على النمسا وألمانيا وبذلك اكتملت خيوط المؤامرة. 

ولم تنته الأمور إلى هذا الحد من إعلان دول أوربا الحرب على بعضها، بل انضمت اليابان والصين وتركيا إلى المعسكرين الألماني والنمساوي ومن شايعهم وحالفهم ضد إنجلترا وروسيا وفرنسا ومن حالفهم. 

فقد دخلت اليابان الحرب في صف الحلفاء لبسط نفوذها على الصين التي انضمت بدورها إلى اليابان للتخلص من احتلال المانيا لبعض أراضيها في المحيط الهادي. 

وانضمت تركيا إلى معسكر الوسط الألماني النمساوي ضد روسيا وانجلترا وفرنسا. 

وانضمت بلغاريا إلى ألمانيا وكذلك فعلت إيطاليا التي وقفت على الحياد أول الحرب. 

وساندت الولايات المتحدة دول الحلفاء وتدخلت عسكرية آخر الأمر الحسم المعركة لصالح حلفائها عام 1917 م. 

 

وكان ساحة القتال والمعارك في هذه الحرب على جبهتين الأولى أوربا الغربية والثانية أوربا الشرقية واستمرت المعارك من عام 1914 م إلى 1918 م. 

وقامت كل دولة قبل الحرب بتدريب جيوشها البرية على القتال. 

ولكن الجيش الروسي رغم كثرة عدد جنوده وقواته وشجاعة أفراده إلا أن قيادته لم تكن بالكفاءة المطلوبة لحرب امتدت حتى عام 1918 م مما جعل روسيا تسحب من الحرب مبكرا. 

وظهرت في هذه الحرب آليات جديدة مثل الغواصات الألمانية التي فاقت البحرية البريطانية، لكن الألمان لم يكن لهم في الموانئ سوى بعض السفن مثل الطراد (( غوينه والطراد (( برسلو، اللذين تمكنا من الوصول إلى القسطنطينية منذ بداية الحرب، وبعد تدمير أسطول الأميرال فون سى في أواخر عام 1914 لم يعد لألمانيا أسطول يمثل خطورة في البحر. 

وهكذا أصبحت الحرب البحرية حرب غواصات حيث ألحق هذا السلاح الألماني بالبريطانيين خسائر فادحة اضطرت على أثره الولايات المتحدة دخول الحرب في عام 1917 لصالح إنجلترا. 

أما عن السلاح الجوى فقد كان لألمانيا في بداية الحرب نحو 200 طائرة وكان لدى الطرف الآخر بريطانيا وفرنسا نحو 100 طائرة. 

لكن سلاح الجو ظل جزءأ مساعدة في الحرب البرية والبحرية وفي الاستطلاع. 

وقد شاركت الطائرات لأول مرة في معركة (( فردان، ومعركة (( السوم، ومع اقتراب نهاية الحرب شاركت الطائرات في قصف وتدمير المواقع العسكرية والمصانع والقطارات وخطوط السكك الحديدية ثم قصف المدن الرئيسية مثل لندن وباريس. 

واستخدم المنضاد في هذه الحرب ولم يكن له أهمية حربية، واستخدمه الألمان لإيصال المؤن لجيشه في شمال أفريقيا. 

 

وكان المتضاد يطير نحو 95 ساعة متصلة، كما حدث المنضاد سجل أطول رحلة في التاريخ. 

حيث تلقى قبطان منضاد ألماني سافر إلى أفريقيا حتى وصل فوق مدينة أسوان ثم جاءت رسالة إلى القبطان بالعودة من حيث أتى فعاد في اليوم التالي إلى (( بامبول، وقد قطع مسافة 4000 ميل في 90 ساعة. 

وظهرت الدبابة كسلاح جديد وحديث في نهاية الحرب عام 1918 م، وكان لها قوة الحسم لصالح بريطانيا وحلفائها. 

واستخدمت الدول المشاركة في الحرب سبل الدعاية لصالحها وشجعت الدعاية القومية وعبرت من سياسة الدول المتحاربة حيث أسقط الحلفاء من البالونات على النمسا وهنغاريا كميات من المنشورات تعدهم بالرخاء والسلام والمساواة وتحث على الثورة على إمبراطورية أل هابسبورغ. 

وصورت الدعاية الألمان على أنهم شياطين أشرار وأن الحلفاء حماة سلام. 

وأسفرت الحرب العالمية الأولى عن خسائر كبرى لكل أطراف الحرب، فقد خسرت ألمانيا نحو مليون وسبعمائة ألف قتيل وجريح وروسيا نفس العدد، وفرنسا نحو مليون وأكثر من ثلاثمائة ألف قتيل وجريح وبريطانيا نحو قرابة المليون وإيطاليا نحو نصف مليون قتيل وجريح 

وكذلك رومانيا وتركيا نحو ثلاثمائة ألف قتيل وجريح وصربيا نحو 200 ألف وبلجيكا نحو ستين ألفا وأمريكا نحو خمسين ألفا والبرتغال نحو ثلاثة عشر ألف قتيل وجريح. 

وأما الأسرى والمفقودون فحدث ولا حرج فقد تجاوزت الأعداد الملايين من الجنود والمدنيين لكل الدول. 

وأنتجت الحرب العالمية الأولى انقلابات في الأنظمة الحاكمة في الدول 

 

التي شاركت أو كانت أراضيها ساحة للقتال فانقلبت الأنظمة الملكية إلى أنظمة جمهورية كما حدث في ألمانيا وروسيا والنمسا. 

ففي عام 1914 كان الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني أقوى حزب اشتراكي في أوربا، وتركزت السلطة في ألمانيا التي كان يحكمها قيصر ضعيف الشخصية بيد القادة العسكريين، والسبب دخول المانيا الحرب. 

ومارس القادة العسكريون هندبيرغ ولودندورف، طوال سنين الحرب دكتاتورية عسكرية أمام قيصر ألمانيا الضعيف. 

وانتهت الحرب بهزيمة ألمانيا في نوفمبر 1918 ووقعت شروط استسلام بدون أية شروط وانتشرت الثورة في العديد من المدن الألمانية، وانتشرت أيضا الفوضى الاجتماعية انتهت بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية. 

وأما في الإمبراطورية القيصرية فقد انهارت روسيا القيصرية خلال أربعة أيام وكان ذلك نتاج التخطيط المحكم من المتأمرين الماسون. 

وقامت المظاهرات ضد الملكية والمطالبة بالخبز وقتل خلالها الاف المتظاهرين من الشعب. 

وتم اغتيال الراهب راسبوتين بشكل درامي وكانت الأمور تسير نحو خلع الإمبراطور نيقولا الثاني وبالفعل تنازل عن العرش لأخيه ميخائيل الذي رفض استلام السلطة 

وانتهى حكم قياصرة آل رومانوف في روسيا وتم القبض على القيصر نيقولا الثاني ومنعه من الهرب إلى بريطانيا ثم اغتياله بعد استيلاء البلشفيك على السلطة في نوفمبر 1917. 

 

  • الاحد PM 05:49
    2021-06-13
  • 1137
Powered by: GateGold