المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413655
يتصفح الموقع حاليا : 251

البحث

البحث

عرض المادة

مؤامرة الماسونية على المسيحية

* المؤامرة الأولى كانت على المسيح الام ومحاولة قتله

طفلا وكهلا، ثم على ما جاء به من عند الله. 

* اختراق الماسونية للمسيحية ومحاربتها من الداخل كما

فعل ابن سبأ اليهودي في الإسلام 

* إنشاء جمعيات سرية مثل فرسان الهيكل لهدم المسيحية

على غرار طائفة الإسماعيلية الباطنية في الإسلام 

 

المؤامرة الأولى لليهود على المسيحية بالتآمر على المسيح ثم على 

ما جاء به من عند الله من الإسلام وتحريفهم الدين الحق 

تأمر اليهود على أنبياء الله ورسله الذين أرسلهم إليهم كما تآمروا على النبي محمد، فهم قتلة الأنبياء والرسل، وهم الذين صنعوا المؤامرات لقتل ملايين البشر على مر التاريخ البشري منذ وجودهم، وهم صانعو الماسونية الحديثة وفكرها التدميري. 

وحين أرسل الله إليهم رسولا منهم هو عيسى ابن مريم عليم حاربوه واتهموا أمه بالزنا، واتهموه بالدجل ورفضوه وحاولوا قتله صلبة إلا أن الله أنجاه من كيدهم وتآمرهم عليه ورفعه إليه (1) . 

فقد كان ميلاد عيسى السلام معجزة من الله عز وجل حيث ولد من غير أب كما خلق آدم لا من غير أب أو أم، وكذلك حواء من غير أب، وقد ذكر القرآن الكريم هذا الميلاد المعجز للمسيح في أكثر من آية من سور القرآن الكريم، وجعل هذا الميلاد المعجز بشرى من الله لمريم أمه عليهما السلام 

قال تعالى: (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين * ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين * قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإما يقول له كن فيكون * ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل) (ال عمران: 45 - 48) . 

(1) اقرأ كتابنا (( ازدراء وإيذاء الأنبياء، فيه المزيد عن هذا الموضوع وعن الإيذاءات التي تعرض لها

أنبياء الله منذ عهد آدم وحتى محمد، الناشر دار الكتاب العربي 

 

وخشيت مريم من أقوال قومها من اليهود حين وضعت ابنها عيسي علام حين يرونها تحمله واتهامها بالزنا. 

قال تعالى: (فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا و يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا * فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا * قال إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا * وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا * وبرا بوالدتي ولم يجعلي جبارا شقا * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) (مريم: 27 - 33) . 

ورغم ذلك كله أنكر اليهود نبوة عيسى هلا وكفروا برسالته، قال تعالى: (وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما) (النساء: 156) . 

وسمع هيرودس ملك القدس اليهودي نبأ ميلاد المسيح الام من ثلاثة من المجوس جاءوا إلى اليهود يسألونهم عن ملك اليهود الذي ظهر نجمه ومن خلاله علموا ميلاده في تلك الليلة. 

وجمع هيرود، الأحبار والكتبة وسألهم أين يولد المسيح فقالوا: في بيت لحم. 

فأمر المجوس بالتوجه إلى بيت لحم وقد أمر جنود بالبحث عن كل طفل يولد تلك الليلة فيقتل، ورأى يوسف النجار في منامه رؤيا من الله بأن يذهب بالطفل عيسى وأمه إلى مصر لأن هيرودس قد أمر بقتل كل طفل يولد في بيت لحم حتى لا يخرج المولود الذي أخبره الكهنة أنه سپنتزع منه ملکه کما حدث مع فرعون وموسى علم. 

وتلك رواية الإنجيل وكتب التاريخ التي تذكر أن المسيح وأمه ويوسف النجار قد توجهوا هربا من الملك اليهودي هيرودس إلى مصر وظلوا بها حتى 

 

هلك ذلك الملك الظالم، وعاد عيسى وأمه ويوسف النجار إلى أورشاليم کي يبلغ دعوته إلى أرسله الله بها إلى الخراف الضالة من بني إسرائيل. 

ويذكر إنجيل متى أن المجوس الثلاثة جاءوا إلى أورشاليم ليبحثوا عن الطفل المعجزة الذي ولد في بني إسرائيل وقد أطلقوا عليه ملك اليهود والذي ظهر نجمه لديهم حتى إذا وصلوا إليه سجدوا له وقدموا له الهدايا في بيت لحم: 

ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذا مجوس من الشرق قد جاءوا إلى أورشاليم قائلين: أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له: 

فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجمع أورشاليم معه، فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة شعبه وسألهم أين يولد المسيح. 

فقالوا له في بيت لحم اليهودية، لأنه هكذا مكتوب بالنبي وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأن منلك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل. 

حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي، ومتى وجدتموه فأخبرونى لكى آتي أنا أيضا وأسجد له .. 

فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف حيث كان الصبي فلما رأوا النجم فرحوا فرجة عظيمة جدا، وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع مريم أمه، فخروا له وسجدوا له، ثم فتحوا وقدمورا له هدايا ذهبا ولبانة ومرة، ثم إذا أوحي إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس انصرفوا في طرق أخرى إلى كورتهم 

وبعد ما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه. 

 

فقام وأخذ الصبى وأمه ليلا وانصرف إلى مصر، وكان هناك إلى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني. 

وحينئذ لما رأي هيرودس أن المجوس سخروا منه غضب جدا فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: صوت سمع في الامة نوح وبكاء وعويل كثير راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين. 

فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلا: قم وخذ الصبى وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل لأن قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي. 

فقام وأخذ الصبى وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل ولكن لما سمع أن وارخيلاوس )) يملك على اليهودية عوضا عن (( هيرودس )) أبيه خاف أن يذهب إلى هناك وإذ أوحى إليه في حلم انصرف إلى نواحي الجليل وأتي وسكن في مدينة يقال لها: (( ناصرة )) ، لكي يتم ما قيل بالأنبياء أنه سيدعى ناصرية. 

إنجيل متى: الإصحاح الثاني 

وهكذا نجي الله رسوله عيسى سلام من مكر اليهود ومحاولة قتله فور مولده كما تقول الأناجيل، ولكن مؤامرات اليهود استمرت حين كبر عيسى وأرسله الله إليهم يدعوهم إلى الله وتوحيده وعبادته وحده، فتأمروا على قتله حين وشوا به إلى الحاكم الروماني کي تصدر أوامره بقتله وصلبه كما يفعل بالمجرمين في ذلك العصر. 

قال تعالى: { وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) } (آل عمران: 49 - 54) . 

 

اونجاه الله من مكرهم حين أرادوا قتله وصلبه ورفعه إليه حيا بعد ما توفاه بالنوم حين حاصره اليهود وجنود الملك، وألقى الله شبه المسيح على أحد أتباعه فأخذوه مكانه وقتلوه وصلبوه، بينما ترفع عيسى علم بواسطة الملائكة الكرام إلى السماء 

قال تعالى: (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون )) (آل عمران: 55) . 

وقال أيضا مستنكرة ادعاء النصارى واليهود أنهم قتلوا المسيح عيسى علام وصلبه 

(فيما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا * وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما * وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حکيما * وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا) (النساء: 155 - 159) . 

وأما الأناجيل الأربعة المعترف بها من الكنيسة والمتداولة الآن بين عامة المسيحيين والتي كتبت بعد رفع عيسي عيلام والتي تدخلت الماسونية اليهودية في تدوينها وتحريفها، ففيها أن المسيح لام قد ألقي القبض عليه وتم صلبه وقتله 

 

ثم خرج من قبره بعد ثلاثة أيام وصعد إلى السماء وأنه سينزل آخر الزمان. 

ولم يختلف أتباع عيسى الام من الحواريين في طبيعته وأنه رسول الله إليهم وإلى بني إسرائيل، لكن الاختلاف جاء بعد اختراق الماسونية للمسيحية عن طريق شاول اليهودي الذي أدعى إيمانه بما جاء به المسيح لا كما فعل ابن سبأ اليهودي. 

فافترق أتباع المسيح ع إلى ثلاث فرق، قالت طائفة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء وهؤلاء اليعقوبية. 

وطائفة أخرى قالت: كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه وهؤلاء هم النسطورية 

وفرقة ثالثة ظلت على الدين الحق الذي آمن به الحواريون فقالوا كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء ثم رفعه الله إليه وهؤلاء هم المسلمون (1) . 

(1) ومذاهب النصارى وطوائفهم كثيرة جدا ومختلفة فيما بينها حول طبيعة المسيح حتى داخل

الطائفة الواحدة فالأرثونكس مثلا الذين قالوا إنه الله نفسه هو الله وأنه انقلب في صورة الأبن الذي تعامل مباشرة مع الناس وأن الروح القدس هو الله أيضا وان الثلاثة يمثلون إلها واحدا وهو ما يعرف بالتثليث. انقسم هؤلاء الأرثوذكس إلى مذاهب شتى لكل منهم كنيسة رغم اعتقادهم بأن للمسيح طبيعة واحدة في الطبيعة الإلهية فهناك الكنيسة الأرثوذكسية في مصر والحبشة وهي الأرثوذكسية المرقصية، وهناك الكنيسة الأرثوذكسية السريانية ويتبعها مسيحيو آسيا، والأرثوذكسية الأمينية. وهنالك الكاثوليك والبروتستانت وهم يعتقدون أن للمسيح طبيعة إلهية وأخرى بشرية وكل من هذه المذاهب والطوائف يكفر بعضها البعض. قال تعالى: ولقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا والله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قديره (المائدة: 17) وقال أيضا: ولقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصاره (المائدة: 72) . وقال أيضا: يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فأمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض و كفى بالله وكيلا و لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاه (النساء: 171، 172) . 

 

وسبب تآمر اليهود الماسون على المسيح السلام أنهم كانوا ينتظرون مسيحة آخر له مواصفات خاصة، وهو ملك اليهود المنتظر الذي يحكمون به العالم ويقاتلون به البشرية، ولذلك رفضوا عيسى السلام الذي كشف خبثهم وضلالهم فذهبوا إلى الوالي الروماني يدعون أن عيسي علام يزعم أنه ملك اليهود المنتظر وأنهم لا يعترفون إلا بالقيصر الروماني ملكة عليهم وهذا هو الكيد الذي وبروه کي يقتلوا المسيح لا لكن الله أبطل كيدهم. 

ومكروا ومكر الله والله خير الماکرين (آل عمران: 54) . 

وقد ذكر بعض الكتاب الغربيين أن قصة قتل وصلب المسيح لام من وضع وتأليف بولس الذي كان يدعى شاول اليهودي لافساد العقيدة التي جاء بها عيسى سلام. 

وهذا ما ذكره (( ارنست دي بونس، في كتابه: (( الإسلام أي النصرانية الحقة، أن جميع ما يتعلق بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح (1) . 

ومن الأناجيل التي لم تذكر الصلب والفداء أنجيل برنابا ولذلك لم يعترف به المسيحيون بعد بولس. 

وهناك طوائف من المسيحيين لا يعترفون بصلب المسيح نفسه وإنما شبيهه مثل طائفة الباسيليديون (( والسرنيتون )) ، بل أن هناك من يرون أن المسيح عيلام قد تزوج بمريم المجدلية وأنجب منها أولادا وأنها هاجرت بهم إلى اليونان وأوربا بعد مقتل المسيح وأن هذه السلالة متواجدة الآن بجنوب فرنسا، جاء ذكر ذلك في كتاب (( شيفرة دافنشي )) لمؤلفه (( دان براون )) . 

(1) انظر كتاب (( الديانات القديمة، للقس جورج کوکس.

 

اختراق الماسونية للمسيحية بعد المؤامرة 

على المسيح ورفعه إلى السماء 

لم تنته المؤامرة اليهودية الماسونية بمحاولة قتل وصلب المسيح لام، وإنما بدأت المؤامرة تأخذ أبعادا أخرى وتقليدية بالنسبة للماسونية اليهودية وهي الاختراق والتدمير من الداخل. 

ففي العام 43 بعد الميلاد أي بعد رفع المسيح هم واعتقاد اليهود بأنهم قتلوه وصلبوه، تم تأسيس جماعة القوة الخفية برئاسة ملك اليهود وحفيد هيردوس )) الذي حاول قتل المسيح لهم في المهد الملك هيردوس الثاني، وكان هدف الجمعية الأساسي محاربة انتشار المسيحية واضطهاد أتباعها. 

وكانت فكرة إنشاء تلك الجماعة بناء على فكرة (( حيرام أبيود )) مستشار الملك (( هيردوس أكريبأ، أو (( هيردوس الثاني، وأطلق على هذا الجماعة أيضا 

الأرملة اليهودية، وجاء في أول اجتماع لها حين قال صاحب الفكرة مستشار الملك 

لما رأيت رجال يسوع وأتباعهم يكثرون ويجتهدون بتضليل الشعب اليهودي بتعاليمه، قلت أمام مولاي جلالة الملك هيردوس أكريبا واقترحت عليه تأسيس جمعية سرية هدفها محاربة أولئك المضللين. 

وقال أيضا: مولاي الملك لقد تأكد لجلالتكم وللملا أن ذلك الدجال يسوع استمال بأعماله وتعاليمه المضلة بقلوب الكثيرين من الشعب اليهودى شعبكم 

 

وعلى ما يظهر أن أتباعه ينمون ويزدادون يوما بعد يوم، فمنذ نشأته حتى موته ومنذ مونه حتى الآن. 

ولم نستطع سبيلا إلى مقاومة أولئك الذين ينبغي أن نسميهم أعداءنا، وأعداء كل ما بيثونه في قلوب الناس من تعاليم نعتبرها نحن فاسدة ومضلة ومخالفة لديانتنا. 

وبالرغم ما أنزلناه بذلك الدجال من الاضطهادات المختلفة الضروب والأشكال ورغما عن صلبنا إياه بعد محاكمته والحكم عليه إلا أننا لانرى في القضاء على أتباعه حيلة. 

وشرح (( حيرام أبيود، فكرة جمعيته السرية قائلا: 

فلذلك أرى من الصواب إذا حسن في عيني جلالة مولاي وارتاي رأي عبده هذا إنشاء جمعية ذات قوة أعظم من دعوته تضم القوة اليهودية المهددة من تلك القوة الخفية، ولا يكون عالما بمنشئها ووجودها ومبادئها وأعمالها إلا من كان داخلا فيها ولن ندع أحدا يعرف أننا أسسناها الآن إلا المؤسسين الذين تختارهم جلالتكم. 

وبالفعل تم تأسيس الجمعية من تسعة أفراد على قمة الهرم فيها الملك نفسه ومستشاره الأول نائبا (1) . 

وفي أواخر عام 44 م أصيب الملك هيردوس الثاني بمرض حاد في عينيه فأصيب بالعمى ودب المرض العضال في جسده وانتهى به الحال إلى الموت. 

وتولى حيرام أبيود رئاسة الجمعية السرية وواصل تعقب أنصار المسيحية وأتباع المسيح حتى وصل إلى أرض صيدون وانقطعت أخباره عن رفاقه وبالبحث عنه وجد مقتولا في صيدون وقد أكلت الذئاب من جسده الكثير، 

(1) انظر كتاب تبديد الظلال - عوضى الخوري، واقرأ كتابنا (أقدم تنظيم سرى في العالم) الناشر دار

الكتاب العربي 

 

وتعرفوا عليه من ملابسه وخاتمة الفضي المحفور عليه رسم المطرقة وتم دفنه هناك، وأتباع الماسونية بحجون إلى هذا القبر حتى الآن كل سنة وكان مقتل حيرام )) على أيدى أتباع المسيح علام الذي كان يقوم بإضطهادهم. 

وسجلت الفترة من سنة 50 م إلى سنة 105 م نشاطا غير عادي في تاريخ تلك الجمعية الماسونية ومرت سنوات من العمل الخفى ضد أتباع المسيح م حتى وصل الاضطهاد ذروته حين تم قتل بطرس وأخيه أندراوس وصلبهما مما أثار الرعب والفزع في نفوس المسيحيين، وأطلق على بطرس (( القديس الشهيد )) ، وكان مقتله في يوم الثلاثين من تشرين الثاني عام 105 م والذي اتخذ عيدا لمحافل وهياكل الماسونية. 

وتطورت جمعية القوى الخفية أم الأرملة عام 1717 م حتى أصبحت بشكلها الحديث تحت اسم الماسونية الزرقاء ودخل فيها غير اليهود في الدرجات الأولى لها قبل الدرجة الثالثة والثلاثين. 

كان المسيح لا يملك أفكارة سامية وعقيدة توحيدية مثله مثل باقي الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله إلى البشر، فما الذي جعله عند الكثير من أتباع رسالته إلها أو ابن إله أو غير ذلك. 

إنه بولس الرسول أو القديس بولس الذي كان معاصرة للسيد المسيح وأصغر منه سنا. حيث كان ميلاده عام 4 م. 

ولد بول أو بولس وبالعبرانية (( شاول )) في طرطوس وكان مواطنة رومانية اعتنق اليهودية في صغره، وبعد وفاة المسيح ورفعه إلى السماء اعتبر أتباع المسيح الأوائل كفرة وتعرضوا للتعذيب وقد شارك بولس في اضطهاد هؤلاء المسيحيين الأوائل ولكنه أثناء رحلة قام بها إلى دمشق زعم أنه رأى في نومه المسيح وقد تكلم معه ومن حينها اعتنق الدين المسيحي الجديد وأصبح من كبار المبشرين به. 

وبعد ثلاث رحلات تبشيرية طويلة رجع بولس إلى القدس وقبض عليه 

154 

 

هناك وأرسل إلى روما للمحاكمة في حدود عام 14 م. 

ويعتبر بولس هو المؤسس الحقيقي للديانة المسيحية الموجودة حاليا؛ وهو الذي نادي بعبادة المسيح علام من دون الله، وأن المسيح ليس مجرد نبي ملهم بل كان إلها وأنه مات لأجل خطايا البشر وأنه المخلص وأن الإنسان لا يمكن أن يحصل على الخلاص من الخطيئة بمجرد تمسكه بالأوامر الكهنوتية ولكن فقط إذا قبل بالمسيح مخلصة. 

وقد خالف بولس المسيحيون الأوائل إلا أن معارضته انتهت وقضى عليها باعتناق الإمبراطورية الرومانية الديانة المسيحية وأقرت ما قاله بولس بشأن ألوهية المسيح وغيره من الكهنوت والأفكار التي حرفت المسيحية الحقة الذي نادي بها عيسى ابن مريم علام من عبادة الله الواحد الأحد. 

وقتل بولس عام 17 م أو 18 م قرب روما. 

وذكر (( الكاردينال دانييلوه عن دور بولس الهام في نشأة المسيحية: كان خراب القدس على يد الرومان عام 70 م نصرا غير مباشر للحركة المسيحية التي أنشأها بولس، وبذلك تشتت معظم النصارى من القدس وقتل الكثير منهم وزالت سلطتهم، ومن ثم بدأت المسيحية بالانتشار خصوصا أنها لم تكن طرفا في العصيان ضد روما، بعد ذلك هيمن المسيحيون اليونان وحقق بولس نصرة على أتباع المسيح الحقيقيين وتبلورت بعد ذلك المسيحية الهلنستية في عام 320 م، بقرارات مجمع نيقية التي كرست المسيحية رسمية، وأصبح منذ ذلك الوقت قانون الإيمان وعقيدة الكنيسة إلى الآن (1) . 

ووضح بولس عقيدة التثليث من الديانات الوثية القديمة، فهو عقيدة عند الهنود. 

فالهنود يعتنقون بإله مثلث الأقانيم، وإذا أرادوا التعبير عنه بصفة الخلاق قالوا: الإله (( برهمة، وبصفة المهلك قالوا: سينا وبصفته الحافظ قالوا: 

(1) انظر مقارنة الكتب السماوية على ضوء المعارف الحديثة د. موريس بوکاي.

 

الإله (( فشنوه. 

وكذلك كان التثليث عقيدة عند القدماء المصريين، فقد كان لكل مدينة ثالوث من الآلهة مثل طيبة التي فيها آمون الأب ومون الأم وخنسو الابن، وهناك الثالوث أبيدوس المكون من أوزوريس الأب وإيزيس الأم وحورس الابن. 

وهناك التثليث عند البوذيين وهم أكثر سكان الصين واليابان ويعبدون إلها مثلث الأقانيم يطلق عليه الثالوث النقى (( فو )) واحد على ثلاثة أشكال. 

والعقيدة التي جاء بها بولس تعتمد على موت المسيح مصلوبة وقيامته بعد موته بوصفه إلها، وإن الله وهب ابنه الوحيد کي يهلك لخلاص البشرية من خطيئة آدم 

جاء في إنجيل يوحنا (( هكذا أحب الله العالم حتى وهب ابنه الوحيد فلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية )) . (يوحنا 3:16) 

وجاء في رسالة بولس إلى رومية 

ولكن الآن ظهر كيف يبرر الله البشر من دون الشريعة فهو يبررهم بالإيمان بيسوع المسيح، ولا فرق بين البشر، فهم كلهم خطئوا وحرموا مجد الله، ولكن الله بررهم بنعمة مجانا بيسوع المسيح الذي افتداهم والذي جعله بالله كفارة في دمه لكل من يؤمن به والله وكل لك ليظهر بره. 

وهكذا تم إختراق الرسالة التي جاء بها عيسى ابن مريم عليهما السلام بواسطة الماسون اليهود الذين حاربوا عيسى لا ثم استطاعوا تحريف رسالته فأصبحت ديانة تماثل غيرها من الديانات القديمة الوثنية. 

وهكذا كانت المؤامرة على دين عيسى لا كما كانت المؤامرة في صدر الإسلام الأول ولا تزال حتى الآن من القوة الخفية التي تحكم العالم من وراء الستار، 

فقد تم اختراق الإسلام بجماعات تماثل ماحدث مع المسيحية، فتجد مثلا جماعة فرسان المعبد أو فرسان الهيكل التي نشأت عام 1118 م بعد انتهاء 

 

الحملة الصليبية الأولى على الشرق الإسلامي وسقوط بيت المقدس في أيدي الصليبيين هي نفسها جماعة الحشاشين أو الطائفة الإسماعيلية الباطنية الملحدة عند المسلمين 

فقد كانت جماعة فرسان الهيكل تدعى المسيحية وتبطن الكفر بها واشتركوا في الحروب الصليبية، وكذلك الطائفة الإسماعيلية أيضا أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر به. 

وحين تم القبض على أعضاء جماعة فرسان المعبد وجهت إليهم تهم منها إهانتهم للصليب وإنكار المسيح وأنهم كانوا يعبدون صنما يقال إنه صورة للإله الحقيقي لهم وتم محاكمتهم عام 1307 م في فرنسا إبان حكم الملك الفرنسي فليب الجميل، واعترفوا بما نسب إليهم وتم إعدام أربعة وخمسين عضوا منهم حرقة وهم أحياء عام 1310 م ثم أحرق أستاذهم الأعظم (( جان دي مولاي )) في مارس 1314 م. 

وإبان الاحتلال الصليبي لبعض مدن الشام والقدس كان هناك تعاون بين جماعة فرسان الهيكل والطائفة الإسماعيلية، وقد أكد المؤرخون أن هناك تشابها كبيرا بين تعاليم الإسماعيلية وجماعة فرسان الهيكل وقد قال (( فابري 

بالابرا، في كتابه عن الفرسان أن نظريتهم السرية كانت بلا ريب مخالفة، لتعاليم الكنيسة الرومانية بحيث كان يستوجب مطاردة البابا لهم 

ومن المعلوم أن جماعة فرسان المعبد ومثيلتها خرجت من عباءة الماسونية التي تسعى إلى إعادة بناء الهيكل ولم تنته إلا اسمأ حيث ظهرت مؤخرا في أمريكا تحت مسمى الأصوليين الجدد أو الإنجيليين الجدد ويقوم برحلات مستمرة إلى القدس وزيارة الأماكن المقدسة وخاصة سهل مجدو الذي ستقام عليه حربهم المقدسة (( هرمجدون )) حسب نبوءات الكتاب المقدس لديهم، إنهم يهود في زي مسيحيين. 

وقد أكد المؤرخ الماسوني (( کلافل، العلاقة الوثيقة بين جماعة فرسان 

 

الهيكل وطائفة الإسماعيلية بقوله: (( يرينا المؤرخون الشرقيون في عصور مختلفة أن جماعة فرسان المعبد كانت ذات علاقة وثيقة مع الإسماعيلية ويؤكدون التماثل بين الطائفتين، فيقولون إنهما اختارتا نفس اللونين وهما الأحمر والأبيض واتبعتا نفس النظام السري ونفس المراتب والدرجات الهيكلية. 

فكانت مراتب الفدائيين والرفاق والدعاة في إحداهما تقابل درجة المبتدئ والفارس في الأخرى، وأن كلا منهما قد تآمرت على هذا الدين الذي كانت تتظاهر باعتناقه أمام الناس وأن كلا منهما كانت تمتلك حصونا عديدة، الإسماعيلية في آسيا والفرسان في أوربا. 

فقد كانت الإسماعيلية ظاهرها التشيع لآل البيت وباطنها هدم الإسلام (1) . 

(1) افرا کتابنا والعالم رقعة شطرنج، لمعرفة المزيد عن هذه الطائفة وغيرها من المنظمات السرية التي

خرجت من عباءة الماسونية قديما وحديثا، الناشر دار الكتاب العربي، 

  • الاحد PM 05:29
    2021-06-13
  • 1865
Powered by: GateGold