المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412465
يتصفح الموقع حاليا : 360

البحث

البحث

عرض المادة

في عصر الخلفاء الراشدين

* تنظيم ابن السوداء الماسوني اليهودي ودوره في عهد

الخلفاء الراشدين من إثارة الفتن والاغتيالات السياسية. 

* جرائم واغتيالات الماسونية السبئية للخلفاء الثلاثة

الراشدين. 

* أوجه التشابه بين ابن السوداء اليهودي وبولس اليهودي ...

 

تنظيم ابن السوداء الماسوني اليهودي ودوره في عهد الخلفاء الراشدين من إثارة 

الفتن والاغتيالات السياسية 

ناصب اليهود الإسلام ورسول الإسلام الة العداء من اللحظة الأولى وتآمروا عليه، وحاولوا قتل النبي اللغة وسحره أيضا، ولم تنته تلك المحاولات حتى ينتهى أمرهم بالكلية حين ينطق الله عز وجل الشجر والحجر آخر الزمان. 

ومن أبرز وأخطر فترات العداء المنظم حين ظهر تنظيم ماسوني عرف باسم منظمة ابن السوداء التي أسسها اليهودي عبد الله بن سبأ الذي ادعى الإسلام وحاربه من الداخل وسعى إلى قتل الخلفاء الراشدين الثلاثة عمر وعثمان وعلى رضوان الله عليهم أجمعين. 

قال المقريزي رحمه الله تعالى: عبد الله بن وهب بن سبأ المعروف بابن السوداء (1) . 

ويطلق عليه البعض رئيس الخوارج في زمانه. 

كان ابن السوداء يهودية من يهود اليمن درس اليهودية والمسيحية عاش في صنعاء، وأظهر الإسلام في خلافة عثمان بن عفان رين. 

(1) انظر المواعظ والاعتبار - للمقريزي؛ وكذلك ذكر الطبري والأشعري والقمر والذهبي يطلق عليه

عبد الله بن وهب السنبئي، والسبئي نسبة إلى أهل اليمن، وقد سماه القمي في المقالات والفرق أنه عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني من يهود اليمن. 

 

نادي ابن السوداء في بداية أمره بعقيدة الرجعة وهي العقيدة التي حرفت المسيحية من قبل فقال: 

عجبا لمن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمدا لا يرجع وقد قال تعالى: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) (القصص: 85) .، محمد أحق بالرجوع من عيسى .. وأن لكل نبي وصيا، وكان على وصى محمد، كما كان يوشع وصي موسى (1) . 

وأخذ ينتقل من بلد إلى آخر ينشر أفكاره ويبث سمومه في بلدان المسلمين حتى استقر به المقام في مصر، وفيها أحدث الفتنة الأولى له حين ألب المسلمين على الخليفة عثمان و عام 34 ه، ودعا الناس إلى قتال الخليفة وقدم معهم إلى المدينة لحصار عثمان. 

ومن الصحابة الذين فطنوا إلى دعوة ابن سبأ وكشف أمره في حينه أبو الدرداء رول الذي قال له: 

من أنت أظنك والله يهوديا (2) . قال عنه ابن عساكر رحمه الله في (( تاريخ دمشق )) : 

عبد الله بن سبأ الذي تنسب إليه السبئية وهم الغلاة من الرافضة، أصله من اليمن، كان يهودية وأظهر الإسلام، وطاف بلاد المسلمين ليلفتهم عن طاعة الأئمة ويدخل بينهم الشر، وقد دخل دمشق لذلك في زمن عثمان بن عفان )) .. 

وذكر ابن حجر العسقلاني رحمه الله أن أخبار ابن سبأ شهيرة في التواريخ، وليست له رواية والحمد لله (3) . 

(1) انظر تاريخ الطبري.

(2) انظر المصدر السابق، والكامل في التاريخ لابن الأثير.

(3) انظر لسان الميزان - ابن حجر العسقلاني، ومن العجيب أننا نسمع بعض من لا علم لهم ينكرون

شخصية ابن سبأ ويدعون أنها وهم وأنها شخصية مخترعة، ولا يملكون دليلا على قولهم إلا الظن الذي لا يغني عن الحق شيئا. 

 

وقال عنه الإمام الذهبي رحمه الله في تاريخ الإسلام: عبد الله بن سبأ من غلاة الروافض، ضال مضل. 

وفي الميزان: من غلاة الزنادقة، ضال مضل، أحسب أن عليا حرفه بالنار وهو عنده المهيج للفتنة بمصر، وباذر بذور الشقاق والنقمة على الولاة ثم على الإمام فيها. 

ومن مزاعم ابن سبأ ادعاؤه أن القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه عند على بن أبي طالب وادعى أن عليا إله وأنه لم يمت وإنما صعد إلى السماء وسوف ينزل آخر الزمان، وأن الرعد صوته وأنه في السحاب وأنه راجع إلى الدنيا قبل الساعة فيملؤها عدلا كما ملئت جورا .. 

وقد اعتبر ابن تيمية رحمه الله أن ابن سبأ مثل بولس الرسول، فكلاهما يهودي، وأما ابن سبا فقد أظهر الإسلام وأبطن اليهودية للنيل من المسلمين، وأما بولس فقد أظهر المسيحية لإفساد دين النصارى، إلا أن عامة المسلمين وغالبيتهم أنجاهم الله من مكر ابن سبأ في عقيدته الفاسدة وأما غالبية النصارى فقد اتبعت بولس في عقيدته الفاسدة بألوهية المسيح (1) . 

وذكر الشاطبي رحمه الله في كتابه الاعتصام أن أصحاب الفرق والمقالات اتفقوا على دور ابن سبأ في إحداث الفتنة مع اختلافهم في حجم دوره الخبيث فيها. 

ومما نادى به ابن سبأ عقيدة التاسع وقال بها أتباعه وهي أن روح الله التي تسري في الأنبياء تنتقل بعد موت كل نبي إلى النبي الذي يليه، وأن روح محمد خاصة انتقلت إلى علي بن أبي طالب وهي باقية في سلالته 

واستهدف ابن سبأ بمنظمته وجماعته هدفين رئيسيين: سياسيا ودينيا. 

أما الهدف السياسي فهو زعزعة الاستقرار في العالم الإسلامي وإثارة الفتنة بين صفوف الأمة، والانقلاب الدائم على الحكام والأمراء. 

(1) انظر الفتاوى لابن تيمية ومنهاج السنة.

 

وأما الهدف الديني هو ضرب التوحيد الذي جاء به الإسلام وجعل الإسلام مثل المسيحية التي جاء بها بولس الرسول، من ادعاء بألوهية الإمام على بن أبي طالب وتناسخ الأرواح وغير ذلك من الكفر الذي جاء به بولس وابن سبأ. 

ذكر الإسفرايني أن ابن سبأ قال بنبوة على في أول أمره، ثم دعا إلى ألوهيته، ودعا الناس إلى ذلك فأجابته جماعة إلى ذلك في عهد الإمام على. 

وذكر ابن عساكر أن هذه الفرقة أيام على ملة دعت إلى ألوهيته فأمر بقتل ابن سبا لهذا الاعتقاد الذي دعا إليه. 

ويرى بعض المؤرخين إلى السبئية كمذهب وعقيدة ظهرت بعد مقتل الإمام على كولة، قال الشهرستاني إنما ظهر ابن سبأ هذه المقالة بعد مقتل على رواية واجتمعت عليه جماعة (1) . 

وذكر ذلك أيضا صاحب شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد وغيره. 

لكن الرأي الثالث يرى أن السبئية نشأت وظهرت في عهد عثمان بن عفان ر ة وهي المسؤولة عن مقتله ر وهذا هو الرأي الراجح عندي. 

فقد ذكر غير واحد مثل ابن عساكر في رواياته عن ابن سبا أن الإمام على رة أمر بقتل ابن سبأ لاعتقاده الألوهية فيه ثم نزع عن ذلك ونفاه إلى المدائن المشورة بعض من كان عنده؛ وإنه أمر بحرق أحد عشر رجلا من أتباع ابن سبأ لإصرارهم على الاعتقاد بألوهيته (2) . 

وقد ذكر ابن طاهر المقدسي أن السبئية كان يطلق عليهم (( الطيارة )) فقال: وأما السبئية فإنهم يقال لهم الطيارة لزعمهم أنهم لا يموتون، وأن موتهم طيران نفوسهم في الغلس (3) . 

(1) انظر الملل والنحل للشهرستاني.

(2) انظر تاريخ دمشق لابن عساکر، وقد ذكر الطبري أن السبئية ظهرت في أواخر عهد عثمان منوية

وأن ابن سبأ كان زعيمهم وقائدهم 

(2) انظر البدء والتاريخ للمقدسي

ويعتقد السبئية أن عليا من شريك النبي في النبوة وأن النبي * مقدم عليه إذا كان حيا، فلما مات ورث النبوة فكان يوحى إليه ويأتيه جبريل بالرسالة (1) . 

وذكر القمي والنوبختي، أن عبد الله بن سبأ أظهر الطعن في الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان، وذم الصحابة أيضا وتلك عقيدة السبئية (2) . 

وكل الفرق التي خرجت من عباءة السيئية حتى الآن تقول بهذا الاعتقاد وأبطلوا ختم النبوة بالنبي ة وأن النبوة مستمرة كما تدعي البهائية وغيرها من الفرق الكافرة التي ادعت أن النبي غ ليس بأخر الأنبياء 

ومن عقيدة السبئية وأشباهها سب الصحابة رضوان الله عليهم فكان عبد الله بن سبا أول من أظهر الطعن فيهم وأعلن سبهم. 

فقد ذكر ابن حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان أن سويد بن عفلة وهو تابعى ثقة من أتباع على بن أبي طالب دخل عليه في خلافته فقال: إني مررت بنفر پذكرون أبا بكر وعمر، يرون أنك تضمر لهما مثل ذلك، منهم عبد الله بن سبأ. 

فقال له على رطة: مالي ولهذا الخبيث الأسود، معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل. 

ثم أرسل إلى ابن سبأ فسيره إلى المدائن ونهض إلى المنبر حتى إذا اجتمع الناس، أثنى عليهما خيرة، ثم قال: ألا ولا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفترى، إلا أن خير هذه الأمة بعد نبيها، أبو بكر وعمر. 

وقد ذكر البخاري في صحيحه عن عكرمة أن عليا كل حرق قومأ، فبلغ ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، ولقتلتهم كما قال النبي: من بدل دينه فاقتلوه. 

(1) انظر التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع - الملطى.

(2) انظر المقالات والفرق - للفمي وفرق الشيعة، للنوبختي.

 

ويظن البعض ومنهم الذهبي رحمه الله والمامقاني أن عليا من أحرق عبد الله بن سبأ مع جماعة من السبئية (1) . | 

وقد روى ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان أن عليا راقي أحرق جماعة من السبئية في خلافته بسبب اعتقادهم بألوهيته. 

وذكر ابن قتيبة الدينوري في المعارف أن أول من كفر من الغلاة هم السبئية وقالوا: أن عليا رب العالمين، فأحرق على أتباع ابن سبأ في النار. 

وذكر ابن تيمية في منهاج السنة أن علية حرق جماعة من الغلاة الروافض ونفى بعضهم ومن المنفيين عبد الله بن سبأ وهذا هو الأرجع. 

ومن أتباع السبئية في الصدر الأول من ظهورها كنانة بن بشر التجيبي وهو أحد الذين خرجوا على عثمان وشاركوا في قتله، وقتل عام 30 ه. 

ومنهم ابن أبو النضر محمد بن السائب الكلبي المتوفي عام 146 ه زمن الخليفة المنصور، وابن السائب من الكاذبين الوضاعين كما ذكر ذلك ابن الجوزي رحمه الله في الموضوعات 

ومنهم هشام بن الحكم وقد عاصر الإمام الصادق والكاظم. ومنهم أيضا المختار الثقفي ورشيد الهجري وغيرهم. 

(1) انظر ميزان الاعتدال للذهبي، وتنقيح المقال للمامقاني.

 

جرائم واغتيالات الماسونية السبئية للخلفاء الراشدين الثلاثة عمر وعثمان وعلي بن 

السبئية أو الماسونية أو الطيارة أو غيرها من أسماء أخرى تظهر وتختفى لكن مضمونها واحد وهو التآمر والمؤامرة على العالم بوجه عام والعالم الإسلامي والإسلام بوجه خاص. 

ولسنا هنا للرد على منكري نظرية المؤامرة وإنما لنذكر بعض مؤامرات هؤلاء الأعداء المتآمرين على عظماء الأمة في صدرها الأول الذي هو خير القرون. 

فقد استطاع المسلمون في عهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلى من تحقيق إنجازات لا مثيل لها، فأسقطوا الإمبراطورية الفارسية إلى الأبد، وهزموا إمبراطورية الروم شر هزيمة وطردوهم من بلاد الشام. 

(1) وكان لهذه الانتصارات العامل الأكبر وراء تأمر أعداء الإسلام من المجوس والروم واليهود الذين طردهم عمر بن الخطاب كما ذكرنا من أرض الجزيرة نهائية على قتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب روانية.

فقد كان اغتيال عمر ول بمشاركة مجوسية يهودية رومية على يد المجوسي أبي لؤلؤة المجوسي الذي كان عبدا للصحابي المغيرة بن شعبة وقد أرسله للعمل في المدينة المنورة بناء على طلب عمر نواة لتعليم المسلمين الحرف التي كان يجيدها من التجارة والحدادة وغيرها. 

وقد أشار المؤرخون أن المؤامرة ضاعت ملامحها بقتل أبي لؤلؤة ومعاونيه 

 

من المجوس عقب استشهاد عمر، إلا أن البعض أشار إلى ضلوع أحد الذين أسلموا من اليهود ويدعي کعب الأحبار الذي أخبر عمر الة أنه سيقتل خلال أيام وقد حدث. 

وتروي كتب التاريخ أن عمر دولية كان يطوف بالسوق يوما فلقيه أبو لؤلؤة المجوسي 

فقال له: يا أمير المؤمنين على خراج كثير. 

فقال عمر: وكم خراجك؟ 

قال: درهمان في كل يوم. 

قال عمر له: وما حرفتك؟ 

قال: نجار ونقاش وحداد. 

قال عمر: فما أرى خراجك للمغيرة بكثير، وقد بلغني أنك يمكن أن تعمل رحي تطحن بالريح. 

قال: نعم. 

قال: فاعمل لى رحي. 

فقال أبو لؤلؤة له: إن عشت لأعملن لك رحى يتحدث بها من في المشرق والمغرب. 

فلما انصرف عنه عمر قال: لقد توعدنى الغلام. فلما كان من الغد جاءه كعب الأحبار 

فقال: - يا أمير المؤمنين اعهد فإنك ميت في ثلاثة أيام. 

قال عمر له: وما يدريك؟ 

قال: أجده في كتاب الله التوراة. 

قال عمر: والله إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟ 

 

قال: اللهم لا، ولكني أجد صفتك وحليتك وأنه قد فني أجلك. ثم جاءه كعب الأحبار في اليوم التالى ليؤكد له النبوءة. 

وكان هذا الأمر من كعب الأحبار دليلا على ضلوعه في المؤامرة التي حيكت لعمر راقي وانتهت بمقتله وطعنه وهو يصلي الفجر في الميعاد الذي حدده كعب الأحبار باسم النبوءة كما فعل العراف نوستراداموس في نبوءاته التي هي نصوص المؤامرة اليهودية على العالم (1) . 

وقام أبو لؤلؤة المجوسي في الوعد الذي حدده كعب الأحبار بطعن أمير المؤمنين عمر الة وهو يصلي الفجر بالمسلمين إماما ست طعنات في أواخر شهر ذي الحجة عام 23 ه، وقتل معه كليب بن أبي البكير الليثى وكان خلفه في الصلاة. 

وحمد الله عمر لمقتله على يد رجل كافر مجوسي لم يسجد لله سجدة، وتوفي عمر دولة أول المحرم من عام 24 ه. 

وذكر الطبري في تاريخه أن غداة طعن عمر قال رأي عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أبا لؤلؤة ومعه جفينة العبادي والهرمزان معأ يتناجون فلما رأوه ثاروا وسقط منهم خنجر له رأسان وهو الذي طعن به عمر دولة. 

ولم تتضح خفايا المؤامرة لمقتل أبي لؤلؤة المجوسي حين طارده المسلمون فقد قتله رجل من تميم وأخذ منه الخنجر، وقام عبيد الله بن عمر ول بقتل الهرمزان وجفينة عقب موت والده الخليفة دون التحقيق معهما لبيان خفايا المؤامرة. 

(2) الفتنة التي ظهر دور ابن سبأ فيها جلية هي الفتنة التي حدثت في أواخر خلافة عثمان بن عفان روشة وأدت إلى مقتله على يد السبئيين.

ففي عهد عثمان منزلة اتسعت رقعة الدولة الإسلامية بعد الفتوحات التي حدثت في عهده. 

(1) انظر كتابنا تنبؤات نوستراداموس ومخططات اليهود على العالم، الناشر دار الكتاب العربي.

135 

 

أثار عبد الله بن سبأ المسلمين في البلدان التي تم فتحها على الخليفة عثمان منوعة بسبب اعتماد الخليفة على بعض أقاربه وأصحابه في تولى حكم الولايات الجديدة، وجمع ابن سبأ حوله الأنصار من العراق ومصر وتوجه إلى المدينة الحصار الخليفة في داره ومطالبته بالتخلي عن الخلافة. 

وتوالت الأحداث سريعا حتى منع المحاصرون عثمان عن الماء والطعام، ورفض الخليفة تدخل الصحابة لنصرته حتى لا يقتل مسلم بسببه في تلك الفتنة. 

ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء أن عثمان رملية كان كثيرا ما يولى بني أمية ممن لم يكن له مع رسول الله صحبة، فكان يجيء من أمرائه ما ينكره أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وكان عثمان يستعتب فيهم فلا يعزلهم، وذلك في سنة خمس وثلاثين. 

فلما كان في الست الأواخر من خلافته استأثر بنو عمه فولاهم وما أشرك معهم وأمرهم بتقوى الله فولى عبد الله بن أبي السرح مصر - وهو أخوه في الرضاعة. فمكث عليها سنين، فجاء أهل مصر بشکونه ويتظلمون منه، فكتب إليه كتابا يتهدده فيه، فأبي ابن أبي السرح أن يقبل ما نهاه عنه عثمان وضرب بعض من أتاه من قبل عثمان من أهل مصر وقتل أحدهم. 

فخرج أهل مصر في سبعمائة رجل إلى المدينة ونزلوا المسجد النبوي وشكوا إلى الصحابة ما صنع ابن أبي السرح بهم، فكلم الصحابة عثمان وطلبوا منه عزله فاستجاب لهم وأشاروا عليه بتوليه محمد بن أبي بكر فوافق، وكتب عهد بذلك. 

إلا أن مروان بن الحكم تأمر على عدم إنفاذ ذلك وأرسل غلام عثمان بخطاب إلى والي مصر الذي أصدر الخليفة قرارا بعزله وختم الخطاب بخاتم الخليفة دون علمه. 

ووقع الخطاب في أيدي الثائرين وهم في طريقهم إلى مصر فعادوا إلى 

136 

 

المدينة وحاصروا دار عثمان کو وطالبوه بتسليم سبب الخلاف والفتنة مروان بن الحكم أو يتنازل عن الخلافة. 

ورفض عثمان و تسليم مروان إليهم لعلمه أنهم سيقتلونه ورفض أيضا التنازل عن الخلافة، رفض تدخل الصحابة بالقتال لصالحه وأنهى الأمر بأن تسلق الخارجون عليه داره وقتلوه وهو صائم يقرأ في كتاب الله عز وجل، وذلك في أيام التشريق من سنة خمس وثلاثين هجرية. 

وأخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن المغيرة بن شعبة أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال: إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وإني أعرض عليك خصالا ثلاثا: إحداهن: إما أن تخرج فتقاتلهم فإن معك عددا وقوة، وأنت على الحق وهم على الباطل. 

وإما أن نخرق لك بابا سوى الباب الذي هم عليه، فتقعد على راحلتك، فتلحق بمكة، فإنهم لن يستحلوك وأنت بها. 

وأما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية. 

فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتل فلن أكون أول من خلف رسول الله و في أمته بسفك الدماء 

وأما أن أخرج إلى مكة فإني سمعت رسول الله يقول: (( يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم، فلن أكون أنا )) . 

وإما أن ألحق بالشام فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله. 

وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن كنانة مولى صفية وغيره قالوا: قتل عثمان رجل من أهل مصر أزرق أشقر يقال له: حمار 

ولم تنته مؤامرات السبئية الماسونية عند هذا الحد في ذلك العصر بل استمرت حتى وصل الأمر إلى مقتل الخليفة الرابع على بن أبي طالب رئة ومقتل الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وغيرهم من الصحابة في تلك 

 

الفتن والمؤامرات التي كان من ورائها ابن سبأ وأتباعه. 

(3) اجتمع طلحة والزبير قا في مكة بعد مقتل الخليفة مع باقي الصحابة الذين كانوا فيها لأداء فريضة الحج وتدارسوا الأمر الخطير الذي وصل بالأمة وكيف استطاع الغوغاء قتل الخليفة واستهانوا بدمه، فقرر طلحة والزبير ومعهم السيدة عائشة به ملاحقة القتلة في بلادهم والتوجه إلى البصرة ثم إلى الكوفة.

وأما في المدينة المنورة فقد اختار المسلمون هناك على بن أبي طالب رول الخلافة المسلمين وكان طلحة والزبير من الذين بايعوا علية مع كبار الصحابة والبدريين منهم. 

وقد قال على من حين عرض عليه كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار منصب الخلافة: دعوني والتمسوا غيري، وأن تركتمونى فأنا أحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزير خير لكم مني أمير (1) . 

ولم يتخلف أحد من الصحابة الحاضرين وقتها عن بيعته أما نصرته فتخلف عنها لأنها مسألة اجتهادية كما رأوا في ذلك (2) 

ونزل الإمام على دولة على رغبة الأكثرين الساحقة وقبل الخلافة وحاول إقصاء المتمردين الذين شاركوا في قتل عثمان نام إلا إنهم آثروا البقاء ضمن جيشه لضمان أمنهم وأصبحوا يمثلون عبئا عليه وعلى جيش الخلافة لأن أيديهم ما زالت ملوثة بالدماء، دماء الخليفة المظلوم عثمان رملية. 

وتسبب وجود هؤلاء السيئيين في إثارة الفتن وظهور خصوم أمير المؤمنين على مئة وإحراجه في مسألة القصاص من قتلة عثمان. 

(1) انظر تاريخ الطبري.

(2) انظر العواصم من القواصم،. ابن العربي?

 

فقد خرج معاوية ومعه جيش الشام للمطالبة بالقصاص من قتلة عثمان رية. 

وكذلك خرج طلحة والزبير ومعهم أم المؤمنين عائشة نة للمطالبة بالقصاص من قتلة عثمان. 

وتوجه على روعة ومن معه من المسلمين إلى البصرة لإقناع طلحة والزبير مع بالعودة إلى بيعته والانضمام له لإخماد الفتنة وترك أمر القصاص له بصفته الخليفة. 

ونجحت المفاوضات بينه وبين طلحة والزبير إلا أنصار ابن سبا استطاعوا إشعال الفتنة بين صفوف الفريقين ورموا بسهامهم التي قتلت من الفريقين الكثير ودارت رحى الحرب بين جيش على وجيش طلحة والزبير في معركة سميت باسم معركة الجمل نسبة إلى الجمل الذي كانت تركبه عائشة نائها وكانت تحاول إنهاء القتال بين الطرفين. 

وقتل في تلك المعركة طلحة والزبير بواسطة السبئيين غدرة وظلمة عندما أرادا الانسحاب من القتال. 

ويذكر الطبري في تاريخه معركة الجمل فقال بسنده عن الصعب بن عطية عن أبيه قال: 

لما أمسى الناس يوم الجمل وتقدم على وأحيط بالجمل ومن حوله، وعقره بجير بن دلجة ليحمى السيدة عائشة من النبل الذي علا هودجها حتى صار كأنه قنفذ وقال على: إنكم آمنون، كف بعض الناس عن بعض. 

وقال طلحة يومها: اللهم أعط عثمان منى حتى يرضى. 

فجاء سهم غرب وهو واقف فدخل ركبته بالسرج وثبت حتى امتلأ خفه دما، فلما ثقل قال لمولاه: أردفني وأبلغني مكانا لا أعرف فيه 

فركب مولاه وأمسكه وجعل يقول: لحقنا القوم. حتى انتهى به إلى دار من دور البصرة خرية، وأنزله في فيئها، فمات في 

 

تلك الخربة ودفن في بني سعد. 

وقام السبئيون بقتل كل من دعا إلى الصلح بين الطرفين يومها، فقد أخذ کعب بن سور مصحف عائشة به وعلى ة ووقف بين الصفين يناشدهم الله في دمائهم فرشقه أتباع ابن سبأ فقتلوه. . 

وأخذ بحطام جمل السيدة عائشة بن سبعون رجلا من قريش قتلوا جميعا. 

وعن اغتيال الزبير يروي الوليد بن عبد الله عن أبيه قال: لما انهزم الناس يوم الجمل عن طلحة والزبير، ومضى الزبير و حتى مر بمعسكر الأحنف، فقال الأحنف حين سمع به: من يأتينا بخبره؟ 

فقال عمرو بن جرموز: أنا. فلما لحقه نظر إليه الزبير 

قال: ما وراءك؟ 

قال: إنما أردت أن أسألك. 

فقال غلام الزبير: إنه معد للصلاة. 

فقال ابن جرموز: الصلاة. 

فقال الزبير: الصلاة. 

فنزلا واستدبره ابن جرموز فطعنه من خلفه فقتله وأخذ فرسه وخاتمه وسلاحه وخلى عن غلامه، ودفنه بوادي السباع قرب البصرة. 

ودخل الأحنف مع ابن جرموز على الإمام على رواية فأخبره بالخبر، فدعا بالسيف - سيف الزبير. فقال: سيف طالما جلى الكرب عن وجه رسول الله 

ويروى ابن سعد في طبقاته عن علي بن أبي طالب روقة حين جاءه ابن جرموز بخبر قتله للزبير، قال: بشروا قاتل ابن صفية بالنار (1) . 

(1) ابن صفية هو الزبير بن العوام فأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله.

 

فرمي سلاحه وترك فرسه وفر هاربة من على ل: (1) . 

ورغم انتصار على رمز في معركة الجمل إلا أنه لم يأخذ غنائم القوم ولم يسب الأسرى وعالج الجرحى وأعادهم إلى أهليهم وأعاد السيدة عائشة بها مكرمة إلى المدينة المنورة بعد أن تصالحا واتضح للجميع أن الحرب لم تكن بأمر على ركنية وإنما بكيد المتأمرين من أنصار ابن سبأ. 

وأما الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص فقد أعلنا التمرد على الخليفة الجديد بحجة القصاص للخليفة الراحل عثمان ركنية، وتوجه إلى الشام على رنة لإخضاع معاوية الذي أعلن من نفسه وليا لدم عثمان الية، ورأى الإمام على كافة أنه ولى الأمر وخليفة المسلمين وهو الذي يحدد وقت القصاص من الجناة بعد استقرار الأمر له والقضاء على الفتنة التى دبت بين الصفوف. 

ودارت مفاوضات بين الطرفين لكن أنصار ابن سبا قد أشعلوا نار الفتنة واتسعت الهوة بين الجانبين وأدى إلى نشوب القتال بينهما في موقعة صفين. 

والتقى الجيشان في صفين على ضفاف نهر الفرات، انتصر فيها جيش على رملة على جيش الشام بقيادة معاوية ورفع أنصار معاوية بناء على مشورة عمرو بن العاص المصاحف على أسنة الرماح مطالبين بالتحكيم أي تحكيم القرآن الكريم بينهما. 

ووافق الإمام على رالية بعد مشورة أصحابه، إلا أن البعض خرج عليه وهم الخوارج بعد أن كانوا مطالبين له بقبول التحكيم، ولم يأت التحكيم بخير وإنما كان خدعة من عمرو بن العاص كما ذكرت ذلك كتب التاريخ (2) . 

المهم أن التحكيم لم يسفر عن شيء سوى اتساع الفرقة وانتشار الفتنة 

(1) انظر تاريخ الطبري.

(2) ضعف أهل العلم الرواية التي ذكرها ابن جرير في تاريخه من خداع عمرو بن العاص لابي موسي

الأشعري في مسألة التحكيم وكان عمرو يمثل معاوية وأبو موسى الأشعري يمثل عليا رضي الله عنه، والله أعلم. 

 

وأصبح بعدها معاوية يطالب بالخلافة وينازع فيها الإمام علي بن أبي طالب الخليفة الذي بايعه الصحابة منذ سنوات في المدينة المنورة. 

وكثر أعداء على رنة وضعف جيشه وأنصاره واجتمع الخوارج الذين خرجوا عن طاعة الإمام على روعة وكفروه واستحلوا دمه ودم معاوية وعمرو أبن العاص واتفقوا على قتل الثلاثة في يوم واحد. 

قال ابن سعد في طبقاته: انتدب ثلاثة نفر من الخوارج عبد الرحمن بن ملجم المرادي، والبرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكير التميمي، فاجتمعوا بمكة وتعاهدوا وتعاقدوا، ليقتلن هؤلاء الثلاثة: عليا ومعاوية وعمرو ابن العاص، ويريحن العباد منهم. 

فقال ابن ملجم: أنا لكم بعلي، وقال البرك: وأنا لكم بمعاوية. وابن بكير لعمرو 

وتواعدوا بينهم ليلة سبع عشرة من شهر رمضان، وبالفعل توجه كل رجل منهم إلى البلد الذي فيه صاحبه، فجاء ابن ملجم الكوفة فلقى أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد، وتم له ما أراد فمات على رولية بعد ثلاث من ضربة بسيف ابن ملجم وهو في طريقه لصلاة الصبح، 

وأما معاوية فقد أخطأه قاتله وكذلك عمرو بن العاص لم يتوجه لصلاة الفجر وأناب عنه ابن خارجة الذي ظن القاتل أنه هو فقتله. 

وهكذا قضت المؤامرات الخارجية والاختراقات لصفوف المسلمين الأوائل لمقتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين وكثير من خيار الصحابة رضوان الله عليهم. 

  • الاحد PM 05:27
    2021-06-13
  • 1696
Powered by: GateGold