المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412617
يتصفح الموقع حاليا : 313

البحث

البحث

عرض المادة

قدم المؤامرات الماسونية

قدم المؤامرات الماسونية

 

* قتال اليهود النبي صل الله عليه وسلم ومحاولاتهم اغتياله.

* الصراع بين اليهود أنفسهم أدى إلى انهيار مملكتهم

الشمالية والجنوبية. 

* المؤامرات اليهودية الماسونية منذ عصر السبي البابلي

تؤدي لعودتهم إلى فلسطين مرة أخرى. 

 
مؤامرات اليهود وحروبهم للإسلام ورسوله صل الله عليه وسلم ومحاولتهم اغتياله

 

قال الحبر اليهودي الذي جاء رسول الله لا يعلن اسلامه عبد الله بن سلام: إن اليهود قوم بهت، إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك (1) . 

فأرسل إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن سلام مستخفيا في البيت، فلما جاءوا سألهم: أي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ 

قالوا - أي أحبار اليهود: أعلمنا وابن أعلمنا، وخيرنا وابن خيرنا. فقال: أفرأيتم إن أسلم عبد الله؟ فقالوا: أعاده الله من ذلك (أكثر من مرة) . 

فخرج إليهم عبد الله بن سلام وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. 

فقالوا: شرنا وابن شرنا. ووقعوا به. وفي رواية أخرى قال عبد الله بن سلام لهم: 

يا معشر اليهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله وأنه جاء بحق. 

(1) الحديث في البخاري.

 

فقالوا له: كذبت. 

وكان هذا الموقف من اليهود إعلانا لرفضهم الإسلام وما جاء به النبي، رغم أنهم كانوا يبشرون بمقدمه وخروجه وأنهم سوف يتبعونه ويحاربون به الناس. 

ورغم أن الرسول و قد عقد دستورة ومعاهدة معهم حين قدم المدينة تنص على التعايش السلمي بين اليهود والمسلمين سكان المدينة المنورة، إلا أن اليهود وكانوا ثلاث قبائل في المدينة هم بنو قينقاع وبني النضير وبني قريظة قد خرقوا تلك المعاهدة مما أدى إلى طردهم من المدينة المنورة. 

بل إنهم حرضوا قريش والقبائل العربية الأخرى على غزو المدينة في غزوة الأحزاب، بل إن بني قريظة عقدت اتفاقا لم يتم مع قريش في تلك الغزوة من دخول المدينة وحرب المسلمين من خلال دخولهم عبر حصونهم، وبذلك أظهروا الغدر والخيانة ونقض العهود، إلا أن الله خذلهم وأبطل اتفاقهم وانتهى الأمر بالأحزاب بالهزيمة وباليهود بالقتل. 

وكان بنو قينقاع أول قبائل اليهود غدرا وخيانة للنبي الة والمسلمين، فنذكر كتب السيرة والتاريخ أن امرأة مسلمة قدمت سوق اليهود تبيع بضاعة لها، وجلست إلى صائغ يهودي بالسوق فجعل اليهود يريدونها كشف وجهها، فأبت المرأة ذلك، فيمد الصائغ اليهودي إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها وهي غافلة عنه. 

فلما قامت انكشفت سوعتها فضحكوا بها، فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ اليهودي فقتله، فقام اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم على اليهود، فوقع الشر والحرب بينهم وبين بني قينقاع 

وعقد النبي ة العزم على حرب يهود بني قينقاع، وسار المسلمون من المهاجرين والأنصار إلى حصون بني قينقاع. 

فلما رأى يهود بنو قينقاع المسلمين تحصنوا بحصونهم ودام الحصار نحو 

 

خمس عشرة ليلة من منتصف شوال إلى أول ذي القعدة، وقذف الله الرعب في قلوبهم فنزلوا على حكم رسول الله في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فربطوا بالحبال، وأحس زعيم المنافقين عبد الله بن أبي ابن سلول أن النبي لالة سوف يقتلهم فقال له: أحسن في موالي 

فقد كان بنو قينقاع موالي زعيم المنافقين وحلفاء قومه من الخزرج في الجاهلية، فلم يرد عليه النبي، وأعرض عنه، فأدخل ابن سلول يده في جيب درع النبي ة حتى قال له النبي: أرسلني. 

وغضب حتى بان الغضب في وجهه الشريف. ثم كرر: ويحك أرسلني. 

وأصر زعيم المنافقين على موقفه وقال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالى، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة. إني والله امرؤ أخشى الدوائر، 

وتحت إلحاح هذا المنافق أطلق النبي سراحهم وأمرهم أن يخرجوا من المدينة المنورة فخرجوا إلى الشام وهناك هلك أكثرهم وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أموالهم وأراضيهم غنيمة للمسلمين وذلك عام 3 ه. 

ولم يبق بالمدينة المنورة بعد طرد بني قينقاع من اليهود سوى بني النضير وأخوانهم من بني قريظة الذين استكنوا فترة من الزمن لم تدم طويلا حتى جاءت معركة أحد وانهزم المسلمون فيها فتجرا اليهود وأظهروا العداوة والغدر بالمسلمين وقاموا بتحريض قريش عليهم. . 

ولم يقتصر الأمر على ذلك بل قاموا بأولى محاولتهم لاغتيال النبي لا حين قدم إلى حصون بني النضير کي بعينوه حسب المعاهدة بينهما في دية مستحقة لنفر من قبيلة كلب قتلهم عمرو بن أمية الضمري خطأ بعد مقتل أصحابه في بئر معونة. 

 

كان ذلك عام 4 ه، فلما جاءهم قاموا له:. وقالوا نفعل يا أبا القاسم، اجلس ههنا حتى نقضي حاجتك. 

وكان معه بعض الصحابة، فجلس إلى جنب جدار من بيوتهم ينتظر وفاءهم بما وعدوه، إلا أن اليهود قد خلا بعضهم إلى بعض وقال بعضهم: 

- أيكم يأخذ الرحى ويصعد فيلقها على رأسه يشدخه بها؟ فقال أشقاهم وهو عمرو بن جحاش: أنا. إلا أن كبيرهم سلام بن مشکم قال لهم:. لا تفعلوا فوالله ليخبرن بما هممتم به، وأنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه. إلا أنهم أصروا على تنفيذ الخطة ومضوا في تنفيذها بالفعل.

لكن الله عز وجل من ورائهم محيط، فأرسل جبريل علاء وأخبر النبي * بالمؤامرة، وأمره بالانصراف الفوري من المكان. 

فنهض * مسرعة متوجها إلى المدينة ولحق به أصحابه حتى إنهم قالوا اله: نهضت ولم نشعر بك 

فأخبرهم بما همت به اليهود من محاولة قتله، وأرسل الصحابي محمد بن مسلمة ملة إلى بني النضير يأمرهم بالخروج من المدينة وعدم مجاورته فيها وأعطاهم أجلا لذلك عشرة أيام لتنفيذ ذلك ومعه تهديد بالقتل لمن يوجد منهم بعد تلك المهلة. 

إلا أن زعيم المنافقين ابن سلول أرسل إليهم ألا يخرجوا وأنه سينصرهم ويقاتل معهم. 

وبالفعل استمع اليهود لنصيحته وعملوا بها حتى أن زعيمهم ?يى بن أخطب أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم 

 

إنا لا نخرج من ديارنا فاصنع ما بدالك. قال تعالى في كتابه الكريم مبينا ذلك الأمر في قوله تعالى: 

(ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون * لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون * لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بائنهم قوم لا يفقهون * لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شي ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) (الحشر: 11 - 14) . 

ولما بلغ الرسول لة رد اليهود كبر وكبر معه المسلمون، ثم أمرهم بالتجهيز لغزوهم. 

ودخل بنو الأسير حصونهم المنيعة وقاموا برمي جيش المسلمين بالسهام والحجارة في حين اعتزلت بنو قريظة إخوانهم من بني النضير وتركوهم يلاقوا مصيرهم المحتوم، وخذلهم زعيم المنافقين ولم يف بوعده بالقتال معهم. 

ولم يطل الحصار سوى أيام قليلة قيل إنها ستة أيام وقيل خمس عشرة ليلة وقذف الله الرعب في قلوبهم فاستسلموا لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسلوا إليه: نحن نخرج عن المدينة. 

فوافق على خروجهم بنفوسهم وذراريهم وما حملته الابل إلا السلاح، فقاموا بتخريب ما تركوه بأيديهم، وذهب بعضهم إلى حصون خيبر اليهودية مثل حيي بن أخطب وسلام بن أبي الحقيق وذهب أكثرهم إلى الشام إلا رجلان أسلما وانضما للمسلمين وهما يامين بن عمرو وأبو سعد بن وهب. 

وأخذ الرسول اة أراضيهم وديارهم غنيمة خالصة له يضعها حيث يشاء 

 

لأنها مما أفاء الله بها عليه دون قتال، فقسمها بين المهاجرين الأوائل وأعطى أب دجانة الأنصاري وسهيل بن حنيف الأنصاري منها لفقرها وكان ينفق منها على أهله نفقة سنة ويجعل الباقي منها في السلاح والجهاد في سبيل الله. 

قال تعالى: { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5) وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) } (الحشر: 1 - 7) ? ثم كانت مؤامرتهم حين قامت بنو قريظة عام ه ه حين حاصرت قريش وحلفاؤهم من الأحزاب المدينة وبتحريض من اليهود الذين طردوا من المدينة من بني النضير، بالاتفاق مع قريش بدخول المدينة التي تم عمل خندق حولها من ناحية حصونهم حيث ترك المسلمون جانبهم دون حفر الخندق عنده لما بينهم من اتفاق وعهود 

إلا أن بني قريظة نقضوا العهد، وكاد اتفاقهم مع قريش والأحزاب أن ينجح إلا أن الله أبطل مكرهم وبعد أن هزم الله الأحزاب أمر رسوله صل الله عليه وسلم والمسلمين بقتالهم. 

 

كان النبي له في بيت زوجته أم سلمة بها بعد انتهاء غزوة الأحزاب، فجاءه جبريل علام وقت الظهر وقال له: أو قد وضعت السلاح؟ فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم وما رجعت الآن من طلب القوم، فانهض بمن معك إلى بني قريظة، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم وأقذف في قلوبهم الرعب. فأمر النبي من فوره مؤذنا ينادي في الناس. 

من كان سامعة ومطيعة فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة. 

وأعطى الراية على بن أبي طالب كرم الله وجهه واستعمل على المدينة ابي أم مكتوم رو. 

وحاصر الرسول له ومن معه من المسلمين يهود بني قريظة، وتشاور فيما بينهم، فقال رئيسهم كعب بن أسد: والله لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل، وأنه الذي تجدونه في كتابكم، فإما أن تقتلوا أبناءكم ونساءكم بأيديكم وتخرجوا إليه بالسيوف حتى تظفروا أو تقتلوا 

فلم يجيبوه إلى ذلك ولم يبق لهم إلا أن ينزلوا على حكم رسول الله از كما فعل أسلافهم من بني النضير وبني قينقاع 

وانتهى بهم الأمر إلى النزول على حكم سعد بن معاذ رملة بعد أن قذف الله في قلوبهم الرعب، فكان حکم سعد بن معاذ فيهم القتل. 

تحكي كتب السيرة أن بني قريظة لما استسلموا لرسول الله الله أمر بجمع الرجال وتقييدهم وجعلت النساء والأطفال في معزل عنهم. 

وجاءت الأوس لرسول الله لا تستشفع فيهم فقالوا: يا رسول الله قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت وهم حلفاء إخواننا من الخزرج وهؤلاء موالينا فأحسن فيهم. 

فقال لهم: ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا: بلى. 

 

قال: فذاك إلى سعد بن معاذ. قالوا: قد رضينا. 

فأرسل إلى سعد بن معاذ وكان جريحأ من سهم أصابه في غزوة الخندق، وقد دعا الله فقال: (( اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلى أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن بقي من حرب قريش شيء فأبقنى لهم حتى أجاهدهم فيك وإن كنت وضعت الحرب فافجرها - يقصد جراحه - واجعل موتى فيها، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة (1) . 

وجاءوا بسعد نعة على حمار وهو في طريقه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال له قومه: 

- يا سعد، أجمل في مواليك فأحسن إليهم، فإن رسول الله فقد حكمك لتحسن فيهم.

وهو ساكت لا يتكلم، فلما أكثروا عليه قال:. لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم فلما سمعوا ذلك منه رجع بعضهم إلى المدينة ينعون اليهود. ولما استقر به المقام إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة: قوموا إلى سيدكم. فلما أنزلوه قالوا: يا سعد إن هؤلاء القوم قد نزلوا على حكمك. قال: وحكمي نافذ عليهم؟ قالوا: نعم. قال: وعلى المسلمين؟ قالوا: نعم. 

وأشار إلى ناحية رسول الله، قال: نعم. 

(1) السيرة النبوية لابن هشام وصحيح البخاري.

 

قال سعد: فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال وتسبى الذرية وتقسم الأموال. فقال رسول الله: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات. 

وبالفعل تم تنفيذ حكم سعد بن معاذ به في يهود بني قريظة فقتلوا جميعا إلا النساء والأطفال، وعدد من قتل يومها بين الستمائة والسبعمائة رجل. 

وبانتهاء غزوة بني قريظة، انتهى أمر اليهود من المدينة المنورة، وتجمع من بقي من اليهود في الجزيرة العربية في حصون خيبر اليهودية الذين ناصبوا المسلمين العداء مثلهم مثل أقرانهم من يهود المدينة. 

تقع حصون خيبر ناحية الشمال من المدينة على بعد ثمانين مية، وكانت ذات مزارع يسكنها اليهود وهي وكر الدسائس والمؤامرات اليهودية التي تحاك ضد المسلمين. 

وفي عام 7 ه كانت غزوة خيبر بعد صلح الحديبية وعقد الصلح مع قريش ورسول الله. 

خرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ومعه نحو ألف وأربعمائة مسلم من الذين شهدوا صلح الحديبية وبيعة الرضوان. 

وكانت خيبر منقسمة إلى شطرين في الأول خمسة حصون هي: حصن ناعم، وحصن الصعب بن معاذ، وحصن النزار، وحصن أبي، وحصن قلعة الزبير. 

والشطر الثاني فيه ثلاثة حصون: حصن القموص وحصن الوطيح وحصن السلالم. 

وتوجد بها ثماني قلاع. 

وحاصر الرسول * ومن معه من المسلمين حصون خيبر، وأمكنه الله منها فسقط حصن ناعم ثم القموص ثم توالت باقي الحصون، وكان أمنع الحصون حصن نزار لكونه مرتفعا على جبل منيع (1) . 

(1) انظر كتابنا وبلاد الحجاز، الناشر دار الكتاب العربي

 

وتروي كتب السيرة أن اليهود حاولوا اغتيال النبي # في غزوة خيبر بدس السم له في شاة مصلية (مشوية) ، وذلك بعد أن تم فتح خيبر وهزيمة اليهود. 

قامت بتلك المحاولة يهودية تدعى زينب بنت الحارث زوجة سلام بن مشكم اليهودي، فقامت بذبح شاة وطبختها ودست فيها السم وخاصة الذراع الأيمن حين علمت أنه أحب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأهدتها إليه وكان لا يرد الهدية من أحد، فلما تناول الذراع ولاك منها مضغة فلم يسفها ولفظها ثم قال: 

إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم. ثم دعا بالمرأة فاعترفت فقال لها:. ما حملك على ذلك؟ قالت: قلت إن كان ملكا استرحنا منه وإن كان نبية فسيخبر. فتجاوز عنها وتركها. 

ولكن بشر بن البراء بن معرور كان قد أخذ من الشاة أكلة فاساغها فمات منها، فقتل النبي صلى الله عليه وسلم المرأة اليهودية قصاصا لذلك (1) . 

وأبقى الرسول يهود خيبر على أن يزرعوا الأرض مقابل أن يأخذوا نصف نتاجها وقد نزعت ملكيتها منهم، وأوصى في أواخر أيامها بطردهم منها ومن جزيرة العرب، وقد حدث ذلك في عهد عمر بن الخطاب رحلة إلى غير رجعة بإذن الله. 

وقد قام اليهود في خيبر في عهد عمر بن الخطاب منوعة بقتل رجل من الأنصار وعدوا على عبد الله بن عمر، فقال عمر للناس: إن رسول الله * كان قد عامل يهود خيبر على أن نخرجهم إذا شئنا، وقد عدوا على عبد الله بن عمر ففدعوا يديه كما اعتدوا على الأنصاري قبله، لا نشك أنهم أصحابه، ليس لنا عدو غيرهم فمن كان له مال بخيبر فليلحق به فإني مخرج اليهود. 

وكان ذلك آخر عهدهم بأرض الحجاز، لكن مؤامراتهم على الإسلام لم تنته حتى الآن. 

(1) انظر القصة عند البخاري وابن هشام في السيرة وأيضا زاد المعاد لابن قيم الجوزية.

 

الصراع بين اليهود وأنفسهم قديما 

أدى إلى انهيار مملكتهم 

اعرف العالم القديم في الشرق الأوسط صراعا بين الإمبراطورية الفارسية (( عبدة النار، والإمبراطورية الرومانية (( عبدة الصليب )) ، فالإمبراطورية الأولى تمثل الشرق من العالم والأخرى تمثل الغرب، وقد سيطر الفرس حينا من الزمن على الشرق الأوسط بالمفهوم العصري الحالي، وكذلك بسطت دولة الروم سيطرتها على هذا الشرق أيضا. 

وكان اليهود الماسون الذين تم أسرهم بمعرفة الملك البابلي (( بختنصر (1) وهم ماسون عصرهم من وراء إذكاء الصراع بين الروم والفرس وقد استفادوا من ذلك الصراع بعودتهم إلى القدس وإعادة بناء هيكل سليمان مرة ثانية تحت سيطرة الإمبراطورية الفارسية في عهد الملك (( کورش )) .. 

استمرت دولة أو مملكة إسرائيل القديمة متحدة في عصر الرسول الملك داود وابنه سليمان عليهما السلام ولكن بعد وفاة الملك سليمان عام 923 قبل الميلاد دب الصراع بين الشعب اليهودي المنحدر من الأسباط الاثني عشر أبناء يعقوب علام، وتمزقت المملكة الإسرائيلية إلى مملكتين يتربع على عرش كل مملكة ملك. 

(1) يقال له نبوخذ نصر، وهو ابن نيوز رادان بن سنحاريب صاحب الموصل وناحيتها من بلاد

الرافدين (العراق) والملك سنحاريب قد غزا أيضا من قبل مملكة بني إسرائيل أيام (( حزقيا، بن أحاز وهو من ولد سليمان النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب اشعيا النبي. ويمتد نسب بختنصر )) إلى (( كوش )) بن حام بن نوح علم، انظر تاريخ الطبري. 

 

أطلق على المملكة الأولى مملكة الشمال والأخرى مملكة الجنوب. 

مملكة يهوذا في الجنوب وملكها رحبعام بن سليمان وعاصمتها القدس وشعبها من سبط يهوذا وبنيامين من أسباط بني إسرائيل. 

ومملكة الشمال وتسمى مملكة إسرائيل وملكها (( يربعام )) بن نباط من سبط أفرائيم ومعه باقي أسباط بني إسرائيل العشرة الباقية، وعاصمة تلك المملكة، (( شکيم )) (( نابلس، والتي أصبحت مدينة ترزة، ثم (( السامرة. 

وكان (( يربعام )) قد خرج على سلطان وحكم سليمان علا وهرب إلى مصر واحتمى بفرعون مصر، الذي أيده وأرسله بعد موت سليمان ليتولى حكم بني إسرائيل فبايعه عشرة أسباط منهم وكون مملكة شمالية كما ذكرنا. 

وتذكر كتب التاريخ أن أسباط بني إسرائيل قد استدعت يربعام من مصر وبايعته ملكة على كل إسرائيل، لكن ابن سليمان رحبعام تصدي له ومعه سبطا يهوذا وبنيامين، واستعد الطرفان للقتال، وأخذ (( يربعام )) يتودد لبني إسرائيل فصنع لهم عجولا ذهبية على غرار ما فعل السامري أيام موسى وهارون کي يعبدونها وأقام لهم عجلين كبيرين وقال لهم: - (( كثير عليكم )) أن تصعدوا إلى أورشاليم هذه الهتك يا إسرائيل التي أصعدك من مصر )) . 

ووضع العجل الأول في مدينة (( دان )) والآخر في (( إيل )) وبنى لكل عجل هيكلا وأقام لهما الكهنة، وجعل لكل عجل عيد (1) . 

ولأجل ذلك أي ما فعله (( يربعام )) من العودة إلى الوثنية اتبعه بنو إسرائيل الأسباط العشرة واتبع الأقلية ابن الملك سليمان الذي حاول السير على خطى والده النبي سليمان. 

وهكذا نشأت المملكتان على العداء والصراع الذي عظم وزاد حتي انهارت المملكتان فيما بعد على يد الملك البابلي (( بختنصر، وتشريد اليهود في 

(1) انظر سفر الملوك الأول من العهد القديم الاصحاح 21

: 12 - 33، الأصحاح 12 

: 14 - 22 

أنحاء العالم وأخذ الكثير منهم أسرى إلى بلاد (( بابل )) وهناك تم وضع التلمود )) البابلى والخطط التي أطلق عليها فيما بعد خطط الماسونية أو بروتوكولات حكماء صهيون. 

وخلال قيام مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل حاك اليهود المؤامرات الداخلية التي أدت إلى الاقتتال فيما بينهم كما يحدث بين الفصائل الفلسطينية الآن على السلطة. 

فبعد موت ملك مملكة إسرائيل الشمالية (( يربعام )) مرت مملكته بحالة من الاضطراب والانقلابات والتفكك، وكثرت فيها المؤامرات والاغتيالات حيث ثار بعشا بن أحيا على الملك بأداب بن عمرى فقتله وملك مكانه ثم قتل كل من بقى من بيت (( يربعام )) . . 

ثم جاء بعد (( نادابه ابنه (( إيلة، فتآمر عليه البعض بزعامة (( زمري )) فقتله وملك بعده وجلس على العرش ثم قتل من استطاع من بيت (( بعشا )) . 

ثم قام أحد الضباط ويدعى عمرى )) بثورة انقلابية على (( زمري )) بعد أيام قليلة من تولى الأخير الملك فانتزع الملك منه ومات (( زمرى )) حرقة بالنار، واستطاع (( غمرى )) من السيطرة على الشعب اليهودي في مملكته، ثم ملك بعده ابنه (( آحاب )) وذلك عام 875 ق. م. 

واستمرت الحروب والصراعات في مملكتي بني إسرائيل وكلها مسجلة في العهد القديم الذي يسمونه التوراة التي هي عبارة عن تاريخ اليهود حتى عهد النبي زكريا لام. 

وانتهت الصراعات الداخلية في المملكة اليهودية القديمة بالدمار وكان أول ذلك على يد الملك الآشوري شلمناصر الخامس الذي اجتاح مملكة إسرائيل عام 722 ق. م واحتل عاصمتها التي كانت تدعي وقتها (( السامرة )) وكان آخر ملوك تلك المملكة اليهودية الشمالية (( هوشع )) . 

 

وتم تقويض مملكة إسرائيل من أساسها وتم سبى سكانها إلى أشور ثم توطينهم في (( حلاح )) (( وكوزان، ووادي الخابور في أقصى الشمال لبلاد ما بين النهرين، وتم إحلال مكانهم سكان آخرون من الأشوريين وأصبحت السامرة ولاية أشورية ولم يبق في فلسطين إلا مملكة يهوذا. 

وبعد انتهاء مملكة الأشوريين وخلفهم البابليون الذي أسس مملكتهم نابو بولاصر (125.105) قبل الميلاد قام (( نبوخذ نصر )) أو (( بختنصره بغزو المملكة الجنوبية (( يهوذا، بعد أن زحف على القدس عام 586 ق. م ودمر كل قرى المملكة وحاصرها نحو 18 شهرا ولم يستطع فرعون انقاذ اليهود من هذا الغزو البابلى. 

واستطاع (( بختنصرة الاستيلاء على المملكة الشمالية والجنوبية وتدمير الهيكل السليماني وقتل سكان يهوذا البالغ تعدادهم نحو ربع مليون يهودي إلى بابل )) وخلت فلسطين من اليهود. 

ولم تدم الإمبراطورية البابلية طويلا فبموت (( بختنصر )) عام 592 ق. م فقد انحلت وتفككت وقضى عليها (( کورش )) الفارسي عام 539 ق. م أي أنها لم تستمر قرنا واحدا من الزمان (1) . 

وكان ملوك مملكة يهوذا (923 - 589) ق. م نحو عشرين ملكا أولهم رحبعام بن سليمان وآخرهم صدقيا. 

وكان ملوك مملكة إسرائيل (923 - 722) ق. م، كان أولهم (( يربعام الأول )) وآخرهم هوشع وكانوا تسعة عشر ملكا. 

(1) مات سليمان له عام 123 ق. م وانتهت مملكة إسرائيل بعد قرنين من الزمان عام 722 ق. م،

وانتهت مملكة يهوذا بعدها نحو 130 عامة. 

المؤامرات اليهودية الماسونية منذ عصر السبي البابلي

 

تؤدي إلى عودتهم إلى فلسطين مرة أخرى وبناء الهيكل 

بعد انتهاء حكم البابليين باستيلاء الملك الفارسي (( کورش )) أو (( قورش )) على بلاد ما بين النهرين والشام وذلك بمساعدة اليهود المسبيين في أرض بابل حيث كانوا الطابور الخامس للفرس ومكافأة لهم على تعاونهم مع الملك 

قورش )) الفارسي سمح لهم بعد العام الثاني من استيلائه على بابل أي للأسرى اليهود من سبط يهوذا وبنيامين بالعودة إلى فلسطين فكان ذلك الأمر والنداء منه إلى الولاة الفارسيين 

هكذا قال كورش ملك فارس جميع ممالك الأرض قد أعطانيها الرب إله السموات وأوصاني بأن أبني له بيتا في أورشاليم التي في يهوذا أو يبني بيت الرب لأنه في الحقيقة ذكر اسمي في نبوءات الأنبياء بأنني سأقوم بواجب بناء بيت له في أورشاليم )) 

وهذا النداء والوعد الكورشي کتبه له حاخامات اليهود ودونه في سفر عزرا في العهد القديم الأصحاح الأول؛ لأن اليهود في ذلك الوقت قد وصلوا إلى أعلى المراتب في الإمبراطورية الفارسية التي كانت تعبد النار من دون الله. 

وأصبح كل من يساعد اليهود في عودتهم إلى أرض فلسطين (( کورش )) في نظرهم، وكان كورش القرن العشرين بلفور )) صاحب الوعد الذي أعادهم إلى فلسطين وإقامة دولة لهم عام 1948 م. 

 

ولم يعودوا كلهم إلى فلسطين في عصر (( کورش، إنما عاد بعضهم وظل البعض الآخر في بلاد ما بين النهرين (العراق) . 

وتم بناء الهيكل اليهودي في عهد الملك الفارسي داريوس الثاني (423 - 404) ق. م، بعد أن تزوج فتاة يهودية ذات جمال باهر. 

وكانت عودة اليهود إلى أرض فلسطين في العصر الفارسي تحت الحكم الفارسي ولم تقم لهم دولة مستقلة كما حدث أيضا مع الرومان الذين عمل اليهود معهم كطابور خامس ضد الإمبراطورية الفارسية بعد البعثة النبوية أي بعد الميلاد كما سيأتي. 

واستمر اليهود على أرض فلسطين تحت الحكم الروماني يتمتعون بالحكم الذاتي وقد أثاروا الاضطرابات والثورات حتى بعث الله إليهم رسوله عيسى ابن مريم لا فكذبوهم وحاولوا قتله كعادتهم مع أنبياء الله عز وجل 

وسلط الله عليهم القائد الروماني طيطس عام 70 م وقضى على ثورتهم ودمر الهيكل الذي بنوه في العهد الفارسي، إلا أنهم قاموا بثورة أخرى عام 132 م وكانت تلك آخر محاولاتهم لإقامة دولة في العصر القديم، فقام الإمبراطور الروماني هادريانوس بقمع ثورتهم التي أثاروها بعد أن رأوا ضعف الامبراطورية الرومانية نتيجة حروبها مع الإمبراطورية الجرمانية، وكان زعيم ثورتهم (( بارکوخباء الذي ادعى أنه المسيح اليهودي المنتظر. 

واستطاع (( هادريانوس )) بالقضاء على ثورتهم وهزيمتهم شر هزيمة وقتل منهم أكثر من 80 ألف يهودي وضرب قراهم وشتتهم في بقاع الأرض. 

ورغم طرد اليهود من أرض فلسطين في العصر الروماني إلا أن مؤامراتهم على العالم لم تنته، وحاولوا العودة مرة أخرى عن طريق إحدى القوتين العظميين في العصر النبوي حيث الفرس والروم والصراع الدائم بينهما على منطقة الشرق العربي. 

 

ففي العصر الروماني البيزنطي حيث اعتنقت الامبراطورية الرومانية المسيحية وتم اضطهاد اليهود في أوربا، ومنعهم من العودة إلى فلسطين استطاع اليهود الماسون من إذكاء الصراع بين الروم المسيحيين والفرس عباد النار. 

وكانت أعنف الحروب بين تلك الدولتين في العصر النبوي في السنوات 572 - 591 م، 601 م. 128 م، ففي عام 572 م قامت الحرب بين الدولتين بقيادة كسرى الأول (أنوشروان) والروم بقيادة الملك (جستنينان) واستمرت الحرب حتى عام 592 م وانتهت بالصلح بين الطرفين بعد أن أعاد إمبراطور الروم کسرى الثاني إلى العرش بعد قيام النبلاء الفرس بانقلاب على حكم ابن کسرى الأول، وقد تنازل كسرى الثاني للإمبراطور الروم عن النصف الغربي من أرمينية الفارسية. 

لكن الحرب بين الروم والفرس عادت مرة أخرى بعد مقتل الامبراطور الروماني (( موريس )) بعد عصيان قام به قواده فقام کسرى الفرس عام 104 م بالهجوم على دولة الروم بحجة الانتقام لصديقه (( موريس )) ، وكانت تلك الحرب من أشرس الحروب بين الطرفين انتهى بالصلح عام 128 م. 

ومن المعارك التي ذكرها القرآن الكريم في العصر النبوى تلك الحرب التي دارت بينهما الفترة من 604 م حتى 116 م وانتهت بانتصار الفرس على الروم. 

قال تعالى: (الم و غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غليهم سيغلبون و في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون و بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيمه (الروم: 1 - 5) 

وكان لليهود أياد خفية في تلك الحروب وذلك للقضاء على دولة الروم المسيحيين الذين اضطهدوا اليهود بعد اعتناقهم الدين المسيحي فأراد اليهود تشجيع عبدة النار في حروبهم ضد الروم كما وقفوا مع قريش وهم عبدة الأوثان في حربهم ضد النبي والمسلمين والإسلام. 

 

لكن الله عز وجل نصر الروم على الفرس كما ذكر تعالى ذلك في مطلع سورة الروم في بضع سنين، رغم الفوضى السياسية التي عاشتها دولة الروم في تلك الحقبة ورغم حصار عاصمتهم القسطنطينية من أعدائهم، حتى إن هرقل ملك الروم بعد هزيمته من الفرس عرض على كسرى الفرس الصلح إلا أن الأخير رفض الصلح وقال: لن أصالح حتى يهجر الرومي إلهه ويعبد الشمس. 

وبعد ستة أعوام من انتصار الفرس على الروم عام 116 م وافق كسرى على مصالحة الروم بشروط صعبة، ولم يمر عام على الصلح حتى عاد إلى الروم قوتها وانقطع هرقل ملك الروم عن ملذاته وشهواته وتقرب إلى الله کي يحقق له النصر على أعدائه الفرس. 

وهاجم هرقل جيوش الفرس الكبيرة وأنزل بهم هزيمة ساحقة واستطاع أن يحتل أرض العراق القديم عن طريق البحر الأسود وبذلك توغل في الأراضي الفارسية على ضفاف دجلة في عام 127 م. 

وكان انتصار الروم في هذه المعركة خذلانا لليهود الذين ساعدوا الفرس، وإيذانا بانتهاء دولة الفرس على أيدي المسلمين في عهد الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب. 

 

  • الاحد PM 05:24
    2021-06-13
  • 1189
Powered by: GateGold