المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 411817
يتصفح الموقع حاليا : 273

البحث

البحث

عرض المادة

الابن الطيب والابن الشرير

ولد لآدم عليه السلام ذرية ذكور وإناث ومنهم استمر النسل والحياة على الأرض، فكان أول الذرية من الذكور هابيل وقابيل. 

فأما هابيل فقد قتله قابيل ولم تكن له ذرية، ولم يذكر القرءان الكريم أي شيء عن قابيل وماذا يحدث له؟ 

وهنا سؤال يطرح نفسه، هل عاش قابيل بعد قتل أخيه وأنجب ذرية؟. 

فقد ذكر أهل التواريخ والسير أن آدم حزن على ابنه هابيل حزنا شديدا، وقد ذكر يجاهد أن قابيل عوجل بالعقوبة يوم قتل أخاه، فعلقت ساقه إلى فخذه، وجعل وجهه إلى الشمس يدور معها كيفما دارت، تنكيلا به وتعجيلا الذنبه وبغيه وحسده لأخيه لأبويه. (1) 

قال: (( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم. (2) 

وقال ابن كثير رحمه الله في قصصه: والذي رأيته في الكتاب الذي بأيدي أهل الكتاب الذين يزعمون إنه التوراة، إن الله عز وجل أجله وأنظره، وإنه سكن في أرض (( نود )) في شرق عدن وهم يسمونه (( قنين )) وأنه ولد له خنوخ، ولخنوح عندر، ولعندر محوايل ولمحوايل متوشيل، ولمتوشيل لامك، وتزوج هذا امرأتين: عدا وصلا. 

(1) أنظر قصص الأنبياء لابن كثير. .

(2) رواه أبو داود في سننه والترمذي في سننه وقال: هذا حديث حسن صحيح، ورواه ابن ماجه في

سينئه والبخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك وأحمد في المسند وابن حبان في صحيحه. 

 

فولدت (( عدا، ولد اسمه ابل، وهو أول من سكن القباب واقتنى المال. 

وولدت أيضأ نوبل، وهو أول من أخذ في ضرب الونج والصنج، وولدت صلا، ولدا اسمه توبلقين، وهو أول من صنع النحاس والحديد، وبنتة اسمها نعمي (1) . 

ولعل هذا الذي ذكره ابن كثير رحمه الله نقلا عن أهل الكتاب جعل البعض يعتقد أن قابيل من المنظرين مثل إبليس وأنه المسيح الدجال الذي يظهر آخر الزمان، واعتبر هذا فتحة ربانية عليه، وإن كان اجتهاده هذا معتبرة يؤجر عليه بإذن الله تعالى ويرفع بعض سوء الفهم عن الدجال، وقد رددنا عليه في إصدارات سابقة وأوضحنا خطأ اعتقاده في كون الدجال هو قابيل، لعدم وجود دليل قاطع أو ضعيف من القرآن والسنة النبوية، وإن من شروط الأخذ عن أهل الكتاب أن يوافق ما لدينا من نصوص ومصادر، وإلا توقفنا فلا نصدق ولا نكذب كما أمرنا رسولنا الكريم. 

ثم أنجبت حواء لآدم ولا ابنا آخر بعد مقتل هابيل أطلق عليه اسم شيث )) ومعناه هبة الله. 

قال ابن كثير رحمه الله وكان عمر آدم يوم ولد له شيث مائة وثلاثين سنة، وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة وكان عمر شي يوم ولد له أنوش مائة وخمسة وستين وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة وسبع سنين وولد له بنون وبنات غير (( أنوش (3) . 

ومن ذرية شيث، وولده (( أنوش )) كان رسل الله وأنبياؤه، وكل هذه المعلومات قد استقاه أهل القصص من أهل الكتاب، فالله أعلم. 

(1) انظر قصص الأنبياء لابن کثير.

(2) اقرا كتابنا نهاية العالم وأشراط الساعة، وكتابنا دعشرة ينتظرها العالم، لمعرفة المزيد عن هذا

الموضوع وغيره الناشر دار الكتاب العربي. 

(3) قصص الأنبياء لابن كثير، وقال معنى شين: هبة الله وسمياه بذلك لأنهما رزقاء بعد أن قتل هابيل.

 

قال ابن كثير بعد أن ذكر التواريخ والنسب من شيث، إلى نوح علوم: وفي كون هذه التواريخ محفوظة فيما نزل من السماء نظر، كما ذكره غير واحد من العلماء ظانين عليهم في ذلك، والظاهر أنها مقحمة فيها، ذكرها بعضهم على سبيل الزيادة والتفسير وفيها غلط كثير. 

وقد ذكر ابن جرير في تاريخه أن حواء ولدت لأدم أربعين ولدا في عشرين بطنا، ذكر ذلك أيضا ابن إسحاق وذكر أسماءهم، وقيل أيضا ولدت له مائة وعشرين بطنا في كل واحد ذكر وأنثى أولهم قابيل وأخته قليما وآخرهم عبد المغيث وأخته أم المغيث. 

قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) (النساء: 1) . 

وذكر أهل التاريخ أن آدم علام لم يمت حتى رأي من ذريته من أولاده وأولاد أولاده أربعمائة ألف نسمة والله أعلم. 

وجاء ذكر قابيل وهابيل في سفر التكوين وهو أول أسفار العهد القديم التي يسمونها التوراة. 

وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قابين - أي قابيل. وقالت اقتنيت رجلا من عند الرب، ثم عادت فولدت أخاه هابيل، وكان هابيل راعية للغنم وكان قابين عاملا في الأرض، وحدث من بعد أيام أن قابين قدم من أثمار الأرض قربانا للرب، وقدم هابيل أيضا من أبكار غنمه ومن سمانها، فنظر الرب إلى هابيل وقربانه، ولكن إلى قابين وقربانه لم ينظر، فاغتاظ قابين جدة وسقط وجهه فقال الرب لقابين لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك إن أحسنت أفلا رفع، وإن تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها. (التكوين 4: 1 - 7) . 

وبعد أن قتل قابيل هابيل جاء ذكر أن الرب أمر قابيل بالخروج إلى أرض 

 

(( نود )) شرقي عدن وأنه تزوج وأنجب ذرية وبني المدن وعمر الأرض: 

فقال: ماذا فعلت. صوت دم أخيك صارخ إلى من الأرض، فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك، متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها، تائها وهاربة تكون في الأرض. 

فقال قابين للرب: ذنبي أعظم من أن يحتمل، إنك قد طردتني اليوم من وجه الأرض من وجهك أختفي وأكون تائها وهاربة في الأرض، فيكون كل من وجدني يقتلني. 

فقال له الرب، لذلك كل من قتل قابين فسبعة أضعاف ينتقم منه. 

وجعل الرب لقابين علامة لكي لا يقتله كل من وجده، فخرج قابين من الدن الرب وسكن في أرض (( نود )) شرقي عدن. 

التكوين 4: 19 

10) . ثم ذكر السفر أن قابين أنجبت له امرأته ولدا يدعى حنوك وأنه بنى مدينة سماها باسم ابنه ثم استمرت ذريته، ثم ذكر السفر أيضا أن آدم ولد له ابنه هو شيث عوضا عن هابيل.

ونص السفر لا يحتمل أن يكون قابيل من المنظرين وإنما طرد من الأرض التي عليها آدم وحواء وذريتها إلى الأرض بعيدة. 

وأما ما جاء في النص (( وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده أليس دليلا على أنه من المنظرين أو أنه المسيح الدجال، فالمسيح الدجال من اليهود وليس هذا مجال ذكره. (1) والله أعلم. 

وإذا كان القابيل ذرية وهذا أمر محتمل فحتما سوف يحملون الجينات الوراثية منه، فيكنون أهل الشر والحقد والمؤامرات، ولعلهم أصل الجمعيات السرية التي ظهرت فيما بعد، تكون أول مؤامرتهم وجرائمهم تلك التي ارتكبها 

(1) أنظر كتاب (( عشرة ينتظرها العالم، الناشر دار الكتاب العربي.

 

أبوهم قابيل من قتل أخيه هابيل كما ذكرنا والله أعلم. 

وجاء ذكر ما فعله أحفاد قابيل من شرور وانتقام 

فولدت عادة (يابال) الذي كان أبا لساكني الخيام ورعاة المواشي واسم أخيه (يوبال) الذي كان أبا لكل ضارب بالعود والمزمار، (( وصلة أيضا ولدت (توبال) لقايين الضارب لكل آلة من نحاس وحديد، وأخت (توبال) قايين نعمة وقال (( لامك )) لامرأتيه عادة وصلة، اسمعا قولي يا مرأتي لامك، واصفيا الكلامي، فإني قتلت رجلا لجرحى وفتى لشرخي إنه ينتقم القايين، سبعة أضعاف، وأما للامك فسبعة وسبعين. (سفر التكوين 4: 20 - 24) . 

ولامك هو ابن متوشائيل بن محويائيل بن عيراد بن حنوك بن قايين، وهكذا خرج من ذرية قابيل من يضرب بالعود والمزمار والمعازف، وقد أخبر الامك زوجتيه أنه قتل رجلا لأنه جرحه وقتل آخر لنفس السبب فقابل التعدي بالجرح بالقتل، وأشار إلى أن الانتقام لمن يقتله واجب على ذريته أن يقتلوا " سبعة وسبعين رجلا. 

وهكذا إذا كان لقابيل ذرية فإنها ذرية الشر بكل معانيه من إفساد وقتل وغيرهما. 

ثم جاء ذكر الإفساد في الأرض بعد ولادة نوح السلام، ونوح بن لامك، وبالطبع (فلامك) هذا غير لامك الذي من ذرية قابيل، لأن نوح هم من ذرية شيث، اسلام ابن آدم كما ذكرنا: 

وحدث ما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا، فقال الرب لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد لزيغانه هو بشر وتكون أيامه مئة وعشرين سنة، كان في الأرض طغاة في تلك الأيام وبعد ذلك أيضا إذا دخل بنو الله على بنات الناس وولد لهم أولاد هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ 

 

الدهر ذوو اسم 

ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه. 

فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء لأني حزنت أني عملتهم، وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب) (التكوين 1: 1 - 8) . 

وفي هذا النص من سفر التكوين بذكر أن هناك نوعية من البشر أو الذين يحبون على الأرض الناس وأبناء الله، وأن أبناء الله رأوا بنات الناس أحسن وأجمل منهم فاتخذوا من نسائهم زوجات وأنجبوا ذرية ومن هذه الذرية جاء البشر على الأرض من الذرية الطغاة. 

ويقول السفر أيضا (( وبعد ذلك أيضا دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادا هم الجبابرة الذين من الدهر ذوو اسمه. 

فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد أتت أمامي لأن الأرض امتلأت ظلمة منهم فهم أنا مهلكهم مع الأرض، اصنع لنفسك فلكة من خشب جفر 
... 
).

التكوين 12: 6 - 10). وهكذا كان الطوفان وهلاك الأشرار والكفار في العهد القديم، ولعل ذکر أبناء الله والناس والتزاوج بينهما قد أخذ من الألواح السومرية التي ذكرت أن هناك مخلوقات فضائية نزلت الأرض وحدث التزاوج بينهم وبين البشر فأصبح هذا الهجين ما يسمى بالجنس الآري الذي أفسد في الأرض وكان العقاب الإلهي لهم هو الطوفان، وهذا الكلام لا أساس له من الصحة ويكذبه القرآن الكريم الذي من عند رب العالمين. 

إلا أن كاتبي العهد القديم ينسبون الشر إلى ذرية أخرى هجين من بني البشر الذين هم الناس من أبناء الله الذين هم جنس آخر غير الناس أو البشر 

 

وهذا ما يستند إليه الكثير من الكتاب الغربيين في مؤلفات شتى لهم. 

ويؤمن بها زعماؤهم ورؤساؤهم مثل هتلر وموسوليني والملوك والزعماء البريطانيون وكذلك الآباء المؤسسون للولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى رؤساء أمريكا الحالين من بوش الابن والأب وغيرهما ومن ورائهم الماسونية وكل الجمعيات السرية التي تهدف للسيطرة على العالم من وراء الستار والله من ورائهم محيط. 

  • الاحد PM 04:29
    2021-06-13
  • 1324
Powered by: GateGold