المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 411900
يتصفح الموقع حاليا : 293

البحث

البحث

عرض المادة

كيف دخلت الحركة الماسونية البلاد العربية وما هي نشاطاتها

في موضوع سابق في أحد الأعداد تحدثنا عن الحركة الماسونية وأصولها العنصرية الحاقدة وارتباطها الوثيق بالحركة الصهيونية المعادية، وقد باتت لدينا القناعة أن هذه الحركة المشبوهة والحاقدة هي تنظيم سري مغلق، لم يتسرب عن أسرارها وممارساتها سوى النزر اليسير والحجم القليل ثم ألفينا كيف تلقي التشجيع والدعم من قبل الدول الاستعمارية (الصليبية) والكيان الصهيوني المصطنع، لكن الذي يهمنا ويعنينا نحن المسلمين أن ننتبه إلى هذا الخطر الخفي والعدو الماكر المخادع، وسنتعرف على كيفية دخوله البلاد العربية والإسلامية وبصورة خاصة المشرق العربي القلب النابض ومهد الإسلام الأول وقاعدته الأمنية. 

ولئن فسر علماء الإسلام السابقون قول الله عز وجل في سورة الأنفال: 

{ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } 

(الأنفال: 60) عن هؤلاء (وآخرين من دونهم) بأنهم المنافقون، الذين يلبسون ثوباً ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، إلا أنه ينطوي بلغة العصر الحالي على كل القوى المضادة التي تحقد على الأمة وتنفث سمومها في الخفاء وتروج الاشاعات وتثير الفتنة وتغري بالسلبية والفساد تقتل الارادة والإيجابية. 

فلقد وجدت القوى الصليبية (الاستعمارية) الحاقدة على الإسلام في الماسونية أداة مفيدة لخدمة أطماعها التوسعية العدوانية. 

أولا: الحركة الماسونية في خدمة القوى الصليبية الاستعمارية 

 

قبل ظهور الصهيونية بحوالي 180 عاماً استغلت الإمبراطورية البريطانية، الماسونية ودعواها لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين لتوطيد إمبراطوريتها الاستعمارية وضمان حماية طريق الهند من خلال إيجاد قاعدة غربية خالصة في فلسطين [1] أما الاستعمار الفرنسي والخصم اللدود للاستعمار البريطاني في تلك الحقبة التاريخية، فقد سارع إلى تشكيل ماسونيته الخاصة رافعاً نفس الدعوة، لايجاد وطن قومي لليهود في فلسطين. ففي عام 1800 م افتتح (نابليون بونابرت) أول محفل ماسوني في مصر. وأصدر نداء عكا المشهور لعودة اليهود إلى فلسطين فقد أكد أحد زعماء الماسونيين اليهود في مصر ذلك بقوله: (من المؤكد أن فكرة إعادة بني إسرائيل إلى فلسطين أخذت تزداد سعيراً في ذهن نابليون وكانت شغلا شاغلاً له. وكان يرى أنه إذا نجح في تحقيق ذلك فهو يحدث تغيراً في مجرى الأمور في الشرق) [2] . 

وطوال القرن التاسع عشر انشغل الإستعماريون البريطانيون والفرنسيون في إعداد الخطط لتنفيذ أطماعهم التوسعية في المنطقة العربية وإيجاد قاعدة استعمارية خاصة في فلسطين، فأرسلت البعثات العلمية والاستكشافية و التنصرية إلى فلسطين لإعداد التقارير ورسم الخرائط والدراسات. وحاول الاستعماريون إحياء فكرة عودة اليهود إلى فلسطين وإقامة (الوطن القومي) المنشود من خلال إيجاد حركات تدعم في محتواها وأهدافها الحركة الماسونية. 

 

ولا عجب إذا أن الكاتب الصهيوني (إيلي فاينفرش) عام 1975م في مقال له في صحيفة (عل مشمار) ما فحواه: (هناك العديد من السياسيين ورجال الفكر والأدب المسيحيين الذين عملوا من أجل إنشاء دولة يهودية قبل مؤسسي الحركة الصهيونية بزمن طويل، ويخطئ من يعتقد أن الصهيونية السياسية هي إبتداع يهودي مطلق .. لقد كان الفكر الصهيوني يحل مشكلة اليهود عن طريق تشكيل دولة يهودية قومية - يشارك فيه أفراد عديدون من غير اليهود. فقبل سنوات عديدة من ظهور آباء الحركة الصهيونية - في غضون القرن التاسع عشر - كان هناك سياسيون ومفكرون وضباط ورجال أدب ولاهوتيون. تواصلوا من خلال تحليلهم للتاريخ والواقع إلى الحل المتمثل في إنشاء دولة يهودية) [3] . 

وفي عام 1848 م ظهرت في إيران حركة البهائيين التي أسسها رجل يهودي يحمل إسماً إسلاميا هو (محمد الشيرازي) وإبنه (عبد البهاء) . وقد شددت الدعوة البهائية على ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين مدعية أن هذا القرن - هو قرن تأسيس ملكوت الله وعودة اليهود لفلسطين تنفيذا لأمر الله كجزء من التنبؤات الإلهية .. وإن شخصاً من نسل داود، سيرفع العلم الإلهي على جميع الأمم. وقد دعا البهائيون أيضاً إلى تحويل الحج من مكة المكرمة إلى عكا. 

كذلك أوجدت ألمانيا القيصرية ماسونيتها الخاصة وأيدت الحركة الصهيونية الحديثة المولد في نهاية القرن التاسع عشر، ورفعت شعار إيجاد وطن قومي لليهود لضمان تنفيذ مشروع خط حديد برلين - بغداد. وقد دعمت كذلك مشروع إنشاء وطن قومي لليهود في بلاد ما بين النهرين وذلك في مطلع القرن العشرين الحالي. وقد تبنى المشروع - حينذاك - عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية الصهيونية ومن بينهم المدعو (يسرائيل زانفويل) الذي خلف تيودور هرتزل بعد وفاته عام 

1904 م. 

 

وفي عام 1905 م ظهرت حركة رديفة للماسونية تمدها بالنشطاء وتسهل إنتشار آرائها وتدعي عدم التعامل بالسياسة والعمل (لا يجاد الخدمة المثالية كأساس للتجارة الحرة وتشجيع القواعد الأخلاقية المثالية في التجارة وزيادة العلاقات بين رجال الأعمال والحرفين في العالم متانة) وهذه الحركة هي الروتارية وتعني التناوب. وقد تأسست الروتارية على يد خمسة من يهود الولايات المتحدة في شيكاغو وعلى رأسهم المحامي اليهودي (بول هاريس) الذي ترأس الروتارية منذ عام 1905 م. 

تولى الاستعماريون الفرنسيون والانكليز نشر (نوادي الروتاري) في الوطن العربي فدخلت مصر و الأردن و فلسطين عام 1929م. ودخلت سورية و لبنان عام 1931م و السودان عام 1938م. وتعقد نوادي الروتاري مؤتمرات إقليمية ودولية وقد استغلت إسرائيل هذه المؤتمرات بشكل يخدم مصالحها. 

ونظراً لما تشكله نوادي الروتاري من خطر على الأمة العربية والإسلامية قامت دول عربية كثيرة بتحريمها. ففي سورية حرمت الروتارية بموجب الأمر العرفي رقم 26 تاريخ 10/ 8/1965م. وفي مصر حرمت عام 1964م. وقد إعتبر المؤتمر الإسلامي في عام 1974م. الروتارية محرمة وذلك بموجب القرار الذي أصدره مجلس القضاء الأعلى والمجمع الفقهي الإسلامي في ذلك الحين [4] . 

ثانيا: اليهود هم الذين أدخلوا الماسونية إلى العالم العربي 

تدل الدراسات العلمية والوثائق التاريخية أن أول من ادخل الماسونية إلى الوطن العربي، هي منظمة (بني بريث) اليهودية في عام 1873م عندما أنشأت 

(محفل القدس) التابع لشرق كندا، وأطلق عليه - كما ذكرت في الموضوع السابق - اسم محفل سليمان، ثم أسست محفل (يافا) عام 1890م ومحفل (صفد) عام 1910م، ومحفل (حيفا) عام 1911م وفي عام 1922م. أسست المحافل التالية: ريشون ليتسيون، روحوفوت، رامات جان، وفي عام 1924م، أسست منظمة بني بريث المذكورة أربعة محافل أخرى. فارتفع عدد المحافل الماسونية في فلسطين إلى 11 محفلاً ماسونياً. 

 

وإضافة إلى ما ذكر فقد أنشأ المحفل الوطني الأكبر المصري والذي كان يسيطر عليه اليهود في مصر في ذلك الحين - تسعة محافل ماسونية في فلسطين منذ عام 1928 م وهي: 

- المحفل الماسوني في عكا: وأطلق عليه اسم (محفل صلاح الدين) ويتبع الطريقة الاسكتلندية، وقد أسسه يهود القاهرة.

- محفل الدجى في يافا: ويحمل الرقم 263 وكانت لغته هي اللغة العربية.

- محفل موريا في يافا: ورقمه 283 ولغته الفرنسية.

- محفل محمد علي في يافا: ورقمه 286 ولغته العربية.

- محفل الخليل في القدس: ورقمه 287.

- محفل رابين في حيفا: ورقمه 288 ترأسه الصهيوني (شبتاي ليفي) .

- محفل باكس في القدس: ورقمه 291 ترأسه الصهيوني (أندروخ) .

- محفل حيرام في تل أبيب: ورقمه 292 ولغته عبرية.

- محفل جبل سيناء في القدس: ورقمه 293 ولغته انجليزية. [5]

وفي تاريخ 29/ 1/1933م. تم الاعتراف رسمياً بالمحفل الماسوني الفلسطيني الأكبر بحضور وفد من الاتحاد الماسوني العالمي إلى فلسطين للغرض نفسه. 

يؤكد العلامة (محمد كرد علي) صاحب موسوعة (خطط الشام) في مذكراته: 

(أن الماسونية ألعوبة صهيونية حرفة لا يهودية فقط، ويسعى اليهود بواسطتها إلى إعادة مجد صهيون، ومعنى مجد صهيون هو نزع فلسطين من العرب) [6] . ويؤيده الدكتور (إبراهيم أحمد عدوي) في كتابه (رشيد رضا) أن الماسونية سهلت عمليات بيع الأراضي لليهود في فلسطين [7] . فقبل الحرب العالمية الأولى، نشط الصهاينة في كل المحافل الماسونية في سورية ولبنان وفلسطين ومصر وأخذوا يحاولون ضم بعض وجهاء المسلمين والمسيحيين في هذه البلدان لخدمة أهدافهم وأطماعهم في فلسطين. وبعد الحرب العالمية الأولى وصدر وعد بلفور وبدء جهاد شعب فلسطين المسلم ضد الهجرة اليهودية، تسلسل بعض الماسونيين إلى صفوف القيادة في تلك الفترة [8] . 

 

وننوه هنا أنه بعد استقلال الماسونيين في فلسطين عن المحفل الماسوني الأكبر في مصر عام 1933 م أصبح اليهودي المصري (يعقوب قزحه) المعروف بصهيونيته المكشوفة من زعماء المحفل الماسوني في فلسطين. وقد فشلت كل المحاولات الماسونية في فلسطين لتنحية الصهيوني يعقوب قزحه من منصبه وذلك بسبب دعم الماسونية العالمية - في ذاك الحين - له [9] . 

وفي لبنان نشطت الماسونية في ظل الانتداب الفرنسي مستغلة التركيب الخاص للمجتمع اللبناني من الناحية الطائفية والمذهبية. ويقول (جرجي بني) إن المحفل الماسوني في بيروت أستغل بشكل علني من قبل اليهود اللبنانيين لإقامة علاقة وثيقة مع زعماء الطوائف اللبنانية مسيحيين ومسلمين. وفي عام 1929 م حاول اليهود السيطرة على المحافل الماسونية في بيروت بصورة مفضوحة وتسخيرها لخدمة المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين ولما لم يفلحوا في مسعاهم هذا لجأوا إلى سلطات الانتداب الفرنسي بطلب العون ذلك وإستصدار قرار بوقف جريدة (المحفل الماسوني) . وفي هذه الفترة أيضا ظهرت في بيروت 

(عقبة الأحرار) وهي جماعة تابعة للمحفل الماسوني وكانت تشجع اليهود للهجرة إلى فلسطين. 

ويحمل أفرادها بطاقات عضوية عليها النجمة السداسية [10] . 

في عام 1964 م تم التضييق على المحافل الماسونية في لبنان، إلى أن رفع ذلك التضييق بشكل نهائي عام 1972م بقرار من رئيس الحكومة آنذاك، ومن الملفت للنظر أنه عقب الاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية في حزيران عام 1982م كثرت الإعلانات الماسونية في بعض الصحف اللبنانية التي تؤكد أن بطاقات العضوية للحركة الماسونية يجب أن تحمل توقيع الأستاذ الماسوني لمحفل بيروت. حسب ما أوردته جريدة النهار بتاريخ 13/ 11/1983م. 

وفي سورية برر الماسونيون دخول الجيش الفرنسي سوريا بأنها إجراءات اقتضتها ضرورات ما بعد الحرب العالمية الأولى (أنظر مقررات المؤتمر الماسوني في سوريا 3 أب 1924) . 

 

وعندما نشبت الثورة السورية الكبرى عام 1925 م لعب الماسونيون دور الوسيط بين الثورة السورية الكبرى وسلطات الاستعمار الفرنسي في سوريا، وشكل وفد منهم، لكن مساعي هذا الوفد باءت بالفشل بسبب إصرار الفرنسيين على إخماد الثورة الوطنية بالقوة. ومع ذلك كان الماسونيون راضين عن التصرفات والممارسات الفرنسية وأعمال القمع الهمجية التي تقوم بها قوات الأحتلال الفرنسي ضد الشعب العربي السوري. وقد حظرت الماسونية في سوريا وأغلقت محافلها بموجب الأمر العرفي رقم (25) بتاريخ 10/ 8/1965م. 

وفي مصر كانت الماسونية أفضل وسيلة لإنجاح الإستعمار البريطاني في مصر ويعترف الأستاذ الماسوني (عبد الحليم إلياس الخوري) بذلك ويعزو ذلك إلى أن هذه المحافل كانت مضطرة لابقاء علاقاتها جيدة مع المستعمرين الانجليز كي تبقى على إتصال دائم بالمحافل الماسونية الكبرى في لندن. 

وإبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م. لعبت المحافل الماسونية في الإسكندرية دوراُ لا يقل خطورة عن الدور الذي لعبته السفينة الحربية الأمريكية 

(ليبرتي) عام 1967 م. 

وفي صيف عام 1964 م. أغلقت المحافل الماسونية في الجمهورية العربية المتحدة آنذاك بصورة نهائية. وتم وضع النادي الماسوني الانجليزي بشارع طومسون تحت الحراسة وضبطت قوات الأمن فيه أعلاماً تمثل أسباط إسرائيل الاثني عشر ولا فتات تحمل النجمة السداسية. 

 

وفي العراق ضمت المحافل الماسونية في عضويتها حينئذ عدداً من رؤساء الوزارات والوزراء وكبار ضباط الجيش وقد أفتتحت المحافل الماسونية في العراق على أيدي ضباط الاحتلال الانجليزي. وفي 12/ 1/1925م أحتفل في البصرة بوضع الحجر الأساسي لبناء المحفل الماسوني الواقع على طريق الهند. وذكر المستر (مور) الذي رعى الاحتفال الماسوني (أن المحافل الماسونية في العراق تأسست منذ عام 1839م [11] وبعد قيام ثورة 14 تموز عام 1958 حظر نشاط الماسونيين وأغلقت محافلهم وحكم بالإعدام غيابياً على بعض قادتهم الذين فروا خارج القطر العراقي. 

وننوه هنا أن طريقة (شراينرز) الماسونية، اليهودية المنشأ. وجدت للتمويه على بعض الزعماء والقادة وأصحاب النفوذ في العالم العربي والإسلامي. منهم يطلقون - للكذب والتدجيل على أسماء الأعضاء من ذوي الدرجات الماسونية العليا، ألقاباً مثل (حاج، شريف، قديس .. الخ) ويكتب على أبواب المحافل بخط بارز لا إله إلا الله، وتحمل هذه المحافل أسماء مدن عربية مثل (حلب، دمشق، بغداد، القدس، القاهرة .. الخ) ويزعم مؤسسو هذه الطريقة الماسونية 

(الخبيثة) أنها وجدت تخليداً للشرق واعترافا بعراقته وفلسفته ودياناته وتستغل هذه الطريقة خصيصاً بشكل أساسي للخداع في العالمين العربي والإسلامي. { وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ } [12] . 

 

ومن خلال الشعارات البراقة مثل (حرية، عدالة، مساواة) وعبارات الإخاء الإنساني المزعوم، التي كان ينادي بها الماسونيون في العالم العربي خلال النصف الأول من القرن العشرين، إستطاعت الماسونية أن تخدع كثيرين من رجالات الفكر والسياسة والأدب وغيرهم، كما أنها تلونت كثيراً وسعت وبتخطيط مسبق لجذب الوجهاء وذوي النفوذ السياسي والاجتماعي إليها وسهلت لهؤلاء الوصول إلى أعلى المراتب وبسرعة فائقة، وأمنت بذلك إنتشار الماسونية، وضمان الحماية العلنية لها وسخرت بعض أعضائها، أو بعض من نشرت صورهم على صدر صفحات جرائدها ومنشوراتها، مدعية أنهم أعضاء في محافلها لخدمة أهدافها المشبوهة. 

{ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } [13] . 

ثالثا: قرار مكتب مقاطعة إسرائيل ضد الماسونية 

ناقش المؤتمر التاسع والثلاثون، والمؤتمر الأربعون، والمؤتمر الحادي والأربعون لضباط الإتصال للمكاتب الإقليمية لمقاطعة إسرائيل موضوع الماسونية، وأقر التوجيه التالي: 

1 - استعرض المؤتمر وضع الماسونية في ضوء التوجيه رقم (60) المتخذ في المؤتمر التاسع والثلاثين

2 - الدراسات والمعلومات التي تلقاها المكتب الرئيسي من العراق ومصر و البحرين ومنظمة التحرير الفلسطينية والآراء التى أبرزها السادة الأعضاء أثناء إنعقاد المؤتمر والتي تضمنت ما يلي:

أ- إن لهذه الحركة علاقة بإسرائيل والصهيونية العالمية ومؤسسوها من الصهاينة المعروفين. وهذه العلاقة باقية منذ المؤتمر الصهيوني الأول.

ب- إن جميع المحافل الماسونية في العالم تضع على أبوابها نجمة داود، وهي شعار إسرائيل كما أن اللون الأزرق الذي تطلى به المحافل هو لون علم إسرائيل.

 

ج- ما ثبت في إصدار هذه الحركة على عقد مؤتمرها السنوي في إسرائيل وذلك بغية جذب عدد كبير من الأعضاء الماسونيين من أنحاء العالم لزيارة إسرائيل.

د- ما ثبت رسمياً في مصر و السودان في أن فروع هذه الحركة كانت تعمل لمصلحة الصهيونية العالمية.

وأوصى المؤتمر بما يلي: 

أولا: اعتبار الحركة الماسونية حركة صهيونية لأنها تعمل بإيحاء منها لتدعيم أباطيل الصهيونية وأهدافها، كما أنها تساعد على تدفق الأموال على إسرائيل من أعضائها. 

ثانيا: خطر إقامه مراكز أو عمل محافل لنشاط الحركة الماسونية في الدولة العربية. 

ثالثا: لا يجوز التعامل مع الماسونية أو محافلها [14] . 

الخاتمة 

ثبت مما سبق ذكره أن الماسونية ذات أصل يهودي حاقد ترعرعت في ظل الحروب الصليبية وفي أحضان الدول النصرانية (الصليبية) ، وتوغلت في ديار الإسلام كي تعمل في الخفاء من أجل التمهيد للغزو الصهيوني المعاصر وكانت ثمرة أهدافها العدوانية الخبيثة، إقامة الكيان الصهيوني المصطنع عام 1948م واحتلال القدس الشريف وأسر مقدسات الإسلام كالمسجد الأقصى و قبة الصخرة و مسجد الخليفة عمر بن الخطاب، وتشريد الأهل من فلسطين المسلمة، مما يدل على أن الكفر كله ملة واحدة وأن المستهدف في ذلك هو الإسلام الحنيف. { وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } (التوبة: 30) . 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد. 

(1) بيار هيبس في سبيل ديكتاتورية يهودية عالمية، الماسونية واليهودية تتآزران مجلة المسده، العدد 417 - 1951م.

(2) إيلي ليفا أبو عسلة - يقظة العالم اليهودي القاهرة مطبعة النظام بمصر 1934م ص 175.

 

(3) (من ملوك الحملات الصليبية إلى هرتزل) مجلة القبس الكويتية - العدد 5961 - 15/ 12/1988م.

(4) صحيفة الوطن الكويتية العدد (2115) تاريخ 13/ 10/1980م، الكويت.

(5) تقرير الأعمال لعام 1928ص (85 - 86) للمحفل الأكبر الوطني المعري - دار صبرا 1986م دمشق ص (259) .

(6) الأستاذ محمد كرد علي - المذكرات، الجزء الثاني، مطبعة الترقي - دمشق عام 1948م، ص (400 - 409) .

(7) د إبراهيم أحمد العدوي، رشيد رضا، سلسلة أعلام العرب رقم (33) القاهرة ص 260 - 261 دمشق الشام: 28/ 3/1410 هـ.

(8) حسين عمر حماده - الماسونية و الماسونيون في العالم العربي ص (260) عن احسان الجابري، وذوقان قرقوط.

(9) محمد على الزعبي - الماسونية في العراء - مصدر سابق.

(10) المصدر السابق (أنظر محمد علي الزعبي) .

(11) نجدت فتحي صفوت، الماسونية في العالم العربي (ص31) لندن، مطبوعات مركز الدراسات.

العربية 1980م. 

(12) سورة الأنفال 62.

(13) سورة المنافقون 4.

(14) الأستاذ حمد الموعد - بحث الماسونية والصهيونية مجحلة الأرض - العدد العاشر - تموز 1987م دمشق.

(15) سورة التوبة 30.

  • السبت PM 02:59
    2021-06-12
  • 1394
Powered by: GateGold