المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409030
يتصفح الموقع حاليا : 311

البحث

البحث

عرض المادة

أضواء على الماسونية

1 - تسميتها وأسماؤها :

ماسونية أو مسونية : نسبة إلى الماسونية ( FREEMASSON ) ويقصد بها : البناءون الأحرار ، أو البناء الحر ( MSSON LODGE ) والبناءون الأحرار هم الذين بنو هيكل سليمان [1] . إذن ف الماسونية أو الفرمسون : اسم مركب من لفظتين افرنسيتين ( MASSON ) أو ( FREE ) ومعناهما : الحر أو الصادق ومعناها : بناء . أي أنها جمعية البنائين الأحرار [2] وهي الكلمة الإنجليزية : ( MASSON ) أي عامل بناء [3] . 

وزعم قائل أنها المصونة - بالصاد - نسبة لصيانة الأسرار [4] . 

وللماسونية أسماء أخرى اختلفت على اختلاف الأمكنة والأزمنة والفروع المتفرعة منها كالمنورين في ألمانيا ، والفحامين في إيطاليا [5] . 

يلاحظ أن الغموض يحيط باسمها ، فالماسون أو البناءون يقصد بهم في رواية بناة هيكل سليمان من اليهود الذين عادوا من بابل بعد السبي وهم يحملون المهارة للبناء في يد والسيف في اليد الأخرى [6] . 

2 - تعاريفها :

قال الكاتب الإسلامي فتحي يكن : 

"هي جمعية سرية قديمة لم تعرفها بلاد الإسلام إلا في العصور المتأخرة آخذة إياها عن البلاد الغربية من فرنسية وإنكليزية وإيطالية وألمانية وغيرها [7] " . 

وقال الدكتور علي عبد الحليم محمود : 

"الماسونية لون من نشاط اليهود المعادي للأديان عمومًا وللإسلام على وجه الأخص" . 

"فالماسونية جمعية سرية أنشأها اليهود ليمارسوا من خلالها الأعمال التي توصلهم إلى أهدافهم وأغراضهم [8] " . 

وقال : "ويكاد يجمع الباقون على أن الماسونية هي جمعية البنائين الأحرار التي وجدت منذ أقدم العصور في مصر وفلسطين واليونان [9] " . 

وقال الشيخ محمد محمود الصواف : 

"وهي جمعية سرية تحمل أهدافًا سرية غاية في الخطورة إلا أنها في العصور الحديثة أخذت تعلن عن نفسها بمختلف الطرق ... [10] " . 

 

وفي معجم اكسفورد الكبير ( مادة ( ماسون ) إن مفهوم الكلمة السائد لدى اللغويين 1350م كان خاصًا بأصحاب الحرف الذين لا تربطهم نقابة أو رابطة فهم أحرار [11] ) . 

وأضاف الدكتور عبد الرحمن عميرة قوله : 

"وعندما دعتهم الحاجة إلى حماية مصالحهم ، أنشأوا جمعية أطلق كل عضو فيها على الآخر أخ واستعملت في خطاب بعضهم بعضًا وقامت بينهم الإخوة التي ربطت أصحاب الحرف برباطها الوثيق [12] " . 

وقال الدكتور عبد الوهاب محمد المسيري : 

"وتعود جذور الحركة الماسونية إلى جماعات الحرفيين في العصور الوسطى الإقطاعية وهي جماعات كانت منظمة تنظيمًا صارمًا شبه ديني ، لها طقوسها الخاصة ورموزها الخفية وقسمها السري . وجماعات البنائيين كانت من أقوى الجماعات الحرفية إذ أن العصور الوسطى كانت العصور الذهبية لبناء الكاتدرائيات والأديرة والمقابر الفاخرة . ولكن بحلول عصر النهضة واختفاء المبرر الاقتصادي لوجود هذه الجماعات ، بدأ نفوذها في الاهتزاز وبدأت التحول إلى جماعات خيرية تضمن لأعضائها بعض الطمأنينة النفسية شيئًا من الأمن الاقتصادي . وكان بعض أعضاء هذه الجماعات من البنائيين ولكن البعض الآخر لم يكن لهم أدنى علاقة بهذه المهنة ، وبحلول القرن الثامن عشر لم يكن لجماعات الماسونيين أي علاقة بحرفة البناء [13] " . 

الأشياذ : 

 

وقال أحمد عطية الله : ( ومن الجمعيات السرية التي تعمل على المستوى العالمي جماعة الماسون الأحرار التي أنشأت منذ القرن 14 ثم أصبحت لها رياسات إقليمية وانضم إليها كبار رجال السياسة والحكم والاقتصاد وأقامت المحافل الماسونية لمباشرة نشاطها وهو نشاط يحيط به الغموض والشكوك حتى أنها اعتبرت ضد القانون في كثير من الدول المعاصرة فصدرت المراسيم بإلغائها لا سيما وقد تبين أن اليهودية والصهيونية تستخدمها أداة لتحقيق أهدافها ضد الحركات القومية ، كما أن الطابع السري واستخدام الطقوس والرموز من الخصائص التي تميزت بها الجمعيات الماسونية [14] ) . 

وعرفها الأب بولس شيخو اليسوعي بقوله : 

( إن الماسونية شركة سرية غايتها تقويض أركان كل سلطة دينية كانت أو مدنية [15] ) ) . 

3 : تاريخ الماسونية : 

اختلف المؤرخون في منشأ هذه الحركة ، فمن قائل بحداثتها وأنها لم تدرك ما وراء القرن الثامن عشر الميلادي ، ومنهم من قال : إنها انبثقت من جمعية الصليب الوردي التي تأسست عام 1616م ومنهم من أوصلها إلى الحروب الصليبية ، وزعم آخرون أنها من أيام اليونان القدماء في الجيل الثامن بعد الميلاد ومنهم من زعم أنها نشأت في هيكل سليمان ومنهم من أوصلها إلى الكهانة المصرية والهندية وغيرها . 

ومنهم من اشتط فقال : إن مؤسسها سيدنا آدم عليه السلام والأبلغ من ذلك أن الله سبحانه وتعالى أسسها في جنة عدن وأن الجنة كانت أول محفل ماسوني وأن سيدنا ميكائيل رئيس الملائكة كان أول أستاذ أعظم فيه ، إلى غير ذلك من الهذر والهراء [16] . 

ولكن الراجح - والله أعلم - أن تاريخ الماسونية يرجع إلى بداية القرن الأول الميلادي ، عندما كان حاخامات اليهود يتنبأون بقرب ظهور نبي جديد . 

يقول متى في إنجيله : ( ( ولما ولد يسوع في بيت لحم في أيام هيرودس إذا مجوس من الشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين : 

 

أين هو المولد ملك اليهود فإننا رأينا نجمه في المشرق فأتينا لنسجد له ؟ 

فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أُورشليم معه فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم : 

- أين يولد المسيح . فقالوا : في بيت لحم .

حينئذ دعا هيرودس المجوس سرًا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال : 

اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتى وجدتموه فأخبروني لكي آتي أنا أيضًا وأسجد له ، فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف ( فوق ) حيث كان الصبي ، فلما رأوا النجم فرحوا فرحًا عظيمًا جدًا وأتوا إلى البيت ، ورأوا الصبي مع مريم أُمه فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبًا ولبانًا ثم أوقى إليهم في حالم ألا يرجعوا إلى هيرودس ملك الرومان من قبل اليهودية فمات وخلفه هيرودس [17] الثاني فأهمه ظهور المسيح الذي أخذ يبشر بزوال هيكل سليمان بحيث لا يبقى حجر على حجر لا ينقضي [18] . 

وأخذت المسيحية تنتشر بين مواطنيه وأخذ الناس يدخلون فيها أفواجًا الأمر الذي دعا الملك ومستشاريه إلى إنشاء جمعية سرية باسم ( القوة الخفية ) 

وكانت تتلخص مهمة هذه الجمعية في التخلص والقضاء على المسيحية وأتباعها وأسندت رئاسة الجمعية إلى الملك المذكور [19] . 

وتم تكوين مجلس سري أعلى ليكون له مهمة الإشراف على عمل هذه الجمعية ومباشرة تنفيذ مخططاتها . 

وعلى وجه التحديد في اليوم العاشر من شهر آب أغسطس 43 ميلادية عقد الاجتماع السري الأول للمجلس في أحد أقبية قصر الملك هيرودس وكان أول شيء اتجه تفكيرهم إليه تسمية مكان الاجتماع . 

فسموه "هيكلا" تخليدًا لهيكل سليمان الذي تنبأ المسيح عليه السلام بتقويضه ثم وضعوا صيغة اليمين التي يؤديها العضو إذا رغب الانضمام إلى مؤسسي الجمعية [20] . 

هناك من يقول أن الماسونية نشأت في القرن الرابع عشر الميلادي [21] 

 

وسبب اختلاف المؤرخين في نشأتها يرجع إلى طبيعة هذه الجمعية السرية حيث أن سريتها هي التي جعلت مسألة نشؤها غامضة ، يحيطها الكتمان الشديد ، ولكنها أخيرًا عرفت وفضح أمرها وانكشف الكثير من أسرارها على أيدي اناس دخلوها ثم خرجوا منها ، وكفروا بها وبأهلها من اليهود والمستعمرين معًا [22] . 

- البقية في العدد القادم -

(1) مجمع اللغات إنجليزي عربي فرنسي ص 763 .

(2) المخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام ص 207 .

(3) موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية ص 352 .

(4) حركات ومذاهب في ميزان الإسلام ص 53 .

(5) أسرار الماسونية أو السر المصون في شيقة الفرمسون ص 24 .

(6) القاموس السياسي ص 1100 .

(7) حركات ومذاهب في ميزان الإسلام ص 53 .

(8) الغزو الفكري وأثره في المجتمع الإسلامي المعاصر ص 201 .

(9) الغزو الفكري وأثره في المجتمع الإسلامي المعاصر ص 201 .

(10) الغزو الفكري وأثره في المجتمع الإسلامي المعاصر ص 207 .

(11) معجم اكسفورد مادة "ماسون" .

(12) المذاهب المعاصرة وموقف الإسلام منها ص 22 .

(13) موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية ص 352 .

(14) القاموس السياسي ص 394و 395 .

(15) السرالمصون ص 43 .

(16) حركات ومذاهب في ميزان الإسلام ص 54 وتاريخ الماسونية العام ص 5 والسر المصون ص 14 .

(17) هيرودس : هو الذي قتل أطفال بيت لحم خشية أن يكون فيهم المسيح المنتظر الذي سيقضي على ملكه .

(18) إنجيل متى 24/1-2 ومرقص 13/1-2 ولوقا 21/5-6 .

(19) المذاهب المعاصرة ص 29 .

(20) انظر المذاهب المعاصرة ص 31 .

(21) القاموس السياسي ص 395 .

(22) المخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام ص 208 .

  • السبت PM 01:57
    2021-06-12
  • 885
Powered by: GateGold