المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413542
يتصفح الموقع حاليا : 244

البحث

البحث

عرض المادة

الماسونية في الوطن العربي

يرى الأستاذ نجدة فتحي صفوة أن أقدم وجود للماسونية في البلاد العربية هو المحفل الذي أسس في القاهرة عام 1798 بعد حملة نابليون، وكان اسمه "محفل إيزيس". وفي سنة 1838 أسس في القاهرة أيضاً، محفل ممفيس، فيما يرى د. علي شلش أن أقدم محفل ماسوني في مصر، هو محفل الأهرام الذي تأسس سنة 1845، وذلك استناداً إلى كتابات شاهين مكاريوس، وجورجي زيدان، وأن ستينيات القرن الماضي شهدت إنشاء محفلين آخرين تحت رعاية محفل "الشرق الأعظم الفرنسي" هما محفل "نهضة اليونان" الذي تأسس في الإسكندرية في 9 نوفمبر 1863، ومحفل النيل، الذي تمت الموافقة على دستوره الرمزي في 23/3/1868.. ثم تأسس بعد ذلك أول محفل مصري يتحدث فيه الأعضاء بالعربية (محفل نور مصر). ويفهم من تتبع تاريخ الماسونية في مصر أنها بدأت أجنبية اللغة، وكان أعضاؤها في غالبيتهم من الأجانب، وعندما تم تشكيل "الهيئة الماسونية المصرية الجديدة" على الطريقة الاسكتلندية باسم (الشرق الأعظم الوطني المصري) سنة 1876 – والذي أصبحت المحافل المصرية جميعاً تابعة له – انتخب الإيطالي "سوليتوري زولا" رئيسياً له. وفي عام 1887 انتخب الخديوي توفيق باشا رئيساً لذلك المحفل. ويبدو أن العصر الذهبي للماسونية في مصر وصل إلى ذروته في الربع الأخير من القرن الماضي عندما دخل في الماسونية بعض زعماء الإصلاح الذين اشتهروا في ذلك الوقت ويؤكد الأستاذ نجدة، والدكتور شلش، وغيرهما – أن السيد جمال الدين الأفغاني كان ماسونياً. والأستاذ نجدة يورد في كتابه "الماسونية في الوطن العربي" نفس نص الرسالة التي جاءت في دراسة د. شلش التي نشرت في مجلة "المجلة" قبل بضعة أشهر- والتي يطلب فيها (أي الأفغاني) قبوله عضواً في أحد المحافل الماسونية في مصر، إلا أن د. نجدة أسند هذه المعلومة بشكل أدق، فبينما نجد د. شلش يقول حول أصل رسالة الأفغاني. بأنها اكتشفت من بين أوراق الأفغاني الخاصة التي نشرتها جامعة طهران سنة 1963، نجد أن الأستاذ نجدة يدلل على أصلها بأنه "محفوظ مع أوراق جمال الدين الأفغاني ورسائله في جناح خاص في مكتبة البرلمان الإيراني"، وقد نقل صورة زنكوغرافية لها إسماعيل تائين في كتابه "دار النسيان والماسونية في إيران" باللغة الفارسية، كما نقل نصها د. علي الوردي في كتابه "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث". وفيما لا يجد د. شلش أصلاً لاسم المحفل الذي انضم إليه الأفغاني، نجد أن الأستاذ نجدة يحدد ذلك المحفل بأنه محفل "كوكب الشرق" التابع للمحفل الأعظم الإنجليزي. وفي تطور آخر نجد أن تلك المحافل تتدخل في الأمور السياسية – عكس ما كان يشاع عنها – وأن هذا التدخل كان يختلف من فترة إلى أخرى باختلاف الظروف والأحداث التي تعرف الماسونية كيف تتعايش معها وتستفيد منها، ففي أثناء انتساب الأفغاني للماسونية، كان النشاط السياسي الذي يمارسه يبدو عدائياً من وجهة نظر الإنجليز، الذين كانوا يحتلون مصر، ولا يبدو كذلك من وجهة نظر الفرنسيين، ولذا فإن تأسيس الأفغاني لمحفل ماسوني جديد برئاسته تابعاً "للشرق الأعظم الفرنسي" كان له دوره في القرار الذي اتخذه الإنجليز بنفيه من مصر.

 

  • الخميس PM 06:41
    2021-06-10
  • 1574
Powered by: GateGold