المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413777
يتصفح الموقع حاليا : 223

البحث

البحث

عرض المادة

كرامات الأولياء

الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه ، وآله وصحبه ، وبعد :  فإنه لما صحت أفهام سلف الأمة - من الصحابة ومن اتبعهم بإحسان - وأحسنوا العبادة وما أراد الله منهم ، انصرفت عنايتهم لما كُلّفوا به ، فحرصوا على ما ينفعهم غاية الحرص ، ولم يأبهوا بما يشغلهم عن ذلك ويلفت قلوبهم إلى سواه ، فقلّ كلامهم ، وبلغوا من العمل منتهاه .

  ولما كثر الكلام ، وقل العمل ، وزاد الانحراف حدة عظمت المخالفة في أمور ؛ منها ما حصل في مفهوم الأولياء وكراماتهم ، وشرّق الناس في أمر الكرامات وغربوا ، حتى صارت تشكو من الأحوال الآتية : 

1- استفحال أمر الصوفية في المبالغة في الكرامات ، وما يسمونه بالكشف والإلهام ، حتى أتوا فيها بما ينافي الشرع والعقل ؛ ويظهر هذا جلياً لمن نظر في كتبهم مثل : (الطبقات الكبرى) للشعراني ، و (جامع كرامات الأولياء) لابن الملقّن ، و (كرامات الأولياء) للنبهاني ونحوها .

 والخطير في الأمر تصديق عامة الناس من السذج والبسطاء والمغفلين لمثل هذه الخرافات المنكرة ، حتى صارت تصوغ عقول كثير من الناس ، وأصبحت معياراً للاستدلال ، وطريقاً للتعبد .

  2- توسّع أهل الكلام (الأشاعرة والماتريدية) من وجه آخر ، وتجويزهم أن تصل كرامات الأولياء إلى حدّ معجزات الأنبياء .

  3- إنكار معتزلة الأمس ، ومعتزلة اليوم (العقلانيين) للكرامات .

  4- تلبيس أهل السحر والشعوذة بخوارقهم على العامة ، وادعاؤهم أنها كرامة !  ويبقى أهل السنة بوسطيتهم يقفون في أمر الكرامات موقفاً وسطاً يتميزون به ، سيراه القارئ الكريم مدعّماً بالأدلة ، محلىً بالأمثلة والضوابط والفوائد .

  ولا بد من الكلام أولاً عن مفهوم الأولياء .

 والله المعين .

 معنى الولاية :  قال ابن فارس : (الواو واللام والياء أصل صحيح يدل على قرب .

 من ذلك الولْي : القرب .

 يقال : تباعد بعد ولْي ، أي : بعد قرب .

 ومن الباب المولى : المعتِق والمعتَق والصاحب والحليف وابن العم والصاحب والجار ، كل هؤلاء من الولْي وهو القرب ، وكل من ولي أمر آخر فهو وليه) [1] .

  (والوَلاية : النصرة ، والوِلاية : تولي الأمر .

 وقيل : الولاية والولاية نحو : الدّلالة والدّلالة ، وحقيقته : تولي الأمر ، والولي والمولى يستعملان في ذلك) [2] .

  أما الولاية الشرعية فأمرها غاية في الوضوح ، قال الله - تبارك وتعالى - : [ أَلا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ ] [يونس : 62 - 64] فكل مؤمن تقي هو ولي لله - تعالى - بالمعنى الشرعي ، ويدخل في ذلك الأنبياء - صلوات ربي وسلامه عليهم - فهم سادة الأولياء .

 لكن الأولياء في الاصطلاح يراد بهم مَنْ سوى الأنبياء ، فيمكن أن يقال إن الولي هو : كل مؤمن تقي ليس بنبي .

  والإيمان عند أهل السنة قول وعمل ، وهو قول القلب وعمله ، وقول اللسان ، وعمل الجوارح .

  وقول القلب هو الاعتقاد الجازم ، وعمله قيامه بالعبادات القلبية كالإخلاص والمحبة والخوف والرجاء .

  والتقوى : فعل ما أمر الله به ورسوله ، وترك ما نهى عنه ، وإذا قرنت مع البر (كانت التقوى اسماً لتوقي جميع المعاصي ، والبر اسماً لفعل الخيرات) [3] .

  قال ابن رجب : (فظهر بذلك أنه لا طريق توصل إلى التقرب إلى الله - تعالى - وولايته ومحبته سوى طاعته التي شرعها على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- ؛ فمن ادعى ولايته والتقرب إليه ومحبته بغير هذه الطريق تبين أنه كاذب في دعواه ، كما كان المشركون يتقربون إلى الله - تعالى - بعبادة من يعبدون من دونه) [4] .

 وقال ابن حجر : (المراد بولي الله المواظب على طاعته ، المخلص في عبادته) [5] .

 وأولياء الله على مرتبتين :  إحداهما : مرتبة من تقرب إلى الله بأداء الفرائض ، وهذه درجة المقتصدين أصحاب اليمين .

  وثانيتهما : من تقرب إليه بعد الفرائض بالنوافل ، وهذه درجة السابقين المقربين ، وقد ذكر الله تلكما الدرجتين ودليل الصنفين في سورة الواقعة والرحمن والإنسان والمطففين وفاطر [6] فقال : [ فَأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ ] ]الواقعة : 8] .

 ثم قال : [ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ المُقَرَّبُونَ ] [الواقعة : 10 ، 11] .

  والحاصل أن الولاية مرتبة في الدين عظيمة لا يبلغها إلا من قام بالدين ظاهراً وباطناً بفعل المأمورات وترك المنهيات ؛ فهي درجة عالية لا يُصعد إليها إلا بسلّم الشريعة ؛ بل من اعتقد ولاية من يترك الواجبات ويفعل المحرمات فهو كافر مرتد ؛ لتكذيبه الآية [7] .

  والولاية لها جانبان : جانب يتعلق بالعبد : وهو القيام بالأوامر ، واجتناب النواهي ، ثم التدرج في مراقي العبودية بالنوافل ، وجانب يتعلق بالرب - تعالى - : وهو محبة هذا العبد ونصرته وتثبيته على الاستقامة ، أما الكرامات فهي أمر إضافي وليست شرطاً في الولاية [8] - كما سيأتي - .

 فضل الولاية والأولياء :  يكفي الأولياء ما جاء في الآية من تولي الله لهم ، ونصرتهم وتأييدهم ومعونتهم وإصلاح أحوالهم ، وأنه لا خوف عليهم مما أمامهم في الآخرة ، ولا هم يحزنون على ما خلفهم من الدنيا ، وأن لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة .

  هنيئاً لهم ، يوفقهم الله بهدايته وتسديده ، ويحوطهم بحمايته ونصرته .

 قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (إن الله قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيءٍ أحب إليّ مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ، وما ترددت عن شيءٍ أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته) [9] .

 (وهذا أصح حديث يروى في الأولياء) [10] .

 وقد ذُكر فيه المقتصدون والسابقون ، أما الظالم لنفسه بالإصرار على الذنوب فلا يكون ولياً حتى يتوب .

 الولاية لا تستلزم العصمة :  الولي بَشَرٌ يجوز عليه ما يجوز على الناس من الغلط والسهو والظن الخاطئ ونحو ذلك ، ولا يقدح ذلك في ولايته خلاف ما زعمت الصوفية من أن القلب إذا كان محفوظاً كانت خواطره معصومة من الخطأ ! فإنه ليس في النصوص ما يدل أو يشير إلى ذلك ، بل نصوص الشريعة وإجماع العلماء على خلاف ذلك ، قال - تعالى - : [ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ * لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأََ الَذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ][الزمر : 33 - 35] ، فأثبت لهؤلاء المتقين المحسنين ذنوباً ، وأنه يغفرها لهم ، ولم تكن تقواهم مستلزمة لعصمتهم من الذنوب .

  وأيضاً : ف (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه) [11] ، وهو من سادات الأولياء ، ومع ذلك لم يكن يركن إلى ما يلقى في قلبه ؛ بل يعرضه على الكتاب والسنة ، ويدع ما خالفهما ، وعلى هذا النهج مشى الركب .

 قال أبو سليمان الداراني : (إنه يقع في قلبي النكتة من نكت القوم ، فلا أقبلها إلا بشاهدين : الكتاب والسنة) [12] .

  وخطأ الولي في اجتهاده العلمي ليس نقصاً في ولايته إذا كان ممن استفرغ جهده في البحث والاستدلال ، وخطؤه مغفور له ، وهو مأجور غير مأزور .

 قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (إذا حكم الحاكم فأصاب فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) [13] .

 الولاية عند الصوفية :  اختص الصوفية بمفهوم آخر للولاية ؛ حيث زادوا على الحدّ الشرعي فقال أبو القاسم القشيري : (الولي له معنيان : أحدهما : فعيل بمعنى مفعول ، وهو من يتولى الله - سبحانه - أمره .

 والثاني : فعيل ، مبالغة من الفاعل ، وهو الذي يتولى عبادة الله وطاعته ، فعبادته تجري على التوالي من غير أن يتخللها عصيان ، وكلا الوصفين واجب حتى يكون الولي ولياً) [14] .

 وقوله هذا تأسيس للقول بعصمة الولي .

 وعرفه الجرجاني بمثل تعريف القشيري ، وقال الجرجاني أيضاً : (الولاية هي : قيام العبد بالحق عند الفناء عن نفسه) [15] .

 وهذا يشير إلى الفناء أو الحلول .

  ويمكن تلخيص انحرافات الصوفية - التي خالفوا بها الكتاب والسنة - في مفهوم الولي في نقاط عدة [16] :  1- زعمهم أن الولي يتطور ويتشكل ويتواجد في أماكن مختلفة في آن واحد .

 قال الشعراني في ترجمة الشيخ حسين أبي علي : (كان هذا الشيخ من كُمّل العارفين وأصحاب الدوائر الكبرى ، وكان كثير التطورات : تدخل عليه الأوقات تجده جندياً ، ثم تدخل عليه فتجده سبعاً ، ثم تدخل فتجده فيلاً ، ثم تدخل عليه فتجده صبياً ، وهكذا) [17] .

  2- أن ما يتخيله الولي ويتصوره في خياله فإنه يقع كما تخيّل .

 كما حكى الشعراني عما حصل للجوهري ، حين غطس في البحر وتخيل أنه تزوج عراقية فأنجبت له أولاداً ، فأتته بعد مدة بأولادها منه [18] .

  3- دعواهم عصمة الولي وأنه لا يجوز الإنكار عليه ولو خالف الشريعة .

 فقد نقل الشعراني عن علي الخواص قوله : (إياك أن تصغي لقول منكر على أحد من طائفة العلماء أو الفقراء ، فتسقط من عين رعاية الله - عز وجل -) ثم قال : (وإنما نهى القوم عن المنازعة ؛ لأن علومهم مواجيد لا نقل فيها) ثم وصفها بكونها (وراثة نبوية) [19] .

  4- أن الولاية تكون بأيدي الأولياء الكبار يهبونها لمن شاؤوا .

 يقول الدباغ : (يقدر الولي على أن يكلم أحداً في أذنه ، ولا يقوم عنه حتى يكون هو والولي في المعارف على حد سواء) [20] .

 وهذا يبين وجهاً من مخالفتهم في كيفية اكتساب الولاية ، كما قالوا باكتسابها بالتخلي والرياضة ونحو ذلك .

  5- زعمهم أنهم يقابلون النبي -صلى الله عليه وسلم- يقظة ، ويتلقون عنه التشريع ، ويسألونه عن الحلال والحرام ، وصحة الحديث وضعفه [21] .

  6- ادعاؤهم أن للولاية خاتماً كما للنبوة خاتم ، وهي فكرة صوفية اخترعها الحكيم الترمذي ، وطورها الصوفية بعده حتى جعلوا لكل زمان خاتماً ، ومنهم من جعل لولاية الخصوص خاتماً ، وخاتماً لولاية العموم ، فلا ولي بعده ! [22] .

  7- نسبتهم إلى الأولياء صفات الربوبية من علم الغيب ، والتصرف في الكون .

 وانظر مثلاً ما حكاه الشعراني عن إبراهيم الجعبري من اطلاعه على خفايا من أحوال الناس [23] .

 وقد حكى الشعراني عن الجعبري أنه كان يُضْحِك ويُبْكِي من حوله إذا شاء ، وأنه حبس بول ناس ثم أطلقه ! [24] .

 ونقل عن محمد الحضري أنه يقول : (الأرض بين يدي كالإناء الذي آكل منه ، وأجساد الخلائق كالقوارير أرى ما في بواطنهم) [25] .

 ونقل عن الشربيني أنه كان يقول للعصا التي كانت معه : (كوني إنساناً فتكون إنساناً ، ويرسلها تقضي الحوائج ثم تعود كما كانت) [26] .

 كرامات الأولياء :  تعد الكرامة نوعاً من خوارق العادات .

 والعادة هي : (الحالة المتكررة على نهج واحد ، كعادة الحيض في المرأة) [27] .

 وخرق العادة إنما يكون بتمزيقها ووقوعها على خلاف الحال المعهودة المألوفة التي استقر وقوعها عليه [28] .

  وخوارق العادات قد تكون باستغناء الإنسان عن الحاجات البشرية كالطعام والشراب بأن تحصل له بسبب غير معتاد ، أو تكون بأن يعلم شيئاً فيراه أو يسمعه ، وليس في إمكان البشر سماعه أو رؤيته عادة ، وهذا المسمى : الكشف أو المكاشفة ، وقد تكون بحصول الأثر في الأشياء مما ليس في قدرة البشر فعله في العادة ، كوجود ضوء من غير مصدره ، ومن هذا إجابة الدعوة .

  إن تمام الغنى والعلم والقدرة - التي تكون الخوارق من جنسها - إنما هو لله - تعالى - وهو الذي يخرق العادة لمن شاء ، ولذا نفاها نوح - عليه السلام - عن نفسه ، وأمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن ينفيها عن نفسه ، فقال - تعالى - : [ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ ][الأنعام : 50] [29] .

  كما أن تلك الخوارق منها ما يكون محموداً إذا أعان صاحبه على البر والتقوى ، كمعجزات الأنبياء وكرامات الصالحين لحجة في الدين أو حاجة بالمسلمين ، ومنها ما يكون مذموماً حيث كان عوناً على الظلم والفجور ، كخوارق السحرة والفجرة ، وما لم يكن من هذا ولا ذاك كأن كان عوناً لصاحبه على قضاء حاجته فإنه المباح ، ثم إن استُغل في خير أو شر صار محموداً أو مذموماً [30] .

 تعريف الكرامة :  الكرامة لغة : مصدر (كَرُم) ، أو اسم مصدر من (كرّم) أو (أكرم) .

 و (الكاف والراء والميم : أصل صحيح ، له بابان ؛ أحدهما : شرف الشيء في نفسه ، أو شرف في خلق من الأخلاق) [31] .

 ويظهر أن الكرامة من الباب الأول لشرفها في ذاتها ، وصاحبها كريم من الباب الثاني لشرفه في خلُقه مع الخالق - تعالى - ومع الخلق أيضاً .

 والكرامة من الكرم ، وهو : ضد اللؤم ونقيضه [32] ، والكرامة : اسم يوضع للإكرام ، كما وضعت الطاعة في موضع الإطاعة [33] .

  أما اصطلاحاً : فلم ترد الكرامة بهذا اللفظ في الكتاب ولا السنة ولا كلام الصحابة ، وقد سماها الله - عز وجل - آية ، فقال بعد ذكر كرامة أهل الكهف في ازورار الشمس عن كهفهم المفتوح جهتها : [ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ][الكهف : 17] فهي آيات وبراهين على قدرة الله ، ودالة على كرامة صاحبها وإنما سميت بهذا تمييزاً لها عن المعجزة ، وهذا التفريق في اللفظ إنما قال به كثير من المتأخرين [34] ، ثم شاع ، وصار هو المقول به في عامة أقوال العلماء .

  وحيث وجد الخارق للعادة نظرنا فيمن وقع له ؛ فإن كان مؤمناً تقياً ، وكان هذا الفعل الخارق مما يصلح ظهوره على يد الولي : عددنا ذلك كرامة ، وعلى ذلك فيمكن تعريفها بأن يقال : هي (أمر خارق للعادة يجريه الله على يد ولي - ليس بنبي - علم الولي بذلك أم لا) [35] ، ومنه يظهر أن شروط الكرامة هي :  1- وجود أمر خارق للعادة .

  2- ظهورها على يد ولي ، وإلا لم تكن كرامة ، بل استدراجاً .

  3- كون هذا الولي ليس نبياً .

  4- كون هذا الخارق مما يصلح أن يكون كرامة لولي ، فلا يشتمل على معصية ، أو باطل [36] .

  ولا يشترط عدم التحدي ، ولا كونها لحجة أو حاجة [37] ، ولا علم صاحبها بها .

 الفرق بين الكرامة والمعجزة :  كرامات الأولياء من باب معجزات الأنبياء ، والاختلاف بينهما في الدرجة ، ويظهر الفرق بينهما في الأوجه الآتية :  الأول : الكرامة لا تصل إلى درجة معجزات الأنبياء ، كما أن أصحابها - الأولياء - لا يصلون في الفضيلة والثواب درجات الأنبياء ؛ فللأنبياء معجزاتهم الكبرى التي لا يظهر مثلها على يد أحد من الأولياء أو الشياطين ، وهي من الأدلة على صدقهم ، فلا يمكن أن تختلط بأحوال غيرهم ، قال ابن تيمية - رحمه الله - : (فلا تبلغ كرامات أحد قط إلى مثل معجزات المرسلين) [38] .

  ولكن هناك خوارق أقل درجة تسمى صغرى ، وهي من التوابع والنوافل ، ولا يعتمد عليها استقلالاً في صدق الأنبياء ، وهي التي يجوز أن يظهر مثلها على يد الأولياء كرامة لهم ، ودلالة على صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي تبعوه ؛ فهذه الدرجة من المعجزات التي يحصل مثلها للإنس أو الجن لا تكون وحدها آية للنبي ؛ فإن الله أيد نبوتهم بتلك المعجزات الكبرى التي لا يقدر عليها إنس ولا جن [39] .

  وهذه - بحمد الله - قاعدة واضحة للتمييز بين المعجزة والكرامة ، يشهد لها قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة) [40] .

 (والمعنى أن كل نبي أعطي آية أو أكثر من شأن من يشاهدها من البشر أن يؤمن به لأجلها) [41] .

  وبهذا يتبين خطأ قول من قال بأن كل ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي [42] .

  الثاني : أن المعجزة تقع للنبي مقترنة بدعوى النبوة ، وليست كذلك كرامة الولي .

  الثالث : أن المعجزات من الدلائل على صدق النبي وتأييد الله له ، وتأتي لحاجة الخلق وهدايتهم ، وتحصل للأنبياء وهم عالمون بوقوعها ، كما يجب عليهم إظهارها ، خاصة إذا توقف إيمان الناس عليها ، ولا يشترط كل ذلك في الكرامة .

 الفرق بين الكرامات والأحوال الشيطانية :  وإذا اعتبرنا المعجزات والكرامات من باب واحد ، وجعلنا النبوة أساساً للتفريق بين الكرامات والأحوال الشيطانية [43] سهل الأمر جداً ، وتبين الفرق بينهما في الأمور الآتية :  1- أن الكرامات سببها الولاية الحقة لله - تعالى - وهي الإيمان والتقوى [44] ، فلا عبرة بالخوارق بدون ذلك ، إنما هي من الشيطان .

  قال الشافعي - رحمه الله - : (إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ، أو يطير في الهواء ، فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة) [45] .

 ومن النكت المليحة لأبي يزيد البسطامي قوله : (لله خلق كثيرون ، يمشون على الماء ، لا قيمة لهم عند الله ، ولو نظرتم إلى من أعطي من الكرامات حتى يطير ، فلا تغتروا به ، حتى تروا كيف هو عند الأمر والنهي وحفظ الحدود والشرع) [46] .

  2- أن الكرامات قائمة على الصدق ، بخلاف تلك المخاريق المبنية على الكذب : [ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ] [الشعراء : 221 ، 222] .

  3- أن الخوارق الشيطانية في حقيقتها هي تصرفات من جنس تصرفات الجن والإنس ، تفعلها الشياطين في غيبة عن أعين الإنس ؛ من نقل شيء أو قتل أو أذى ونحوه ، وليس فيها تحويل جنس إلى جنس ، ولا ما يختص الرب بالقدرة عليه ، ولا ما تختص به الملائكة فأين هذا من تكثير الماء القليل ، بحيث يفيض حتى يصير بذاته كثيراً [47] .

  4- أن الكرامات هبة من الله ، أما الخوارق والأحوال الشيطانية فتحصل بالتعلم والرياضة ودعاء الجن والشياطين ، والتقرب إليهم [48] .

  5- أن أولياء الله يحاولون إخفاء الكرامة ، ولا يلتفتون إليها ، ويعلمون أنها نعمة يجب شكرها ، ويخشون أن تكون ابتلاء لا يثبتون فيه ، ومن كان هذا حاله فلا يتصور منه أن يجعل الكرامات ميدان منافسة ، فيسعى إلى إبراز كراماته ، وإبطال كرامات غيره .. وأصحاب الأحوال الشيطانية على خلاف هذا تماماً ، بل لا يظهرونها - غالباً - إلا في حضرة الناس ، ويتحدى بعضهم بعضاً فيها ، بغرض إبراز المهارات في الخديعة والمكر ، فيقع بينها من التعارض الشيء الكثير [49] .

  6- أن كرامات الأولياء أمر ثابت في النصوص الشرعية وواقع الصالحين ، بخلاف تلك الأحوال الإبليسية التي يُبطل أثرها الذكر والقرآن .

 وشتان بين ما يخنس بتلاوة القرآن ويبطل أثره أو يضعف ، وبين ما يقويه القرآن ، ويزيده نوراً [50] ! الإلهام والفراسة من كرامات الأولياء :  الإلهام لغة :  (يدل على ابتلاع شيء ومن هذا الباب : الإلهام ، كأنه شيء ألقي في الروع فالتهمه ، قال الله - تعالى - : [ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ][الشمس : 8]) [51] والإلهام : (إيقاع شيء في القلب ، يطمئن له الصدر ، يخص الله به بعض أصفيائه) [52] .

  والملهم هو : المحدّث ، المُفْهَم ، الذي يصدق ظنه في الأشياء ، تتكلم الملائكة على لسانه ، فيجري عليه الصواب من غير قصد منه ، ويطلق على ذلك المكاشفة .

 و (المكاشفة الصحيحة : علوم يحدثها الرب - سبحانه وتعالى - في قلب العبد ، ويطلع بها على أمور تخفى على غيره ، وقد يواليها ، وقد يمسكها عنه بالغفلة عنها) [53] .

  دليل الإلهام : قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (لقد كان فيمن قبلكم ناس محدّثون ، فإن يكن في أمتي أحد فعمر) [54] .

  ولا يعدو الإلهام أن يكون فتحاً من الله - تعالى - على عبد من عباده المؤمنين بما يوافق الحق الذي أنزله في كتابه وعلى لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، كالرؤيا الصالحة فيها كشف للنائم ، وإطْلاع له على شيء مما لم يقع بعد .

 مصداقه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- : (لم يبق من النبوة إلا المبشرات) قالوا : وما المبشرات ؟ قال : (الرؤيا الصالحة) [55] .

  والإلهام - على منزلته - لا يمكن أن يكون مكملاً لنقص في الدين ، أو محدِثاً لحكم جديد فيه ، كما هو الحال تماماً بالنسبة للرؤيا ؛ فإن من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام فأمره بأمر وجب عليه أن يعرضه على الشرع ؛ لأن (كل من كان من أهل الخطاب والمكاشفة لم يكن أفضل من عمر ، فعليه أن يسلك سبيله في الاعتصام بالكتاب والسنة تبعاً لما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، لا يجعل ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- تبعاً لما ورد عليه) [56] .

  ومن الإلهام : ما وقع للصديق - رضي الله عنه - في موقفه يوم قتال أهل الردة ، حين خالفه كثير من الصحابة ، فقال : (والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ؛ فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عَناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها) [57] ، حتى شرح الله صدور أصحابه لما أراه من الحق ، ومنها : تسيير جيش أسامة الذي عقده النبي -صلى الله عليه وسلم- قبيل وفاته .

  وقال عمر - رضي الله عنه - : (وافقت الله في ثلاث ، - أو وافقني ربي في ثلاث - قلت : يا رسول الله ! لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى ، وقلت : يارسول الله ! يدخل عليك البر والفاجر ، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب ، فأنزل الله آية الحجاب ، قال : وبلغني معاتبة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض نسائه ، فدخلتُ عليهن ، قلت : إن انتهيتن ، أو ليبدلن الله رسوله خيراً منكن ، حتى أتيتُ إحدى نسائه قالت : يا عمر ! أما في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت ؟ فأنزل الله : [ عَسَى رَبُّهُ إن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ ...

 ][التحريم : 5]) [58] .

 ومن إلهاماته : اختياره قتل أسارى بدر .

  ب - الفراسة :  يراد بالفراسة في اللغة معنى ذا جانبين ؛ أحدهما أخص من الآخر ، وهما :  1- المعرفة بالأمور ، والخبرة بالأحوال ، من خلال النظر المحكم فيها .

  2- المهارة في تعرف بواطن الأمور من ظواهرها [59] .

  ويمكن تعريف الفراسة في الاصطلاح بأنها : نور يقذفه الله في قلب عبده المؤمن الملتزم سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، يكشف له بعض ما خفي على غيره ، مستدلاً عليه بظاهر الأمر ، فيسدد في رأيه ، دون أن يستغني بذلك عن الشرع .

  والفراسة المقصودة هنا الفراسة الإيمانية ، وهي غير فراسة الرياضة ، والفراسة الخلقية ، بل هي (على حسب قوة الإيمان ، فمن كان أقوى إيماناً فهو أحدّ فراسة) [60] (فمن غرس الإيمان في أرض قلبه الطيبة الزاكية ، وسقى ذلك الغراس بماء الإخلاص والصدق والمتابعة ، كان من بعض ثمره هذه الفراسة) [61] .

  والسبب أن (هذه الفراسة نشأت له من قربه من الله - تعالى - فإن القلب إذا قرب من الله انقطعت عنه معارضات السوء المانعة من معرفة الحق وإدراكه ، وكان تلقيه من مشكاة قريبة من الله بحسب قربه منه ، وأضاء له من النور بقدر قربه ، فرأى في ذلك ما لم يره البعيد والمحجوب) كما ثبت في حديث الأولياء ، (وليس هذا من علم الغيب ، بل علام الغيوب قذف الحق في قلب قريب منه) [62] .

 وللفراسة من الفوائد :  1- الانتفاع بالمواعظ ، والاستفادة من الحوادث والعبر ، قال - تعالى - بعد أن ذكر قصة إهلاك قوم لوط - : [ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ][الحجر : 75] أي : الناظرين المتفرسين المتفكرين المعتبرين .

  2- دقة الحكم بين الناس وخاصة من القضاة ، وحفظ الحقوق ، وتحقيق المصالح العامة ، التي يهدف الشرع إلى تحقيقها [63] .

  3- تولية الأكفاء في رعاية مصالح الأمة .

  4- توقع الأحداث قبل وقوعها ، فتؤخذ لها العدة والحيطة ، فتُتّقى الشرور وتدفع المفاسد .

  ومن الفراسة : ما وقع لعمر حين (دخل عليه نفر من مذحج ، فيهم الأشتر النخعي ، فصعّد فيه البصر وصوبه وقال :أيهم هذا ؟قالوا : مالك بن الحارث ، فقال : ما له قاتله الله ؟ إني لأرى للمسلمين منه يوماً عصيباً .

 وهذا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - دخل عليه رجل من الصحابة وقد رأى امرأة في الطريق فتأمل محاسنها ، فقال له عثمان : يدخل عليّ أحدكم وأثر الزنى ظاهر على عينيه ؟ ! فقلت : أوَحيٌ بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : لا ، ولكن تبصرة وبرهان وفراسة صادقة) [64] .

 

________________________

(1) معجم مقاييس اللغة ، 6/141 ، وانظر : القاموس المحيط ، ص 1732 ، ومختار الصحاح ،ص 736 (الصاحب الأولى بمعنى المالك ، والصاحب الأخرى بمعنى الرفيق) .

(2) مفردات ألفاظ القرآن ، للراغب الأصفهاني ، ص 885 .

(3) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، للشيخ عبد الرحمن السعدي ، ص 120 .

(4) جامع العلوم والحكم ، 2/336 .

(5) فتح الباري ، 11/342 .

(6) انظر : جامع العلوم والحكم ، 2/335 337 ، وانظر الفرقان ، ص 22 .

(7) انظر : أولياء الله عقلاء ليسوا مجانين ، لابن تيمية : 21 ، 22 .

(8) انظر : مقدمة تحقيق كرامات أولياء الله للالكائي ، لأحمد سعد حمدان ، ص 7 .

(9) رواه البخاري ، الفتح ، 11/348 349 .

(10) الفرقان ، ص 9 ، 30 .

(11) الحديث رواه الترمذي ، ح/3682 ، وهو صحيح .

(12) انظر : الفرقان ، ص 48 59 ، وما بعدها .

(13) أخرجه البخاري ، ح/7352 .

(14) الرسالة القشيرية : 520 521 ، وانظر : 667 .

(15) التعريفات ، ص 310 .

(16) انظر : تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي ، محمد أحمد لوح : 1/ 55 93 .

(17) الطبقات الكبرى ، 2/87 .

(18) المرجع السابق .

(19) الطبقات الكبرى ، 1/10 .

(20) الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز ، لأحمد بن المبارك ، 175 ، نقلاً عن تقديس الأشخاص ،1/75 .

(21) انظر : الطبقات الكبرى في ترجمة أبو المواهب الشاذلي ؛ حيث ذكر له لقاءات كثيرة ، 2/67 81 ، 75 .

(22) انظر : تقديس الأشخاص ، 1/79 ، وما بعدها .

(23) المرجع السابق ، 1/203 ، 204 .

(24) المرجع السابق .

(25) المرجع السابق ، 2/107 .

(26) المرجع السابق ، 2/136 .

(27) المعجم الوسيط ، ص 635 .

(28) انظر : النبوات ، لابن تيمية ، 34 ، 35 .

(29) انظر : الصفدية : 183 ، وقاعدة في المعجزة من الكرامات : 8 ، كلاهما لابن تيمية ، وشرح الطحاوية لابن أبي العز : 2/746 .

(30) انظر : النبوات : 27 ، 28 ، وشرح الطحاوية : 2/747 .

(31) انظر : معجم مقاييس اللغة (كرم) .

(32) انظر : القاموس المحيط (كرم) .

(33) انظر : لسان العرب ، مادة (كرم) .

(34) انظر : النبوات ، ص 15 ، وقاعدة في المعجزات والكرامات ، ص 7 .

(35) تعريف مقتبس من كتاب : تقديس الأشخاص ، محمد أحمد لوح ، 2/ 278 ، 288 .

(36) انظر : الموافقات للشاطبي : 2/278 .

(37) انظر : النبوات ، ص 18 ، 19 ، وشرح الواسطية ، لهراس ، 168 ، والفتاوى ، 11/274 .

(38) النبوات ، ص 4 .

(39) انظر : النبوات ، ص 333 ، 335 ، والموافقات للشاطبي : 2/ 259 ، 262 .

(40) رواه البخاري ، ح/4981 ، (الفتح ، 8/618) .

(41) النبوات ، ص 4 .

(42) وهم عموم الأشاعرة ، كما سيأتي .

(43) كما فعل ابن تيمية - رحمه الله - ، انظر : موقف ابن تيمية من التصوف ، د أحمد بناني ، 232 .

(44) انظر : الموافقات : 2/272 والنبوات ، ص 20 .

(45) تفسير ابن كثير ، قاعدة في المعجزات والكرامات .

(46) سير أعلام النبلاء ، 13 ، 88 ، والحلية : 10/40 .

(47) انظر : النبوات ، ص 20 23 .

(48) انظر : تقديس الأشخاص ، 2/283 .

(49) انظر : السابق ، 2/283 ، والفتاوى ، 11/295 .

(50) انظر : تقديس الأشخاص ، محمد أحمد لوح ، ص 285 .

(51) معجم مقاييس اللغة ، لابن فارس ، مادة (لهم) ، 5/217 .

(52) المعجم الوسيط ، لعدة مؤلفين ، مادة (لهم) 2/742 .

(53) مدارج السالكين ، 3/233 .

(54) رواه البخاري ، ح/3689 .

(55) رواه البخاري ، ح/6990 .

(56) ابن تيمية ، في الفتاوى ، 13/74 ، وانظر : الموافقات : 2/272 .

(57) أخرجه البخاري ، ح/6925 والعناق : الأنثى من ولد المعز وهي السخلة .

(58) رواه البخاري ، ح/4483 .

(59) انظر : المعجم الوسيط ، مادة (فرس) ، 2/681 .

(60) مدارج السالكين ، 2/504 .

(61) انظر : السابق ، 2/515 .

(62) الروح لابن القيم ، ص 532 .

(63) انظر : الطرق الحكمية ، لابن القيم : 32 ، 33 ، 37 .

(64) الروح ، لابن القيم ، ص 532 537 ، وانظر : هذه الأمثلة وغيرها كثير في : الطرق الحكمية ، ص 33 وما بعدها .

 

  • الاربعاء PM 04:39
    2015-07-15
  • 3188
Powered by: GateGold