الرد على الإفتراءات المتعلقة بأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم - التي تقول يقطع الصلاة الكلب والمرأة والحمار - مشروع الحصن ll للدفاع عن الإسلام والحوار مع الأديان والرد على الشبهات المثارة ll lightnews-vII

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 447465
يتصفح الموقع حاليا : 233

البحث

البحث

عرض المادة

الرد على الإفتراءات المتعلقة بأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم - التي تقول يقطع الصلاة الكلب والمرأة والحمار

من قلم محمد مصطفى نصار

 

الادعاء المناهض للإسلام:

هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي تذكر أن مما يقطع صلاة المسلم الذي يصلى رجلا كان أو إمراه ثلاثة أشياء على الأقل وهي الكلب والمرأة والحمار (أرقام الأحاديث في أخر هذا المقال) ويدعى أعداء الإسلام أن ذكر المرأة في هذا السياق إنما هو إساءة للمرأة ومساواة لها بالحيوانات

 

الرد:

مبدئيا قبل البدء بالرد على تلك الإفتراءات يجب أن نعلم أنه لا يجوز للمسلم رجلا كان أو امرأة  أن يمر من بين يدي المسلم الذى يصلى؛ لما فيه من الوعيد الشديد على من مر بين يديه، فعن أبي جُهَيْمٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ أَبُو النَّضْرِ لا أَدْرِي أَقَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَة ) رواه البخاري (480) ومسلم (507).

ويجب أن نفهم المصطلحات الواردة في هذه الأحاديث والتي تنص على أن أي شيء يشتت انتباه ويقطع صلاة المسلم سواء كان رجلا أو امرأة لا يصح فالصلاة فرض عين على كل مسلم سواء كان رجلا أو امرأة فلا فرق بين الرجل المسلم والمرأة المسلمة في وجوب أداء الصلاة

وكلمة قطع الصلاة الواردة في تلك الأحاديث النبوية الشريفة لا تعنى أنه بمجرد مرور الكلب والمرأة والحمار أمام المسلم الذي يصلى فإن صلاة المسلم تبطل ويلزمه إعادة الصلاة وهذا غير صحيح وإنما كلمة تقطع الصلاة تعنى أن مرور الكلب أو المرأة أو الحمار يقطع خشوع المسلم الذي يصلى أو ينقص أجر الصلاة

وهناك استثناء لذلك ففي حالة الزحام القصوى في المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة أو أي مسجد أخر فيه زحام شديد فيجوز قطع الصلاة يعنى المرور بين المسلم الذي يصلى وموضع سجوده ولا ينقص ذلك من أجر المسلم الذي يصلى إن شاء الله

وعموماً فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا في السنة النبوية المطهرة أن تخذ ستره عند الصلاة يعنى أن نضع حاجزا ظاهرا قد المستطاع حتى يعلم أي شخص رجلا او امرأة يحاول أن يمر أمامنا بينما نحن نصلى أننا نصلى وبالتالي يتجنب المرور من أمامنا

فعن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((سمِعْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: إذا صلَّى أحَدُكم إلى شيءٍ يستُرُه مِن النَّاسِ فأراد أحدٌ أنْ يجتازَ بين يديه فليدفَعْه، فإن أبى فليُقاتِلْه؛ فإنَّما هو شيطانٌ)) صحيح البخاري 509 وصحيح مسلم 505

معنى كلمة شيطان في الحديث أعلاه تعنى: أن الإنسان ذكراً كان أو أنثى والمصر على أن يمر أمام أي مسلم يصلى إنَّما هو شَيطانٌ مِن شَياطينِ الإنسِ، وفِعلُه فِعلُ شَيطانٍ، وإنَّما نُسِبَ إلى الشَّيطانِ؛ لِأنَّ قَطَعَ العِبادةِ ومحاولة إفسادها وإبطالَها إن أمكن مِن أعمالِ الشَّيطانِ.

 

وليس من مواصفات تلك السترة أو الحاجز أن تكتب عليها ممنوع مرور الكلب والمرأة والحمار  فتلك السترة والحاجز كما أوضحنا هي عامة لتنبه وتمنع أي شخص ذكرا كان أو أنثى أو طفل من السير أمامنا ونحن في الصلاة حتى يؤثر ذلك على خشوعنا وتركيزنا في الصلاة

وبالتالي فلو أن امرأة مسلمة تصلى فإنه أيضا ما يقطع صلاتها هو مرور كلب أو حمار أو حتى امرأة أخرى أيضاً مثلها وهذا ليس على سبيل الحصر في هذه الأشياء الثلاثة فقط وإنما هي كناية عن أي شيء متحرك أو حتى ثابت أو أي شيء مزعج كصوت عالي قد يشتت انتباه المسلم ويؤثر على خشوعه في الصلاة أو ما شابه

 

ويجب على المسلم عندما يصلى في المسجد أو أي مكان أن يتخذ سترة أو حاجز حتى ينتبه أي شخص يمر أمامه أن لا يقطع صلاته والمقصود بقطع الصلاة هنا هو المرور بين المسلم الذى يصلى وموضع سجوده ومقدارها ثلاثة أذرع كما ذكر الإمام إبن باز رحمه الله تعالى أو موضع السجود المتعارف عليه بين المسلمين في هذا المكان كما ذكر الشيخ إبن عثيمين رحمه الله وإن لم يضع المسلم الذى يصلى سترة أو حاجز فبإمكان الشخص الذى ينوى المرور أما المسلم الذى يصلى أن يضع سترة أو حاجز مثل كرسي أو أي شيء على الأرض حتى ولو رسم خطاً أمام المسلم الذى يصلى بمقدار ثلاث أذرع وهو تقريبا مقدار موضع سجود المسلم الذى يصلى  والله أعلى وأعلم

 

أيضاً فإن تلك الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي تذكر أن مما يقطع صلاة المسلم هي الكلب والمرأة والحمار ليس فيها أي إساءة للمرأة على الإطلاق بل على العكس تماماً وقد ذكرت المرأة في تلك الأحاديث حيث أن الرجل المسلم الذي يصلى يحب المرأة ويميل إليها ميلًا طبيعيًّا،

 فإذا كان خاشعًا في صلاة ثم مرت امرأة بينه وبين موضع سجوده، وليس بينه وبينها شيء، دخل الشيطان وجعله يفكر في هذه المرأة التي مرت بين يديه وفي شكلها وملابسها وحركاتها إن كانت رائعة ونحو ذلك، فإن هذا يقطع الخشوع. ولهذا يُمنَع أكثر من غيرها، أكثر من الرجل، أن تمر بين يدي المصلي حتى لا تقطع خشوعه في صلاته. وليس في ذلك عيب،

العيب فِي قَلبِ الرجل الذي يحبها ويميل إليها. هذا ليس بعيب، بل هو لكرامتها ومكانتها في قلب الرجل. سبحان الله، كما أن المرأة مُنعت أن تصلي بجانب الرجل في صف واحد، وإنما تكون النساء صفوفًا خلف الرجال، وخير صفوف الرجال أولها وآخرها آخر، وخير صفوف النساء آخرها الذي يبعدها عن الرجال، وأسواها أولها الذي يكون قريبًا من الرجال أو في جهة الرجال. سبحان الله، كل ذلك لأجل أن تخشع المرأة في صلاتها ويخشع الرجل في صلاته

 

ولنضرب مثالاً:

إن ورود ذكر المرأة في الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي تذكر أن مما يقطع صلاة المسلم هي مشابه لما تتضمنه لوحة الإرشادات المرورية على أحد جانبي الطريق فمثلاً إذا كانت هناك طريق للسيارات وعلى جانبي الطريق مدرسة أو جامعة وبجوارها مستشفى أو دار مسنين وبجوارهم أرض زراعية عليها حيوانات ترعى مثلاً وقامت إدارة المرور بوضع لوحة إرشاديه تحذيرية وكتبت عليها تحذير ممنوع عبور الطريق لكبار السن نساءاً ورجالاً أثناء عبور الحيوانات  فهل يستطيع أن يدعى أعداء الإسلام من الشواذ جنسياً ومن النسويات أن يدعى أن اللوحة الإرشادية التحذيرية المرورية تسيئ لكبار السن نساءاً ورجالاً أو لطلبة الجامعة ذكوراً وإناثاً؟

 

وعلى افتراض أن تلك الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي تذكر أن مما يقطع صلاة المسلم هي الكلب والمرأة والحمار تخاطب الرجل المسلم وفقط لوجدنا بعد تحليل تلك الأحاديث ما يلي:

على افتراض أن تلك الأحاديث تخاطب الرجل المسلم وتعلمه عن أن ما يقطع صلاته هي الكلب والمرأة والحمار فإننا نقول إنه إن قامت المرأة بالمرور عمداً أو عن غير عمد أمام الرجل المسلم الذي يصلى في المسجد وسواء كانت زوجة الرجل المسلم الذى يصلى أو لم تكن زوجته ففي كلا الحالتين هي مخطئه لإنها خالفت أمر الرسول صلى الله عليه وسلم والذى نصح النساء أن يصلوا في بيوتهم حيث أنها أفضل مكان لهم للصلاة حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: " لا تمنعوا إماءَ اللهِ مساجدَ اللهِ، وبيوتهنَّ خيرٌ لهنَّ" صحيح البخاري رقم 900 وصحيح مسلم رقم 442

 

تلك الأحاديث النبوية الشريفة لو كانت موجهه فقط للرجل المسلم فهي تتضمن فيما تتضمنه من معاني عظيمة التأكيد على الأهمية القصوى على أن خير صفوف النساء في الصلاة هي أخرها وخير صفوف الرجال في الصلاة هي أولها وبالتالي فإن مرور المرأة أمام الرجل في صلاة سيقطع عليه صلاته ويشتت انتباهه

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا‏”‏‏. سنن النسائي 820  

 

الخاتمة:

 

الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي تذكر أن مما يقطع صلاة المسلم الذي يصلى رجلا كان أو إمراه ثلاثة أشياء على الأقل وهي الكلب والمرأة والحمار هي أحاديث عامة وليس فيها أي إساءة للمرأة كما يدعى أعداء الإسلام بل على العكس هو الصحيح ألا وهو أنه نتيجة أن الرجل المسلم يميل ميلاً طبيعياً للمرأة ولمكانتها في قلبه ومنعاً للفتنة في الصلاة وقطع خشوعها فمنع مرروها بين يدى الرجل المسلم الذى يصلى وبذلك يتبين أن ذكر المرأة في تلك   الأحاديث النبوية الشريفة لا تعنى أي إهانة أو إساءة للمرأة على الإطلاق وإنما للحفاظ على خشوع كل من الرجل المسلم الذى يصلى وأيضا المرأة المسلمة والله أعلى وأعلم

المراجع:

 

أرقام الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي تذكر أن مما يقطع صلاة المسلم الذي يصلى رجلا كان أو إمراه ثلاثة أشياء على الأقل وهي الكلب والمرأة والحمار

 

Sahih Muslim 510a, Sahih al-Bukhari 51, Sahih al-Bukhari 514, Sunan Ibn Majah 950, Sunan Ibn Majah 951, Book 2, Hadith 98, Sunan Ibn Majah 952, Jami` at-Tirmidhi 338, Sunan Abi Dawud 702, Sunan an-Nasa'i 750, Sunan Ibn Majah 953

بحث وكتابه محمد مصطفى نصار

الصفحه على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/MohamadMostafaNassar

تويتر:    @NassarMohamadMR

Website: www.IslamCompass.com

  • الثلاثاء PM 10:26
    2025-01-07
  • 90
Powered by: GateGold