في اللغة العربية ظاهرة لغوية تسمى التضمين والتضمين أن تتضمن الكلمة معنى اخر غير المعنى الظاهري المتعارف عليه .. يدل على هذا المعنى الاخر في الأغلب حرف الجر .. 

انظر إلى قوله سبحانه وتعالى ( عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ) هل نحن نشرب بالعين ام نشرب من العين ؟ نحن نشرب من العين اذا لماذا نشرب بها ؟ لان نشرب هنا والله تعالى اعلم بمعنى نرتوي فنحن نقول نرتوي بالماء .. طيب لماذا لم يقل عينا يرتوي بها عباد الله مباشرة ؟ لأنه يريد الفعلين .. يريد الشرب ويريد الارتواء لان في الشرب لذة فهو لا يريد أن يحرمك لذة الشرب فأتى بالفعل يشرب الذي بمعنى يرتوي يجمع لك اللذتين .. لذة الشرب و لذة الارتواء .

وانظر إلى قوله سبحانه وتعالى ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ ) الفعل يسبح لا يحتاج الى حرف الجر كي يتعدى الى المفعول به فهو يتعدى الى المفعول به بنفسه .. نقول نحن نسبح الله وليس نحن نسبح لله فهي تأتي نسبح الله مباشرة .. اذا ما فائدة اللام ؟ اللام هنا تدل على أن الفعل يسبح والله تعالى أعلم بمعنى يخضع لله او بمعنى يخلص لله .. طيب لماذا لم يأتي بيخضع أو يخلص لله مباشرة ؟ لأنه يريد التسبيح المؤدي إلى الإخلاص والخضوع .. 

كذلك في قولنا عند الركوع .. سمع الله لمن حمده لأن الفعل سمع أيضا يتعدى بنفسه لا يحتاج الى مفعول به أقول سمعت الصوت ولكن سمع الله لمن حمده .. فإن سمع والله تعالى أعلم بمعنى استجاب .. استجاب الله لمن حمده .. اذا لماذا لم يأت باستجاب مباشرة ؟ لأنه يريد الفعلين .. يريد ان يطمئنك انه يسمع صوتك ويستجيب لك.

واللطيف في سمع الله لمن حمده حينما نقول ربنا ولك الحمد فالواو هنا تدل على التتابع والكثرة لا نقول ربنا لك الحمد .. لا .. ربنا ولك الحمد فالواو تدل على ان حمد الله سبحانه وتعالى متتابع مرة بعد مرة بكثرة إخلاصا لله سبحانه وتعالى فهو وحده المستحق .

أسعد الله أوقاتكم