السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .. اسعد الله اوقاتكم جميعا بكل خير 

استخدام الفعل الماضي والمضارع دقة عجيبة فالفعل المضارع الى جانب انه يفيد التجدد والاستمرار إلا انه يساهم أيضا في استحضار السورة وتخيلها .. انظر إلى قوله تعالى في سورة الحج وهو يرسم صورة المشرك بالله ( ومن يشرك بالله فكأنما خر ) لاحظ أن الفعل خرّ والأفعال ( تخطف – تهوي ) جاءت بالمضارع وقد جاءت الأفعال بالمضارع لإطالة المشهد ورسمه بدقة متناهية يتخيله السامع أو القارئ لما في ذلك من التخويف والتهديد .

أما الفعل خرّ فقد جاء بالماضي للسرعة والسقوط دون تماسك يساعد في ذلك قصر اللفظة خر فلم يقل سقط أو نزل فالفعل خرّ قصير لسرعة والخفة في السقوط وتفخيم الخاء والراء تفخيما لمشهد السقوط نفسه كما أن حرف الراء المشدد ومخرجه ونطقه يرسم بدقة عجيبة حال هذا الساقط من السماء وتقلبه في الهواء .

خرّ فهذه حال الساقط وتقلبه كما يتقلب حرف الراء عند النطق ثم انظر الى دقة القرآن العظيم في استخدام حرف الجر (في) في قوله ( في مكان سحيق ) لأن إلى تفيد انتهاء الغاية أما قوله ( في مكان سحيق ) فإنه يدل على ان هذا المكان أصبح وعاء ً لا ينتهي فيه هذا الساقط الى قاع .. صورة رسمتها آية.