اتذكر في عام 2007 اني دخلت في جدال مع شيخ عشيرتنا حول صحابة رسول الله رضي الله عنهم وقد كان بذئ اللسان يسب بهم ويلصق بهم ابشع واغرب التهم وانا ادافع عنهم واذب تهمه عن جنابهم الشريف واتحرق الما لما اسمع منه من سب عليهم وكلام خال من الادب والاحتشام .واحتدم الجدال وبلغ ذروته فقال بلهجتنا العراقية:

((اريد اكلك ان عائشة هي الي سمت النبي)) ومعناه لمن لايفهمون اللهجة العراقية (اريد ان اقول لك بان عائشة هي التي سمت النبي) وفي الحقيقة والواقع انه عندما فاه بهذا الكلام صدمت باشد صدمة وذالك لغرابة التهمة وشناعتها ودناءتها  وعجبت منه ان كيف يقول ذالك . فغضبت لما قال ورحت اكذبها وانفيها .وقلت هذه مجرد حكايات شعبية يتناقلها عوام الشيعة وجهالهم وليس لها اساس من الصحة في مذهبهم.

ولكن وبعد القراءة والتنقيب في كتبهم وجدت ان شيخ عشيرتنا ماجاء بهذه اللصيقة القبيحة بسيدتنا عائشة رضي الله عنها من كيسه واختراعه بل انه تلقفها من علماء وكتب مذهبه حيث وجدتها واردة بسند صحيح وفقا لمبانيهم في تفسير العياشي وتفسير نور الثقلين للحويزي وتفسير كنز الدقائق للميرزا محمد المشهدي وبذا زال عجبي وصدمتي وقلت بييني وبين نفسي "الى متى وحتى متى  ايها الشيعة"

نص الرواية

في تفسير العياشي ج1 ,ص214:

(عن عبدالصمد بن بشير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : تدرون مات النبى صلى الله عليه واله او قتل ان الله يقول : " أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " فسم قبل الموت انهما سقتاه ـ قبل الموت ـ فقلنا انهما وأبوهما شر من خلق الله)

والمقصود بهن عائشة وحفصة فهما في اعتقاد الشيعة من قتلا رسول الله بالسم كما ان ابوهما شر منهما اي ابي بكر وعمر ولا ادري ما علاقة ابويهما بهما في لحاظ هذه التهمة لكن الحقد الشيعي الاسود يابى ان يذكر عائشة وحفصة في مقام قدح وذم دون ذكر ابويهما فيا لله ما هذا الحقد والبغض الذي لا يكاد عقلي احتماله.

والحديث وفقا لفن الحديث عند القوم صحيح وذالك لان عبد الصمد موثوق الحديث قال عنه ابن المطهر الحلي في" خلاصة الاقوال" في الباب الرابع عشر ص32:( (عبدالصمد) بن بشير بالياء قبل الراء العرامي بضم العين المهملة العبدي مولاهم كوفي ثقة ثقة روى عن أبي عبدالله عليه السلام.)

ووثقه الخوئي في "معجم رجال الحديث".

ان هذا الكلام لايقول به مسلم يؤمن برسالة محمد ابن عبد الله ابدا والذي يقول به ويدين به فهو لايشك احد انه مرتد زنديق يتبرقع ببرقع الاسلام .

واني لا اشك ابدا من ان هذا الحديث هو من صنائع المدرسة الشعوبية المجوسية التي رمت بثقلها وثقيلها في احضان الامة في العصر العباسي ورفعت لواء الطعن في العرب والمسلمين ,الطعن في رجالاتهم وفي تاريخهم وفي دينهم وفي عقليتهم وقوميتهم ثارا لنيران زرادشت التي اطفئها الله بسيف الفاروق عمر وجيشه .ثارا لحكم السلالة الكسروية التي انهتها اسياف اصحاب محمد البواتر .

وبما ان العياشي السمرقندي ينتمي لهذه المدرسة ويرضع من لبانها فلا ارتاب بالمرة انه هو من وضع هذا الحديث المنكر الشنيع وركب له اسنادا اوصله بامامنا جعفر الصادق رضي الله عنه وهو والله منه براء براءة الذئب من دم يوسف وبراءة مريم من من مرامي السوء .ولو انا اهل السنة اخذنا اهل البيت بما يرويه عنهم الشيعة ادعياء حبهم من سب وقذف يعف عنه كل لسان لسقطوا كلهم عن العدالة وسقط دين الاسلام كله.لكنا والله لا نصدق مايرويه هولاء القوم عنهم ولاكرامة بل نعتبره كذبا نسب اليهم حاشاهم والله من مايفترون .

ووقع ويا اسفاه الشهيد احمد كسروي العالم الايراني الثائر في هذا الخطا الفادح حيث وجدت في كتابه "الشيع والتشيع" قد انطلت عليه اكاذيب الشيعة الملصقة زورا وبهتانا بجعفر الصادق رضي الله عنه وصدقها وظن ان الامام الصادق قد قالها فعلا ,فراح يطعن به ويذمه ذما شديدا يتناسب طرديا مع جبالا من الفرى والاكاذيب الشنعاء الصلعاء التي يلزقها الشيعة به فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

الخلاصة

ايها الشيعة هل انكم تعتقدون ان رسول الله توفي بسب قيام عائشة وحفصة بسقيه السم كما تقول صحيحة العياشي هذه ؟

فاذا كان جوابكم بالاثبات فلسنا منكم ولستم منا واذا كان بالنفي فاما يكون العياشي الثقة الموثق كاذبا او عبد الصمد بن بشير الثقة الثقة كما تقولون عنه او الامام الصادق(حاشاه) المعصوم عندكم ؟ فاختاروا من هو الكذاب ؟

 وهل انكم تقولون بان ابي بكر وعمر هما شر الخلق؟