المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409001
يتصفح الموقع حاليا : 245

البحث

البحث

عرض المادة

الماسونية في مصر وبلاد الشام

وكان للماسونية في مصر مجلة تنشر أخبارها وتشيد بها، هي مجلة "اللطائف" التي كان يصدرها شاهين مكاريوس، وهو لبناني من جنوب لبنان، (مرجعيون)، تلقى مبادئ القراءة والدروس الأولى على يد "يواكيم مسعود" وعمل مدة في المطبعة الأمريكية في بيروت، ثم أنشأ بمساعدة فارس نمر جمعية "شمس البر". وقد انتمى إلى الماسونية في بيروت سنة 1874، وبعد دخوله بمدة ارتقى إلى درجة أستاذ، وانتخب كاتب سر للمحفل، ثم لجأ إلى مصر مع زميله يعقوب صروف وفارس نمر، وأسهم في الحركة الماسونية فيها بنشاط كبير. وأصدر سنة 1886 مجلة "اللطائف" ثم أنشأ سنة 1891 محفلاً ماسونياً باسم محفل اللطائف. وقد استمرت مجلة اللطائف في الصدور خمساً وعشرين سنة، حتى توقفت عام1910 على إثر وفاته. وفي عام 1815 أصدر ابنه إسكندر مكاريوس مجلة "اللطائف المصورة" التي استمرت في الصدور بضع عشرة سنة، وكانت من أوائل المجلات المصورة في مصر وقد وضع شاهين مكاريوس عدة كتب عن الماسونية هي:

  • الأسرار الخفية في الجمعية الماسونية.
  • الآداب الماسونية.
  • الفضائل الماسونية.
  • تاريخ الماسونية

وفي عام 1942 صدرت في مصر مجلة ماسونية أخرى، هي مجلة "الأيام" وكان صاحبها حسين شفيق المصري، الذي كان يرأس تحرير مجلة "الفكاهة" و "الاثنين" في نفس الوقت.

ويقول د. علي الوردي: "يمكن القول بوجه عام أن الماسونية في مصر تختلف من حيث مكانتها الاجتماعية عنها في البلاد العربية الأخرى، فهي كانت ذات مقام محترم في نظر الناس، وقد انتمى إليها الكثير من الأمراء والباشوات ورجال الدين، وكان سعد زغلول من المنتمين إليها، وظل كذلك حتى آخر يوم من حياته، دون أن يؤثر ذلك في زعامته الشعبية".. ولم تكن نظرة أهل الشام والعراق للماسونية مثلما هو الحال في مصر، بل إن "الماسونية" كانت تعتبر بمثابة تهمة لأي شخص ينعت بها، وكانت تستخدم من بين ألفاظ الشتائم والسباب، ويشير شاهين مكاريوس إلى هذه النظرة للماسونية –وهو يقصد نظرة أهل الشام والعراق لها- في مقدمة كتابه- "الأسرار الخفية في الجمعية الماسونية" بقوله: "وقد راجت هذه التهم التي رميت بها الماسونية رواجاً عظيماً في كل الممالك في بادئ أمرها وانتشارها وكثرت الإشاعات عنها إلى درجة سخر العقلاء منها فصار اسم الماسونية موضوع الشبهة ولا سيما في الشرق".. ويستطرد في فقرة أخرى: "فهؤلاء وأمثالهم جعلوا البسطاء يتوهمون الشر في الماسونية، ولذلك نسمع البسطاء يشتمون ويعيرون بقولهم: يا ابن الكافر... يا ابن الفرمسوني حتى أن بعضهم -ويقصد شخصاً من آل تويني- قال مرة شاكياً من أبناء ملته لو كنت مجوسياً أو ماسونياً ما عاملوني هذه المعاملة السيئة".

وقد ظلت الماسونية في مصر تتمتع بمكانة محترمة حتى عام 1964 عندما أصدرت الحكومة المصرية أمرها بإغلاق المحافل الماسونية ففي شهر إبريل 1964 أصدرت الحكومة المصرية أمرها بإغلاق جميع المحافل الماسونية في مصر، فوضع النادي الماسوني الإنجليزي في شارع طومسون تحت الحراسة. وقام محمد علي عوض –نائب الحارس العام- يجرد محتوياته، وتبين من عمليات الإشراف والجرد أن النادي يدار طبقاً للقانون الإنجليزي، ويعمل أعضاؤه وفقاً لأحكام هذا القانون، وأن إدارة النادي هربت إلى لندن جميع المستندات والسجلات من عام 1952. وصرح محمد عوض: "يبدو أن هناك علاقة جيدة بإسرائيل"، لما لاحظه من وجود الأعلام والأدوات في النادي، عليها نجمة داود. وكانت جميع ما في الدار من لوحات وأعلام وأثاث ومطبوعات ونشرات تتسم بالطابع البريطاني – الإسرائيلي. وقد أثار هذا الحدث ضجة في مصر آنذاك. وفي 3 يونية 1964 نشرت مجلة "آخر ساعة" القاهرية تحقيقاً عن الماسونية وذكرت فيه الأسباب التي حملت الحكومة المصرية على غلق محافلها، وقالت: "عندما طلبت الجمعيات الماسونية في الجمهورية العربية المتحدة تسجيل تنظيماتها بوزارة الشئون الاجتماعية، طلب منهم المسئولون تطبيق قانون الجمعيات عليهم. وهذا القانون يحتم خضوع كل الجمعيات داخل الجمهورية لإشراف وزارة الشئون الاجتماعية، ويكون للمسئولين في الوزارة حق التفتيش على أعمال الجمعية للتأكد من عدم مخالفتها للقانون ورفضت الجمعيات الماسونية ذلك! فقررت الحكومة إلغاء الجمعيات الماسونية في مصر. وكانت العراق هي أول دولة عربية تقدم على إلغاء هذه الجمعيات، وتجريم المنتسبين إليها، وذلك عام 1958.

  • الخميس PM 06:44
    2021-06-10
  • 1123
Powered by: GateGold