المبحث الأول
رده على أصحاب الكلام و الرأي
بدأ حديثه عنهم بقوله (و قد تدبرت رحمة الله و مقالة أهل الكلام فوجدتهم يقولون على الله ما لا يعلمون و يفتنون الناس بما لا يأتون و يبعدون القذى في عيون الناس و عيونهم تطرف على الأجذاع و يتهمونه غيرهم في النقل ولا يتهمون آراءهم في التأويل الخ (1)
ثم ذكر أنهم أكثر الناس اختلافا و أنهم لا يجتمع إثنان من رؤسائهم على أمر واحد في الدين فأبوا الهديل العلاف يخالف النظام و النجار يخالفهما و فلان و فلان.
و لو كان اختلافا في الفروع و السنن لا تسع لهم القدر عندنا و إن كان لا عذر لهم، و مع ما يدعونه لأنفسهم كما اتسع لأهل الفقه ووقعت لهم الأسوة بهم.
و لكن اختلافهم في التوحيد و في صفات الله تعالى و في قدرته و في نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار و في غير ذلك من الأمور التي لا يعلمها نبي إلا بوحي من الله تعالى (2)
ثم يقول أبو محمد (لو أردنا – رحمه الله – أن تنتقل عن أصحاب الحديث و نرغب عنهم إلى أصحاب الكلام و نرغب فيهم، لخرجنا من اجتماع إلى تشتت و عن نظام إلى تفرق و عن اتفاق إلى اختلاف لأن أصحاب الحديث لكن مجموعة على ان ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن.
و انهم لا يختلفون في الأصول و من فارقهم في شيء منها نابذوه و باغضوه و بدعوه (3) وهجروه.
ذكر النظام و ما ذهب إليه مما يؤخذ عليه