التعرف بالكتاب وتحقيق نسبه إلى ابن قتيبة - مشروع الحصن ll للدفاع عن الإسلام والحوار مع الأديان والرد على الشبهات المثارة ll lightnews-vII

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 441855
يتصفح الموقع حاليا : 309

البحث

البحث

عرض المادة

التعرف بالكتاب وتحقيق نسبه إلى ابن قتيبة

أتفق أهل التراجم واصحاب التاريخ على صحة نسبة كتاب وتأويل مختلف الحديث "لابن قتية الدينورى" ذكر ذلاك ابن النديم (1) وابن خلكان (2) وابن العماد الحنبلى (3) والسمعانى (4) والوزير جمال الدين القفطى (5) والحافظ بن حجر العسقلانى (6) وحيز الدين الزركلى (7) كارل بروكلمان (8) وورد ذلك أيضا فى دائرة المعارف الإسلامية (9) 

وليس بعد هذا من شكر فى أن "تأول مختلف الحديث" من نسج ابن قتيبة، وأنه ثمرة من ثمار مجهوده العلمى. 

- نسخ كتاب "تأويل مختلف الحديث" 

نبه بروكلمان "فى تاريخه" على مظات وجود جملة من النسخ المخطوطة لكتاب تأويل مختلف الحديث" فذكر فى هذا المضمار المتحف البريطانى، وبرلين، وليدن، والمكتبة العمومية بدمشق (23/ 303) ومكتبة راغب تحت رقم 1268، ومكتبة أفندى تحت رقم 161 - فى مكتبة عاشر افندى تحت رمق 701 (10) 

وقد تم طبع الكتاب بمطبعة كردستان العلمية بالقاهرة سنة 1326 هـ (11) 

وقام بتصحيحه وضبطه محمد زهرى النجار- وهو من علماء الأزهر الشريف- فى طبعة تلوت أحداهما دار الجيل ببيروت سنة 1393 هـ- 1973 م (12) 

 

 

 

 

 

- تحديات موضوع الكتاب

 

قال الدكتور أحمد صقر فى مقدمة تحقيقه لكتاب "تأويل مشكل القرآن" وهو - يغى كتاب تأويل مختلف الحديث" كتاب فريد، تحدث فيه عن موقف علماء الكلام من أهل الحديث، وما تحدثوا عنهم به: من شتى التهم والمثالب، وعرض بالنقد لما ذهب إليه النظام: من اعتراض على أبى بكر وعمر وعلى، وطعته على ابن مسعند وحذيفة وأبى هريرة، ونقد كذلك ثمامة بن الأشرس. ومحمد بن الجعم بالرمكى، والجاحظ، وأبا هذيل العلاف، وغيرهم: وعرض لأهل الرأى، وأبان عن منابدتهم للكتاب والسنة، وأدار الجزء الأكبر من كتابه على الأحاديث: التى أدى عليها التناقض والاختلاف ومخالفة القرآن: والأحاديث التى زعموا أن النظر يدفعها وحجة العقل تدمغها: فكشف عن معانيها التى حرفهم عن فقهها الصونى الجموح، ولفتهم عن وجه الحق فيها إلحاد الضمائر والقلوب والعقول (1) 

ويقول الأستاذ الدكتور محمد زغلول سلام فى معرض بيان موضوع هذا الكتاب: تقوم فكرة الكتاب على الرد على الطاعنين فى الحديث والمحدثين من المتكلمين والمقزاة وقد تعرض فيه بصورة عامة لمعقتدات المتكلمين ومعتقدات أهل السنة وحاول أن يطعن فى أقوال أئمة المعتزلة أمثال عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، والنظام والجاحظ، ويرد هجومهم على أصحاب الحديث والمفسرين. 

ولقد بينا مواطن الخلاف بين الفريقين وذكرنا أنه يدور بصفة خاصة حول الذات الألهية والصفات ثم يتعلق بهامة أحاديث وتأويلات. 

ويأخذ المحدثون بالأخبار والحديث، فيفسرون بها آيات القرآن ولا يأخذون بالتأويل الاجتهادى كما يفعل المعتزلة وأهل النظر، لذلك كان المفسرون الأولون لا يخرجون عن نطاق اللغة والآلات الألفاظ الظاهرية وأخذ المعتزلة عليهم ذلك لأنه لا يخرجهم أحيانا إلى كثير من اللبس والخلط بل إلى التشبيه وأثبات صفات الله تعالى كصفات الخلق، وهو منزه عنها. 

ولم يطلق المحدثون هجمات المعزلة، وسخريتهم فهاجموهم بالمثل قال أبو يوسف من طلب المال بالكلام أفلس، ومن طلب الدين بالكلام تزندق. وقال شاعرهم 

 

 

 

 
ولا تصحبن أخا بدعة 
... 
ولا تسمعن له الدهر قيلا
 
فإن مقالتهم كالظلال 
... 
توشك أفياؤها أن تزولا
 
وأوضح للمسلمين السبيل 
... 
وكان الرسول عليهم دليلا
 
أناس بهم ريبة فى الصدور 
... 
ويخفون فى الجوف منها غليلا
 
إن أحدثوا بدعة فى القرآن 
... 
تعادوا عليها فكانوا عدولا
 

ويشير ابن قتيبة فيعرض لأقوالهم ومحجمهم ويرد عليها ويبدأ بالقول فى تفسير القرآن فيرد عليهم تأويلهم ويقول "وفسروا القرآن بأعجب تفسير، سويردون أن يرده إلى مناهجهم ويعملوا التأويل على نحلهم ومن عجائب تأويلهم عنده أنهم يشهدون بالشعر المجهول قائله على القرآن. كما أنهم فى رأيه يخضون ما جاء به القرآن عن اليوم الأخر والملائكة وما شاكلها للقياس. وفى أشياء لا تخضع عنده لمنطق العقل والحس" فإن معانى الكتاب والسنة، وما أودعاه من لطائف الحكمة، وغرائب اللغة لا يدرك بالطفرة والتولد، والعرض والجوهر والكيفية والأينية، ولو ردوا المشكل منها إلى أهل العلم بها وضح لهم المنهج وأتسع المخرج (1) . فهذه أشياء يجب التسليم بها كاوردت بذلك الأخبار والآثار الموقوف بها عن النبى وصحابته (2) 

يقف المتكلمون أمام الأخبار والأحاديث ورواتها فلا يثقون بالرواية إذا عارضت الفكرة العقلية، ولهذا فهم لا يأخذون بحجية الإجماع إذا لم يوافق المنطق. 

ولم يدع ابن قتيبة مجالا لمعارضة، فيها فى حماسة بالغة قد تخرج به أحيانا الحد المعقول وقد قيل أنه متهم بالثنبية. وقد يكون مرد هذه التهمة إلى بعض ما جاء فى "تأويل مختلف الحديث" من موقف أزاد تأويل بعض الآيات والأحاديث. 

ولكن مهما يكون من أمر فإن أطلاق ذلك الاتهام ليس صحيحا. خاصة وأ، ه يغلب عليه الاعتدال، حتى فى هذا الكتاب ومن أمثلة جملته على الخالطين، ورده لكثير من زيف الأحاديث التى تثبث التشبيه والتجسيم، ولعله أشتم رائحة الاتهام بعد تأليف الكتاب، أحس بغمرة الغامرين خالف كتابا آخرا هو "الاختلاف فى اللفظ والرد على الجميعة والمشبهة، يرد به على مؤلا ردا قاطعا" واضحا لا يدع مجالا للشك أو للاتهام والغمز. 

 

 

 

 

ومن أمثلة، تفسير لما جاء فى الأحاديث قوله فى الحديث القدسى "من تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتانى يمشى أتيته هرولة" قوله ونحن نقول: أن هذا تمثيل وتشبيه إنما أراد من أتانى مسرعا بالطاعة أتيته بالثواب أسرع من أتيانه فكنى عن ذلك بالمشى والهرولة. 

كذلك تأويله لحديث: ينزل الله إلى السماء الدنيا. "بأنه النزول أنما يكون بمعنين أحدهما الانتقال من مكان إلى مكان كنزولك من الجبل إلى المضيق، ومن السطح إلى الدار، وهذا هو المعنى الظاهر عدل عنه إلى المعتز الأخر وهو إقبالك على الشئ بالإرادة والنية. 

ويخرج من هذا أكله إلى تقرير ما يعتده هو وأصحابه فى هذا كله، والأصل الذى يبني عليه حجاجة فيقول: ونحن كما قوالوا"  إن الله تعالى وله الحمد يجعل عن أن تكون له صورة أو مثال غير أن الناس رما ألفوا الشيئ وأنسويه فسكنوا عنده وأنكروا مثله "... ويقول والذى عندى والله تعالى أعلم- أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين، وإنما وقع الألف لتكد لمجيئها فى القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت فى القرآن ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول فى شئ منه بكيفية (1) .

وهذا كارل بردكلمات يقول فى كتابه" تاريخ الأدب العربى" ويحاول ابن قتيبه فى هذا الكتاب أبطال جميع اعتراضات الفرسفة على الحديث من وجهة نظر أهل السنة، ولكنه يضطر أحيانا إلى استخدام تفسيرات متصنعة يائسة لتصحيح أراء متهافته، معتمد فى ذلك على نظائر فى العر بن القديم والجديد، وأخير يضطر إلى تقييد الاعتقاد فى صحة الحديث والرواية بحدود معينة (2) .

وتأتى مناقشة ما ذهب إليه بروكلمان فى هذا النص من وصف تفسيرات ابن قتيبة بالتصنع واليأس فى ثنايا منهج ابن قتيبة فى تأويل مختلف الحديث. 

وبالجملة فإن ابن قتيبة جرئ فى كتابه هذا على نحو لم يألفه المحدثون من قبله. واتبع فيه نهجا غير معهود عند جامعى الحديث وقد أملى عليه ذلك طبيعة الموضوع الذى عرض له فيه إذا كان يسوق الأدعاء ثم يتحدث له بالرد والدمض قاصة بذلك إلى الكشف عن مناد مذهب أهل 

 

 

 

 

الكلام والرافضة والمشبهة وغيرهم فى تفسير الحديث وتوجيه معناه مركزا على دفع التناقض المتوقع وقوعه بين الأحاديث النبوية. 

  • الاحد PM 02:44
    2021-07-25
  • 1803
Powered by: GateGold