المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412358
يتصفح الموقع حاليا : 381

البحث

البحث

عرض المادة

الزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مؤذيا لمن حوله مولعا بسفك الدماء

                     الزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مؤذيا لمن حوله مولعا بسفك الدماء(*)

مضمون الشبهة:

يزعم بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسلم من خالطه من أذاه، إذ كان مولعا بسفك دماء الناس بحق أو بغير حق، ويدعون أنه - صلى الله عليه وسلم - قتل بيده، ويمثلون لذلك بقتله - صلى الله عليه وسلم - أبي بن خلف في غزوة أحد بحربته، ويتساءلون: أهكذا تكون أخلاق الأنبياء؟ ويرمون من وراء ذلك إلى اتهامه - صلى الله عليه وسلم - بسفك دماء الناس دون وجه حق، وتغليب جانب الشر فيه على جانب الخير.

وجوه إبطال الشبهة:

1)   كان - صلى الله عليه وسلم - رحمة للصغير والكبير، والقريب والبعيد، والصديق والعدو حتى الحيوان؛ فعطفه وحسن خلقه شمل كل من حوله وما حوله.

2)   كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحلم الناس، وأرغبهم في العفو عند المقدرة، صابرا على من آذوه، وكارها لإراقة الدماء، وهذا ما تؤكده سيرته العطرة.

3)   لقد صبر النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي بن خلف صبرا طويلا على الرغم من أنه آذى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كثيرا وهدده بالقتل أكثر من مرة، ولم يقتله - صلى الله عليه وسلم - إلا بعد أن سعى هو لقتله في أحد قائلا: "لا نجوت إن نجوت يا محمد".

4)   كان قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - أبيا دفاعا عن نفسه، ولا شيء في ذلك، ثم إنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بدعا من الرسل في هذا الأمر؛ فقد قتل موسى - عليه السلام - بيده قبطيا، وقتل داود - عليه السلام - جالوت بمقلاعه. فلماذا ينكرون على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقرون ما فعل إخوانه الأنبياء قبله، وهذه كتلك؟!!

التفصيل:

أولا. لقد شملت رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - كل من حوله وما حوله:

لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - برا رحيما، وقد وسعت رحمته - صلى الله عليه وسلم - كل من حوله، تلك الرحمة التي وصفه الله - عز وجل - بها في قوله: )وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (107)( (الأنبياء).

يقول صاحب كتاب "بطل الأبطال": إن جانبا عظيما من جوانب شخصية محمد - صلى الله عليه وسلم - هو جانب رحمته وبره، ذاك الجانب الذي لا يدانيه فيه أحد، وهو صورة لنفسه الكريمة في أيام فقره وغناه، وضعفه وقوته، فقد كان البر إمامه، والرحمة محيطة به، وهو القائل: «إن البر يهدي إلى الجنة»[1] «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»،[2]«ولا يرحم الله من لا يرحم الناس»[3]«ولا تنزع الرحمة إلا من شقي»[4] وقد وصفه القرآن بهذه الصفة، قال عز وجل: )لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم (128)( (التوبة).

وكانت رحمته - صلى الله عليه وسلم - تسع الناس جميعا، وكان بره يصل إلى المؤمنين والمشركين، وكان الفقراء والضعفاء أقرب الناس إلى قلبه الكبير، وعطفه الشامل، وبلغ حبه الفقراء أن دعا الله أن يبقى فيهم حيا وأن يحشر معهم ميتا، روت عائشة - رضي الله عنها - أنه كان يقول: «اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين» [5].

وإذا ما استأذنا في الدخول إلى بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لنسأل عنه زوجاته وهن أعرف الناس به، كان الجواب من السيدة عائشة - رضي الله عنها -: «كان خلقه القرآن»[6] أو كان قرآنا يمشي على الأرض - صلى الله عليه وسلم - فأخلاقه كاملة ككمال القرآن، فهل يطعنون في القرآن وتمثيله لأخلاق المسلم؟! أم في تمثيل النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الأخلاق خير تمثيل؟! وهو الذي ما نهر أحدا طول حياته، لا خادمه، ولا زوجته، ولا أحدا من أتباعه؟! حتى أعداؤه، الذين آذوه إيذاء بالغ الشدة، كان يقابل إيذاءهم بالعفو عنهم، والدعاء لهم.

ومع هذا كله كان - صلى الله عليه وسلم - يتهم نفسه بالتقصير، ويدعو الله - عز وجل - أن يرحم كل من صدرت منه إساءة إليه بدون قصد منه أو علم، يقول صلى الله عليه وسلم «اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيته أو سببته، أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة»[7].

لقد عمل محمد - صلى الله عليه وسلم - بما آتاه الله، وما أودع فطرته من الرحمة، فاجتهد لرفع شأن الفقير وإكرامه، والأخذ بيد الضعيف، وأرسل بره في هذه الطبقة، حتى قلب نظام المجتمع الذي ظهر فيه في سنين قليلة، وجعل من الفقراء المستضعفين أمة دان لها المشرق والمغرب فيما بعد، كما كان - صلى الله عليه وسلم - يقول:«ابغوني ضعفاءكم،[8] فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم».[9] وكان يسره أن يجتمعوا إليه، وطالما سخرت قريش منه لحفاوته بالمساكين، وذهابه بهم إلى الحرم، فقالوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟

وكانت رحمته وبره بالمساكين تمتد إلى ما بعد الموت، جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن النبي ذكر ذات يوم رجلا أسود، فقال: "ما فعل ذلك الإنسان"؟ قالوا: مات يا رسول الله، قال: "أفلا آذنتموني"؟ فقالوا: إنه كان كذا وكذا قصته، فحقروا من شأنه، قال: فدلوني على قبره، فأتى قبره، فصلى عليه»[10].

وكان - صلى الله عليه وسلم - يجاهد لتحرير العبيد، ولرفع قيمتهم، فلم يدخر مالا، ولا سلطانا ولا دعوة في سبيلهم، وكانت نفسه تفيض بالرحمة عليهم والبر بهم، وأظهر مثل ما كان منه مع مملوكه زيد بن حارثة، الذي خير بين سيده محمد ووالده، فاختار محمدا في الوقت الذي كان لا حول له فيه ولا قوة، بل كان موضع أذى قريش وسخريتها، وهو الذي جعل معتوقه زيدا هذا، القائد الأعلى للمهاجرين والأنصار حين وجههم لغزو الروم، فاستشهد في وقعة مؤتة، ولما استأنف النبي غزو الروم بعد الفتح أمر شابا ابن رقيق، هو أسامة بن زيد هذا، وهو حدث في العشرين، ومشى أكابر الصحابة وأشراف قريش والنبي - صلى الله عليه وسلم - في موكبه.

أرأيتم إذن كيف رفع برحمته وبره شأن الأرقاء المستعبدين؟

وكان بارا بالخدم والعمال من ذلك ما يأتي:

  • روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه، فإن لم يجلس معه فليناوله لقمة أو لقمتين».[11] وقال معاوية بن سويد: «كنا بني مقرن على عهد رسول الله ليس لنا إلا خادم واحدة، فلطمها أحدنا، فبلغ ذلك النبي فقال صلى الله عليه وسلم "أعتقوها"، فقيل: ليس لهم خادم غيرها، قال: فليستخدموها، فإذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها» [12].
  • وعن أبي مسعود البدري قال: «كنت أضرب غلاما لي بالسوط، فسمعت صوتا من خلفي "اعلم أبا مسعود"، فلم أفهم الصوت من الغضب، قال: فلما دنا مني إذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو يقول: "اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود"، قال: فألقيت السوط من يدي، فقال: اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام»[13].
  • وبلغ من رحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه كان لا يطيق أحدا يقول: عبدي أو أمتي، فأمر المسلمين أن يكفوا عن ذلك، وأن يقولوا: فتاي وفتاتي، وقد كان لهذه التربية أحسن الأثر في تحرير الأرقاء، ونشر المساواة، وتغليب روح الأخوة على ما كان من العصبية، والغرور، والتفاخر.
  • يقول المعرور بن سويد: «رأيت أبا ذر وعليه حلة، وعلى غلامه مثلها، فسألته عن ذلك، فذكر أنه ساب رجلا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعيره بأمه، قال: فأتى الرجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم جعلهم الله - عز وجل - تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم عليه»[14].
  • وقال أنس: «خدمت رسول الله عشر سنين، والله ما قال لي أفا قط». [15] وكان - صلى الله عليه وسلم - يخالط المساكين والخدم والعبيد، ويحادثهم ويجيب دعوتهم، ويعود مرضاهم، ويمشي في جنائزهم، ويصلي عليهم، وقد جعلت الشريعة المحمدية نصيبا في بيت المال لتحرير الأرقاء، وكان - صلى الله عليه وسلم - يعطي العبد بعد تحريره شيئا يعينه على الكسب.

رحمته بالأطفال:

هذه الرحمة كانت تظهر أنسا وبشرا في وجهه إذا رأى الطفل، أو لقي الصبي، فقد كان يأخذ أطفال أصحابه بين ذراعيه، ويطرب لذلك، وكان إذا مر بالصبية يقرئهم السلام.

  • وحدث أبو قتادة قال: «خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فصلى فإذا ركع وضعها وإذا رفع رفعها» [16].
  • وقال أسامة بن زيد: «كان رسول الله يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما، ثم يقول: اللهم ارحمهما فإني أرحمهما» [17].
  • وقد حدث أن عجب بعض الأعراب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقبل أولاده وأولاد أصحابه، «فقال:تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أوأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة» [18].

وهذه الرحمة في نفس محمد - صلى الله عليه وسلم - كما كانت تبدو بشرا وأنسا، كانت تفيض دمعا وأسى، وكان جفاة القوم يستعظمون هذه عليه، فكان يبين لهم أنها رحمة، وأنه لا عيب فيها.

لم يكن رسول الله ليقصر رحمته وبره، الذي هو صورة صادقة لنفسه الكريمة، على الناطقين من بني الإنسان، فإن هذه الرحمة ملكت مشاعره، وحفزته لكفاح موفق في سبيل الرفق بالحيوان، فكم كان للعرب من عادات مرذولة أنكرها وأزالها، وأخذ النبي يرغبهم في الرفق به، ويرهبهم من القسوة عليه.

ومن مظاهر رحمته - صلى الله عليه وسلم - بالأعداء:

  • هذه الرحمة بالكبير والصغير لم تكن خاصة بأتباعه المؤمنين، بل كانت شاملة لأعدائه المشركين والمخالفين من أهل الملل الأخرى، فقد رفع إليه بعد إحدى الوقعات أن صبية قتلوا بين الصفوف، فحزن حزنا شديدا، وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «مرت بنا جنازة، فقام لها النبي - صلى الله عليه وسلم - وقمنا، فقلنا: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي، فقال: إذا رأيتم الجنازة فقوموا» [19].

تلك هي الرحمة التي لا تعرف التخصيص بالدين أو الوطن، ولا فرق عندها بين الرفق بالإنسان والحيوان.

  • ولما مات عبد الله بن أبي بن سلول - وكان زعيم المنافقين في المدينة، وهو الذي رجع بمن تبعه من الطريق يوم أحد، فخذل النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحرج أوقاته، وله مواقف مشهورة كان فيها شرا على الرسول والمسلمين - طلب ابنه من النبي - صلى الله عليه وسلم - قميصه ليكفنه فيه؛ تطهيرا له، فأعطاه قميصه كفنا لزعيم المنافقين، أرأيت أبر وأكرم من هذا الصنيع؟

ثم مشى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قبره، فوقف يريد الصلاة عليه، فوثب إليه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقال: «يا رسول الله، أتصلي على ابن أبي، وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا؟! أعدد عليه قوله، فتبسم الرسول وقال: "أخر عني يا عمر"، قال عمر: فلما أكثرت عليه قال: "إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت عليها"، فصلى عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم انصرف»[20].

وذلك إشارة إلى قوله - عز وجل - في المنافقين: )استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم( (التوبة: 80)، ففي الخيار بين أن يستغفر وألا يستغفر، نزعت به طبيعته الرحيمة إلى الاستغفار لأعدائه، بل قال لعمر: "لو علمت أني لو زدت في الاستغفار على السبعين غفر لهم، لفعلت أكثر من سبعين مرة".

تلك هي الرحمة التي وسعت أعداءه وأصدقاءه، والناس جميعا، وسمع مرة أعرابيا يصلي خلفه، يقول: «اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا، فلما سلم النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للأعرابي: "لقد حجرت[21] واسعا» [22].

فمن هذا وغيره - مما سقناه من الأمثلة على امتلاء نفسه بالرحمة - يتضح أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن نتاجا للبيئة التي عاش فيها، وإنما كان الرحمة الشاملة في وسط الجفوة والعصبية والأثرة، تلك الرحمة التي لا حد لها هي التي جعلته يدعو لأعدائه، وقد سئل الدعاء عليهم في أحد وهو جريح، وعمه حمزة ممثل به، وأنصاره بين القتل والجرح والتشريد، وهي التي جعلته يدعو لثقيف يوم الطائف، وقد امتنعت عليه. وتلك الرحمة هي التي جعلته يفتح لتجارة قريش طريق اليمامة، وطريق الشام، وقد سألوه صلة الرحم، وشكوا جوع أهليهم، وهم الذين أخرجوه من داره وحصروه في المدينة.

فرحمته وبره - صلى الله عليه وسلم - وسعتا العدو والصديق، والقوي والضعيف، والحر والعبد، والحيوان والإنسان، وفاض بها قلبه الكبير، فكانت في فمه بشرا، وفي عينه دمعا، وفي يده جودا.

تلك الرحمة التي وسعت الجميع هي أبرز صفات محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهي التي يتسابق الأبطال إليها، فيردون عن هذا المدى، ويبقى رسول الله المثل الكامل، والقدوة العظمى، وحقا كان كما قال عن نفسه: «إنما أنا رحمة مهداة» [23]. وكما قال القرآن الكريم له: )وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (107)( (الأنبياء) [24].

ثانيا. إن المتصفح لسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - يجده أحلم الناس، وأرغبهم في العفو عند المقدرة، وهو في ذلك صابر على من آذوه، كاره لإراقة الدماء:

لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبس نفسه عن الأذى، ويصبر على ما يشق ويكره، ولا يزيد مع أذى الجاهل عليه إلا صبرا وحلما، ولم يؤاخذ الذين كسروا رباعيته[25] بل دعا لهم وعفا عنهم، وكم عفا عن مثلهم، وتجاوز عما بدا من المنافقين في حقه - صلى الله عليه وسلم - قولا وفعلا، ولم يقابل من شتمه ولا من أراده بسوء، طولا وفضلا منه - صلى الله عليه وسلم -. وحسبك معاملته - صلى الله عليه وسلم - لأهل مكة حين الفتح فقد قال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء! والكل يعلم ما فعل أهل مكة به صلى الله عليه وسلم.

وحدث أنه لما كان المصطفى يقسم بعض الغنائم يوم خيبر قال له رجل: «يا محمد، اعدل، فقال له المصطفى: "ويلك، ومن يعدل إذا لم أكن أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل"، فقال عمر: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق، فقال: "معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي» [26].

«وقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسمة، فقال رجل هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فاحمر وجهه وقال: رحم الله أخي موسى! قد أوذي بأكثر من هذا فصبر». [27]

ومن محاسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم ضبط النفس والرشد والعفو عند المقدرة، ومن ذلك:

  • ما روي عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أخبره «أنه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل نجد، فلما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قفل معه فأدركتهم القائلة[28] في واد كثير العضاه[29] فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت سمرة[30] فعلق بها سيفه. قال جابر: فنمنا نومة، ثم إذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعونا، فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن هذا اخترط سيفي[31] وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله، فها هو ذا جالس. ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم» [32].
  • ومن الأحداث المماثلة: أن يهودية - هي زينب بنت الحارث بن سلام ـ وضعت سما للنبي - صلى الله عليه وسلم - في شاة وقد اعترفت بذلك، فصفح عنها وعفا عنها بعد اعترافها؛ لأنه كان لا ينتصر لنفسه، ثم قتلها قصاصا لمن مات من أصحابه بأكله من هذه الشاة، كبشر بن البراء الذي مرض من هذا السم حتى مات بعد سنة.
  • كذلك لم يؤاخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحره، وأعلم الله نبيه بالوحي، أو من طريق جبريل - عليه السلام - الذي أخبره بأنه سحره، وأبان حاله، فلم يعتب عليه، أي أعرض عن معاتبته، فضلا عن معاقبته، بل إنه - صلى الله عليه وسلم - قال لمن أشار عليه بقتل بعض من ارتكبوا منكرا من الأقوال والأفعال في حقه صلى الله عليه وسلم «معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي» [33] [34].

إن رجلا بهذا العفو وذاك التسامح لا يمكن أن يكون أبدا سفاكا للدماء؟!!

  • وكان من حسن خلقه - صلى الله عليه وسلم - تريثه عند لقاء العدو: "فإنه كان يتذرع بالصبر، ويلتزم بالأناة، ولا يعاجل عدوه بالضرب حتى تظهر قوته، وكان يقول لجنوده لا تقاتلوهم، حتى تدعوهم، فإن أبوا، فلا تقاتلوهم حتى يبدءوكم فإن بدءوكم، فلا تقاتلوهم حتى يقتلوا منكم قتيلا، ثم أروهم ذلك، وقولوا لهم هل إلى خير من هذا سبيل؟ فلأن يهدي الله على يديك رجلا واحدا خير مما طلعت عليه الشمس وغربت" [35].

وبهذا يظهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يبادر في إهدار الدماء، بل كان يدعو أعداءه إلى الحق حتى يبادروا هم، فإن بادروا فلا مناص من استعمال السيف، ومن حسن أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان متمسكا بالفضيلة وإن جافاها العدو، وكانت تصدر في صورة أقواله ومواقفه في الحروب.

فهو لا يقاتل إلا من حمل السيف فقط، ويأمر جنوده بالعفة التي لا يحدها حد، والعفة التي ترقى بصاحبها إلى درجة الملائكة، فلا يعرف الجندي المسلم الإسفاف أو التردي إلى حضيض الحيوانية، ولا يقبل أن يكون وحشا ضاريا، إنما يمارس الحرب هاديا مهديا، متأسيا بنبيه ورسوله الهادي إلى صراط مستقيم، حتى إذا مات ذهب إلى الله راضيا مرضيا" [36].

تلك أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - التي لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد، فالرسول كان أشد الناس حرصا على النفوس، وعلى عدم إراقة نقطة دم واحدة، وقد ظهر ذلك جليا يوم الفتح الأكبر فقد عفا عمن ظلموه وآذوه، وأخرجوه من بلده تاركا ماله وأهله، إلى أن نصره الله وأعزه بالفتح المبين، فلم يفعل الرسول الكريم ما فعله المشركون به وبأصحابه، بل «قال لهم: " )لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين (92)( (يوسف)» [37].

وقد ظهرت دلائل رحمته وحسن خلقه - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك يوم عفوه عن أسرى بدر، وقبوله رأي أبي بكر - رضي الله عنه - ورفضه رأي عمر - رضي الله عنه - بقتل الأسرى، ورضي النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعفو، وعدم إراقة الدماء، وما ذلك إلا لكراهة النبي - صلى الله عليه وسلم - إراقة الدماء، تلك أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - التي لا يكاد ينكرها منصف!

ثالثا. لم يقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - أبي بن خلف - الذي تهكم عليه وتوعده بالقتل - إلا دفاعا عن نفسه صلى الله عليه وسلم

قد كان أبي بن خلف من مشركي قريش الذين آذوا النبي وتهكموا عليه، وتوعدوه بالقتل، ونذكر «أن أبي بن خلف ذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعظم بال قد أرم، فقال: يا محمد أنت تزعم أن الله يبعث هذا بعدما أرم[38]، ثم فته بيده، ثم نفخه في الريح نحو رسول الله، فقال له: "نعم أنا أقول ذلك، يبعثه الله، وإياك بعدما تكونان هكذا، ثم يدخلك الله النار».[39] وقد نزل الله - سبحانه وتعالى - فيه قوله: )وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم (78) قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم (79) الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون (80) أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم (81) إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون (82) فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون (83)( (يس).

تلك كانت مجادلة أبي بن خلف للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يكتف أبي بالمجادلة، والإعراض والسخرية، بل زاد على ذلك بتوعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقتل.

قال ابن كثير: "عن عروة بن الزبير قال: «كان أبي بن خلف أخو بني جمح، قد حلف - وهو بمكة - ليقتلن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما بلغت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلفته قال: "بل أنا أقتله إن شاء الله»[40] فلما كان يوم أحد أقبل أبي في الحديد مقنعا، وهو يقول: لا نجوت إن نجا محمد، فحمل على رسول - صلى الله عليه وسلم - يريد قتله، فاستقبله مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار يقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه، فقتل مصعب بن عمير، وأبصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترقوة[41] أبي ابن خلف من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة، فطعنه فيها بالحربة، فوقع إلى الأرض عن فرسه، ولم يخرج من طعنته دم، فأتاه أصحابه فاحتملوه وهو يخور خوار الثور، فقالوا له: ما أجزعك، إنما هو خدش؟ فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا أقتل أبيا"، ثم قال: والذي نفسي بيده، لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون.. فمات إلى النار )فسحقا لأصحاب السعير (11)( (الملك) [42].

فتأمل صبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأناته في مواجهة هذا المشرك، فهو لا يعجل بقتله عسى أن ينثني، فلما أصر أبي على ملاحقته، ودنا منه - صلى الله عليه وسلم - تصدى له بنفسه، ولم يسمح لأحد من أصحابه أن يكفيه ذلك، رغم جراحاته، وذلك أن الرجل كان يقصده ويتهدده في مكة، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - واثق من ربه، قوي برسالته، فهيهات أن يصيبه الجزع والوهن، وما أهون الكافر على الله!! إن ضربة واحدة من يده - صلى الله عليه وسلم - تكفيه ليتدحرج من كبريائه، وإن خدشا واحدا في جسده يحدث شرخا في أعماقه، وانظر إليه كيف يرتعد أمام يقينه بصدق محمد صلى الله عليه وسلم"قال لي بمكة: أنا أقتلك، فوالله، لو بصق علي لقتلني"!! ما أعجب نفوس هؤلاء؟ لقد كانوا على يقين من صدق النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه الجحود المتأصل في أعماقهم.

ومع ذلك منعتهم تقاليدهم من الإيمان، ونحن إذا نظرنا إلى مقولة أبي بن خلف، لوجدنا أنها تؤكد حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم.

ويذكر الرواة عند هذه الحادثة قول النبي صلى الله عليه وسلم «اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله».[43] صلوات الله عليك يا رسول الله، كم كنت حريصا على عدم قتل أحد بيدك، بل تعطي الجميع فرصة للمراجعة والنجاة، وهذا أبي استأنيت به، وهو يهاجمك متبجحا حتى اختار لنفسه هذا المصير وذاك المصرع [44].

رابعا. لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - بدعا من الرسل حين قتل أبيا دفاعا عن نفسه؛ إذ قتل قبله سيدنا موسى - عليه السلام - قبطيا، وقتل - أيضا - سيدنا داود - عليه السلام - جالوت بمقلاعه:

عجيب أن يطعن في عفو النبي - صلى الله عليه وسلم - وحلمه، ويتهم بحبه لسفك الدماء، مع العلم أن مبدأ الدفاع عن النفس موجود في مواقف من سبقه من الأنبياء.

ثم إن الدين - أي دين - لا يحرم القتل إذا كان دفاعا عن النفس، ما دام الأمر لا يتصل بهوى نفسي، وحقد فردي، غير أن هذا لا يجوز في مقام الأنبياء جميعا - عليه السلام - لأنهم معصومون من كل هذه النقائص والعيوب، وقد روت لنا كتب السيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أكثر الناس حلما وعفوا، وهذا يتضح - كما أسلفنا - من مواقف كثيرة ومتعددة في حياته صلى الله عليه وسلم.

فهل يعقل أن مثل هذا النبي الحليم يقتل جورا وظلما، وهو الذي كان يتنازل عن حقه حلما وترفعا منه صلى الله عليه وسلم؟ وهل يحق أن نصم من حقن الدماء بأنه مولع بسفك الدماء؟!

ولا يبعد النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما فعل عن سيدنا موسى - عليه السلام - حين قتل رجلا قبطيا، ويحدثنا القرآن الكريم عن ذلك في قوله عز وجل: )ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين (15)( (القصص).

فقد قيل: كان القبطي من عملة مخبز فرعون، فأراد أن يحمل حطبا إلى الفرن فدعا إسرائيليا ليحمله فأبى، فأراد أن يجبره على حمله، وأن يضعه على ظهره فاختصما وتضاربا ضربا شديدا، وهو المعبر عنه بالتقاتل على طريق الاستعارة، وكان الإسرائيلي مغلوبا، فاستغاث بموسى - عليه السلام - فضرب موسى القبطي بمجامع يده وجمع أصابعه فمات، ففوجئ موسى بموت القبطي، ثم علم أن هذا العمل من عمل الشيطان واستغفر لذنبه[45].

هذا، وقد قتل أيضا سيدنا داود - عليه السلام - جالوت بيده بمقلاعه الذي كان معه، وقد حكى لنا القرآن هذه القصة في سورة البقرة، يقول الله عز وجل: )فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء( (البقرة:251).

فلما لم يستطع أحد مبارزة جالوت انبرى له داود ورماه بالمقلاع، فأصاب الحجر جبهته، وأسقطه إلى الأرض واعتلاه داود واخترط سيفه وقطع رأسه، وصار داود ملكا، ثم أتاه الله النبوة فصار ملكا نبيا[46].

فالقتل إذا كان في صالح انتشار الدعوة، أو للدفاع عن حرمة الدين، أو للدفاع عن النفس فلا شيء فيه، - حتى وإن كان من نبي أو رسول - فللرسول أن يدافع عن نفسه أيضا كغيره من الناس؛ لأنه بشر يصيبه ما يصيب البشر، وإذا كان هذا الكافر قد توعده بالقتل في أكثر من موقف، فلماذا لا يقتله دفاعا عن نفسه؟!

الخلاصة:

  • كان - صلى الله عليه وسلم - رحمة مهداة شملت كل من حوله وما حوله؛ فقد وسع بره وحسن خلقه الصغير والكبير، والقريب والبعيد والعدو والصديق، حتى الحيوان فكان - صلى الله عليه وسلم - رحمة مهداة للعالمين بحق.
  • لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحلم الناس، وأكثرهم عفوا عند المقدرة، وهذا من كمال أخلاقه - صلى الله عليه وسلم -، والأدلة على ذلك في كتب السيرة كثيرة، ويكفينا أن نشير إلى عفوه - صلى الله عليه وسلم - عن أسرى بدر وعدم قتلهم، وعفوه عن أهل مكة - الذين ناصبوه العداء - عند فتحها، وقوله لهم: )لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين (92)( (يوسف).
  • إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما قتل أبي بن خلف إلا نتيجة لتهكمه عليه - صلى الله عليه وسلم - في مكة، وتهديده له بالقتل لو تمكن من ذلك، فهل اعتدى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أم كان يدافع عن نفسه كغيره من البشر؟!
  • لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - بدعا من الرسل في هذا الشأن، خاصة فيما يتعلق بقتل الكفرة الذين يهددون حياتهم، وحياة دعوتهم، فقد سبقه إلى ذلك نبي الله موسى - عليه السلام - حين قتل القبطي، ثم استغفر لذنبه وتاب الله عليه، ونجد سيدنا داود - عليه السلام - قد قتل جالوت بمقلاعه، فلماذا لم ينكر أحد عليهما ذلك الأمر؟!

 

 

(*) أخطاء القرآن، موقع الكلمة.

[1]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (119) ( (التوبة) (5743)، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله (6803).

[2]. صحيح: أخرجه الترمذي في سننه، كتاب البر والصلة، باب رحمة المسلمين (1924)، والبيهقي في سننه الكبرى، كتاب السير، باب ما على الوالي من أمر الجيش (17683)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (925).

[3]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ) قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ( (الإسراء: 110) (6941)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالصبيان والعيال وتواضعه (6172).

[4]. حسن: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة رضي الله عنه (7988)، والبخاري في الأدب المفرد، كتاب حسن الخلق، باب ارحم من في الأرض (374)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7467).

[5]. حسن: أخرجه عبد بن حميد في مسنده، من مسند أبي سعيد الخدري (1002)، وابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب مجالسة الفقراء (4126)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (308).

[6]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار، حديث السيدة عائشة رضي الله عنها (25341)، والبخاري في الأدب المفرد، كتاب حسن الخلق، باب من دعا الله أن يحسن خلقه (308)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4811).

[7]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب من لعنه النبي أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا (6787).

[8]. ابغوني ضعفاءكم: اطلبوا رضاي بتقربكم إليهم.

[9]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند الأنصار، باقي حديث أبي الدرداء (21779)، وأبو داود في سننه، كتاب الجهاد، باب في الانتصار برذل الخيل والضعفة (2596)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (779).

[10]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر بعد ما يدفن (1272)، وفي موضع آخر.

[11]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العتق، باب إذا أتاه خادمه بطعامه (2418)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب إطعام المملوك مما يأكل وإلباسه مما يلبس ولا يكلفه ما يغلبه (4407) بنحوه.

[12]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الأيمان، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده (4391).

[13]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده (4396).

[14]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك (30)، وفي موضع آخر، ومسلم في صحيحه، كتاب الأيمان، باب إطعام المملوك مما يأكل وإلباسه مما يلبس ولا يكلفه ما يغلبه (4405)، واللفظ له.

[15]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (5691)، مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب كان رسول الله أحسن الناس خلقا (6151)، واللفظ له.

[16]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (5650)، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب جواز حمل الصبيان في الصلاة (1241)، واللفظ للبخاري.

[17]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب وضع الصبي على الفخذ (5657).

[18]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (5652)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (6169)، واللفظ للبخاري.

[19]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب من قام لجنازة يهودي (1249)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب القيام للجنازة (2261).

[20]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب ما يكره من الصلاة على المنافقين والاستغفار للمشركين (1300).

[21]. حجر: ضيق.

[22]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم (5664).

[23]. صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الفضائل، باب ما أعطى الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم (31782)، والدارمي في سننه، المقدمة، باب كيف كان أول شأن النبي صلى الله عليه وسلم (15)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (490).

[24]. بطل الأبطال أو أبرز صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عبد الرحمن عزام، دار الهداية، القاهرة، ط1، 1427هـ/ 2006م، ص 59: 65 بتصرف.

[25]. الرباعية: مقدمة الأسنان.

[26]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (3414)، ومسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم (2496)، واللفظ له.

[27]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الخمس، باب ما كان للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعطي المؤلفة قلوبهم (3224)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه (2494)، واللفظ للبخاري.

[28]. القائلة: وقت القيلولة.

[29]. العضاه: كل شجر عظيم له شوك.

[30]. السمرة: نوع من أنواع شجر الطلح.

[31]. اخترط السيف: نزعه من غمده.

[32]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة ذات الرقاع (3905، 3906)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب توكله على الله وعصمة الله تعالى له من الناس (6090)، واللفظ للبخاري.

[33]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (3414)، ومسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم (2496)، واللفظ له.

[34]. شمائل المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم، د. وهبة الزحيلي، دار الفكر، دمشق، ط1، 1427هـ/ 2006م، ص113، 114 بتصرف.

[35]. الدر المنقوش في الرد على جورج بوش، عبد البديع كفافي، دار الفتح، مصر، 2005م، ص 363.

[36]. الدر المنقوش في الرد على جورج بوش، عبد البديع كفافي، دار الفتح، مصر، 2005م، ص 366.

[37]. حسن: أخرجه النسائي في سننه الكبرى، كتاب التفسير، باب سورة الإسراء (11298)، والبيهقي في سننه الكبرى، كتاب السير، باب فتح مكة حرسها الله تعالى (18054)، وحسنه الألباني في فقه السيرة (1/ 376).

[38]. أرم: فني.

[39]. صحيح: أخرجه الطبراني في مسند الشاميين، كتاب نصر بن علقمة نصر عن أبي هريرة، باب ابن عائد عن المقدام بن معديكرب (2505)، والحارث في مسنده، كتاب التفسير، سورة يس (705)، وصححه الألباني في صحيح السيرة النبوية (1/ 201).

[40]. صحيح: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، كتاب المغازي، باب وقعة هذيل بالرجيع (9731)، والحاكم في مستدركه، كتاب التفسير، باب سورة الأنفال (3263)، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي في التلخيص.

[41]. الترقوة: عظمة مشرفة بين النحر والعاتق.

[42]. وامحمداه، د. سيد بن حسين العفاني، دار العفاني، مصر، ط1، 1427هـ/ 2006م، ج1، ص262، 263.

[43]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب ما أصاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الجراح يوم أحد (3845)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب اشتداد غضب الله على من قتله رسول اللهـ صلى الله عليه وسلم (4749).

[44]. هدي السيرة النبوية في التغيير الاجتماعي، حنان اللحام، دار الفكر، دمشق، ط1، 1422هـ/ 2001م، ص 252، 253 بتصرف يسير.

[45]. التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت، ج10، ص 89، 90 بتصرف.

[46]. التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت، ج2، ص 500.

 

  • الخميس PM 10:01
    2020-09-17
  • 1261
Powered by: GateGold