ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
كيف كان الصحابة ينظرون إلى الذنوب الصغيرة؟
أ. عبد المجيد فاضل
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ قُرْطٍ: "إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ أُمُورًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ من الْمُوبِقَاتِ" قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ: "صَدَقَ وَأَرَى جَرَّ الْإِزَارِ مِنْهَا". [رواه أحمد، رقم الحديث 15859، وقال محققو المسند: هذا الأثر صحيح].
وعَنْ غَيْلَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا، هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ مِنَ الْمُوبِقَاتِ". [رواه البخاري، وأحمد].
المُوبقات: المهلكات، أي: الذنوب الكبيرة.
أدق في أعينكم: كناية عن احتقارهم لها واستهانتهم بها.
قال ابن الملقن (804 هـ): "إنما كانوا يعدون الصغائر من الموبقات؛ لشدة خشيتهم لله، وإنه لم يكن لهم كبائر". [التوضيح لشرح الجامع الصحيح، ابن الملقن، تحقيق: دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث بإشراف خالد الرباط، جمعة فتحي، تقديم: أحمد معبد عبد الكريم، دار النوادر، دمشق - سوريا، الطبعة الأولى، 1429 هـ - 2008 م، شرح حديث رقم: 6492، ج29 ص547].
وقال ابن علان (ت 1057هـ) في كتابه (دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين): "وفي الحديث كمالُ مراقبةِ القوم تعالى، وكمالُ استِحْيائِهم منه، حتى إنهم يرون تلك الأمور التي استهْون غيرُهمُ الوقوع فيها مُهلِكات لهم؛ لعظم شهودهم جلال الله تعالى وعظمته". [دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، ابن علان الشافعي، اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت - لبنان، الطبعة: الرابعة، 1425 هـ - 2004 م، حديث رقم 634/ ج1 ص239].
تعقيب: لقد قالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبعض المتشددين الذين ظنوا أنهم أكثر قُرباً لِلّهِ منه ﷺ: "أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له". [متفق عليه].
وإذا كان الصحابةُ – رضوان الله عليهم – يخشون على أنفسهم من الوقوع في الصغائر، فإنّ النَّبِيَّ ﷺ كان أكثرَ خَشْيةً منهم على نفسه من الاقتراب من الذنوب ولو كانت من الصغائر.
-
الخميس PM 03:33
2022-10-20 - 1311