المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 436059
يتصفح الموقع حاليا : 246

البحث

البحث

عرض المادة

كيف كان الصحابة ينظرون إلى الذنوب الصغيرة؟

أ. عبد المجيد فاضل

عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ قُرْطٍ: "إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ أُمُورًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ من الْمُوبِقَاتِ" قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ: "صَدَقَ وَأَرَى جَرَّ الْإِزَارِ مِنْهَا". [رواه أحمد، رقم الحديث 15859، وقال محققو المسند: هذا الأثر صحيح].

وعَنْ غَيْلَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا، هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ مِنَ الْمُوبِقَاتِ". [رواه البخاري، وأحمد].

المُوبقات: المهلكات، أي: الذنوب الكبيرة.

أدق في أعينكم: كناية عن احتقارهم لها واستهانتهم بها.

قال ابن الملقن (804 هـ): "إنما كانوا يعدون الصغائر من الموبقات؛ لشدة خشيتهم لله، وإنه لم يكن لهم كبائر". [التوضيح لشرح الجامع الصحيح، ابن الملقن، تحقيق: دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث بإشراف خالد الرباط، جمعة فتحي، تقديم: أحمد معبد عبد الكريم، دار النوادر، دمشق - سوريا، الطبعة الأولى، 1429 هـ - 2008 م، شرح حديث رقم: 6492، ج29 ص547].

وقال ابن علان (ت 1057هـ) في كتابه (دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين): "وفي الحديث كمالُ مراقبةِ القوم تعالى، وكمالُ استِحْيائِهم منه، حتى إنهم يرون تلك الأمور التي استهْون غيرُهمُ الوقوع فيها مُهلِكات لهم؛ لعظم شهودهم جلال الله تعالى وعظمته". [دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، ابن علان الشافعي، اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت - لبنان، الطبعة: الرابعة، 1425 هـ - 2004 م، حديث رقم 634/ ج1 ص239].

تعقيب: لقد قالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبعض المتشددين الذين ظنوا أنهم أكثر قُرباً لِلّهِ منه ﷺ: "أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له". [متفق عليه].

وإذا كان الصحابةُ – رضوان الله عليهم – يخشون على أنفسهم من الوقوع في الصغائر، فإنّ النَّبِيَّ ﷺ كان أكثرَ خَشْيةً منهم على نفسه من الاقتراب من الذنوب ولو كانت من الصغائر.

  • الخميس PM 03:33
    2022-10-20
  • 1311
Powered by: GateGold