ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
"ناقصات عقل ودين؟! وهل كانت الأمومة إلا من كمال العقل؟!"
يقولون إن الإسلام أهان المرأة بوصفها "ناقصة عقل ودين".
فنتساءل: أي عقل يُمكن أن يتّهم النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، الذي لم يُعرف في تاريخ الإنسانية من أكرم المرأة مثله، بالإهانة؟!
الحديث النبوي الشريف جاء في مشهدٍ لطيفٍ مؤنسٍ، صباح عيدٍ سعيد، خرج فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- ليعظ النساء، فخاطبهن بمزاحٍ فيه ملاطفة وموعظة:
"ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن."
وهل يُعقل أن يُوبِّخ النبي النساء في يوم عيد؟!
بل أراد أن يُبيّن لهن عِظم تأثيرهن، رغم ما يُعد من ضعف في الطبيعة، فقالها ليبتسموا، لا ليحتقروا أنفسهم.
ثم فسّر لهم الحديث مباشرة:
نقصان العقل؟ شهادة المرأة في المال تحتاج إلى أخت تُعزّز قولها، لا لقلّة عقلها، بل لطبيعة عاطفتها واهتمامها بغير التفاصيل المادية.
ونقصان الدين؟ لأنها تُعفى من الصلاة والصيام في أيامٍ معينة، حمايةً لجسدها وروحها، لا تقليلًا من إيمانها!
فأين الإهانة؟
لو كانت هذه "نقائص" تهين، لكان ترك الصلاة جريمة، وكان الحمل ضعفًا، والرحم خزيًا!
دعونا نتوقف لحظة:
تخيّل لو عرضنا على رجل هذا العرض:
"تحمل أمانة في بطنك 9 أشهر، تتغيّر ملامحك، يتهالك جسدك، ثم يُشقّ بطنك لتُخرج الأمانة.. وبعدها تُرضعه من عظامك، وتسهر عليه ليكبر..."
هل سيقبل؟ لا، بل سيقول: "هل جننتِ؟!"
ومع ذلك، قد يضع يده في خصره، ويتعالى على امرأة ويقول: "ناقصات عقل ودين!"
والحقيقة؟
عقلها "الناقص" هو الذي قادها للأمومة، وللتضحية، ولتحمّل ما لا يطيقه أقوى الرجال!
ودينها "الناقص" هو نفسه الدين الذي رفق بها وأسقط عنها الصلاة والصيام والحج في أحوالٍ يُمكن أن تقتلها!
هل تعلم ماذا يحدث لجسدها في الدورة الشهرية؟
تنخفض حرارتها
يضعف تنفسها
يتوتر جهازها العصبي
ينخفض ضغطها حتى تُصبح حركة السجود والركوع تهديدًا لحياتها!
فأسقط الله عنها الصلاة، لا انتقاصًا، بل رحمة!
ثم يأتي من لا يفقه من الدين شيئًا، ويصنّفها على ميزانه الشخصي؟!
أليس من العقل -إن كنتَ كامل العقل- أن تفهم كمال النقص؟
فكما أن الله من كماله أنه منزّه عن الصاحبة والولد، كان من كمال المرأة أن ينقص دينها في مواضع، لتكتمل إنسانيتها في غيرها!
هي "ناقصة" بما يجعلها أكثر كمالًا في مهمّتها،
أكثر رقةً في عطائها،
أكثر تحمّلًا في أمومتها،
أكثر ثباتًا في حُبّها،
وأقوى مما يراه الرجل الحازم حين تذهب لُبّه ببساطة عاطفتها!
فإذا أردت أن تعرف كيف كرّم الإسلام المرأة، فانظر كيف وصفها:
"أذهب للب الرجل الحازم من إحداكنّ."
يا له من وصفٍ،
يُخفي من التقدير ما لا تقوى الكلمات على نقله!
فليت العقول "الكاملة" تقرأ الحديث بعقل، لا بعصبيّة،
وتفهم الدين بقلب، لا بانتقائيّة.
#ناقصات_عقل_ودين؟ لا، بل ناقصات تكليف وزدن فضلًا!
-
الثلاثاء AM 10:22
2025-04-15 - 232