المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416852
يتصفح الموقع حاليا : 260

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 217: كذبة نبوءة السفير العثماني

الخلاصة: كان سفير الدولة العثمانية قد زار الميرزا، ثم كتب مقالا هاجم فيه الميرزا بقسوة ووصفه بالنمرود والكذاب، فردَّ عليه الميرزا بإعلان هاجمه فيه. ثم إنّ هذا السفير قد حوكم في تركيا وصودرت أملاكه، حسب قول الميرزا، فزعم الميرزا أنه كان قد تنبأ بذلك مسبقا. وهو في زعمه هذا كاذب. وفيما يلي التفاصيل الطويلة:

يقول الميرزا:

لقد تحققت النبوءة المذكورة في إعلان 24/5/1897م و25/6/1897م بجلاء تام عن شخص ذي منصب رفيع في السلطنة العثمانية اسمه "حسين كامي".  (ترياق القلوب)

وقال الميرزا أنه كتب في الإعلان:

"إن حالة سلطنة السلطان العثماني ليست على ما يرام، ولا أرى في الكشف حالة أركانها جيدة، وأرى أن عاقبة هذه التصرفات ليست حسنة". (ترياق القلوب)

وتابع يقول:

وكما ورد في الصفحة 2، السطر 9 من الإعلان نفسه نصحت التركيَّ المذكور وفهّمته صراحةً وتلميحا أنك أولَ مخاطَبٍ بهذا الكشف. (ترياق القلوب)

والحقيقةُ أنّ هذا كله كذب مركب:

1: فالميرزا لم يتنبأ أصلا، ولو تنبأ أو تلقّى وحيا لنَشَره في وقتِ تلقّيه، أي بُعيد لقائه بالسفير، وليس بعد أن ينشر حسين كامي مقالا ينتقد فيه الميرزا بشدّة.

2: في هذا الإعلان لم يتنبأ الميرزا أنّ حسين كامي سيُصاب بمكروه أو كارثة.

3: لم يقل له في هذا الإعلان أنك أول مخاطَب بهذا الكشف.

وهذا هو الإعلان الذي يحيل إليه الميرزا، فمن يقرأه سيعرف أنّ الميرزا مفترٍ كذاب. يقول الميرزا في إعلانه:

"لقد نُشرت في جريدة "ناظم الهند" الشيعية الصادرة في لاهور عدد 15/5/1897م رسالة السفير حسين كامي سفير السلطان العثماني، وهي قذرة جدا وتتنافى مع مقتضى التحضر والإنسانية. وقد ورد في عنوانها أن السفير المذكور حضر قاديان بعد تقديم عدة طلبات، وعاد منها متأسفًا وبقلب متضايق وحزين. ثم يقول المدير نفسه أنه سمع فيما سبق أن السفير المذكور دُعي إلى قاديان لتوبة الميرزا على يده لأنه نائب حضرة خليفة المسلمين. لا أدري ماذا أردّ على هذه الافتراءات إلا: لعنة الله على الكاذبين. والله شهيد على أنني أتبرأ وأنفر من الناس الماديين والمنافقين نفور المرء النجاسةَ. ليست لي حاجة للسلطان العثماني ولا طمع لي بلقاء سفير من السفراء، ويكفيني سلطان واحد هو ملك السماء والأرض الحقيقي. وآمل أنني سأرحل من هذا العالم قبل أن أحتاج إلى أحد سواه سبحانه. لا أهمية لملكوت الدنيا أمام ملكوت السماء، كأهمية دودة ميتة مقابل الشمس. فما دامت لا أهمية لسلطان عثماني أمام سلطاني فما بالك بسفيره!

الحكومة الجديرة بالتعظيم والطاعة والشكر هي الحكومة الإنجليزية التي تحت كنفها الآمن أدير هذا النظام السماوي كله. إن السلطنة العثمانية مليئة كليا بالظلام في هذه الأيام، وتمر بعواقب تلك الأعمال ولا يمكن بحال من الأحوال أن ننشر الحق ماكثين في ظلها. لعل كثيرا من الناس يسخطون بقراءة هذه الجملة ولكن هذا هو الحق. وهذا الكلام قلته للسفير المذكور على انفراد ولكنه استاء منه. والحق أن السفير المذكور طلب بنفسه اللقاء في خلوة ومع أنني شممت رائحة المادية في بداية اللقاء ولاحظت النفاق فيه ولكن أجبرني مقتضى حسن الخلق أن أسمح له بذلك كونه ضيفا. لقد طلب السفير في اللقاء المنفرد دعاء خاصا لأمر ما لسلطان السلطنة العثمانية وأظهر رغبته أيضا في أن يطّلع على ما يحمله المستقبل بقضاء الله وقدره. قلتُ له بصراحة تامة أن حالة سلطنة السلطان ليست على ما يرام ولا أرى في الكشف حالة أعضائه حسنة، وأرى أن العاقبة مع هذه التصرفات ليست حسنة. هذه كانت الأمور التي استاء منها السفير لسوء حظه. لقد أكّدت أيضا بإشارات عديدة إلى أن السلطنة العثمانية مخطئة عند الله في أمور كثيرة. إنما يريد الله التقوى الحقيقية والطهارة ومواساة البشر بينما حالة السلطنة العثمانية الحالية تستدعي الدمار، فتوبوا لتجنوا ثمارا طيبة. (إعلان 24 مايو 1897)

العبارة الأخيرة هي التي أحال إليها الميرزا، فقال:

"كما ورد في الصفحة 2، السطر 9 من الإعلان نفسه نصحت التركيَّ المذكور وفهّمته صراحةً وتلميحا أنك أولَ مخاطَبٍ بهذا الكشف، وإن أحوالك لا تبدو جيدة بحسب الإلهام، فتُب لتأكل ثمارا حسنة. إن فقرةَ "تُب لتأكل ثمارا حسنة" ما زالت موجودة في الصفحة 2، السطر 9 من الإعلان، وقد وُجِّه فيها الخطاب إلى السفير المذكور. (ترياق القلوب عام 1899)

وهذا هو الكذب الواضح، فهذه العبارات ليست موجودة كما ذكرتُ.

ثم قال الميرزا:

"وقد تطرق الحديث أثناء ذلك إلى الحكومة الإنجليزية أيضا، وقلت بأني أكنّ لهذه الحكومة إخلاصا من الأعماق كما هو اعتقادي منذ القِدم، ونحن لها مخلصون وأوفياء وشاكرون لها من الأعماق لأننا نعيش تحت ظلها بأمن لا نتوقعه في كنف أي سلطنة أخرى قط. هل يمكنني أن أنشر بالأمن والسلام في إسلامبول [اسطانبول] إعلانا أني المسيح والمهدي الموعود وأن الروايات القائلة باستخدام السيف باطلة كله؟. ألن يهاجمني المشايخ والقضاة الهمجيون من هناك بسماعهم هذا الكلام؟ أَوَلن يقتضي نظام السلطنة أيضا أن تقدَّم مرضاتهم؟ فماذا استفدت من السطان العثماني؟

سمع السفير كل هذه الأمور باستغراب وهو يرنو إليّ، لذلك سماني في رسالته التي نُشرت في جريدة ناظم الهند بتاريخ 15/5/1897م بنمرود وشداد وشيطان وعدّني كاذبا ومزوِّرا ومحل غضب الله. (ترياق القلوب)

كيف تحققت النبوءة عند الميرزا:

يقول:

"لقد وصلنا خبرٌ قبل شهرين أو ثلاثة أشهر تقريبا بواسطة شخص محترم من الأتراك أن "حسين كامي" المذكور آنفًا قد عُزل من منصبه لخيانة مشينة ارتكبها، وصودرت أملاكه أيضا. (ترياق القلوب)

فهذه هي عادة الميرزا؛ كان إذا حدث شيء سرعان ما يزعم أنه كان قد تنبأ به، فيفبرك نصا ويزعم أنه قاله سابقا، أو يعود إلى نصوص سابقة ويحرّف فيها وينسب إليها ما ليس فيها.

  • الاربعاء PM 03:33
    2022-10-26
  • 564
Powered by: GateGold