المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416738
يتصفح الموقع حاليا : 240

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 474: قصة "بشِمبر داس" الهندوسي الذي خُفّضت مدة سجنه إلى النصف

كان هندوسيان قد سُجنا في قضية، ثم خُفّضت مدة سجن أحدهما إلى النصف، ولم تخفّض مدة الآخر.

وحين بدأ الميرزا منذ 1882 يزعم أنّ الله يُطلعه على الغيب بوحيه، راحَ يفتّش في ذاكرته عن أحداث سابقة ليزعم أنه تنبأ بها، فتذكّر هذه الحكاية، فزعم أنه كان قد تنبأ بتخفيض مدة سجن أحدهما، وعدم تخفيض مدة سجن الآخر، وأنها تحققت كما قال بالضبط.

ثم إنه بعد سنتين وفي كتاب البراهين نفسه احتاج إليها فسردها سردا مختلفا، أو قل: فبركها فبركةً مختلفة عن فبركته السابقة، حيث زعم أنّ خبر الإفراج عنهما قد شاع في قاديان، فتعرّض الميرزا لإحراج، فأوحى الله إليه: "لا تخف إنك أنت الأعلى"، ثم في فجر اليوم التالي تبين أنه لم يُفرَج عنهما، وأنّ نبوءة الميرزا تحققت تماما.

ثم ذكرها الميرزا في عام 1897 في السراج المنير، وبعدها بعامين في ترياق القلوب، ثم بعدها بثلاثة أعوام في نزول المسيح، ثم بعدها بأربعة أعوام أخرى في حقيقة الوحي، حيث ذكرها ثلاث مرات في كلٍّ من الكتابين الأخيرين.

فقد بيَّن الميرزا أنّ الحقيقة ظهرت بعد ستة أشهر في "حقيقة الوحي" لا في فجر اليوم التالي كما زعم في البراهين الرابع في 1884!! وظهرت بطريقة مختلفة تماما، حيث إنّ القاضي جاء بعد ستة أشهر إلى قاديان وقال للهندوسي: " يا فلان قد سررنا بفكاك أسرك ولكن مع الأسف لم تبرأ ساحتك"!! فالتناقض في الرواية يؤكد على كذبها.

وفيما يلي أقوال الميرزا:

1: قوله في الحاشية الأولى على الحاشية 11 في البراهين الثالث في عام 1882:

"قبل 12 عاما تقريبا كان هناك شخص هندوسي -وهو الآن عضو في "آريا سماج" في قاديان وما زال سليما معافى- ينكر بشدة متناهية معجزات سيدنا خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم ونبوءاته.... فصادف بعد بضعة أيام حينها أن تورَّط أحد أقاربه في قضية معقدة وسُجن، وسُجن معه هندوسي آخر أيضا، ورُفعت قضيتهما إلى المحكمة العليا. فقال لي ذلك الهندوسي وهو في حيرة من أمره، لو استطاع أحد أن يخبرنا اليوم ماذا يمكن أن يكون مآل هذه القضية، لعددناه خبرا غيبيا حقا... وحين رأيت أنه ينكر نبوءات النبي صلى الله عليه وسلم وعظمة الإسلام أشد الإنكار ألقى الله تعالى في قلبي حماسا شديدا ليُخجله الله تعالى ويفحمه في هذه القضية بالذات. فدعوت الله تعالى... فكشف الله تعالى... الحقيقةَ عليّ في المنام ليلا، وأظهر أنه من المقدر عند الله تعالى أن يعود ملف هذه القضية من المحكمة العليا إلى المحكمة التابعة وتُخفَّف فيها عقوبة السجن إلى النصف، ولكن لن يُطلق سراحه، أما رفيقه فلن يطلق سراحه هو الآخر بل سيقضي مدة السجن كلها.

فبعد أن استيقظت من النوم شكرت الله ربي الذي لم يجعلني مغلوبا على أمري أمام العدو. فقصصتُ الرؤيا كلها على الفور على جماعة كبيرة من الناس، وأخبرت بها ذلك الهندوسي أيضا في اليوم نفسه. (البراهين الثالث، الحاشية 1 على الحاشية 11)

2: قوله في الحاشية الرابعة على الحاشية 11 في البراهين الرابع في 1884:

"أُخبرت في هذه الرؤيا الصادقة -التي كانت نوعا من الكشف الصريح- أنه لن يُطلق في القضية الجنائية سراح الهندوسي المدعو "بشِمبر داس" الذي ما زال حيا يُرزق في قاديان، بل ستُخفَّف عقوبته إلى النصف. أما صاحبه في السجن المدعو "خوشحال" الذي أيضا ما زال موجودا حيا في قاديان، فسوف يقضي مدة عقوبته كاملة. فكان الابتلاء في هذه الجزئية من النبوءة أنه حين عاد ملف القضية -بحسب نبوءتي- من المحكمة العليا، حمل فريق القضية هذا الأمر على البراءة، وأشاعوا في القرية أنه قد بُرِّئت ساحة المتهمَين كِليهما في القضية.

أذكر تماما أن هذا الخبر شاع ليلا حين كنت في المسجد لأداء صلاة العشاء، فقال أحد المصلين بأن هناك خبرا شائعا في الأسواق أن المتَّهمَين قد وصلا القرية. ولما كنت قد قلت للناس علنا إنه لن يُفرج عن المتهمَينِ قط، فقد مضى هذا الوقت في حزن وقلق وكرب لا يوصف. عندها بشّرني الله تعالى -الذي هو نصيري في كل موطن- قبيل الصلاة أو أثناءها بإلهام نصه: "لا تخف إنك أنت الأعلى". ثم تبين عند الفجر أن خبر الإفراج عنهما كان كاذبا تماما، وتحقق في نهاية المطاف ما كنتُ قد أُخبرت به وما كنت قد سردتُه قبل الأوان للآري "شرمبت" وأيضا بعض الناس الآخرين الذين لا يزالون موجودين في قاديان". (البراهين الرابع الحاشية 4 على الحاشية 11)

نلحظ أنه بعد سنتين أضاف وحي "لا تخف إنك أنت الأعلى"، وهو وحي يستحيل نسيانه في عام 1882، ويستحيل إهماله عمدا، فهو أهمّ ما في الحكاية، عدا عن الإثارة التي أضافها.

3: في عام 1897 أعاد الميرزا فبركة الحكاية زاعما أنّ شرمپت شقيق بشمبر داس قد التمس منه الدعاء لأخيه، لا أنه تحدّاه، فقال:

لما سُجن "بشمبر داس" لمدة عام، التمس مني الدعاءَ له أخوه "شرمپت" الذي كان من الآريين المتحمسين، وسألني عن مصير هذه القضية. فدعوت له ورأيت بعين الكشف أني ذهبت إلى المكتب الذي فيه ملف قضيته، فشطبت منه لفظ العام، وكتبت مكانه ستة أشهر. ثم أخبرت بالإلهام الرباني أن ملفّه سيرجع من المحكمة العليا وتخفّف عقوبته من السجن لعام إلى السجن لستة أشهر، ولكنه لن يفرج عنه كليًّا. فأطلعت أخاه "لاله شرمپت" الذي لا يزال حيًا بكل هذه الأمور الكشفية صراحةً. ولما وقعت الأمور تمامًا كما حكيت له كتب لي بأنك من عباد الله الصالحين ولذلك كشف عليك هذه الأمور الغيبة. (السراج المنير، مجلد 12، ص 37)

2:ثم في عام 1906 قال الميرزا:

"لقد سبق أن قرأتم في كتابي هذا أني تنبأت ذات مرة عن بشبمر داس - أخو شرمبت الكهتري - أنه لن يُبرَّأ كليا من قضية جنائية رفعتْ ضده إلا أن عقوبة سجنه ستُخفّف إلى النصف. وعندما فُكّ أسره بعد قضاء نصف مدة سجنه - كما أُخبر في النبوءة من قبل - أشاع أهله خلافا للواقع أن بشمبر داس قد برِّئ نهائيا. كان الوقت ليلا، وكنت قد ذهبت إلى مسجدنا الكبير للصلاة حين ذكر في المسجد المدعو علي محمد ملا من سكان قاديان أن بشمبر داس قد برِّئ والناس يباركون له في الزقاق، أصيب قلبي بصدمة شديدة بسماع هذا الخبر وقلقت كثيرا على أن الهندوس المتعصبين سيهاجمونني قائلين إنك أخبرتَ أنه لن يبُرَّأ ولكنه بُرِّئ. وبسبب هذه الصدمة طالت صلاتي كثيرا وكأن كل ركعة طالت سنة كاملة، وحين خررت ساجدًا وصل اضطراري ذروته. فخاطبني الله بصوت عالٍ في سجدتي ونصه: "لا تخف إنك أنت الأعلى". ومع ذلك ظللت أترقّب كيفية تحقق النبوءة، ولكن الآية لم تظهر. سألتُ شرمبت مرة بعد أخرى: هل برِّئ بشمبر داس فعلا؟ فأجاب كل مرة، نعم إنه بُرِّئ فعلا، ولماذا أكذب! مضت قرابة ستة شهور على هذه الحالة. وكان الأشرار من الناس يسخرون ويستهزئون كما هي عادتهم منذ القِدم. ولكن شرمبت لم يسخر ولم يستهزئ قط، الأمر الذي أظهر لي تأدبه ولباقته معي، ولكنني مع ذلك كنت أشعر بالخجل أمامه لأني كنت قد أخبرته بكل تأكيد بعدم براءة أخيه ولكن الأمر ظهر على عكس ذلك بالواقع. غير أن إيماني بربي كان قويا جدا وكنت على يقين أنه سيُري نموذج قدرته حتما؛ إذ من الممكن أن يُقبض عليه بعد فك أسره. ولكني لم أعرف أن خبر براءته كان زائفا أصلا. ثم حدث أن جاء إلى قاديان قاضي المحكمة التابعة في بتاله - اسمه الحافظ هدايت علي الذي سبق ذكره - عند الساعة الثامنة صباحا لجولة رسمية. ولما كانت قاديان تابعة إداريًا لمحكمة بتاله جاء القاضي إلى بيتنا.

ولم يكن قد ترجّل عن فرسه حتى تقدم الهندوس -لإلقاء السلام عليه حسب تقاليدهم- بمن فيهم بشمبر داس المذكور أيضا. وحين رآه القاضي قال: يا بشمبر داس قد سررنا بفكاك أسرك ولكن مع الأسف لم تبرأ ساحتك. سجدتُ شكرا فور سماع هذا الكلام ودعوت شرمبت وقلت له: لماذا كذبتَ عليَّ كل هذه الفترة بقولك إن بشمبر داس قد برِّئ، وآذيتني دون وجه حق؟ قال: لقد كذبتُ مضطرا لسبب قاهر؛ فهناك عادة في قومنا أن الناس يثيرون الاعتراضات على أتفه الأمور عند البحث في أمر الزواج، ولو ثبت على أحد سوء التصرف مهما كان بسيطا لتعذر العثور على فتاة للزواج. هذا ما أكرهني على الكذب فأذعتُ الأمر خلافًا للواقع . (حقيقة الوحي)

فهنا فبرك سيناريو مختلفا، حيث عُرف حال السجين بعد ستة أشهر!! وأنه لا بدّ أن يعاد إلى السجن!! فالقصة كلها تناقض بسبب ضعف ذاكرة الكذاب.

والأهمّ: هل بشِمبر داس هذا أهم من العقيدة والشريعة ونظام الحكم ونظام الاقتصاد حتى ينزل فيه وحي وتتكرر قصته هذه المرات كلها ولا ينزل أيّ وحي في أيّ من تلك؟!

 17 أكتوبر2020

  • السبت PM 05:42
    2022-10-08
  • 550
Powered by: GateGold