المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416762
يتصفح الموقع حاليا : 329

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 485: أكاذيب الميرزا بخصوص السيخ

يقول الميرزا:

يقول في عام 1897 مشيرا إلى عام 1837 وما قبله، أي إلى أيام رنگت سنگ:

"يعلم المعمّرون إلى الستين أو السبعين جيدا أنه قد مرّ علينا عهد "السيخ" الحافل بأنواع الآفات التي ترتعد لذكرها الفرائص، وتنخلع لهولها القلوب. فقد حُرِّم على المسلمين يومذاك القيام بالعبادات والشعائر الدينية التي كانت أحب وأعز شيء إلى نفوسهم، وكان من المحظور أن يرفع أحد صوته بالأذان الذي نستهل به صلاتنا، ولو جهر المؤذن بالتكبير سهوًا قُتل فورا. كما أنهم تدخلوا في أمور المسلمين المتعلقة بالحلال والحرام، وحدث مرة أن قُتل خمسة آلاف من المسلمين في قضية ذبح بقرة." (تقرير حول الاجتماع للدعاء، مجلد 5 ص 605)

والحقيقة أنّ هذا كله كذب قاله ليبرّر تملّقه للإنجليز، وكأنّ الله بعثهم ليخلّصوا الناس من شرّ السيخ.

أما أدلة كذب الميرزا فهي ما يلي:

1: كِبَر الكذبة هو دليل على أنها كذبة، لأنها لو كانت كذلك لانتشرت في الآفاق، ولخلّدها التاريخ، و لما جهل بها أحد. تُرى، لو قُتل 5000 شخص لمجرد ذبح بقرة، لبُني لهم نُصُب، ولاتفق الناس على تحويل ذلك اليوم إلى عطلة رسمية، وإلى إدخاله في المناهج الدراسية. لكننا لا نعثر على أي شيء من هذا، بل نعثر على العكس، كما سنرى في أقوال محمود.

2:  يقول محمود عن تلك المرحلة:

المهاراجا رنگت سنگ أعاد إليهم [والد الميرزا] خمسين قرية من عقاراتهم وجعل والده ميسور الحال دنيويا بإعطائه منصبا مرموقا في الجيش.... مع أن والده [والد الميرزا] قد مُني بخسارة كبيرة من الحكومة البريطانية لكنه ظل مخلصا لها ومضحِّيا من أجلها دائما، وحليفها في العسر واليسر كما حالف حكومة السيخ. (التحفة القيصرية)

واضح أنّ والد الميرزا كان يقاتل إلى جانب السيخ، وكان مأجورا مرتزقا عندهم. فهل كان يقاتل مع نظام يقتل 5 آلاف على ذبح بقرة ويمنع الأذان والصلاة؟ وهل يعيد هذا النظام الدموي خمسين قرية لوالد الميرزا وهو من المسلمين؟ بل لا يفعل ذلك إلا نظام لديه شيء من العدل والمسؤولية.

3: ويقول محمود:

"وفي النهاية تواطأ بعض سكان هذه القرية مع السيخ فتمكنوا من السيطرة عليها؛ فَأُسِر رجالُ هذه الأسرة [أسرة جدّ الميرزا] ونساؤها، وبعد أيام قليلة سمَحَ لهم السيخ بالهجرة من هذه المنطقة فتوجهوا إلى ولاية "كفورثَلّة" التي سكنوا فيها نحو 16 عامًا. ثم جاء زمن الـمَهَراجا رنگت سنگ الذي حكَم على جميع الراجاوات الصغار [زعماء مناطق] وفي زمن هذا المهراجا رُدّ إلى والدِ مرزا غلام أحمد جزءٌ لا بأس به من عقاراته، كما حصل هو وجميع إخوته على وظيفة في جيش المهراجا" (سيرة المسيح الموعود)

يتحدث عن مرحلتين، مرحلة ما قبل رنگت سنگ، حيث لم تُقتل أسرة الميرزا، بل سُمح لها بالهجرة الاختيارية، كما يُفهم من النصّ. ثم مكثوا هناك فترة قصيرة، وهي 16 سنة فقط، ثم عادوا، والذي أعادهم هو الامبراطور رنگت سنگ.. أي أنه عادل إلى حدّ ما، فهل يُعقل أن يقتل 5 آلاف من أجل بقرة، وهو الذي يعيد العائلات المهجّرة ويعيد لها ممتلكاتها، أو قسما منها على الأقلّ؟!

الخلاصة أنّ الفترة التي أُبعد فيها أجداد الميرزا كانت 16 عاما فقط، وقبلها كانوا هم الحاكمين تبعا. وبعدها جاء عهد رنگت سنگ العادل إلى حدّ ما، وهو الذي بدأ منذ عام 1799. وهذا يغطي الفترة كلها.. فلم يبق مرحلة أخرى حتى نبحث عن اضطهاد فيها.. ثم لو كان هنالك مثل هذا الاضطهاد الذي ذكره الميرزا لبدأ محمود بسرده، ولأتى عليه بأدلة.. لكنه يذكر العكس تماما.

4:  ينقل محمود عن كتاب "سير ليبل غريفن" "أمراء البنجاب" ما يلي:

"وقد ظلت هذه العائلة تتبوَّء مناصب رفيعة إلى أحقاب طويلة في عهد الحكومة المغولية، ولكنها في عهد ازدهار السيخ تعرضت لإفلاس كبير. فما برِح مرزا گُل محمد وابنه مرزا عطا محمد يحاربان ضد فصيلَين من السيخ كانا مسيطرين على المناطق المجاورة لقاديان، حتى انتهى بـ "عطا محمد" المطافُ إلى فقدان كل عقاراته، فسكن في جِوار "سردار فتح سنغ أهلوواليه" في منطقة "بيگووال" وعاش هناك 12 عاما متمتعًا بالأمن والأمان. وبعد وفاته دعا الـمهراجا رنگت سنگ مرزا غلام مرتضى إلى قاديان وأرجع له جزءًا كبيرًا من عقارات أجداده. توظف مرزا غلام مرتضى وجميع إخوته في جيش الـمهراجا رنگت سنگ وقدَّموا خدمات جليلة على حدود كشمير وفي أماكن أخرى كثيرة. وقد ظلّ مرزا غلام مرتضى يقدم خدماته العسكرية في عهد "نونهال سنگ " و"شير سنگ" وفي عصر حُكمِ قَصْرِ لاهور أيضا. ولقد عُيّن مرزا غلام مرتضى قائدًا لكتيبةٍ في الجيش في عام 1843 وأُرسل إلى بيشاور، فأدى خدمات بارزة في أحداث الفوضى التي وقعتْ في منطقة "هزاره"، وظلّ وفيًا لحكومته واشترك من قِبَلها في مكافحة حالة التمرّد التي حدثت في عام 1848. وقد أدى أخوه غلام محيي الدين أيضا خدمات مخلصة في هذه الحادثة. وحين خرج "بهاي مهَراج سنگ" بجيشه إلى "ملتان" لمساعدة "ديوان مولراج" قام بحثِّ غلامَ محيي الدين وبعضَ الإقطاعيين الآخرين مثل "لنغر خان ساهيوال" و"صاحب خان توانه" فانضموا إلى جيش "مصر صاحب ديال" وحاربوا المتمردين فهزموهم، ولم يجد المتمردون للفرار طريقًا غير طريق نهر "شناب" حيث مات غرقًا ستمائة منهم. (سيرة المسيح الموعود)

فهذا السرد يشمل كلّ مراحل الدولة السيخية في قاديان وما حولها، وليس فيه أدنى رائحة لقتل الناس ومنعهم من الأذان والصلاة. بل يفخر محمود بأنّ جدّه كان يعمل مع المرتزقة في جيش السيخ.

5: بل ذهب محمود أبعد من ذلك، وذكر أنّ زوال دولة السيخ كان كارثة على عائلته، فقال:

"ولد الميرزا في 1836 أو 1837، وهي فترة ازدهار عصر والده الذي كان يحظى باحترام جمٍّ لخدمته سكانَ القرى التي يشرف عليها ولخدمته في جيش الـمهراجا رنگت سنگ. ولكن المشيئة الإلهية كانت تقتضي أن يتربى ويترعرع متوجهًا إلى الله تعالى، فقد مات الـمهراجا رنگت سنگ بعد ولادة حضرته بثلاث سنوات وزالت الدولة السيخية، مما أدى إلى تعرّض والده أيضا لبعض المشاكل". (سيرة المسيح الموعود)

واضح أنّ زوال دولة السيخ هو الذي عرّض والده إلى مشاكل.

ثم ذكر أنه لما توحّدت البنجاب على يد الإنجليز، فقَدَ والد الميرزا الكثير من عقاراته، وأنه ظلّ يعاني آثار هذه الصدمة حتى آخر أيام حياته. (سيرة المسيح الموعود)

وفيما يلي كذبة أخرى من كذبات الميرزا يتحدث فيها عن عام 1849، فيقول:

"سمعتُ أن الإنجليز لما احتلوا هذه البلاد في أول الأمر أذّن مؤذن بصوت عال في مدينة هوشياربور. وبما أن الهندوس والسيخ كانوا حديثي العهد بالإنجليز فأمسكوا المؤذن وذهبوا به إلى المتصرف البريطاني في حشد كبير من الناس، بينهم رؤساء الهندوس وكبار تجارهم، وشكوا إليه أن عجينهم وأوانيهم قد تنجست بسبب أذانه. فاستغرب الإنجليزي غاية الاستغراب أن يكون للأذان هذا التأثير الغريب في المأكولات، وطلب من مساعده أن يُجرب تأثير الأذان في المأكولات على حد زعمهم حتى يقضي في الأمر. فأمر المؤذن أن يعيد الأذان بصوت عال كما فعل من قبل، فخاف المسكين على نفسه من عقاب الجرم المتكرر، وأحجم عن الأذان. ولما طمأنه الحاكم وسكّن روعه.. رفع صوته بالأذان، فقال الحاكم حينذاك: لم يصبني بشيء من الدنس بأذانه. ثم سأل مساعده: هل أصابه شيء من الدنس؟ فنفى ذلك بالطبع، فأطلق سراح المؤذن وسمح له بالأذان كما يشاء.

وفي قريتنا هذه.. حيث مسجدنا الجامع.. كان هناك مكتب للحكومة، وكنت صغيرا آنذاك، فسمعت من أناس ثقات أن القانون السابق ظل معمولا به أياما عدة بعد دخول الإنجليز. وفي تلك الأيام قدم هنا مأمور جديد، بصحبة أحد رجال البوليس من المسلمين فدخل الشرطي المسلم المسجدَ وأمر المؤذن أن يؤذن، فأذن المؤذن خائفا وبصوت خافت. ولما استفسره الشرطي المسلم أجابه بأننا نؤذن على هذه الصورة. فأمره بالصعود إلى سطح المسجد ورفع الأذان بصوت جهوري قدر الإمكان. فخاف المؤذن من سوء العاقبة، ولكنه أذّن بصوت عال بعد إصرار الشرطي. فإذا بالمسجد يزدحم بالهندوس الذين أمسكوا المؤذن، فذعر المسكين ذعرا شديدا، وظن أن المأمور سوف يشنقه، ولكن الشرطي المسلم سكّن جزعه بقوله: لا تخف إني معك. وساقه البراهمة القساة السفاكون إلى مأمور الحكومة، وشكوا إليه أن المؤذن دنسهم جميعا. وكان المأمور يعلم أن الحكومة قد تغيرت، ولم يبق ثمة مجال للاستبداد السيخي. ومع ذلك سأل المؤذّنَ بصوت خافِت: لماذا رفعت الصوت بالأذان، فتقدم الشرطي المسلم وقال: أنا الذي أذّنت وليس هو. فقال المأمور للبراهمة: ويلكم.. لماذا هذا الضجيج كله؟ إن الأبقار تُذبح علانية في مدينة لاهور، وأنتم ترفعون العقيرة على الأذان.. اذهبوا والزموا دوركم صامتين". (تقرير حول الاجتماع للدعاء، مجلد 15ص 608-610)

فواضح أنّ كلّ ما ذكره الميرزا عن السيخ ليس أكثر من كذب ليبرر به تملّقه للإنجليز.

 21 أكتوبر2020

  • السبت PM 05:35
    2022-10-08
  • 576
Powered by: GateGold