المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416654
يتصفح الموقع حاليا : 292

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 518: افتراؤه على ابن القيم

يقول:

إذا كنتم تكفِّروننا لاعتقادنا بوفاة المسيح فكفِّروا الإمام مالك أيضا فكان هو الآخر يعتقد بذلك ولم يثبت رجوعُه عنه... والعقيدة نفسها أبداها ابن قيم في كتابه مدارج السالكين. (أنوار الإسلام)

ويقول:

"لفظ "توفي" ليس كلفظ يُفسره أحد برأيه، بل أوّل مفسِّرِه القرآنُ.... والمفسر السابع إمام المحدثين ابن القيم، بل إنه كتب في كتابه: "مدارج السالكين": لو كان موسى وعيسى حيين لكانا من أتباع نبيا صلى الله عليه وسلم، وأشار إلى الحديث النبوي".(حمامة البشرى)

قلتُ: كذَبَ المرزا؛ خصوصا في قوله أنّ ابن القيّم أشار إلى الحديث النبوي، لأنّ ابن القيّم لا يؤمن أنّ هناك حديثا نبويا بهذا النصّ، بل هذه مجرد عبارة قالها ابن القيم في سياقها الذي سيتّضح في الفقرة التالية.

مَن يقرأ كلام ابن القيّم، ثم تعليق المرزا، فسيوقن أنّ المرزا لا دين له.

يقول ابن القيّم:

وَالْعِلْمُ اللَّدُنِّيُّ ثَمَرَةُ الْعُبُودِيَّةِ وَالْمُتَابَعَةِ، وَالصِّدْقِ مَعَ اللَّهِ... وَأَمَّا عِلْمُ مَنْ أَعْرَضَ عَنِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَلَمْ يَتَقَيَّدْ بِهِمَا: فَهُوَ مِنْ لَدُنِ النَّفْسِ وَالْهَوَى وَالشَّيْطَانِ.... فَالْعِلْمُ اللَّدُنِّيُّ نَوْعَانِ: لَدُنِّيٌّ رَحْمَانِيٌّ، وَلَدُنِّيٌّ شَيْطَانِيٌّ بَطْنَاوِيٌّ. وَالْمَحَكُّ: هُوَ الْوَحْيُ. وَلَا وَحْيَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَأَمَّا قِصَّةُ مُوسَى مَعَ الْخَضِرِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: فَالتَّعَلُّقُ بِهَا فِي تَجْوِيزِ الِاسْتِغْنَاءِ عَنِ الْوَحْيِ بِالْعِلْمِ اللَّدُنِّيِّ إِلْحَاد.... وَالْفَرْقُ: أَنَّ مُوسَى لَمْ يَكُنْ مَبْعُوثًا إِلَى الْخَضِرِ. وَلَمْ يَكُنْ الْخَضِرُ مَأْمُورًا بِمُتَابَعَتِهِ.... وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْعُوثٌ إِلَى جَمِيعِ الثِّقْلَيْنِ. فَرِسَالَتُهُ عَامَّةٌ لِلْجِنِّ وَالْإِنْسِ، فِي كُلِّ زَمَانٍ. وَلَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ حَيَّيْنِ لَكَانَا مِنْ أَتْبَاعِهِ، وَإِذَا نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَإِنَّمَا يَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (مدارج السالكين، 2/ 446)

ابن القيّم يؤمن بحياة عيسى في السماء، وأكد على ذلك في كتبه مرات لا تُحصى. ولو كان يؤمن بغير ذلك لذكره ألف مرة، ولدافع عنه، لأنه سيكون شيئا مخالفا لما عليه شيوخه وتلاميذه.

فقوله: "وَلَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ حَيَّيْنِ لَكَانَا مِنْ أَتْبَاعِهِ" ليس فيه أيّ إشارة إلى أيّ حديث نبوي، بل هو كلام ابن القيم، ومفاده أنّهما لو كانا يعيشان على هذه الأرض لكانا من أتباعه.

ولم يسكت ابن القيم عند هذه العبارة، بل تابع يقول: "وَإِذَا نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَإِنَّمَا يَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، فعيسى حيٌّ في السماء عنده إذن، فكيف سيقول إنه مات؟ وكيف سيؤمن أنّ موته ورد في الحديث النبوي ثم يقول بحياته في السماء؟ هل يستخفّ بالحديث النبوي؟

لقد أوهمَنا المرزا أنّ ابن القيم أتى بهذه العبارة في سياق الاستشهاد على وفاة المسيح!!! وهذا كذب كبير.

 8 نوفمبر 2020

  • السبت PM 03:33
    2022-10-08
  • 619
Powered by: GateGold